فرنسا والمتشددين... انقلب الإرهاب على داعمي الإرهاب

 

شبكة النبأ: بات الصراع مع الإرهاب من الأولويات الأمنية للإدارات الفرنسية خاصة خلال الاونة الأخيرة، إذ تشكل قضية مكافحة الإرهاب أهمية كبرى لدى فرنسا، وذلك اثر تهديدات القاعدة بشن المزيد من الهجمات لضرب مصالح فرنسا في العالم، فضلا تداعيات قضية محمد مراح المثيرة للجدل وقضية الاعتداء على جندي فرنسي في باريس من قبل إسلامي متطرف مؤخرا، حيث تسعى السلطة الفرنسية بصورة حثيثة الى إيجاد أساليب واستراتيجيات جديدة لمكافحة الإرهاب، ومن ابرز صوره القاعدة والمنظمات الإرهابية الأخرى ، ناهيك عن صراعها الدائم الإسلاميين المتطرفين.

إذ يرى الكثير من المحللين أن هذا التصعيد الأمني المضطرد في فرنسا، هو نتيجة للسياسة التخبط  المتبعة في مواجهة الإرهاب من السلطة الفرنسية، مثل قرار الحرب على مالي المتسرع والمكلف، فضلا تجنيد ودعم بعض المجاميع الإرهابية بصور غير مباشرة في بعض الدول الساخنة أمنيا مثل سوريا، إذ تظهر بعض الأحداث الأمنية انقلب الإرهاب على داعمي الإرهاب وخاصة في أفريقا ومنطقة المغرب العربي كما هو الحال الجزائر وليبيا.

فيما يرى بعض المحللين ان بعض الحركات المتطرفة أقامت علاقات وثيقة مع جماعات متطرفة أجنبية على غرار تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، مما يجعلها مسجل خطرا على مستوى العمليات الإرهابية يهدد امن فرنسا.

في حين شكلت تداعيات قضية محمد مراح المثيرة لجدل وقضية الاعتداء على جندي فرنسي في باريس من قبل إسلامي متطرف مؤخرا، وتشير تداعيات هذه القضايا الى أن تصاعد موجة التطرف والعنف هناك، مما يزيد المخاوف من ردود فعل عنيفة تجاه المسلمين خصوصا بعد مقتل جندي بريطاني في احد شوارع لندن مؤخرا، وبالتالي فأن مسلمي أوروبا يخشون من ان هذه الإحداث الأمنية قد ترفع من الانتهاكات الحقوقية الممثلة بالعنصرية والتميز، الى جانب التعصب ضد الإسلام المقبول تمامًا في فرنسا.

بينما يرى محللون آخرون أن أجندة فرنسا من اجل الهيمنة والنفوذ السياسي خارجيا، باستخدام أدوت محلية لتحقيق أجندات خارجية، لكنها سببت أخطاء سياسية أمنية مكلفة، فالملاحظ بأن قضية الإرهاب تشكل ضغطا كبيرا داخل المعترك السياسي الأمني الفرنسي حاليا، وربما حتى في المستقبل القريب.

متشددون فرنسيون يقاتلون في سوريا

في سياق متصل قالت صحيفة لوموند نقلا عن وكالتي المخابرات الداخلية والخارجية الفرنسيتين إن ما يتراوح بين 180 و200 مواطن فرنسي سافروا إلى سوريا في العام المنصرم للمشاركة في الحرب السورية  التي دخلت عامها الثالث، ويفوق هذا العدد تقديرات سابقة بلغت نحو 50 فرنسيا ويضم مقاتلين حملوا السلاح مع جماعات معارضة مثل جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة. وذكرت لوموند أن نحو 20 مواطنا عادوا إلى فرنسا بالفعل، ونقلت لوموند أيضا عن مصادر أمنية القول إن باريس تخشى أن ينفذ الفرنسيون المشاركون في الصراع هجمات بعد عودتهم إلى بلادهم.

