اصدارات جديدة: ان تكون فلسطينيا في لبنان

 

 

 

الكتاب: ان تكون فلسطينيا في لبنان .. قصص قصيرة ـ مشاهدات

الكاتب: سامر مناع

الناشر: دار نلسن للنشر في بيروت

عدد الصفحات: 176 صفحة متوسطة القطع

عرض: جورج جحا

 

 

 

 

 

شبكة النبأ: يروي الصحفي والباحث الفلسطيني سامر مناع في كتابه "ان تكون فلسطينيا في لبنان .. قصص قصيرة ـ مشاهدات" عن الالام والمتاعب التي يتعرض لها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان من حيث القوانين المفروضة عليهم والتي تحول بينهم وبين العمل وامور اخرى.

ويروي في قصص مؤثرة محزنة عن ذلك الحنين الدائم الى فلسطين التي تسكن في احلامهم وتدفعهم الى الحياة والى الموت من اجلها ويصف عذاباتهم وما يمكن ان ينطبق عليه الوصف بانه اعظم صبر في التاريخ الحديث.

الكتاب الذي صدر عن "دار نلسن" للنشر في بيروت جاء في 176 صفحة متوسطة القطع وبغلاف صقيل ولوحة غلاف لمالك محفوظ.

وقد كتبت المؤرخة الدكتورة بيان نويهض الحوت مقدمة الكتاب وفيها قالت "ابدأ بالاعتراف بأني يوم قرأت مخطوطة هذا الكتاب لم يكن العنوان هو الذي جذب اهتمامي ذلك انه يتحدث عن الموضوع الذي عشت معه اكثر من خمسين عاما ولا ازال.

"المفاجأة الاولى اني تعلمت الجديد في موضوع كنت اعتقد اني اعرف الكثير عنه وهذا الجديد حكايات لا تحكى الا همسا او سرا او حكايات لا تحكى حتى بين افراد العائلة الواحدة اما الحكايات التي تحكى علنا ويرويها اهل المخيم فكان لها ايضا مكانها ومكانتها.

"ومن تجارب اللاجئين المقيمين في لبنان بالذات وذكرياتهم وتراثهم وعذاباتهم واحلامهم في هذه الصفحات تعلمت ان الفلسطيني يبقى (رهين المحبسين): محبس اللجوء ومحبس الحرمان اي حرمانه من ابسط الحقوق الانسانية."

وقالت "اما اسلوب الكتاب عموما فهو على الرغم من اتباعه عدة انماط من الكتابة ما يحتم عليه التنويع في نهج الكتابة واساليبها.. فهو في واقع الامر لم يكن الاسلوب من همومه الرئيسية ويبدو انه لم يكن نصب عينيه سوى الوفاء لفلسطين وابناء شعبه.

"اما حين ينتهي القارىء من الكتاب فسيكتشف ان المصطلحات والمعاني والكلمات الاكثر تداولا في الادبيات الفلسطينية (كالشهيد) او (المناضل) او (الفدائي) او (زوجة الشهيد) او (الام) او (حصار المخيمات) او (فاقدي الاوراق الثبوتية) او (الاونروا).. لها في هذه الصفحات معان جديدة تنبع من صدقية الكاتب و شفافيته ومثابرته... اما اروع ما قدمه سامر مناع فهو كتابته الساخرة التي صور فيها اكثر التجارب مرارة في داخل المخيمات وازقتها باسلوب يبعث على البكاء والضحك معا."

استهل سامر مناع العنوان الاول "معنى ان تكون لاجئا فلسطينيا في لبنان" بالقول "حينها تكون على رأس قائمة المنتهكة حقوقهم على مختلف المستويات.. صحيا.. تربويا.. اجتماعيا.. وسياسيا... الخ وامامك خياران: اما ان تضع اوراقك بين ايدي سماسرة الهجرة لتشد الرحال الى خارج لبنان او ان تكون لاجئا فلسطينيا في لبنان.

"ان تكون لاجئا فلسطينيا في لبنان يعني انه سيكون هم تأمين تكاليف العلاج اشد الما من المرض نفسه ولن تستقبلك المستشفيات الا بكفالة مالية باهظة وبلائحة اسماء الجمعيات الخيرية التي لا تعتبر الفلسطينيين من اولوياتها. بحسب رويترز.

"ان تكون لاجئا فلسطينيا في لبنان يعني انك ستكون (فاقدا الاوراق الثبوتية) وحفيدا لفاقد اوراق ثبوتية وجدا لفاقد اوراق ثبوتية فتحمل مشكلتك في رحلة البحث عن الاوراق الثبوتية من دون جدوى تجنبا للتوقيفات الامنية.. ليس خوفا من قضبان السجن بل من ان يطال الجوع اطفالا ينتظرون يومية والدهم وقوت يومهم.

"ان تكون لاجئا فلسطينيا في لبنان وان تجد عملا فيه يعني انك ستعمل يوميا من دون كلل او ملل واياك ان تتململ امام رب العمل الذي لا يتوقف عن وضع الشروط التعجيزية ويجب عليك دائما ان تتذكر فضله عليك بالمخاطرة في تشغيلك بشكل غير قانوني من دون ضمان او تأمين صحي وبحد ادنى للاجر... ينبغي الا تمرض لان العمل لا يحتمل اي اجازة مهما كانت الظروف ولانك ان مرضت ومت لا تجد قبرا... فالقبور تكاد تضيق باصحابها.

"ان تكون فلسطينيا في لبنان يعني ان تتمهل قبل التفكير بمستقبلك العلمي والعملي وان تتواضع باحلامك مهما كانت كفاءاتك وقدراتك فطريقك مسدودة مسدودة... ان تكون فلسطينيا في لبنان يعني ان تكون محروما من حقك في ان ترث او تورّث او تتمتع بلذة ادخار بعض الاموال لشراء منزل... ان تكون فلسطينيا في لبنان يعني ان تكون متهما حتى تثبت براءتك."

وتحت عنوان "في انتظار قبلات الاب" كتب بلسان طفل فلسطيني انه كان يشعر بان امه هي كل شيء في البيت الذي تقوم بكل الاشغال فيه "ولم اكن اعلم شيئا عن والدي الذي يأتي لرؤيتنا بضع ساعات في الاسبوع.. وربما كان يأتي متأخرا ونحن نائمون لانني كنت اشعر بقبلة تطبع على خدي بين حين وآخر...

"وذات يوم بعد ان طالت غيبته جاء جمع من الناس واخبروا والدتي انه استشهد. ومشيت وسط حشد كبير لدفن والدي واوكلت امي الي مهاما كثيرة حينذاك وكنت سعيدا بذلك دون ان اعي ماذا يحصل حتى سألتني اختي ايمان (4 سنوات) عنه فاجبت انه استشهد.. وحين ارادت ان تعرف معنى ذلك استجمعت خبراتي المتواضعة وقلت لها اننا لن نراه ثانية. فتأملت اجابتي لبعض الوقت واجهشت بالبكاء."

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 16/حزيران/2013 - 6/شعبان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م