سوريا والغرب... جعجعة حرب غير مستبعدة!

 

شبكة النبأ: مع احتدام الحرب السورية وتصاعد الخطاب الحربي بالممزوج المماطلة السياسية، ينقسم المجتمع الدولي بشان التعامل مع النزاع في سوريا ومحاولة تغير مساره باتجاه تسوية تفض هذه الصراع الدامي المستمر منذ ثلاث سنوات تقريبا.

حيث تظهر التباينات في المواقف الدولية مع غليان العداء السياسي بين الولايات المتحدة وحلفائها فرنسا وبريطانيا وبين سوريا وحلفائها روسيا وحزب الله، عجز هذه الاطراف المتخالف في فتح كوة بجدار الازمة السورية بل تضفي خلافاتهم المحتدمة بواعث خطر الانزلاق الى حرب كارثية، نظرا لشراسة المواجهة الدائرة بين أطراف الخصام حول سوريا، مما يعني قرع طبول الحرب بات عاجلا ام أجلا.

وعلى الرغم من استمرار المبادرات الإقليمية والدولية لتسوية الازمة السورية وخاصة من لدن موسكو وواشطن، الا ان الكثير من المحللين لا يعتقدون أن هناك إجراء حاسما سيتخذ لإيقاف الازمة، فلم تنجح التحركات الدبلوماسية المكثفة خلال الاونة الاخيرة، بسبب تباين مواقف المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة وحلفائها، التي تسعى لتمرير أجنداتها من خلال الأزمة السورية الحالية، وبسبب تزمت كل طرف بموقفه وانقسام القوى العالمية في دعمها لطرفي الصراع، وليس هناك أمل يذكر فيما يبدو في أنها ستحقق هدفها بالتوصل الى تسوية او توافق حتى المستقبل القريب، مما يضع النزاع السوري داخل حلقة مفرغة تساعد على ديمومة الصراع الذي لا خاسر فيه ولا منتصر.

فمثلا تريد الدول الغربية انتزاع تنازلات حول سوريا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة مجموعة الثماني لكن بوتين يبدو مصمما اكثر من اي وقت مضى على دعم نظام دمشق، وحدث اشتباك متكرر بين الغرب وروسيا بشأن أفضل طرق إنهاء الصراع السوري وأحبطت موسكو محاولات لإدانة الأسد في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وتبيع في الوقت ذاته سلاحا للجيش السوري النظامي.

مما صعد من لهجت واشنطن المعادية لسوريا بوعدها بارسال مساعدات عسكرية الى المعارضة السورية المسلحة، بعد ان قالت ان لديها ادلة على ان النظام تجاوز "الخط الاحمر" باستخدامه اسلحة كيميائية على نطاق ضيق، لتلاقي حماسة حلفائها الفرنسيين والبريطانيين الذين يطالبون بتحرك اكبر، الا ان الخيارات العسكرية لا تزال محدودة بالنسبة للعواصم الغربية التي تريد خصوصا تفادي الدخول في اتون النزاع السوري، وترددت خلال السنتين الماضيتين كثيرا عبارات التسليح واقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا، على وقع التبدلات الميدانية الكبيرة التجاذبات الدبلوماسية.

لكن للمرة الاولى عمد البيت الابيض الى تشديد لهجته من خلال اتهام النظام السوري باستخدام اسلحة كيميائية، بعدما اعلنت باريس وتبعتها لندن امتلاك ادلة تثبت استخدام غاز السارين من جانب قوات النظام في سوريا.

إذ يرى معظم المحللين ان اتهام امريكا وحلفائها لسوريا باستخدام الكيميائي قد يكون ذريعة للحرب، خصوصا بعدما حققت القوات السورية انتصارات متتالية على قوى المعارضة المسلحة خاصة خلال الاونة الاخيرة، ويعتقد هؤلاء المحللين ان هذه الذريعة ربما تكون تكرار السيناريو العراقي في سوريا والمتعلق باستخدام وتقصي وجود الاسلحة الكيمياوية في البلد كحجة للاطاحة بالرئيس بشار الأسد. وتريد لندن وباريس تسليم اسلحة للمتمردين السوريين ودفعتا الاتحاد الاوروبي الى رفع الحظر الذي كان يفرضه على بيع السلاح الى سوريا، ليكون في الامكان ارسال اسلحة الى المعارضين.