غير أن مصادر أمنية قالت إنها تفتقر إلى الوسائل القانونية اللازمة لمراقبة المقاتلين العائدين بشكل فعال إذ لا يتوافر إلا معلومات قليلة للغاية عن الكتائب الإسلامية التي انضموا إليها لا تكفي لتبرير التحقيق معهم ومراقبتهم عن كثب، وتواجه الكثير من الدول الغربية خطر التعرض لهجمات عشوائية ينفذها أفراد متطرفون مثل حادث قتل جندي بريطاني على يد رجلين في أحد شوارع لندن في وضح النهار. بحسب رويترز.

وأعلن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي مسؤوليته عن هجومين منسقين استهدفا قاعدة عسكري ومنجم يورانيوم فرنسيا أسفرا عن مقتل 24جنديا ومدني، وقالت لوموند إنه بينما عاد نحو 20 "جهاديا" فرنسيا إلى بلادهم من سوريا لم يعتقل سوى واحد فقط وهو شاب فرنسي من أصل كوري يدعى فلافيان موريو (25 عاما) قاتل مع جماعة أحرار الشام الإسلامية المعارضة في سوريا.

فرنسا تدعو إلى تحرك ضد الإسلاميين في جنوب ليبيا

كما حثت فرنسا الدول الأفريقية على بذل جهود منسقة للتصدي للتهديد المتنامي للإسلاميين في صحراء جنوب ليبيا، وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس خلال زيارة للنيجر حيث هاجم انتحاريون منجما لليورانيوم تديره شركة فرنسية إن هناك علامات على أن جنوب ليبيا الذي يفتقر للقانون بدأ يتحول إلى ملاذ آمن للجماعات المتشددة في منطقة الصحراء الكبرى، وأضاف فابيوس بعد اجتماع مع رئيس النيجر محمد إيسوفو "يتعين علينا فيما يبدو أن نبذل جهدا خاصا بشأن جنوب ليبيا وهو ما تريده ليبيا أيضا، "تحدثنا بشأن المبادرات التي يمكن للدول المجاورة القيام بها بالتنسيق مع ليبيا".

وتقول النيجر إن الإسلاميين الذين نفذوا الهجوم المزدوج على منجم تابع لشركة اريفا وثكنة عسكرية واسفرا عن مقتل 25 شخصا عبروا الحدود من ليبيا. وتنفي طرابلس ذلك، وقال فابيوس إن الجهود اللازمة للتصدي للمشكلة في جنوب ليبيا ستحتاج الى دعم تونس والجزائر وتشاد ومالي ومصر، وأضاف "نظرا لأن جزءا كبيرا من ليبيا مثلما يقال دائما يمكن أن يشكل ملاذا للجماعات الإرهابية فيتعين على كل هذه الدول أن تعمل معا" مضيفا ان فرنسا ستساعدها "بكثير من العزم والتضامن". بحسب رويترز.

وتقول مصادر أمنية إن القائد المخضرم بالقاعدة مختار بلمختار حصل على أسلحة هناك وإن مقاتليه استخدموا المنطقة كطريق للمرور قبل عملية احتجاز رهائن في محطة للغاز في الجزائر في يناير كانون الثاني.

وتكافح طرابلس للسيطرة على الجماعات المسلحة التي ساعدت في الاطاحة بالقذافي وترفض الآن إلقاء أسلحتها، وكان البرلمان الليبي أعلن الجنوب منطقة عسكرية في ديسمبر كانون الاول لكن حراسة الحدود لا تزال مهمة مضنية بالنسبة للقوات الليبية الضعيفة، واعلن بلمختار وحركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا مسؤوليتهما معا عن الهجمات التي وقعت في النيجر. وكانت الحركة جزءا من تحالف المتشددين الذي سيطر على شمال مالي العام الماضي.

جماعة بلمختار تهدّد باستهداف فرنسا

فيما هددت جماعة (الموقعون بالدم) التي يقودها الجهادي الجزائري مختار بلمختار،  بشن المزيد من الهجمات في النيجر وباستهداف فرنسا والدول المشاركة في العملية في مالي، واعترفت لأول مرة بمقتل القيادي في تنظيم القاعدة عبد الحميد أبو زيد، في قصف للطائرات الفرنسية، وأعلن مختار بلمختار زعيم كتيبة (الموقعون بالدماء) التابعة لجماعة (الملثمون) التي انشقت العام الماضي عن تنظيم القاعدة في المغرب العربي، في بيان تلقته (وكالة نواكشوط للأبناء) مسؤولية كتيبته بالتعاون مع حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، عن الهجمات الانتحارية التي وقعت في النيجر. بحسب فرانس برس.

