قال الرسول الاكرم محمد (صلى الله عليه واله):ـ إذا كانت ليلة النصف
من شعبان، فقوموا ليلها، وصوموا نهارها، فإنّ الله ينزل فيها لغروب
الشمس إلى السماء فيقول: ألا مستغفر فأغفر له؟.. ألا مسترزق فأرزقه؟..
حتى يطلع الفجر.
يقول الشيخ المفيد (قدس سره):ـ وهذه الليلة ـ ليلة النصف من شعبان ـ
من الليالي المشرفات المعظمات، اللواتي جعلن علامات لنزول الخيرات
والبركات، وروي أن أمير المؤمنين لم يكن ينام فيها محيياً لعبادة الله
عز وجل بالصلاة والدعاء وتلاوة القرآن.. 1.
وجاء في سنن ابن ماجة عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله(صلى
الله عليه واله): إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا
نهارها.. 2.
وعن زيد بن علي(عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليه السلام)
يجمعنا ليلة النصف من شعبان، ثم يجزئ الليل أجزاء ثلاثة، فيصلي بنا
جزءاً، ثم يدعو فنؤمن على دعائه، ثم يستغفر الله ونستغفره، ونسأله
الجنة حتى ينفجر الفجر.. 3.
ومن عظيم بركات هذه اللّيلة المباركة انّها ميلاد سلطان العصر وامام
الزّمان أرواحنا له الفداء، ولد عند السّحر سنة خمس وخمسين ومائتين في
سرّ مَن رأى، وهذا ما يزيد هذه اللّيلة شرفاً وفضلاً.
روى عن الامام الصّادق (عليه السلام) قال: سُئل الباقر (عليه السلام)
عن فضل ليلة النّصف من شعبان، فقال (عليه السلام): هي أفضل اللّيالي
بعد ليلة القدر، فيها يمنح الله العباد فضله ويغفر لهم بمنّه، فاجتهدوا
في القربة الى الله تعالى فيها فانّها ليلة آلى الله عزوجل على نفسه أن
لا يردّ سائلاً فيها ما لم يسأل الله المعصية، وانّها اللّيلة التي
جعلها الله لنا أهل البيت بازاء ما جعل ليلة القدر لنبيّنا (عليه
السلام)، فاجتهدوا في دعاء الله تعالى والثّناء عليه.
وعن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت علي بن الحسين (عليهما السلام)يقول:
من احب ان يصافحه مائة ألف نبي واربعة وعشرون ألف نبي، فليزر الحسين
عليه السلام ليلة النصف من شعبان، فان الملائكة وارواح النبيين
يستأذنون الله في زياته فيأذن لهم، فطوبى لمن صافحهم وصافحوه، منهم
خمسة اولوا العزم من المرسلين: نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى
الله عليه وعليهم اجمعين، قلت: لم سموا اولوا العزم؟ قال: لأنهم بعثوا
الى شرقها وغربها وجنها وانسها4..
عن أبي عبد الله (عليه السلام)قال: إذا كان اول يوم من شعبان نادى
مناد من تحت العرش: يا وفد الحسين لا تخلو ليلة النصف من شعبان من
زيارة الحسين (عليه السلام)، فلو تعلمون ما فيها لطالت عليكم السنة حتى
يجئ النصف 5.
وعن ابن ابي نصر قال: سألت الرّضا (عليه السلام): أيّ الاوقات أفضل
أن تزُور فيه الحسين (عليه السلام)؟ قال: النّصف من رجب والنّصف من
شعبان.
