شبكة النبأ: تواصل دور المزادات في
مختلف دول العالم إعمالها اليومية من خلال عرض بعض التحف والأشياء
الفريدة والنادرة، في سبيل جذب المشترين والبائعين والهواة الساعين الى
الحصول على بعض تلك المقتنيات التي قد تصل في بعض الأحيان وبسبب
المنافسة الى أسعار خيالية غالبا ما تفوق مقدار التسعيرة المقررة.
وهو ما قد يسهم بارتفاع أرباح دار المزاد التي تستحصل عمولتها بنسبة
مئوية من كل من البائع والمشتري. وفيما يخص أخر المزادات فقد بيع مسدس
كان يمتلكه الرحالة البريطاني الكابتن جيمس كوك في مزاد مقابل 219600
دولار استرالي (227100 دولار أمريكي) متجاوزا التقديرات. وكوك هو أول
بريطاني وطأت قدماه استراليا قبل قرنين ونصف من الزمان. وتراوحت
التقديرات قبل البيع للمسدس النحاسي الذي يرجع إلى مطلع القرن الثامن
عشر من 100 ألف إلي 200 ألف دولار استرالي.
وقالت كاساندرا هيلبر من دار مزادات ليسكي اوكشنز إن المسدس وهو احد
عدد قليل من المتعلقات الشخصية النادرة الباقية للرحالة البريطاني
اشتراه شخص في فيكتوريا بأستراليا. وأضافت قائلة "كان هناك الكثير من
الاهتمام من نيوزيلندا أيضا." وكان كوك قد وصل إلى ساحل أستراليا في
أبريل نيسان 1770 وهو أول أوروبي يصل إلى الساحل الشرقي للقارة بعد ان
رسم خرائط ساحل نيوزيلندا. وفي أغسطس آب قال انه وضع العلم البريطاني
على جزيرة بوسيشن في ولاية كوينزلاند بشمال أستراليا.
ومن غير المعروف هل كان كوك يحمل المسدس عندما وصل إلى الأراضي
الأسترالية. وقام كوك ببعثتين استكشافيتين بعد ذلك إلى المحيط الهادي
وقتل في هاواي في عام 1779. وظل المسدس في حيازة اسرة كوك لأكثر من
قرنين قبل أن يشتريه رون ووكر عمدة ملبورن السابق في مزاد في ادنبره في
2003.
من جانب اخر بيعت سترة طيار جلدية عائدة لجون كينيدي في مزاد بسعر
665500 دولار في حين كان ثمنها مقدرا بين 20 و40 الف دولار على ما
اعلنت دار جون ماكينيس للمزادات. وهذه السترة شأنها في ذلك شأن اكثر من
700 قطعة اخرى بيعت خلال هذا المزاد الذي نظم في ماساتشوستس (شمال شرق)،
عثرت عليها عائلة ديفيد باورز مساعد كينيدي الخاص في منزل باورز
العائلي على ما اوضحت دار المزادات عبر موقعها الالكتروني.
ومن القطع الاخرى المعروضة صور وملصقات حملات انتخابية ورسائل وكتب
كانت ملكا لجون كينيدي الذي اغتيل العام 1963 فضلا عن هدايا تلقاها
الرئيس خلال رحلاته. واوضحت دار المزاد ان السترة بيعت بسعر 570 الف
دولار يضاف ليها علاوة الدار ليصل السعر النهائي الى 665500 دولار.
على صعيد متصل قالت دار مزادات كريستي إن ساعة يد عمرها 115 عاما من
انتاج شركة باتيك فيليب بيعت مقابل 2.25 مليون دولار أو حوالي ضعفي
السعر المتوقع. وكان من المقدر ان تباع الساعة المصنوعة من الذهب عيار
18 قيراطا وصنعتها الشركة السويسرية الشهيرة عام 1898 بما يصل الى 1.5
مليون دولار لكن المزايدة الحماسية من جانب هواة لجمع التحف من 30 دولة
دفعت السعر الى مليونين و251750 دولارا شاملا العمولة. وقالت كريستي إن
المشتري امريكي لكنها لم تكشف عن هوية البائع.