لكن نفت روسيا، التي تقدم الدعم العسكري للنظام السوري متجاهلة دعوات الغرب مثل نظام الدفاع الجوي المتطور إس-300، المزاعم الاميركية بشأن باستخدام اسلحة كيميائية، كما دخلت الاردن في خط التسليح وذلك من خلال استقبالها قوات أمريكية وفتح حدودها أمام القوات الاجنبية، تعكس هذه الخطوة بالحقائق والدلائل مدى التنافس والغايات والأجندة التي تهدف اليها الدول الداعمة والمحرضة للمعارضة تحت غطاء الثورة المزعومة، وعليه فأن جميع المعطيات انفة الذكر تهدد التسوية السياسية ليصبح السلام في سوريا غاية بعيدة المنال.

اوباما يشكك في جدوى العمل العسكري

في سياق متصل شكك الرئيس الاميركي باراك اوباما في ان يؤدي اي تحرك عسكري اميركي كبير في سوريا مثل اقامة منطقة حظر جوي الى انقاذ ارواح او تغيير مجرى النزاع في هذا البلد، ورد اوباما خلال مقابلة اجراها معه الصحافي تشارلي روز وبثتها شبكة بي بي اس العامة، على منتقديه الذين يحضونه على التدخل في النزاع السوري مؤكدا انه ليس هناك من حل سهل وحذر من انه "اذا ما اقمنا منطقة حظر جوي، فقد لا نكون نحل فعليا المشكلة"، وكان اعضاء في مجلس النواب الاميركي اعلنوا عن خطط لتسليح المعارضة السورية بعدما خلصت ادارة اوباما الى ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد استخدم اسلحة كيميائية.

واتهم بعض اعضاء الكونغرس اوباما بالتردد في الملف السوري، لكن الرئيس الاميركي حذر من مخاطر كبرى قد تواكب العمل العسكري المباشر مكررا التعبير عن تصميمه على عدم التورط في حرب اخرى في الشرق الاوسط.

وردا على دعوات لاغلاق المجال الجوي للطائرات الحربية السورية عبر القوة الجوية الاميركية قال اوباما "الواقع ان 90% من القتلى لم يسقطوا بسبب الضربات الجوية التي شنها سلاح الجو السوري"، واضاف "سلاح الجو السوري ليس جيدا بالضرورة، لا يمكنهم التصويب بشكل دقيق جدا" مشيرا الى ان معظم التحركات تتم "على الارض"، وحول احتمال اقامة "ممر انساني" لانقاذ مدنيين في مناطق تسيطر عليها المعارضة قال اوباما ان مثل هذه الخطوة ستتطلب غارات جوية لا تعرف عواقبها بما يشمل التسبب بالمزيد من القتلى في صفوف المدنيين.

واوضح الرئيس الاميركي "اذا تمت اقامة ممر انساني، فهل هذا يعني بالواقع الالتزام ليس فقط بوقف الطائرات من الوصول الى الممر لكن ايضا الصواريخ؟"، وتابع في المقابلة التي اجرتها معه بي بي اس قبل مغادرته الى قمة مجموعة مجموعة الثماني في ايرلندا الشمالية "وفي حال حصل ذلك، هل انه يعني انه يجب ضرب الاسلحة في دمشق وان نكون على استعداد حينئذ لقصف دمشق؟ وماذا سيحصل اذا سقط ضحايا مدنيون؟"، وفي تصريحات علنية غير معتادة للرئيس بخصوص الخيارات العسكرية، قال اوباما ان القصف سينطوي على مخاطر بضرب موقع للاسلحة الكيميائية عن طريق الخطأ ما يمكن ان يؤدي الى انتشار عناصر كيميائية في الهواء". بحسب فرانس برس.

وتساءل اوباما "هل قمنا بمسح كل منشآت الاسلحة الكيميائية داخل سوريا للتاكد من اننا لا نلقي قنبلة على منشأة اسلحة كيميائية تؤدي الى تبعثر اسلحة كيميائية ومقتل مدنيين، وهذا تحديدا ما نحاول منعه"، واوحى اوباما بانه حذر ازاء امداد المسلحين بالمزيد من الاسلحة المتطورة ورفض حجج بعض اعضاء الكونغرس والمعلقين بان مثل هذه الخطوة يمكن ان تغير مسار النزاع، واضاف "اي مفهوم يقول بان الامر يتطلب مجرد بضع مضادات للمروحيات او مضادات دبابات لعكس مسار الامور، اعتقد انه لا يتسم بالواقعية في تحليل الوضع"، وتابع اوباما ان بعض منتقدي الموقف الحالي اقترحوا "ان نتدخل بقوة عبر اقامة مناطق حظر جوي وممرات انسانية وامور اخرى" مشيرا الى ان ذلك "مجرد حل تبسيطي".