قُل مائة مرّة: اَللهُ اَكْبَرُ ثمّ قُل:اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا
بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ خاتَمِ النَّبِيّينَ،
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ سَيِّدِ الْمُرْسَلينَ، اَلسَّلامُ
عَلَيْكَ يا بْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا
عَبْدِاللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُسَيْنَ بْنَ عَلِيِّ،
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ،
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ، اَلسَّلامُ
عَلَيْكَ يَا صَفِيَّ اللهِ وَابْنَ صَفِيِّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ
يَا حُجَّةَ اللهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا حَبيبَ
اللهِ وابْنَ حَبيبِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا سَفيرَ اللهِ وَابْنَ
سَفيرِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا خازِنَ الْكِتابَ الْمَسْطُورِ،
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وارِثَ التَّوْراةِ وَالاِْنْجيلِ وَالزَّبُورِ،
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا اَمينَ الرَّحْمنِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا
شَريكَ الْقُرْآنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمُودَ الدِّينِ، اَلسَّلامُ
عَلَيْكَ يَا بابَ حِكْمَةِ رَبِّ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ
يَا بابَ حِطَّة الَّذي مَنْ دَخَلَهُ كانَ مِنَ الاْمِنينَ، اَلسَّلامُ
عَلَيْكَ يَا عَيْبَةَ عِلْمِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَوْضِعَ
سِرِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ثارَ اللهِ وَابْنَ ثارِهِ
وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى الاَْرْواحِ
الّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ وَاَناخَتْ بِرَحْلِكَ، بِاَبي اَنْتَ
وَاُمّي وَنَفْسي يا اَبا عَبْدِاللهِ لَقَدْ عَظُمَتِ الْمُصيبَةُ
وَجَلَّتِ الرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَميعِ اَهْلِ الاِْسْلامِ،
فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً اَسَّسَتْ اَساسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ
عَلَيْكُمْ اَهْلَ الْبَيْتِ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً دَفَعَتْكُمْ عَنْ
مَقامِكُمْ وَاَزالَتْكُمْ عَنْ مَراتِبِكُمْ الَّتي رَتَّبَكُمُ اللهُ
فيها، بِاَبي اَنْتَ وَاُمّي وَنَفْسي يا اَبا عَبْدِاللهِ اَشْهَدُ
لَقَدِ اقْشَعَرَّتْ لِدِمائِكُمْ اَظِلَّةَ الْعَرْشِ مَعَ اَظِلَّةُ
الْخَلائِقِ، وَبَكَتْكُمُ السَّماءُ وَالاَْرْضُ وَسُكّانُ الْجِنانِ
وَالْبَرِّ وَالْبَحْرِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ عَدَدَ ما فِي عِلْمِ
اللهِ، لَبَّيْكَ داعِيَ اللهِ اِنْ كانَ لَمْ يُجِبْكَ بَدَني عِنْدَ
اسْتِغاثَتِكَ وَلِساني عِنْدَ اسْتِنْصارِكَ، فَقَدْ اَجابَكَ قَلْبي
وَسَمْعي وَبَصَرَي، سُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا
لَمَفْعُولاً، اَشْهَدُ اَنَّكَ طُهْرٌ طاهِرٌ مُطَهَّرٌ مِنْ طُهْر
طاهِر مُطَهَّر، طَهُرْتَ وَطَهُرَتْ بِكَ الْبِلادُ وَطَهُرَتْ اَرْضٌ
اَنْتَ بِها وَطَهُرَ حَرَمُكَ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ اَمَرْتَ
بِالْقِسْطِ وَالْعَدْلِ وَدَعَوْتَ اِلَيْهِما، وَاَنَّكَ صادِقٌ
صِدّيقٌ صَدَقْتَ فيـما دَعَوْتَ اِلَيْهِ، وَاَنَّكَ ثارُ اللهِ فِي
الاَْرْضِ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللهِ وَعَنْ
جَدِّكَ رَسُولِ اللهِ وَعَنْ اَبيكَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ وَعَنْ
اَخيكَ الْحَسَنِ، وَنَصَحْتَ وَجاهَدْتَ فِي سَبيلِ اللهِ وَعَبَدْتَهُ
مُخْلِصاً حَتّى اَتيكَ الْيَقينُ، فَجَزاكَ اللهُ خَيْرَ جَزاءِ
السّابِقينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَسَلَّمَ تَسْليماً، اَللّـهُمَّ
صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَصَلِّ عَلَى الْحُسَيْنِ
الْمَظْلُومِ الشَّهيدِ الرَّشيدِ قَتيلِ الْعَبَراتِ وَاَسيرِ
الْكُرُباتِ، صَلاةً نامِيَةً زاكِيَةً مُبارَكَةً يَصْعَدُ اَوَّلُها
وَلا يَنْفَدُ آخِرُها، اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ اَوْلادِ
اَنْبِيائِكَ الْمُرْسَلينَ يا اِلـهَ الْعالَمينَ.
