السودان وجنوبه... صراع يستنزف الطرفين

 

شبكة النبأ: تعيش السودان اليوم ذروة ألازمة مع جنوبها وذلك نتيجة تصاعد التوترات المضطردة بين البلدين  وضعت علاقاتهما سياسيا واقتصاديا في وضع خطير جدا، خصوصا بعدما ألغت السودان الاتفاقات الموقعة مع الجنوب الممثلة بسلسلة من الاتفاقيات الامنية والاقتصادية الموقعة لاتهامها سلطات جنوب بدعم متمردين ضد الخرطوم.

إذ تشهد مناطق مختلفة من السودان اضطرابات وقتالا بين الحكومة ومتمردين، في حين يشكل النفط مع الخلاف الحدودي صلب التوترات بين الشمال والجنوب منذ استقلال جوبا، كما لا تزال مخلّفات انفصال جنوب السودان تحول دون الوئام بين البلدين المتداخلين أراضيا وسكانا واقتصادا. لكن جديد هو استمرار النزاعات سيحول الوضع من ازمة الى كارثة.

حيث يواجه السودان أزمة اقتصادية طاحنة منذ حصل الجنوب على معظم إنتاج البلاد من النفط منذ استقلاله، فضلا عن تراجع التنمية الاقتصادية وانتشار الأسلحة المتسربة من ليبيا التي تمثل تهديدا مباشرا لكل دول المنطقة، في حين تقاتل الحكومة السودانية متمردين مسلحين في منطقة دارفور بغرب البلاد، علاوة على ولايتين حدوديتين في الجنوب ويشكون جميعا من التهميش الاقتصادي والسياسي بالبلاد، فعلى الرغم من الانفصال السلمي نسبيا لجنوب السودان في وقت سابق من هذا العام، إلا أن القضايا العالقة بين البلدين لا تزال تُطهى على نار هادئة، بل تغلي في بعض الحالات.

وعليه فأن هذه الخلافات عميق الجذور باتت موضوع احتكاك متواتر بينهما، وتمثل انتكاسة خطيرة في العلاقات بين الخرطوم والجنوب التي تشهد اضطرابات منذ فترة طويلة.

السودان يلغي الاتفاقات الموقعة مع جنوب السودان

فقد اعلنت السلطات السودانية الغاء العمل بسلسلة من الاتفاقيات الامنية والاقتصادية الموقعة مع جنوب السودان مؤكدة في الان ذاته استعدادها لاعادة الامور الى نصابها مع جوبا في حال توقفت سلطات جنوب السودان عن دعم متمردين ضد الخرطوم.

وقال وزير الاعلام السوداني احمد بلال عثمان في مؤتمر صحافي "سنوقف العمل بكافة الاتفاقيات التسع وليس فقط اتفاق النفط"، واضاف "نحن لا نزال ملتزمين باقامة علاقات جيدة مع جنوب السودان واذا ارادوا جديا تطبيق الاتفاقيات التسع يمكننا ان نعود الى التعاون معهم".

بيد ان قائد الاستخبارات السودانية محمد عطا قال لصحافيين ان شاحنات صهريج انطلقت الجمعة من جنوب السودان لتزويد المتمردين في الفرع الشمالي من حركة تحرير شعوب السودان في جنوب كردفان بالمحروقات، واتهم عطا جنوب السودان ايضا بايواء "معسكرات تدريب" للمتمردين وتزويدهم بالسلاح والذخائر والعلاج، ويتعذر التاكد من هذه المعلومات من مصدر مستقل بسبب حد سلطات الخرطوم الوصول الى هذه المناطق المضطربة.

وفي تصريحات سبقت تصرح وزير الاعلام السوداني، اكدت سلطات جنوب السودان مجددا الاحد التزامها تجاه السلطات السودانية، وقال وزير اعلام جنوب السودان بارنابا ماريل بنيامين "سنواصل تطبيق بنود اتفاق التعاون"، واكد عثمان وعطا ان غلق خط انابيب النفط الجنوب سوداني بدأ وان العملية ستتطلب ما يصل الى شهرين. وسير عملية ضخ النفط بشكل جيد كان سيدر مليارات الدولارات على هذين البلدين اللذين يعدان من افقر دول العالم. بحسب فرانس برس.