وجاءت غالبية أعلى عروض الشراء في مزاد (ساعات كريستي المهمة) والتي
بلغت إجمالا 7.9 مليون دولار من أمريكيين واسيويين. وسعر الساعة ليس
قياسيا لكنها أغلى ساعة على الاطلاق تبيعها كريستي في مقرها في نيويورك
كما انها أغلى ساعة تباع في مزاد هذا العام.
من جانب اخر بيعت الة تصوير من المارة الالمانية "لايكا" تعود الى
العام 1931 ومطلية بالذهب الخالص ومكسوة بجلد زواحف، بسعر 528 الف يورو
في حين كان سعرها مقدرا ب150 الفا خلال مزاد اقيم في فيينا في غاليري
فيستليخت. وقال مؤسس الغاليري بيتر كولن ان هذه الكاميرا النادرة كانت
ملكا للصناعي الالماني كارل هنكل. وقد اتى حفيده هانز خصيصا من
استراليا لحضور المزاد. وبيعت الة تصوير "لايكا ام 3" (1952) بسعر 432
الف يورو فيما كان سعرها مقدرا بسبعين الفا. اما كاميرا "لايكا ريبورتر
250" فقد ذهبت بسعر 240 الف يورو اما سعرها المقدر فكان لا يتجاوز 30
الف يورو.
وبيعت كاميرا "لايكا" يملكها المصور الاميركي الشهير الفرد ايزنشتات
بسعر 114 الف يورو (سعرها المقدر 12 الف دولار). وبواسطة هذه الكاميرا
التقط المصور في 14 آب/اغسطس 1945 في ساحة تايمز سكوير في نيويورك صورة
بحار يقبل ممرضة تعرف باسم "في-جاي داي كيس" في يوم استسلام اليابان في
الحرب العالمية الثانية. وخلال مزاد علني شمل مجموعة من الصور بيعت هذه
الصورة الموقعة بسعر 24 الف يورو.
وبيعت الة "روليفليكس ستيريو" كانت ملكا للمصور النمسوي هانز هاس
المتخصص بالتصوير في اعماق البحار بسعر 114 الف يورو. وقد تجاوزت الات
تصوير استخدمتها وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) التوقعات بكثير. فبيعت
الة "هاسيلباد ال داتا" التي استخدمت في اطار مهمتي "سكاي لاب 5"
و"سكاي لاب 6" بسعر 90 الف يورو في حين ان السعر كان مقدرا ب25 الف
يورو. بحسب فرانس برس.
وحققت الات التصوير المعروضة للبيع ما مجموعه خمسة ملايين و140 الف
يورو. وفي مزاد الصور حققت صورة "ومان ان تشيكن هات" (1949) التي
التقطها المصور الاميركي ايرفينغ بن لزوجته اعلى سعر مع 66 الف يورو (السعر
المقدر 25 الف يورو).
كتب ومجلات
في السياق ذاته بيعت نسخة من الاصدار الاول من كتاب "هاري بوتر ان
ذي فيلوزوفيرز ستونز" تحمل ملاحظات كاتبته جاي كاي رولينغ بسعر 150 الف
جنيه استرليني (176 الف يورو) خلال مزاد لدى دار سوذبيز في لندن. وقد
تواجه مزايدان للحصول على الكتاب الذي يتضمن تعليقات و22 رسما اصليا
للكاتبة. وكان الكتاب الذي حقق سعرا قياسيا لكتاب وضعه مؤلف بريطاني في
مزاد، معروضا ضمن مجموعة من الكتب الاصلية التي تحمل ملاحظات مؤلفيها
وهم 50 كاتبا معاصرا من بريطانيا ودول الكومونولث. وقد بلغ مجموع
عائدات المزاد 439 الف جنيه استرليني (515 الف يورو).
على صعيد متصل قال موقع متخصص في بيع المجلات إن مجلة عمرها 75 عاما
تصور أول ظهور لشخصية الرجل الخارق (سوبرمان) بيعت مقابل 175 ألف دولار
في مزاد عبر الانترنت. ولم يكشف عن هوية مشتري المجلة التي عثر عليها
داخل حائط منزل في ولاية مينيسوتا. ومجلة (اكشن كوميكس رقم 1) التي
يعود تاريخها الى يونيو حزيران 1938 كانت أول ظهور لشخصية الرجل الخارق
للكاتب جيري سيجل والرسام جو شوستر. وقال ستيفن فيشلر الرئيس التنفيذي
لموقع (كوميك كونكتComicconnect) إنه كان من المقدر بيع المجلة بحوالي
100 ألف دولار. واضاف ان هناك حوالي 100 نسخة متبقية من النسخ الاصلية
للمجلة وعددها 250 ألفا.