ثمّ قبّل الضّريح وضع خدّك الايمن عليه ثمّ الايسر ثمّ طف حول
الضّريح وقبّله من جوانبه الاربعة وقال المفيد (رحمه الله): ثمّ امض
الى ضريح عليّ بن الحسين (عليه السلام) وقِف عليه وقُل:
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الصِّدّيقُ الطَّيِّبُ الزَّكِيُّ
الْحَبيبُ الْمُقَرَّبُ وَابْنَ رَيْحانَةِ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ
عَلَيْكَ مِنْ شَهيد مُحْتَسِب وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، ما
اَكْرَمَ مَقامَكَ وَاَشْرَفَ مُنْقَلَبَكَ، اَشْهَدُ لَقَدْ شَكَرَ
اللهُ سَعْيَكَ وَاَجْزَلَ ثَوابَكَ، وَاَلْحَقَكَ بِالذِّرْوَةِ
الْعالِيَةِ، حَيْثُ الشَّرَفُ كُلُّ الشَّرفِ وَفِي الْغُرَفِ
السّامِيَةِ كَما مَنَّ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَكَ مِنْ اَهْلِ
الْبَيْتِ الَّذينَ اَذْهَبَ اللهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ
تَطْهيراً، صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ
وَرِضْوانُهُ، فَاشْفَعْ اَيُّهَا السَّيِّدُ الطّاهِرُ اِلى رَبِّكَ
فِي حَطِّ الاَْثْقالِ عَنْ ظَهْري وَتَخْفيفِها عَنّي وَارْحَمْ ذُلّي
وَخُضُوعي لَكَ وَلِلسَّيِّدِ اَبيكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْكُما.
ثمّ انكب على القبر وقل:
زادَ اللهُ فِي شَرَفِكُمْ فِي الاْخِرَةِ كَما شَرَّفَكُمْ فِي
الدُّنْيا، وَاَسْعَدَكُمْ كَما اَسْعَدَ بِكُمْ، وَاَشْهَدُ اَنَّكُمْ
اَعْلامُ الدّينِ وَنُجُومُ الْعالَمينَ، وَاَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ
وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.
ثمّ توجّه الى الشّهداء وقل:
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَنْصارَ اللهِ وَاَنْصارَ رَسُولِهِ
وَاَنْصارَ عَلِيّ بْنِ اَبي طالِب وَاَنْصارَ فاطِمَةَ وَاَنْصارَ
الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَاَنْصارَ الاِسْلامِ، اَشْهَدُ اَنَّكُمْ
قَدْ نَصَحْتُمْ للهِ وَجاهَدْتُمْ فِي سَبيلِهِ فَجَزاكُمُ اللهُ عَنِ
الاِْسْلامِ وَاَهْلِهِ اَفْضَلَ الْجَزاءِ، فُزْتُمْ وَاللهِ فَوْزاً
عَظيماً، يا لَيْتَني كُنْتُ مَعَكُمْ فَاَفُوزَ فَوْزاً عَظيماً،
اَشْهَدُ اَنَّكُمْ اَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّكُمْ تُرْزَقُونَ، اَشْهَدُ
اَنَّكُمُ الشُّهَداءُ وَالسُّعَداءُ وَاَنَّكُمُ الْفائِزوُنَ فِي
دَرَجاتِ الْعُلى، واَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ
وَبَرَكاتُهُ.
ثمّ عُد الى عند الرّأس فَصَلِّ صلاة الزّيارة وادعُ لنفسك ولوالديك
ولاخوانك المؤمنين.
ومن اعمال ليلة النصف من شعبان كما ورد في كامل الزيارات ومفاتيح
الجنان:ـ
أوّلها: الغسل، فانّه يوجب تخفيف الذّنوب.