وكان السودان وجنوب السودان توصلا في آذار/مارس الماضي بعد اشهر من المناوشات والمواجهات المتقطعة، وتحت اشراف الاتحاد الافريقي الى توقيع تسع اتفاقيات لتطبيع العلاقات بينهما مع اقامة منطقة عازلة على الحدود، وتشمل الاتفاقيات حركة الاشخاص والبضائع واستئناف ضخ النفط عبر اراضي السودان الذي كانت اوقفته جوبا بداية 2012 بسبب خلاف حول العائد، وكان توقيع الاتفاقيات في آذار/مارس حقق تقدما رسخته زيارة قام بها الرئيس البشير بعد شهر من توقيعها الى جوبا هي الاولى من نوعها منذ تقسيم السودان، ثم استؤنف بعيد الزيارة ضخ صادرات نفط جنوب السودان عبر الاراضي السودانية، ووصل نفط جنوب السودان الى ميناء بور سعيد على البحر الاحمر ، بحسب عثمان الذي اكد ان جوبا حرة في بيع انتاجها النفطي شرط دفع رسوم العبور للخرطوم، ومع انه ورث 75 في المئة من الاحتياطي النفطي السوداني لدى اعلان استقلاله، يحتاج جنوب السودان الى المنشات السودانية لتصدير نفطه.

صراع النفط السوداني

في سياق متصل اتهم الجيش السوداني ميليشيات تدعمها دولة جنوب السودان بتفجير انبوب نفط سوداني والتسبب باشتعال النار فيه في منطقة ابيي المضطربة، لكن متمردي حركة العدل والمساواة، ابرز حركة متمردة في دارفور (غرب)، نفوا اي ضلوع لهم في هذا الامر.

وقال المتحدث باسم الجيش الصوارمي خالد سعد في بيان ان متمردين من حركة العدل والمساواة، كبرى تشكيلات التمرد في دارفور (غرب) "جاؤوا من داخل جنوب السودان" لشن الهجوم على انبوب النفط، واضاف ان "هذه المجموعة تلقت الدعم الفني من جيش جنوب السودان لتفجير خط الانابيب .. ما ادى الى اشتعال النار فيه ولكن تمت السيطرة عليها الان"، ورد المتحدث باسم حركة العدل والمساواة جبريل ادم في بيان ان "حركة العدل والمساواة لم تفجر انبوب النفط"، مؤكدا ان هذا الانفجار "مفبرك".

وافاد مصدر في وزارة النفط السودانية ان خبراء في طريقهم الى ابيي لمعاينة الاضرار، وقال احد سكان ابيي، المنطقة التي يشكل وضعها موضع خلاف كبير بين دولتي السودان، ان الانفجار حصل على بعد كيلومترات عدة من مدينة دفرة وانه حصل حريق هائل، وامر الرئيس السوداني وقف عبور النفط من جنوب السودان عبر المنشآت التابعة للسودان، اخذا على دولة جنوب السودان دعم المتمردين على الاراضي السودانية. بحسب فرانس برس.

وفي اليوم التالي اعلنت الخرطوم انها ستتوقف عن تطبيق سلسلة اتفاقات مع جوبا بشأن الامن والنفط، مؤكدة في الوقت عينه استعدادها للعودة عن قرارها في حال توقفت دولة جنوب السودان عن دعم المتمردين على اراضيها، ونفت حكومة جنوب السودان باستمرار اي دعم للمتمردين، وهم حلفاؤها السابقون في الحرب الاهلية (1983 - 2005) التي انتهت بتقسيم السودان في تموز/يوليو 2011، متهمة بدورها الخرطوم بدعم المتمردين على اراضيها، وقد حصلت جوبا على 75% من احتياطي النفط نتيجة التقسيم الا انها لا تزال تعتمد على البنى التحتية للسودان في تصدير نفطها.