وفي اشارة الى الاجتماعات في البيت الابيض مع ضباط عسكريين قال اوباما "سيكون من الصعب عليكم ان تفهموا تعقيد الوضع وكيف انه يجب علينا عدم المسارعة للدخول في حرب اخرى في الشرق الاوسط، اذا لم تشاركوا في مثل هذه الاجتماعات".

لكن اوباما رفض ايضا طرح الا يكون للولايات المتحدة اي دور لتلعبه في هذا الخصوص، وقال ان واشنطن "لديها مصالح جدية هناك وليس فقط مصالح انسانية"، واوضح "لا يمكننا السماح بوضع حيث تستمر الفوضى في بلد كبير يقع على حدود دولة مثل الاردن الواقعة ايضا على حدود اسرائيل"، واوضح اوباما انه يعارض الوقوف الى جانب السنة في النزاع السوري كما تطالب بعض الاطراف في المنطقة معتبرا ان ذلك لن يخدم المصالح الاميركية، واضاف ان الادارة الاميركية تريد وجود حكومة متسامحة "غير طائفية" في سوريا.

بوتين يحذر شركاءه الغربيين

في المقابل حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شركاءه الغربيين في مجموعة الثماني من تسليح مقاتلي المعارضة السورية، مؤكدا ان بلاده "لا تنتهك القواعد" الدولية حين تزود النظام السوري بالسلاح، وذلك عشية قمة لمجموعة الثماني تستضيفها ايرلندا الشمالية وتطغى عليها الازمة السورية.

وقال بوتين اثر محادثات اجراها في لندن مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون "نحن لا ننتهك اي قاعدة او معيار وندعو جميع شركائنا الى تبني السلوك نفسه" في ما يتصل بامكان تسليح المقاتلين السوريين المعارضين بعد التقدم الميداني الذي احرزه الجيش النظامي السوري بمساعدة مقاتلي حزب الله اللبناني، واضاف "اعتقد ان الجميع سيتوافقون على ان الامر لا يستحق دعم اشخاص لا يكتفون بقتل اعدائهم بل يلتهمون اعضاءهم علنا وامام الكاميرات"، في اشارة الى شريط فيديو بث في ايار/مايو يظهر مقاتلا معارضا ينتزع اعضاء من جثة احد الجنود السوريين، وسال بوتين شركاءه "هل تريدون دعم هؤلاء الناس بالسلاح؟ في هذه الحال، فان هذا الامر لا يمت بصلة الى القيم الانسانية التي تدعو اليها اوروبا منذ قرون. في اي حال لا يمكن لروسيا ان تتصور ذلك"، ورفع الاتحاد الاوروبي في ايار/مايو الحظر المفروض على تسليح مقاتلي المعارضة السورية، لكن اي قرار لم يتخذ حتى الان لجهة تسليح هؤلاء فعليا.

كاميرون يريد خطة سلام لسوريا سواء بموافقة روسيا أو دونها

من جانبه، قال كاميرون "ليس سرا ان الرئيس بوتين وانا نختلف" حول المسالة السورية، مكررا ان على الرئيس السوري بشار الاسد "ان يتنحى لوضع حد للكابوس في سوريا"، واضاف كاميرون "ما استخلصه من حديثنا اليوم اننا نستطيع تجاوز هذه التباينات اذا اعترفنا باننا نتقاسم الاهداف الاتية: وضع حد للنزاع ومنع سوريا من التفكك وترك الشعب السوري يقرر هوية من سيحكمونه ومحاربة المتطرفين وتحقيق النصر".

وتابع "سننتهز فرصة اجتماع جميع قادة مجموعة الثماني لمحاولة البناء على هذه الارضية المشتركة"، وكان كاميرون اعتبر قبل محادثاته مع بوتين انه من الضروري مساعدة المعارضين السوريين المعتدلين المستعدين للعمل مع الغرب قبل ان يهيمن المتطرفون المرتبطون بالقاعدة على المعارضة، وصرح لتلفزيون سكاي نيوز "اريد مساعدة المعارضة السورية على النجاح، واقول: نعم هناك عناصر بغيضة جدا وخطيرة جدا ومتطرفة جدا في المعارضة السورية، ولا اريد ان تكون لي اية علاقة بها"، واضاف "ولكن هناك عناصر في المعارضة السورية تريد ان ترى سوريا حرة، ديموقراطية، تعددية تحترم حقوق الاقليات بما فيها المسيحيين، ويجب ان نعمل معها"، وسيتبع بوتين محادثاته مع كاميرون بلقاء الرئيس الاميركي باراك اوباما في ايرلندا الشمالية.