الثّاني: احياؤها بالصّلاة والدّعاء والاستغفار كما كان يصنع الامام
زين العابدين (عليه السلام)، وفي الحديث من أحيا هذه اللّيلة لم يمت
قلبه يوم تموت فيه القلوب
الثّالث: زيارة الحسين (عليه السلام) وهي أفضل أعمال هذه اللّيلة،
وتوجب غفران الذّنوب، وأقلّ ما يزار به (عليه السلام) أن يصعد الزائر
سطحاً مرتفعاً فينظر يمنة ويسرة ثمّ يرفع رأسه الى السّماء فيزوره (عليه
السلام) بهذه الكلمات:
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ
وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، ويرجى لمن زار الحسين (عليه
السلام)حيثما كان بهذه الزيارة أن يكتب له أجر حجّة وعمرة.
الرّابع: أن يدعو بهذا الدّعاء الذي رواه الشّيخ والسّيد وهو بمثابة
زيارة للامام الغائب صلوات الله عليه:
اَللّـهُمَّ بِحَقِّ لَيْلَتِنا وَمَوْلُودِها، وَحُجَّتِكَ
وَمَوْعُودِها، الَّتي قَرَنْتَ اِلى فَضْلِها، فَضْلاً فَتَمَّتْ
كَلِمَتُكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِكَ، وَلا
مُعَقِّبَ لاِياتِكَ، نُورُكَ الْمُتَاَلِّقُ، وَضِياؤُكَ الْمُشْرِقُ،
وَالْعَلَمُ النُّورُ في طَخْياءِ الدَّيْجُورِ، الْغائِبُ الْمَسْتُورُ،
جَلَّ مَوْلِدُهُ وَكَرمَ مَحْتِدُهُ، وَالْمَلائِكَةُ شُهَّدُهُ،
وَاللهُ ناصِرُهُ وَمُؤَيِّدُهُ، اِذا آن ميعادُهُ، وَالْمَلائِكَةُ
اَمْدادُهُ، سَيْفُ الله الَّذي لا يَنْبُو، وَنُورُهُ الَّذي لا
يَخْبُو، وَذُو الْحِلْمِ الَّذي لا يَصْبُو، مَدارُ الَّدهْرِ،
وَنَواميسُ الْعَصْرِ، وَوُلاةُ الاَْمْرِ، وَالْمُنَزَّلُ عَلَيْهِمْ
ما يَتَنَزَّلُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَاَصْحابُ الْحَشْرِ
وَالنَّشْرِ، تَراجِمَةَ وَحْيِهِ، وَوُلاةُ اَمْرِهِ وَنَهْيِهِ،
اَللّـهُمَّ فَصَلِّ عَلى خاتِمِهم وَقائِمِهِمْ الْمَسْتُورِ
عَوالِمِهِمْ، اَللّـهُمَّ وَاَدْرِكَ بِنا أَيّامَهُ وَظُهُورَهُ
وَقِيامَهُ، وَاجْعَلْنا مِنْ اَنْصارِهِ، وَاقْرِنْ ثارَنا بِثارِهِ،
وَاكْتُبْنا في اَعْوانِهِ وَخُلَصائِهِ، وَاَحْيِنا في دَوْلَتِهِ
ناعِمينَ، وَبِصُحْبَتِهِ غانِمينَ وَبِحَقِّهِ قائِمينَ، وَمِنَ
السُّوءِ سالِمينَ، يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ
الْعالَمينَ وَصَلَواتُهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّد خاتَمِ النَّبِيّينَ
وَالْمُرْسَلينَ، وَعَلى اَهْلِ بَيْتِهِ الصّادِقينَ وَعِتْرَتِهَ
النّاطِقينَ، وَالْعَنْ جَميعَ الظّالِمينَ، واحْكُمْ بَيْنَنا
وَبَيْنَهُمْ يا اَحْكَمَ الْحاكِمينَ.