وقف تدفق النفط من الجنوب

على الصعيد نفسه ابلغت وزارة النفط السودانية الشركات العاملة في نقل نفط الجنوب وتصديره عبر الاراضي السودانية بوقف تدفق نفط الجنوب على اثر قرار الرئيس السوداني عمر البشير، واكدت الوزارة في بيان ان "وزير النفط عوض الجاز سلم خطابات رسمية لكل الشركات العاملة في نقل وتصدير نفط الجنوب الذي يعبر الاراضي السودانية في اجتماع مع مسؤولين من شركات (النيل الكبرى وبترودار)، واضافت البيان ان القرار يقضي "بوقف عملية نقل وتصدير نفط جنوب السودان خلال 60 يوما اعتبارا من التاسع من حزيران/يونيو"، واكد مصدر مقرب من قطاع النفط ان الشركات تبلغت "امرا شفويا" بهذا الخصوص. وقال "لا يوجد امر خطي" مشيرا الى ان الشركات سوف تطبقه. بحسب فرانس برس.

واعلنت الخرطوم انها اوقفت تنفيذ تسع اتفاقيات حول النفط والامن وقع البلدان جدولا زمنيا لتنفيذها في اذار/مارس الماضي مما سمح باعادة تصدير نفط الجنوب عبر ميناء بورسودان على البحر الاحمر، وفي الوقت ذاته اكدت الحكومة السودانية انها ملتزمة بعلاقات جيدة مع الجنوب ان توقف عن دعم الحركات المتمردة التي تقاتل الحكومة السودانية في جنوب كردفان والنيل الازرق ودارفور.

رئيس جنوب السودان يدعو الى السلام مع الخرطوم

من جهته وجه رئيس جنوب السودان سلفا كير دعوة الى السلام بين بلاده والسودان، مؤكدا انه سيلجا الى وسطاء الاتحاد الافريقي لحل الخلافات، وقال كير للصحافيين "على شعب جنوب السودان ان يبقى هادئا وصبورا فيما نعمل مع الاتحاد الافريقي على تجاوز هذا المازق مع السودان"، مع تنديده ب"الموقف العدائي" للخرطوم، واضاف ان "الرئيس (السوداني عمر) البشير اعلن الجهاد ويستعد للحرب، اكرر التزامي امامكم وامام العالم اجمع انني لن اجر شعب جنوب السودان مجددا الى الحرب". بحسب فرانس برس.

واعلن السودان انه سيوقف مرور النفط السوداني الجنوبي في منشاته قبل تصديره وسيلغي تسعة اتفاقات وقعها مع جنوب السودان في مجالي الامن والنفط. وابدت الخرطوم استعدادها للعودة عن هذا القرار في حال كفت جوبا عن دعم المتمردين، وكان البشير توعد في نهاية ايار/مايو باتخاذ هذا التدبير اذا استمرت جوبا في دعم المتمردين الذين يقاتلون الجيش السوداني في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق الحدوديتين، وواظبت حكومة جنوب السودان على نفي هذا الامر، وبعد اشهر من المواجهات المتقطعة، وقع البلدان في اذار/مارس، برعاية الاتحاد الافريقي، تسعة اتفاقات تهدف الى تطبيع علاقاتهما واقامة منطقة عازلة على الحدود بينهما.

مقتل 70 متمرداً جنوب كردفان

من جهته أعلن الجيش السوداني أنه صدّ هجوماً لمتمردي الجبهة الثورية السودانية، بولاية جنوب كردفان وقتل أكثر من 70 عنصراً منهم، وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، العقيد الصوارمي خالد سعد، في بيان، نشرته وكالة الأنباء السودانية (سونا)، إن القوات المسلحة تصدت صباح (أمس) الأحد لهجوم "فلول" المتمردين على منطقة الدندور قرب كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان، وقتلت أكثر من 70 منهم واستولت على دبابتين من طراز "ت55".

وأضاف أن "عدد من المتمردين فروا إلى خارج المنطقة"، وقال البيان إن "القوات المسلحة السودانية تواصل عمليات المطاردة والتمشيط في المنطقة". بحسب فرانس برس.

وتشهد ولايتا جنوب كردفان والنيل الأزرق منذ إعلان انفصال دولة جنوب السودان عام 2011، مواجهات مسلحة بين القوات الحكومية ومتمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان ـ قطاع الشمال، التي انضمت إليها 4 حركات متمردة أخرى وشكلت تحالفاً باسم الجبهة الثورية السودانية يهدف لإسقاط نظام الرئيس عمر البشير.