وعقد كاميرون مؤتمرا حول سوريا عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مع الرئيس الاميركي باراك اوباما والفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل ورئيس الوزراء الايطالي انريكو ليتا، وجاء في بيان لمكتب كاميرون ان القادة ناقشوا "كيف يجب ان تتفق دول مجموعة الثمانية كلها على العمل معا من اجل التوصل الى انتقال سياسي لانهاء العنف، ومن المتوقع ان تناقش قمة الثماني ايضا اثار انتخاب الاصلاحي حسن روحاني رئيسا جديدا لايران.

أمريكا: الحل السياسي للحرب في سوريا في خطر

من جهتها قالت وزارة الخارجية الأمريكية نقلا عن تصريحات لوزير الخارجية جون كيري قوله إن استخدام قوات الحكومة السورية أسلحة كيماوية وتدخل مقاتلي حزب الله يظهران عدم إلتزام الرئيس بشار الاسد بالمفاوضات ويهددان "بجعل التسوية السياسية بعيدة المنال"، وأصدرت الوزارة بيانا بعد أن تحدث كيري مع وزير الخارجية العراقي، وقال البيان "أكد وزير الخارجية من جديد أن الولايات المتحدة تواصل العمل بنشاط من أجل حل سياسي بغية عقد اجتماع جنيف الثاني لكن استخدام أسلحة كيماوية وتزايد تدخل حزب الله يظهران عدم التزام النظام بالمفاوضات ويهددان بجعل التسوية السياسية بعيدة المنال". بحسب رويترز.

وقال مسؤول أمريكي إن الرئيس باراك أوباما وافق للمرة الاولى على إرسال أسلحة أمريكية الي مقاتلي المعارضة السورية، وفيما يتعلق بالمكالمة الهاتفية بين كيري ونظيره العراقي هوشيار زيباري قالت وزارة الخارجية ان كيري "عبر عن قلقنا العميق للمنحى الطائفي المتزايد للحرب السورية من طرفي الصراع كليهما"، واضافت الوزارة قائلة في البيان "في ضوء ذلك أشار الوزير إلى تقديره لبيان وزير الخارجية (العراقي) في 11 يونيو لإثناء العراقيين عن المشاركة في القتال في سوريا. وحث الوزير ايضا العراق على اتخاذ كل ما يمكن من إجراءات للمساعدة في وقف إعادة تزويد نظام الأسد بالعتاد العسكري وبالتالي زيادة الضغط الذي سيكون ضروريا لتحقيق تقدم نحو حل سياسي."

مساعي الغرب لتغيير ميزان القوى في سوريا

من جهته انتقد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد سعي الغرب لدعم المعارضة من اجل تغيير "توازن القوى" على الارض قبل عقد مؤتمر جنيف الدولي الهادف الى ايجاد تسوية للنزاع، معتبرا ان ذلك يعكس رغبة في "استمرار القتال وسفك الدماء".

وقال المقداد في تصريح لصحيفة الوطن المقربة من السلطة نشر ردا على تصريحات غربية داعية لتغيير موازين القوى قبل جنيف 2 لمصلحة المعارضة "هذا مبدأ من يريد استمرار القتال وسفك الدماء في سوريا"، ورأى ان المواقف الغربية "داعية للقتل ومرفوضة إنسانياً وأخلاقياً"، وان الدول التي تطرح مقاربات مماثلة "هي التي تقف وراء كل ما يجري في سوريا".

واضاف ان "الميزان الوحيد يحدده الشعب السوري والقيادة السورية ليس من خلال القتل والدمار، لكن من خلال أن يجلس السوريون في حوار وطني وبقيادة سورية دون تدخل أجنبي من أجل أن يتوصلوا الى حل سلمي يضمن مستقبل سوريا المتجددة ويوقف العنف وسفك الدماء".بحسب فرانس برس.

واكد المقداد سعي بلاده "إلى إنجاح جنيف?"، مضيفا "نحن كسوريين سنذهب إلى مؤتمر جنيف بنية طيبة وسنتحاور بمقدار ما يأخذ هذا التحاور بين السوريين للوصول إلى حل سلمي يضمن الأهداف التي رسمها البرنامج السياسي للرئيس بشار الأسد"، وكان مقررا عقد مؤتمر "جنيف 2" الذي تم التوافق عليه بين واشنطن وموسكو، خلال شهر حزيران/يونيو الجاري، لكن بسبب عدم التوافق على قائمة المشاركين في المؤتمر، فإنه لن يعقد قبل تموز/يوليو. ومن المقرر عقد اجتماع تحضيري ثان له يضم موسكو وواشنطن والامم المتحدة في 25 حزيران/يونيو، واعلنت دمشق موافقتها المبدئية على المشاركة في المؤتمر.