الخامس: الدعاء المروي عن الامام الصّادق (عليه السلام)هذا الدّعاء
ليلة النّصف من شعبان:
اَللّـهُمَّ اَنْتَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، الْعَلِيُّ الْعَظيمُ،
الْخالِقُ الرّازِقُ، الُْمحْيِي الْمُميتُ، الْبَديءُ الْبَديعُ، لَكَ
الْجَلالُ، وَلَكَ الْفَضْلُ، وَلكَ الْحَمْدُ، وَلَكَ الْمَنُّ، وَلَكَ
الْجُودُ، وَلَكَ الْكَرَمُ، وَلَكَ الاَمْرُ، وَلَكَ الَمجْدُ، وَلَكَ
الْشُّكْرُ، وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ، يا واحِدُ يا اَحَدُ، يا صَمَدُ،
يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً اَحَدٌ،
صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاْغفِرْ لي وَارْحَمْني،
وَاكْفِني ما اَهَمَّني، وَاقْضِ دَيْني، وَوَسِّعْ عَليَّ في رِزْقي،
فَاِنَّكَ في هذِهِ اللَّيْلَةِ كُلَّ اَمْر حَكيم تَفْرُقُ، وَمَنْ
تَشاءُ مِنْ خلْقِكَ تَرْزُقُ، فَارْزُقْني وَاَنْتَ خَيْرُ الرّازِقينَ،
فَاِنَّكَ قُلْتَ وَاَنْتَ خَيْرُ الْقائِلينَ النّاطِقينَ واسْأَلُوا
اللهَ مِنْ فَضْلِهِ، فَمِنْ فَضْلِكَ أسْأَلُ، وَاِيّاكَ قَصَدْتُ،
وابْنَ نَبِيِّكَ اعْتَمَدْتُ، وَلَكَ رَجَوْتُ، فَارْحَمْني يا
اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.
السّادس: اُدع بهذا الدّعاء الذي كان يدعو به النّبي (صلى الله عليه
وآله وسلم) في هذه الليلة:
اَللّـهُمَّ اقْسِمْ مِنْ خَشْيَتِكَ ما يَحُولُ بَيْنَنا وَبَيْنَ
مَعْصِيَتِكَ، وَمِنْ طْاعَتِكَ ما تُبَلِّغُنا بِهِ رِضْوانَكَ، وَمِنَ
الْيَقينِ ما يَهُونُ عَلَيْنا بِهِ مُصيباتُ الدُّنْيا، اَللّـهُمَّ
اَمْتِعْنا بِاَسْماعِنا وَاَبْصارِنا وَقُوَّتِنا ما اَحْيَيْتَنا،
وَاجْعَلْهُ الْوارِثَ مِنّا، واجْعَلْ ثأرَنا عَلى مَنْ ظَلَمَنا،
وَانْصُرنا عَلى مَنْ عادانا، وَلا تَجْعَلْ مُصيبَتَنا في دينِنا،
وَلا تَجْعَلِ الدُّنْيا اَكْبَرَ هَمِّنا، وَلا مَبْلَغَ عِلْمِنا،
وَلا تُسَلِّطْ عَلَيْنا مَنْ لا يَرْحَمُنا، بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ
الرّاحِمينَ.
السّابع: أن يقرأ الصّلوات التي يدعى بها عند الزّوال في كلّ يوم.
الثّامن: أن ندعو بدعاء كميل.
التّاسع: أن يذكر الله بكلّ من هذه الاذكار مائة مرّة، سُبْحانَ
اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلـهَ إلاَّ اللهُ واللهُ اَكْبَرُ ليغفر
الله له ما سلف من معاصيه، ويقضي له حوائج الدّنيا والاخرة.