وقال بلمختار إن فرنسا "تحاول الفرار لِتزج بالجيوش المرتزقة مكانها"، متوعداً كل الدول التي "تنوي المشاركة في الحرب الصليبية على أرضنا و لو باسم ـ حفظ السلام ـ أننا سنذيقكم حر القتل والجراح في دياركم وبين جنودكم وكما تَقتُلون تُقتَلون، وكما تَقصِفون تُقصَفون والبادئ أظلم"، وكانت تفجيرات انتحارية استهدفت قاعدة أريفا لاستخراج اليورانيوم في النيجر التي تحرسها القوات الخاصة الفرنسية في آرليت والقاعدة العسكرية للجيش النيجري في أغادي.

تعزيز الاجراءات الأمنية في فرنسا اثر تهديدات القاعدة

من جانبه أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان تعزيز الإجراءات الاحترازية في فرنسا على اثر تهديدات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، مشيرا في الوقت نفسه الى انه يتعين عدم المبالغة بهذه التهديدات، وقال لودريان في حديث مع (آر ام سي-بي اف ام تي في) انه "يجب ان يؤخذ اي تهديد من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي على محمل الجد"، لكن "استخدام هذه التهديدات عبر وسائل الأعلام سلاح يستخدمه مسؤولو القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لإثارة القلق".

وأضاف الوزير الفرنسي "ينبغي بالتالي التحلي باليقظة، لكن يجب أن لا نبالغ مع ذلك بهذا الإعلان الذي يأتي في حين تكبد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي انتكاسات خطيرة في مالي"، وتابع ان المطلوب "بالتالي هو الاحتراز (…) وهذا ما يقوم به (وزير الداخلية) مانويل فالس عبر فرض تعزيز الإجراءات الاحترازية في فرنسا وهذا ما نقوم به في سفاراتنا"، موضحا ان وزير الخارجية "لوران فابيوس أعطى تعليمات محددة جدا لضمان امن سفاراتنا.

وبحسب لودريان، فان وزارة الدفاع تؤمن من جهتها "حالة تيقظ دقيقة جدا في كل الأماكن" التي تتواجد فيها القوات الفرنسية، وفي شريط مسجل، دعا رئيس "مجلس الاعيان" في التنظيم ابو عبيدة يوسف العنابي "المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها" الى "التعرض للمصالح الفرنسية في كل مكان، لانه منذ اليوم الاول الذي بدأ فيه هذا العدوان، أصبحت تلك المصالح مشروعة لكم"، وأضاف ابو عبيدة في الشريط الذي يحمل تاريخ 25 نيسان/ابريل "امام الحملة الصليبية الجديدة من فرنسا واحتلالها لارض من أراضي المسلمين، لا يسعنا الا ان ندعوكم الى التعبئة الشاملة والنفير العام". بحسب فرانس برس.

ودعا ابو عبيدة المسلمين الى افشال مخططات الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي "يريد ان تكون حملته الصليبية خاطفة وقصيرة ومحدودة في الزمان والمكان، ليجنب بلاده الوقوع في مستنقع مثل الذي وقعت فيه أميركا في كل من العراق وأفغانستان"، كما قال، وأضاف "وجب عليكم ايها المسلمون ان تفسدوا عليه خطته وتجروه الى حرب مفتوحة زمانا ومكانا تستنزف اقتصاد الدولة الفرنسية وتنهك قدراتها وتدفعها الى التقهقر والانكماش"، وتدعم فرنسا تنظيم انتخابات رئاسية في مالي في تموز/ يوليو لتجديد الشرعية الديمقراطية لسلطات باماكو.

