محافظون ومحافظات

علي فاهم

إن ثمار الانتخابات التي جرت في محافظاتنا العزيزة توضع في السلال في هذه الايام فقد سمي اغلب المحافظين ليتبوأوا مناصبهم في المحافظات وكان هناك صراع وتنافس واتفاقيات ومواثيق وتكتلات وتفتتات افرزت اسماء يجب على جميع الكتل ان تتعامل معهم لخدمة محافظاتهم والمواطنين فالشعارات التي رفعها الجميع هي الخدمة والاعمار والبناء فيجب ان لا يقف خسارة البعض للمناصب حاجزاً امام العمل وان لا يضع البعض في حساباتهم وخططهم افشال المحافظ لانه ليس من كتلته اومن حزبه فليعلم ان من يفكر بهذا المنطق هو الخاسر الاول والخاسر الثاني هو المواطن.

ومن المؤكد انه لا تنحصر خدمة الناس بمنصب المحافظ فلكل عضو دوره ولجنته التي يستطيع من خلالها ان يقدم للمواطنين ما كانوا يأملونه منه ولكن تسلط الاضواء على المحافظ لانه على رأس هرم السلطة التنفيذية في المحافظة وبيده تجتمع خيوط كل ملفات الخدمات التي تتعلق بحياة المواطن اليومية والتي من اجل تحسينها ذهب الى صناديق الاقتراع لينتخب من ظن أنه سيمثله ويقدم له ما يتمناه،

وبغض النظر عن الاسماء المطروحة لتتبوأ هذا المنصب الا اننا كمواطنين يفترض ان نكون المعنيين الاوائل باسم المحافظ الجديد ولنا رأينا الذي يجب ان يؤخذ بعين الاعتبار لان تأثير من سيكون المحافظ سيقع علينا بالدرجة الاساس ورغم انه لا يمكن لنا التدخل في طرح الاسماء لأنه محصور بطبقة معينة من السياسيين ورؤساء الكتل الفائزة الا اننا نرغب ان يكون في محافظنا الجديد مواصفات معينة نتمنى ان تنطبق على الاسماء المطروحة انطلاقاً من تجربتنا مع الحكومات السابقة ومشاهدتنا لتجارب الاخرين في المحافظات العراقية الأخرى.

 ان من ابرز المواصفات والميزات التي يجب ان تتوفر في المحافظ الجديد هو الاخلاص في عمله والقوة في اتخاذ القرار والنزول الى الشارع ومتابعة المشاريع ميدانياً وليس الجلوس في غرف التبريد والخوف من حرارة الشمس وذرات التراب ونريده ان يرتدي بدلة العمل ويكون حاضرا في المشاريع لا مراءاة واعلام وانما واقع ملموس وتأثير مباشر ليطلع على المنجز ويراقب الخلل ويصلع العطل ويصحح الفشل ولا نريده ان يمسك (الماسحة) ليمسح الماء او(المكنسة) ليكنس الشوارع او يمسك (المسحاة) ليقلب الاسمنت او التراب والمصورين من حوله، فهذه ليست من واجباته ولا مسؤولياته وانما لها رجالها وهوله وظيفته وواجباته، ولا نريده أن يقضي نصف وقته في الفواتح وفي المؤتمرات والجلسات ونصفه الاخر في السفرات والانتدابات والحفلات بل نريده يشمر عن ساعديه ليقضي حوائج الناس كافة سواء كانوا من حزبه اومن ربعه اومن مدينته اولم يكونوا سواء كانوا انتخبوه اولم ينتخبوه سواء كانوا يحبونه او يكرهوه، ونريده متواضعاً بلا حواجز الحمايات والحواشي والواسطات وان يخصص يوماً للقاء الناس مباشرة ويسمع منهم همومهم ويحل لهم مشاكلهم ونتمنى ان يكون طاقة شابة لديه الاستعداد للعطاء من نفسه وبدنه ووقته وجهده بلا ملل أو كلل او تكاسل.

 نريده مؤمنا ايماناً بجهاد ونزاهة بقوة واخلاص بعمل وتواضعاً لا بمسكنة وهدوءاً لا بكسل وتفاني لا بملل وبذل لا بكلل قد يقول البعض انك تبحث عن سوبر مان في هذا الوقت الذي شح فيه المخلصون ولكني متفائل في ان يحاول من سيكون محافظاً ان يحقق بعض هذه الامنيات التي تدور في ٍرأس المواطنين وان لا يرجعهم خائبين ولكم في بعض الاسماء التي حصدت مئات الالاف من أصوات الناخبين قدوة ولكم في من لم يحصل على شيء عبرة فاعتبروا يا أولي الالباب، ودمتم سالمين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 19/حزيران/2013 - 9/شعبان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م