العاشر: روى الشّيخ في المصباح عن أبي يحيى في حديث في فضل ليلة
النّصف من شعبان انّه قال: قلت لمولاي الصّادق (عليه السلام): ما هو
أفضل الادعية في هذه اللّيلة، فقال: اذا صلّيت العشاء فصلّ ركعتين تقرأ
في الاُولى الحمد وسورة الجحد وهي سورة «قل يا أيّها الكافرون»، وفي
الثّانية الحمد وسورة التّوحيد وهي سورة «قُلْ هُوَ اللهُ أحَدٌ»، فاذا
سلّمت قلت: «سُبْحانَ اللهِ» ثلاثاً وثلاثين مرّة، و«الْحَمْدُ للهِ»
ثلاثاً وثلاثين مرّة، و«اللهُ اَكْبَرُ» أربعاً وثلاثين مرّة، ثمّ قل:
يا مَنْ اِلَيْهِ مَلْجَأُ الْعِبادِ في الْمُهِمّاتِ، وَاِلَيْهَ
يَفْزَعُ الْخَلْقُ في الْمُلِمّاتِ، يا عالِمَ الْجَهْرِ
وَالْخَفِيّاتِ، يا مَنْ لا تَخْفى عَلَيْهِ خَواطِرُ الاَْوْهامِ
وَتَصَرُّفُ الْخَطَراتِ، يا رَبَّ الْخَلايِقِ وَالْبَرِيّاتِ، يا
مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ الاَْرَضينَ وَالسَّماواتِ، اَنْتَ اللهُ لا
اِلـهَ إِلاّ اَنْتَ، اَمُتُّ اِلَيْكَ بِلا اِلـهَ إِلاّ اَنْتَ، فَيا
لا اِلـهَ اِلاّ اَنْتَ اجْعَلْني في هِذِهِ اللَّيْلَةِ مِمَّنْ
نَظَرْتَ اِلَيْهِ فَرَحِمْتَهُ وَسَمِعْتَ دُعاءَهُ فَاَجَبْتَهُ،
وَعَلِمْتَ اسْتِقالَتَهُ فَاَقَلْتَهُ، وَتَجاوَزْتَ عَنْ سالِفِ
خَطيئَتِهِ وَعَظيمِ جَريرَتِهِ، فَقَدِ اسْتَجَرْتُ بِكَ مِنْ
ذُنُوبي، وَلَجَأتُ اِلَيْكَ في سَتْرِ عُيُوبي، اَللّـهُمَّ فَجُدْ
عَلَيَّ بِكَرَمِكَ وَفَضْلِكَ، وَاحْطُطْ خَطايايَ بِحِلْمِكَ
وَعَفْوِكَ، وَتَغَمَّدْني في هذِهِ اللَّيْلَةِ بِسابِغِ كَرامَتِكَ،
وَاجْعَلْني فيها مِنْ اَوْلِيائِكَ الَّذينَ اجْتَبَيْتَهُمْ
لِطاعَتِكَ، واخْتَرْتَهُمْ لِعِبادَتِكَ، وَجَعَلْتَهُمْ خالِصَتَكَ
وَصِفْوَتَكَ، اَللّـهُمَّ اجْعَلْني مِمَّنْ سَعَدَ جَدُّهُ،
وَتَوَفَّرَ مِنَ الْخَيْراتِ حَظُّهُ، وَاجْعَلْني مِمَّنْ سَلِمَ
فَنَعِمَ، وَفازَ فَغَنِمَ، وَاكْفِني شَرَّ ما اَسْلَفْتُ،
وَاعْصِمْني مِنَ الاْزدِيادِ في مَعْصِيَتِكَ، وَحَبِّبْ اِلَيَّ
طاعَتَكَ وَما يُقَرِّبُني مِنْكَ وَيُزْلِفُني عِنْدَكَ، سَيِّدي
اِلَيْكَ يَلْجَأُ الْهارِبُ، وَمِنْكَ يَلْتَمِسُ الطّالِبُ، وَعَلى
كَرَمِكَ يُعَوِّلُ الْمُسْتَقْيِلُ التّائِبُ، اَدَّبْتَ عِبادَكَ
بالتَّكَرُّمِ، وَاَنْتَ اَكْرَمُ الاَْكْرَمينَ، وَاَمَرْتَ
بِالْعَفْوِ عِبادَكَ وَاَنْتَ الْغَفُورُ الَّرحيمُ، اَللّـهُمَّ
فَلاتَحْرِمْني ما رَجَوْتُ مِنْ كَرَمِكَ، وَلا تُؤْيِسْني مِنْ
سابِغِ نِعَمِكَ، وَلا تُخَيِّبْني مِنْ جَزيلِ قِسْمِكَ في هذِهِ