وأبلغ فيشلر "إنها جديرة بالاهتمام لأنها كانت حدثا تاريخيا." وباع
مقاول التشييد ديفيد جونزاليس المجلة التي عثر عليها بين صحف استخدمت
كعازل في حائط اثناء تجديد منزل في هوفمان بولاية مينيسوتا. وقال فيشلر
إن جونزاليس اشترى المنزل الشاغر الذي يعود بناؤه الى عام 1938 مقابل
10100 دولار.
من جهة اخرى حققت مزاد مكرس لعالم ايرجيه لدى دار ارتكوريال
للمزادات ما مجموعه 1,833 مليون يورو مع بيع صفحة رسوم من البوم "النجمة
الغامضة" منفذة بحبر اللباد بسعر 202 الف يورو على ما قالت دار
المزادات. وفي هذه الصفحة الاصلية المرسومة بحبر اللباد والتي تعود الى
العام 1942 يصيح تان تان قائلا "نهاية العالم اجلت الى تاريخ لاحق!".
وكان سعرها مقدرا ب160 الف يورو.
وبين الرسوم المنفذة بقلم الرصاص، صفحة رسوم تعود الى العام 1959 في
اطار قصة "تان تان في التيبت" وهي المفضلة لدى ايرجيه وقد بيعت بسعر
189 الف يورو. وكانت مقدرة بسعر 140 الف يورو. ويظهر فيه الكابتن ادوك
ينقذ الكلب ميلو من تحت الثلج.
وبيع رسم بالرصاص من البوم "كوك اون ستوك" يعود للعام 1958 بسعر 176
الف يورو (140 الف يورو في الاساس). ومن بين الالبومات التي تحمل توقيع
ايرجيه سجل "سعر قياسي مطلق" بحسب ارتكوريال للنسخة الاصلية لالبوم "كراب
او بانس دور" مع بيعه بسعر 70600 يورو. بحسب فرانس برس.
وبيعت احدى نسختين متبقيتين من الاصدار الاصلي لالبوم "تان تان في
الكونغو" في العام ،1931 بسعر 40300 يورو. وبين القطع الاخرى المرتبطة
بعالم ايرجيه بيع تمثال بروزني كامل لتان تان من تنفيذ نات نوجان بسعر
27800 يورو. وفي حزيران/يونيو 2012، سجل رقم قياسي عالمي لاحد اعمال
ايرجيه (1,3 مليون يورو) مع بيع غلاف منفذ بالغواش لالبوم "تان تان في
اميركا".
رسائل ومخطوطات
في السياق ذاته قالت دار مزادات كريستي إن رسالة من فرانسيس كريك
الذي شارك في اكتشاف الحمض النووي يصف فيها لابنه انجازه العلمي من
المتوقع أن تجلب مليوني دولار عند بيعها في مزاد. واكتشف كريك وجيمس
واطسون اللولب الحلزوني المزدوج ووظيفة الحمض النووي الرايبوزي منقوص
الأكسجين (دي إن ايه) أثناء العمل معا في كيمبردج بانجلترا في 1953.
وفاز الاثنان بجائزة نوبل في الطب في 1962 عن انجازهما العلمي الرائد.
وفي الرسالة المكتوبة بخط اليد في سبع صفحات وصف كريك الذي كان عمره
33 عاما في ذلك الوقت اكتشافه لابنه مايكل (12 عاما) الذي كان في مدرسة
داخلية بريطانية. وكتب في الرسالة "عندما تعود الي المنزل سنطلعك على
النموذج." وقال كريك انه يعتقد أن الحمض النووي شفرة وأن ترتيب القواعد
(الحروف) هو الذي يجعل الجين مختلفا عن الآخر.
وأضاف قائلا "بعبارة أخرى نعتقد أننا وجدنا آلية النسخ الأساسية
التي بواسطتها تأتي حياة من حياة. يمكنك أن تفهم أننا في حالة من
الحماس الشديد" قبل أن يختم الرسالة قائلا "احبك كثيرا... والدك." وفي
السنوات الأخيرة من حياته عمل كريك أستاذا في معهد سولك للدراسات
البيولوجية في لاجولا بكاليفورنيا وتوفي في 2004. والرسالة التي يبيعها
ابن كريك جزء من مزاد للكتب والمخطوطات.