القاعدة تدعو لضرب مصالح فرنسا في العالم وهولاند يأخذ التهديد جديا

من جهته دعا أحد زعماء تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، في شريط مسجل وضع على الانترنت، إلى ضرب المصالح الفرنسية في "كل مكان"، وسارع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى الإعلان انه يأخذ هذه التهديدات "على محمل الجد".

وانتقد رئيس "مجلس الاعيان" في التنظيم أبو عبيدة يوسف العنابي في التسجيل "الحملة الصليبية الجديدة من فرنسا واحتلالها لارض من اراضي المسلمين"، ملمحا بذلك إلى مالي، داعيا المسلمين "الى التعبئة الشاملة والنفير العام"، وقال هولاند ان فرنسا "تأخذ على محمل الجد" هذه التهديدات، مشيرا إلى ان "التهديد الارهابي لم يتبدد" على رغم الخسائر "الكبيرة" التي مني بها هذا التنظيم في مالي.

وكان يشير الى التدخل العسكري الفرنسي في مالي في كانون الثاني/يناير، وردا على سؤال في مؤتمر صحافي في الاليزيه مع الرئيس البولندي برونيسلاو كوموروفسكي، قال هولاند ان "مسألة التهديد التي ذكر بها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، نأخذها على محمل الجد"، واضاف "لقد الحقنا خسائر فادحة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي عبر التدخل في مالي، لكن شبكات القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي موجودة خارج مالي"، وقال هولاند "لذلك نعتبر ان من واجبنا متابعة التدخل في مالي طالما تطلب الوضع ذلك، حتى لو اننا قلصنا وجودنا، والاحتفاظ برقابة حول مالي للاستمرار في مكافحة الإرهاب".

لكنها اعلنت ان الفا من جنودها سيبقون في مالي الى ما بعد 2013 حتى يدعموا عند الحاجة قوات الامم المتحدة التي ستحل محل المهمة الدولية لدعم مالي، واكد هولاند "يتعين علينا ايضا حماية منشآتنا، وهذا ما اصدرت تعليمات في شأنه حتى لا نكون ضحايا اي من عمليات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي".

واتاح التدخل الفرنسي استعادة كبرى المدن في شمال مالي التي احتلتها منذ العام الماضي مجموعات اسلامية متصلة بالقاعدة، وقال هولاند "اذكر، من دون ان اقيم مع ذلك اي رابط، بالاعتداء على مصالحنا في طرابلس، لذلك فان التهديد الارهابي لم يتبدد". واضاف "لذلك نريد ان يتصدى له جميع الأوروبيين".

توقيف رجل ثالث في قضية محمد مراح

من جهة أخرى وجهت السلطات الفرنسية الى موقوف في الثلاثين من العمر تهمة توفير اسلحة الى محمد مراح، المتشدد الاسلامي الفرنسي الذي قتل باسم "الجهاد" سبعة اشخاص في تولوز (جنوب غرب) في آذار/مارس 2012، كما افاد مصدر قضائي، وقال المصدر ان الموقوف الذي لم تكشف هويته اودع الحبس بعدما وجهت اليه رسمياً تهم "التآمر في جريمة قتل مرتبطة بمنظمة طابعها ارهابي، واخفاء مسروقات، وحيازة ونقل اسلحة على علاقة بمنظمة ارهابية وتأليف عصبة اشرار بهدف التحضير لاعمال ارهابية.

وهو ثالث شخص يتم توقيفه وتوجيه الاتهام اليه في هذه القضية بعد الشقيق الاكبر لمحمد مراح، عبد القادر، ومحمد منير مسكين (25 عاما)، الذي اتهم بسرقة الدراجة النارية التي استخدمها مراح في تنفيذ جرائمه، وبحسب المصادر القضائية فان الرجل الذي اودع السجن، اعترف بانه زود مراح باسلحة لكنه نفى ان يكون قد علم مسبقاً، بما كان المتشدد الاسلامي يعتزم فعله بها. بحسب فرانس برس.