اللَّيْلَةِ لاَهْلِ طاعَتِكَ، وَاجْعَلْني في جُنَّة مِنْ شِرارِ
بَرِيَّتِكَ، رَبِّ اِنْ لَمْ اَكُنْ مِنْ اَهْلِ ذلِكَ فَاَنْتَ
اَهْلُ الْكَرَمِ وَالْعَفْوِ وَالْمَغْفِرَةِ، وَجُدْ عَلَيَّ بِما
اَنْتَ اَهْلُهُ لا بِما اَسْتَحِقُّهُ، فَقَدْ حَسُنَ ظَنّي بِكَ،
وَتَحَقَّقَ رَجائي لَكَ، وَعَلِقَتْ نَفْسي بِكَرَمِكَ، فَاَنْتَ
اَرْحَمُ الرّاحِمينَ وَاَكْرَمُ الاَْكْرَمينَ، اَللّـهُمَّ
واخْصُصْني مِنْ كَرمِكَ بِجَزيلِ قِسْمِكَ، وَاَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ
عُقُوبَتِكَ، وَاغْفِر لِيَ الَّذنْبَ الَّذي يَحْبِسُ عَلَيَّ
الْخُلُقَ، وَيُضَيِّقُ عَليَّ الرِّزْقَ، حَتى اَقُومَ بِصالِحِ
رِضاكَ، وَاَنْعَمَ بِجَزيلِ عَطائِكَ، وَاَسْعَدَ بِسابِغِ
نَعْمائِكَ، فَقَدْ لُذْتُ بِحَرَمِكَ، وَتَعَرَّضْتُ لِكَرَمِكَ،
واَسْتَعَذْتُ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَبِحِلْمِكَ مِنْ
غَضَبِكَ، فَجُدْ بِما سَأَلْتُكَ وَاَنِلْ مَا الَْتمَسْتُ مِنْكَ،
اَساَلُكَ بِكَ لا بِشَيء هُوَ اَعْظَمُ مِنْكَ.
ثمّ تسجد وتقول: «يا رَبُّ» عشرين مرّة، «يا اَللهُ» سبع مرّات، «لا
حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ» سبع مرّات، «مآ شاءَ اللهُ» عشر
مرّات، «لا قُوّةَ إِلاّ بِاللهِ» عشر مرّات، ثمّ تصلّي على النّبي
(صلى الله عليه وآله وسلم(وآله وتسأل حاجتك فو الله لو سألت بها بعدد
القطر لبلّغك الله عزوجل ايّاها بكرمه وفضله.
الحادي عشر: قال الطّوسي والكفعمي: يقال في هذه اللّيلة:
اِلـهي تَعَرَّضَ لَكَ في هذَ اللَّيْلِ الْمُتَعَرِّضُونَ،
وَقَصَدَكَ الْقاصِدُونَ، وَاَمَّلَ فَضْلَكَ وَمَعْرُوفَكَ
الطّالِبُونَ، وَلَكَ في هذَا اللّيْلِ نَفَحاتٌ وَجَوائِزُ وَعَطايا
وَمَواهِبُ تَمُنُّ بِها عَلى مَنْ تَشاءُ مِنْ عِبادِكَ، وَتَمْنَعُها
مَنْ لَمْ تَسْبِقْ لَهُ الْعِنايَةُ مِنْكَ، وَها اَنَا ذا عُبَيْدُكَ
الْفَقيرُ اِلَيْكَ، الْمُؤَمِّلُ فَضْلَكَ وَمَعْرُوفَكَ، فَاِنْ
كُنْتَ يا مَولايَ تَفَضَّلْتَ في هذِهِ اللَّيْلَةِ عَلى اَحَد مِنْ
خَلْقِكَ، وَعُدْتَ عَلَيْهِ بِعائِدَة مِنْ عَطْفِكَ، فَصَلِّ عَلى
مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ، الْخَيِّرينَ
الْفاضِلينَ، وَجُدْ عَلَيَّ بِطَولِكَ وَمَعْرُوفِكَ يا رَبَّ
الْعالَمينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّد خاتَمِ النَّبيّينَ وَآلِهِ
الطّاهِرينَ وَسَلَّمَ تَسْليماً، اِنَّ اللهَ حَميدٌ مَجيدٌ،
اَللّـهُمَّ اِنّي اَدْعُوكَ كَما اَمَرْتَ فَاسْتَجِبْ لي كَما
وَعَدْتَ اِنَّكَ لا تُخْلِف الْميعادَ.