يشار إلى أن الحركة الشعبية ـ قطاع الشمال، سيطرت الشهر الماضي على 6 قرى شرق كادقلي وقريتين بمحلة رشاد بولاية جنوب كردفان لفترة قصيرة، وأعلنت قصف مطار كادقلي وأهدافاً عسكرية أخرى داخل العاصمة، وتتهم الخرطوم، جوبا بدعم متمردي الحركة الشعبية وهو ما تنفيه الأخيرة.

الأسلحة المتسربة من ليبيا تهديدا مباشرا لكل دول المنطقة

من جانب آخر اعتبر الرئيس السوداني عمر حسن البشير في مقابلة تلفزيونية بثت ان الاسلحة التي تتسرب من ليبيا الى العديد من الدول الافريقية تشكل"تهديدا مباشرا لكل دول المنطقة"، وقال البشير في حديث الى تلفزيون (فرانس-24) ان الزعيم الليبي السابق معمر القذافي"قام بتسليح عدد كبير من ابناء القارة الافريقية" الذين كانوا في ليبيا لمساندته ضد التمرد الذي كان يستهدف الاطاحة به، واضاف الرئيس السوداني ان الكثير من الافارقة الذين حملوا السلاح في ليبيا"هم عناصر مناوئون لحكومات بلدانهم او ان السلاح بايديهم منحهم شعورا بانهم باتوا في موقع يخولهم مناهضة هذه الحكومات".

واعتبر هذا الوضع"تهديدا مباشرا لكل دول المنطقة ونحن في السودان اخذنا نصيبا كبيرا من هذه الاسلحة وكذلك النيجر ومالي"، وراى البشير ان كل الدول الافريقية التي تعاني من هذه المشكلة"لها مصلحة في جمع السلاح والقضاء على هذه المجموعات والحل الامثل هو في ان تجتمع الاجهزة الامنية لهذه الدول لتأمين حدودها".

وردا على سؤال حول المحكمة الجنائية الدولية التي تلاحقه بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية، وصف البشير هذه المحكمة بانها"محكمة سياسية وواحدة من ادوات الاستعمار القديم الذي يتجدد على شكل مؤسسات لترهيب القادة الافارقة".

وبعد ان اشار الى وصول الرئيس الكيني اوهورو كينياتا الى السلطة في نيسان/ ابريل الماضي وهو ملاحق ايضا من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية، قال ان هذا الامر دليل على ان المحكمة"موجهة ضد القادة الافارقة الذي يتمردون على هيمنة الغرب"، متهما الولايات المتحدة بشكل خاص بـ"الضغط على الدول الافريقية"، وتؤكد مصادر عدة ان الناشطين الاسلاميين من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي بشكل خاص حصلوا على اسلحتهم من ليبيا التي تعج بالمسلحين غير المنضبطين والخارجين عن السلطة المركزية في طرابلس.

تدهور العنف جنوب السودان

الى ذلك حذرت قوات حفظ السلام التابعة لـ"الامم المتحدة" من ان "العنف والنهب في منطقة بيبور المضطربة في ولاية جونقلي يزداد سوءاً وسط اشتباكات بين المسلحين والجيش"، وفي بيان قالت هذه القوات المنتشرة في جنوب السودان انها "قلقة للغاية من تدهور الوضع الامني في بلدة بيبور وما حولها"، واضافت ان الامم المتحدة "تدين بشدة العنف والنهب والتشريد الذي يؤثر على المدنيين والمنظمات الانسانية"، ويقاتل جيش جنوب السودان لقمع التمرد في منطقة بيبور في ولاية جونقلي الشرقية. بحسب فرانس برس.

واصدرت هذه الجماعة بياناً قالت فيه ان "بلدة بيبور على وشك السقوط في ايدينا"، رغم وجود قوات حفظ السلام الدولية في تلك البلدة، وذكرت مصادر في منظمات انسانية ان "رجالاً يرتدون زياً عسكرياً نهبوا مستشفى ومبنى منظمة "اطباء بلا حدود" الفرنسي، وشن جيش جنوب السودان في الاسابيع الاخيرة هجوماً واسع النطاق ضد حركة التمرد بقيادة ديفيد ياو ياو في منطقة بيبور الذي حمل السلاح مجددا في نيسان/ابريل 2011، ومنطقة المعارك لا يصل اليها الصحافيون لكن معلومات متطابقة تلمح الى ان متمردي ياو ياو الحقوا خسائر فادحة مؤخرا بجيش جنوب السودان.