والمتهم الجديد صاحب سوابق قضائية وكان على معرفة بالشقيقين مراح وقد ولد في 31 تشرين الاول/اكتوبر 1982 ويشتبه في انه زود مراح ايضا بالسترة الواقية من الرصاص التي كان الاخير يرتديها حين اردته الشرطة في تبادل لاطلاق النار خلال محاولتها اقتحام منزله لاعتقاله، وبحسب المصادر نفسها فان المحققين يشتبهون في ان الموقوف زود مراح "بقطعتي سلاح على الاقل احدهما هو المسدس الرشاش اوزي" الذي استخدمه القاتل في هجومه على المدرسة اليهودية في تولوز حيث قتل ثلاثة اطفال ومدرس، واعتقل هذا المتهم الثالث في تولوز ونقل الى باريس.

قضية الاعتداء على جندي فرنسي

الى ذلك أوقفت الشرطة الفرنسية في ضواحي باريس شابا قال المحققون انه من انصار "الاسلام المحافظ ان لم يكن المتطرف" ويعتقد انه الرجل الذي هاجم العسكري الفرنسي في باريس، واعلن وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس في بيان ان "الشخص الذي يشتبه في انه اعتدى على عسكري في حي ديفانس بباريس اعتقل في لافيريار بدائرة ليزيفلين" (غرب باريس)، وافاد مصدر قريب من الملف ان عناصر التحقيق الاولى تفيد ان الرجل (22 عاما) قد يكون اصبح من انصار "تيار اسلامي محافظ وربما حتى متطرف منذ نحو ثلاث او اربع سنوات"، لكنه دعا الى الحذر.

وفعلا ليس الرجل معروفا بانه من "الداعين الى الجهاد"، كما اضاف احد المصادر القريبة من التحقيق الذي تكفلت به نيابة باريس، مؤكدا ان "التحقيق سيحدد في اي وقت اقتنع بالجهاد"، واكد مصدر اخر قريب من الملف "انه شاب اسلامي اعتنق الاسلام مؤخرا وهو معروف لدى اجهزة الشرطة المتخصصة لافكاره الاسلامية" كما انه معروف ايضا لدى اجهزة الشرطة لتورطه في جنح خصوصا عمليات سرقة، وقال وزير الداخلية مانويل فالس "يجب ان نتعرف اكثر على دوافعه ومساره وبيئته العائلية" داعيا الى الحذر، وقد وقع الاعتداء على العسكري الذي جرح في عنقه ونقل الى المستشفى، بعد ثلاثة ايام من جريمة قتل ارتكبها اسلاميان بحق جندي بريطاني دون ان تقام اي علاقة بين الهجمتين.

واثار صدمة في فرنسا بعد اكثر من سنة على اغتيال الشاب محمد مراح باسم الجهاد سبعة اشخص بينهم ثلاثة عسكريين في ضواحي تولوز (جنوب غرب)، وبهذا الصدد قال وزير الداخلية ان هناك "العشرات وربما المئات من مراح على الارجح" في فرنسا وحذر من ان مخاطر انتقال "المئات من الاوروبيين" الى القتال في سوريا "احيانا" مع "مجموعات معروفة بولائها الى القاعدة". بحسب فرانس برس.

وتم تصوير الاعتداء على العسكري الذي كان ضمن دورية من عملية مكافحة الارهاب بفيديو المراقبة وحصلت الشرطة على صور واضحة ظهر فيه المعتدي وهو يصلي قبل لحظات من ارتكابه الاعتداء وعلى راسه قبعة ويلبس ثيابا سوداء على ما افادت مصادر قريبة من التحقيق، كما عثرت الشرطة ايضا على حقيبة تركها المشتبه به في المكان فيها سكين وزجاجة مشروب ما اتاح تحديد هويته خصوصا بفضل البصمات الجينية (دي ان ايه)، بحسب الشرطة، وبفضل هذه المعلومات، نشرت الشرطة الجنائية في منطقة باريس قوة كبيرة للمراقبة خصوصا في محيط مدينة تراب بمنطقة ليزيفلين لتفادي وقوع اي هجوم جديد، وغادر العسكري المصاب سدريك كوردييه (23 عاما) المستشفى لكنه ما زال "مصدوما" على ما افادت رفيقته.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 29/حزيران/2013 - 19/شعبان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م