الاسد يحذر اوروبا

في الوقت نفسه اكد الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة مع صحيفة المانية تنشر ان اوروبا ستدفع الثمن في حال قامت بامداد مقاتلي المعارضة باسلحة، وقال الاسد في المقابلة مع صحيفة "فرانكفورتر الغيميني تسايتونغ" التي اجريت معه في دمشق "اذا قام الاوروبيون بارسال اسلحة، فان العمق الاوروبي سيصبح (ارضا) للارهاب وستدفع اوروبا ثمن ذلك"، وقال الاسد ان نتيجة تسليم اسلحة للمعارضة سيكون تصدير الارهاب. واضاف "سيعود ارهابيون الى اوروبا مع خبرة قتالية وايديولوجية متطرفة". بحسب فرانس برس.

ورفض الاسد اتهامات الغربيين ومفادها ان الجيش السوري استخدم اسلحة كيميائية ضد مقاتلي المعارضة، وقال "اذا كان لباريس ولندن وواشنطن دليل واحد لهذه الاتهامات لكانوا عرضوها على العالم".

الاردن طلب من واشنطن ابقاء مقاتلات اف 16 وصواريخ باتريوت

الى ذلك اكد مسؤول اردني ان بلاده طلبت من الولايات المتحدة ابقاء مقاتلات اف 16 وصواريخ باتريوت في المملكة بعد انتهاء مناورات "الاسد المتأهب" التي ستختتم في اواخر حزيران/يونيو الجاري، ونقلت وكالة الانباء الاردنية الرسمية عن وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني قوله ان "الاردن طلب من الجانب الاميركي الابقاء على بعض الاسلحة التي تشارك في تمرين +الاسد المتأهب+ على الاراضي الاردنية"، وأضاف أنه "تم الاتفاق مع الولايات المتحدة الاميركية على الابقاء على بعض الاسلحة في الاردن والتي تشمل صواريخ الباتريوت وطائرات اف 160"، مشيرا الى أن "ذلك يأتي فى اطار الجهود المستمرة لتطوير القدرات العسكرية والدفاعية للقوات المسلحة الاردنية"، وبحسب المومني فان "الاسلحة ستخضع لادارة واشراف القوات المسلحة الاردنية بدعم فني من الخبراء الاميركيين"، وكان مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية اعلن في واشنطن ان الولايات المتحدة ستبقي مقاتلات اف 16 وصواريخ باتريوت في الاردن بعد انتهاء المناورات العسكرية.

وقال المسؤول طالبا عدم ذكر اسمه ان الادارة الاميركية التي تدرس احتمال تسليح المعارضة السورية ولكنها لم تتخذ حتى الساعة اي قرار بهذا الشأن قررت ايضا بعد مشاورات مع المسؤولين الاردنيين ابقاء وحدة من مشاة البحرية (مارينز) على متن سفن برمائية قبالة سواحل المملكة، وكانت المقاتلات والصواريخ المضادة للصواريخ والبوارج ارسلت الى الاردن للمشاركة في مناورات عسكرية تحت اسم "الاسد المتاهب"، وقرر المسؤولون الاميركيون ابقاءها في مكانها بناء على طلب الاردن الذي يخشى ان يمتد النزاع السوري الى اراضيه، واضاف المسؤول الاميركي "اتخذ قرار بان تبقى في مكانها"، ويشارك نحو 2400 من مشاة البحرية في المناورات في الاردن، وكانوا وصلوا الى المملكة على متن ثلاث بوارج. في المقابل، لم يحدد المسؤولون الاميركيون عدد مقاتلات اف 16 التي تم نشرها. بحسب رويترز.

وجاء اعلان ابقاء هذه الاسلحة في الاردن فيما تدرس الادارة الاميركية امكان تسليح المعارضة السورية. وشهد البيت الابيض اجتماعات لبحث الازمة السورية بمشاركة وزير الخارجية جون كيري، واوضح المسؤول الاميركي ان احد الخيارات التي يتم درسها هو ان تساهم الولايات المتحدة في صندوق يستخدمه حلفاء واشنطن، وخصوصا الدول الاوروبية، لشراء اسلحة لمقاتلي المعارضة السورية، الامر الذي كانت اشارت اليه اولا صحيفة وول ستريت جورنال.

لكن المسؤول لفت الى ان اي قرار لم يتخذ في هذا المجال.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 22/حزيران/2013 - 12/شعبان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م