اعتماد سياسة الارض المحروقة في النيل الازرق

من جهة أخرى اعلنت منظمة العفو الدولية ان الجيش السوداني احرق وقتل مدنيين منتهجا سياسة الارض المحروقة للتصدي للمتمردين في ولاية النيل الازرق، وتحديدا في منطقة يتحدر منها زعيم متمرد، وقالت المنظمة المدافعة عن حقوق الانسان في تقرير من 74 صفحة ان صورا التقطت بواسطة الاقمار الصناعية اكدت ان هجمات استهدفت في النصف الاول من العام 2012 منطقة جبال النوبه في النيل الازرق مسقط الزعيم المتمرد مالك عقار، ونفى الجيش السوداني ان يكون شن مثل هذه الهجمات منددا بهذه الاتهامات.

واوضحت المنظمة ان هذه الهجمات جرت في اطار ما يبدو انه "محاولة مدبرة" لتهجير المدنيين من مناطق تسيطر عليها قوات عقار ومعاقبة السكان المؤيدين للتمرد، وذكرت منظمة العفو ان منطقة جبال النوبة في جنوب غرب الدمازين، كبرى مدن النيل الازرق، اصيبت بشكل خاص وقد زار اعضاء في المنظمة المناطق التي يسيطر عليها المتمردون وتحدثوا الى لاجئين، وفر حوالى 150 الف شخص الى جنوب السودان او اثيوبيا منذ بدء المعارك في ايلول/سبتمبر 2011، واكدت المنظمة ان "الجيش لجأ الى استراتيجية الارض المحروقة حيث دمر ما لا يقل عن ثماني قرى في منطقة"جبال النوبة.

وقالت ايضا ان القوات السودانية التي تستعمل القوة بلا هوادة "قصفت قرى قبل السيطرة عليها واحراقها"، واضافت ان "المدنيين فروا عندما بدأت الهجمات ولكن الذين لم يتمكنوا من الفرار بسبب الاعاقة او التقدم في السن احرقوا احياء في منازلهم وقتلوا برصاص الجنود"، وقال الباحث في منظمة العفو جان باتيست غالوبان ان الهجمات المتعمدة ضد المدنيين تعتبر جرائم حرب، ونقلت المنظمة في تقريرها عن احد المواطنين في قرية كبانيت وهو موغوس ماسيم (36 عاما) ان الجيش اطلق "قذائف من مدفعية الدوشكا على كل منزل" في القرية، وقال احد الوجهاء المحليين الشيخ فاكي "رأيت من الجبل كل القرية وهي تحترق"، واضاف التقرير ان قرية خور جيداد المجاورة لاقت المصير نفسه. بحسب فرانس برس.

ونقل التقرير عن المواطن شايبو عثمان (30 سنة) قوله انه عثر على جثث رجل وطفلين مقتولين بالرصاص في الظهر، وقال المتحدث باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد ان اتهامات منظمة العفو الدولية لا اساس لها، واضاف "هناك كثير من المنظمات الدولية التي تعمل في النيل الازرق ولم ترفع اي منها شكاوى بهذا الخصوص". واوضح ان "هذا التقرير لا اساس له على الاطلاق"، واكد ان المتمردين لا يسيطرون الا على اقل من 10% من النيل الازرق، ويقيد السودان بشكل كبير حرية الحركة في النيل الازرق للطواقم الانسانية والصحافيين والدبلوماسيين، وهناك قيود مماثلة ايضا في جنوب كردفان حيث تنشط الحركة الشعبية لتحرير السودان جناح الشمال.

من جهة اخرى، اشارت منظمة العفو الدولية الى ان اللاجئين الذين تمكنوا من الوصول الى مخيمات في جنوب السودان قد يرغمون على التجند في الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال التي تقاتل مع متمردين جنوبيين سابقين في الحركة الشعبية لتحرير السودان التي تحكم جنوب السودان منذ اعلان استقلاله في منتصف العام 2011، وتقاتل الحركة الشعبية شمال منذ حزيران/يونيو 2011 قوات الخرطوم في جنوب كردفان ومنذ ايلول/سبتمبر 2011 في النيل الازرق وهما ولايتان محاذيتان لجنوب السودان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 20/حزيران/2013 - 10/شعبان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م