وكانت رسالة يعود تاريخها إلى 2 أغسطس آب 1939 من عالم الفيزياء
ألبرت أينشتاين الي الرئيس الأمريكي فرانكلين ديلانو روزفلت تحذره من
الخطر المحتمل "لبناء قنابل قوية للغاية" من خلال الانشطار النووي قد
بيعت مقابل أكثر من مليوني دولار في مزاد في 2002.
الى جانب ذلك تعرض وثيقة تحمل توقيع ملك انكلترا ريتشارد الثالث في
مزاد في لوس انجليس (كاليفورنيا غرب الولايات المتحدة) بعد اشهر قليلة
على اكتشاف علماء آثار رفاته تحت مرآب سيارات في وسط انكلترا. والوثيقة
هذه وقعها ريتشارد الثالث قبل اعتلائه العرش وهي من بين ثلاث وثائق
تتعلق بهذا الملك تطرح في مزاد منذ ثلاثين عاما على ما اوضحت دار "نايت
د. ساندرز".
واضافت دار المزادات "هذه الوثيقة وقعها ريتشارد عندما كان دوق
غلوستر وهو لقب منحه اياه شقيقه الملك ادوارد الرابع. وهي لمفارقة، اذ
ريتشارد قتل نجل ادوارد في برج لندن". والوثيقة تحمل توقيع "ر.غلوستر"
ويقدر تاريخها بين عامي 1473 و1477 عندما كان الملك المقبل في
العشرينات من العمر. بحسب فرانس برس.
ويتدخل ريتشارد من خلال هذه الوثيقة لحل خلاف بين رالف نيفيل كونت
ويسترمورلاند الثاني، واحد العاملين لديه. ويقدر سعرها بين 75 و125 الف
دولار. وقتل الملك ريتشادر الثالث في الحرب في العام 1485 وهو في سن
الثانية والثلاثين بعد حكم دام سنتين فقط. والعظام التي عثر عليها
اخيرا تحت مرآب في ليستر (وسط انكلترا) حددت على انها عائدة للملك.
نص مقابلة لديغول
من جانب اخر بيع في مدينة فندوم الفرنسية في مزاد علني، النص الاصلي
لمقابلة اجراها الجنرال شارل ديغول متحدثا فيها عن ندائه الشهير
للفرنسيين الرافض للاستسلام والداعي لمقاومة الاحتلال النازي من لندن
في 18 حزيران/يونو 1940، بسعر 14 الف يورو. وقد اشترى الوثيقة متحف
الرسائل والمخطوطات في باريس الذي سيعرضها قريبا على الجمهور.
واجريت هذه المقابلة الواقعة في اربع صفحات والتي طبعت بواسطة آلة
طابعة، في 17 ايار/مايو 1943 عندما كان الجنرال ديغول يسعى الى ان يكون
لدى الحلفاء ممثلا شرعيا لفرنسا الحرة على ما قال مفوض المزاد ايميريك
روياك. واوضح في ختام المزاد "لقد حققت الوثيقة سعرا جيد". وأضاف ان
المقابلة التي لم يسبق ان نشرت خلال الحرب، كانت موجهة في الاساس الى
الصحافة المكتوبة. بحسب فرانس برس.
وقال ديغول في المقابلة "كان تصرفي في الثامن عشر من حزيران/يونيو
1940، يشكل نتيجة وامتدادا لسياسة حكومة رينو التي كنت جزءا منها".
وقال روياك ان هذه المقابلة هي "الوثيقة الخاصة الوحيدة" التي تؤرخ
لهذا الحدث الذي يعتبر في فرنسا انطلاقا للمقاومة الفرنسية. وتحتوي هذه
الوثيقة على تصحيحات بخط اليد اجراها شارل ديغول بنفسه. وهذه الوثيقة
التاريخية هي جزء من مجموعة محفوظات جان اوبيرليه، الذي كان واحدا من
مقدمي برامج فرنسا الحرة في هيئة "بي بي سي" البريطانية اثناء الحرب
العالمية الثانية. |