قال كميل بن زياد: كنت جالسا مع مولاي أمير المؤمنين عليه السلام في
مسجد البصرة ومعه جماعة من اصحابه فقال بعضهم: ما معنى قول الله عز
وجل: (فيها يفرق كل أمر حكيم)؟
قال عليه السلام: ليلة النصف من شعبان، والذي نفس علي بيده انه ما
من عبد الا وجميع ما يجري عليه من خير وشر مقسوم له في ليلة النصف من
شعبان إلى آخر السنة في مثل تلك الليلة المقبلة، وما من عبد يحييها
ويدعو بدعاء الخضر عليه السلام الا اجيب له. فلما انصرف طرقته ليلا،
فقال عليه السلام: ما جاء بك يا كميل؟ قلت: يا أمير المؤمنين دعاء
الخضر، فقال: اجلس يا كميل، إذا حفظت هذا الدعاء فادع به كل ليلة جمعة
أو في الشهر مرة أو في السنة مرة أو في عمرك مرة تكف وتنصر وترزق ولن
تعدم المغفرة، يا كميل اوجب لك طول الصحبة لنا ان نجود لك بما سألت، ثم
قال: اكتب: فكتب دعاء كميل.
ومما يعمل ليلة النصف من شعبان بارض كربلاء ما رويناه عن أبي القاسم
رحمه الله من كتاب الزيارات عن سالم بن عبد الرحمان، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: من بات ليلة النصف من شعبان بأرض كربلاء، يقرأ ألف
مرة (قل هو الله أحد) ويستغفر الله ألف مرة ويحمد الله ألف مرة، ثم
يقوم فيصلي اربع ركعات، يقرء في كل ركعة ألف مرة آية الكرسي، وكل الله
عز وجل به ملكين يحفظانه من كل سوء ومن كل شيطان وسلطان، ويكتبان له
حسناته، ولا يكتب عليه سيئة ويستغفران له ماداما معه 6.
اللهم بحق ليلتنا هذه ومولودها، وحجتك وموعدها، التي قرنت الى فضلها
فضلا، فتمت كلمتك صدقا وعدلا، لا مبدل لكلماتك ولا معقب لآياتك، نورك
المتألق وضياؤك المشرق، والعلم النور في طخياء الديجور، الغائب المستور،
جل مولده وكرم محتده، والملائكة شهده، والله ناصره ومؤيده إذا آن
ميعاده والملائكة امداده. سيف الله الذي لا ينبو، ونوره الذي لا يخبو،
وذو الحلم الذي لا يصبو، مدار الدهر ونواميس العصر وولاة الامر وولاة
الامر والمنزل عليهم ما ينزل في ليلة القدر واصحاب الحشر والنشر،
وتراجمه وحيه وولاة امره ونهيه. اللهم فصل على خاتمهم وقائمهم، المستور
عن عوالمهم، وادرك بنا ايامه وظهوره وقيامه، واجعلنا من انصاره، واقرن
ثارنا بثاره، واكتبنا في اعوانه وخلصائه،واحينا في دولته ناعمين
وبصحبته غانمين، وبحقه قائمين، ومن السوء سالمين يا ارحم الراحمين.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد خاتم النبيين والمرسلين
وعلى اهل بيته الصادقين وعشرته الناطقين، والعن جميع الظالمين، واحكم
بيننا وبينهم يا احكم الحاكمين.
يوم النّصف من شعبان
وهو عيد الميلاد قد ولد فيه الإمام الثّاني عشر إمامنا المهديّ
الحجّة بن الحسن صاحب الزّمان صلوات الله عليه وعلى آبائه ويستحبّ
زيارته (عليه السلام) في كلّ زمان ومكان والدّعاء بتعجيلِ الفرَج عند
زيارته وتتأكّد زيارته في السّرداب بسرّ من رأى وهو المتيقّنُ ظهوره
وتملّكُهُ وانّه يملا الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً. العجل
العجل ياصاحب الزمان ادركنا ادركنا..
..........................................
الهوامش
1. الشيخ المفيد، المقنعة، 226.
2. شرح سنن ابن ماجة القزويني، ج1 |421.
3. وسائل الشيعة للحر العاملي، حديث 10192.
4. إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني 3 | 339.
5. البحار 101: 98.
6. - رواه في كامل الزيارات: 181، عنه البحار 101:
342، 10: 368 |