يجب أن لا نترك مستقبلنا للجفاف

في اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف

زاهر الزبيدي

 

يوافق السابع عشر من حزيران من كل عام ؛ اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف في العالم، ونحن في العراق تصلنا بصورة مستمرة تلك الإشارات المؤلمة من خلال الدراسات العالمية الكثيرة الى أن بحلول 2040 يكون نهري دجلة والفرات، اللذان يوفران 90% من مياه العراق، قد آلا الى تراب، حيث جاءت تلك الدراسات التي أجرتها "منظمة المياه الأوربية" لتضع العراقيون أمام إمتحان صعب ومكلف في آن واحد في الوصول الى ستراتيجية مناسبة لمواجهة حرب المياه التي تستعر في الكثير من بلدان العالم ليس العراق بآخرها.

وبناءاً على تلك الدراسات فالعراق يخسر 4% من أراضيه الزراعية كل عام بسبب عدم وجود ستراتيجية مخططة لتلك المواجهة، فكل تلك المواثيق والأعراف الدولية لم تفت في عضد تركيا من السير قدماً ببناء "سد أليسو" على الرغم من كل واجهته عملية بناءه من معارضة محلية ودولية إلا أنها ماضية وحتى عام 2016 موعد إكمال بناءه وبكلفة 1.2 مليار دولار وسد أليسو هذا سيؤدي، عند العمل به، الى خفض حصة العراق المائية بمعدل 9,7 مليار م3 سنويا اي نسبة 47%، حيث ان حجم الخزن في السد المذكور يتجاوز 11,4 بليون م3!

إن خسارة العراق لحصته القانونية من المياه وما يرفقها من خسارة في نسب أراضية الزراعية يقابلها إرتفاعاً كبيراً في التصحر الذي بدأ يزحف بشكل كبير على تلك الأراضي كان أهم الأسباب التي قدمت في تقارير الأمم المتحدة من أن العراق سيتعرض هذا العام الى 300 عاصفة ترابية، كذبها الكثير منا، ولكن العراقيون يعيشون في وسط تلك العواصف ويكابدون بوطئتها على حياتهم اليومية.

"سيكون هدف الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف لعام 2013 هو خلق الوعي بشأن مخاطر الجفاف وندرة المياه في الأراضي الجافة وغيرها، ويدعو شعار هذا العام، "يجب أن لا نترك مستقبلنا للجفاف" الجميع إلى اتخاذ إجراءات لتعزيز التأهب للجفاف والتسلح بالقدرة على مواجهة ندرة المياه والتصحر".

اليوم نحن بحاجة الى مشاريع زراعية عملاقة كالمشروع الستراتيجي الذي أقترح من قبل محافظ ديالى لتحسين البيئة شمال المحافظة والذي يهدف الى مواجهة العواصف الترابية وخفض درجات الحرارة من خلال زراعة مليون شجرة في تلال حمرين شمال محافظة ديالى ضمن مايعرف بانشاء اكبر غابة في الشرق الاوسط من المشاريع الاستراتيجية التي لها بعد ايجابي في تحسين البيئة بشكل عام داخل المحافظة وبكلفة تقديرية تبلغ 30 مليار دينار.

وإدامة الزخم بالمجلس الأعلى للمياه وإتباع أكثر طرق السقي جدوى وفائدة والحفاظ على مخزونات المياه العراقية بشكل محترف.

 كما أن على الهيئة العامة لمكافحة التصحر التابعة لوزارة الزراعة العراقية أن تديم زخم مشاريعها التي يجري العمل بها في الوقت الحاضر لمكافحة التصحر وزحف الكثبان الرملية كما يحدث الآن في مشروع تثبيت ما يقارب الأربعة ملايين دونم من الكثبان الرملية المتحركة في وسط وجنوب العراق التي تتسبب في حركتها في طمر المشاريع الستراتيجية وحدوث العواصف الرملية.

نحن بحاجة الى أكثر من مشروع محوري ستراتيجي في معالجة التصحر والجفاف والقضاء على عواملها زحفها الرئيسية والتي قد تصل يوماً الى حدود منازلنا، ليكون إحتفالنا هذا العام وكل عام بإطلاق مشروع ستراتيجي جديد لمكافحة التصحر ومحاربة الجفاف.. لكي لا نترك مستقبلنا للجفاف !.. حفظ الله العراق

zzubaidi@gmail.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 17/حزيران/2013 - 7/شعبان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م