صراع الأديان... ظاهرة تفاقم من بؤس الانسان

 

شبكة النبأ: تشير بعض المصادر الى ان عدد الأديان الرئيسية في العالم والتي يزيد عدد تابعيها 150 ألف تابع بحوالي 22 ديانة غير ان هناك آلاف الديانات الأخرى الصغيرة وتختلف هذه الأديان عن بعضها البعض اختلاف كبير جداً، وهو ما أسهم وبحسب بعض المتخصصين بوجود الخلافات والصراعات المذهبية والدينية، والتي تفاقمت في السنوات الأخيرة بشكل كبير لأسباب فكرية او سياسية، وفي هذا الشأن اعتقلت الشرطة البنغالية ثلاثة مدونين ملحدين بتهمة الإساءة الى الإسلام والنبي محمد، وسط مطالبة أصوليين إسلاميين بشن حملة على الانترنت. وقال نائب رئيس الشرطة في دكا ملا نصر الاسلام "لقد اساؤوا الى مشاعر الناس الدينية بالكتابة ضد مختلف الاديان والانبياء والمؤسسين ومن بينهم النبي محمد". واضاف ان المتهمين الثلاثة يواجهون حكما بالسجن قد يصل الى 10 سنوات في حال ادانتهم بموجب قوانين الانترنت في البلاد والتي تحظر "الاساءة" الى الاديان.

ويدور نقاش بين الملحدين والاصوليين في عالم المدونات ومواقع التواصل الاجتماعي في بنغدلادش منذ سنوات، الا انه اتخذ منحى خطيرا عندما قتل احد المدونين الملحدين. وجاءت الاعتقالات فيما تشهد البلاد سلسلة من الاحتجاجات حول محاكمة عدد من الشخصيات الاسلامية بتهمة ارتكاب جرائم حرب اثناء حرب الاستقلال في 1971. بحسب فرانس برس.

وشارك في احتجاجات دعا اليها العديد من المدونين العلمانيين مئات الاف المتظاهرين طالبوا بإعدام قادة حزب الجماعة الاسلامية، اكبر حزب اسلامي في البلاد واكبر حزب معارض. ونظم الإسلاميون بدورهم تظاهرات تطالب بوقف المحاكمات، كما بداوا باستهداف المدونين. وحجبت الحكومة عشرات المواقع الالكترونية والمدونات لوقف العنف. كما شكلت لجنة ضمت عددا من كبار مسؤولي الاستخبارات لرصد الاساءة الى الاديان في المواقع الاجتماعية.

100 مليون مسيحي

على صعيد متصل ذكر تقرير سنوي لجمعية تعكف على مساعدة المسيحيين المضطهدين أن نحو 100 مليون مسيحي يعانون الاضطهاد في أنحاء العالم وأن أحوالهم تزداد سوءا بسرعة في سوريا وإثيوبيا على وجه خاص. وخصت جمعية (أوبن دورز) بالذكر كوريا الشمالية والسعودية وأفغانستان كأكثر الدول التي صعب على المسيحيين العيش بها العام الماضي. وكانت الدول الثلاث أيضا على صدارة القائمة التي تضم 50 دولة في عام 2011.

وجاء في التقرير أن سوريا قفزت من المكان السادس والثلاثين إلى المكان الحادي عشر على القائمة بعد أن أصبحت أقليتها المسيحية هدفا متكررا للمقاتلين الإسلاميين المتشددين. أما إثيوبيا التي يمثل المسيحيون ثلثي سكانها فقد قفزت من المرتبة الثامنة والثلاثين إلى الخامسة عشرة بسبب "مزيج معقد من مظاهر الاضطهاد" يتضمن شن إسلاميين متشديين هجمات وقيام مسيحيين بالانتقام من الحركات البروتستانتية الجديدة. وأضاف التقرير أن مالي جاءت في المرتبة السابعة في القائمة بعدما خلت منها قائمة 2011 وذلك بعدما شرعت جماعة أنصار الدين الإسلامية في تطبيق أحكام الشريعة على شمال البلاد ذي الغالبية المسلمة.

وذكر التقرير الذي نشرته جمعية (أوبن دورز) التي بدأت في الخمسينات في تهريب كتب مقدسة إلى دول شيوعية وتعمل الآن في أكثر من 60 دولة "هناك أكثر من 65 بلدا يعاني فيه المسيحيون اضطهادا." وقالت الجمعية التي يقع مقرها في الولايات المتحدة "يعاني ما يقدر بنحو 100 مليون مسيحي اضطهادا في أنحاء العالم." وكل الدول الواردة في القائمة التي تضم 50 بلدا تقع في افريقيا أو آسيا أو الشرق الأوسط باستثناء دولة واحدة هي كولومبيا التي جاءت في المرتبة السادسة والأربعين.

والمسيحية هي أوسع العقائد انتشارا في العالم إذ يؤمن بها 2.2 مليار نسمة يمثلون 32 في المئة من سكان العالم وفقا لتقرير أصدره منتدى بيو للدين والحياة العامة ومقره واشنطن. وجاء في تقرير آخر لمنتدى بيو أن المسيحية تواجه قيودا وعداء في 111 بلدا في حين يعاني معتنقو الإسلام ثاني أكبر عقيدة في العالم قيودا أو مضايقات في 90 بلدا.

وقالت (أوبن دورز) إنها استندت في تقريرها إلى دراسات رسمية وتقارير إخبارية وميدانية واستبيانات ملأها موظفون بها يعملون في مناطق مختلفة. والدول العشر التي جاءت في صدارة تقرير (أوبن دورز) هي كوريا الشمالية والسعودية وأفغانستان والعراق والصومال والمالديف ومالي وإيران واليمن وإريتريا. بحسب رويترز.

وذكرت الجمعية أن كوريا الشمالية احتلت صدارة القائمة للعام الحادي عشر على التوالي لأنها تحظر اعتناق المسيحية. وتقول الجمعية إن ما يصل إلى 70 ألف كوري شمالي أرسلوا إلى معسكرات عمل بسبب عقيدتهم.

الازهر والفاتيكان

في السياق ذاته رهن الازهر الشريف عودة العلاقات المقطوعة مع الفاتيكان بما يقدمه من "خطوات إيجابية جادة تظهر احترام الإسلام والمسلمين"، وذلك بعد اشهر من انتخاب البابا فرنسيس الأول بابا جديدا للفاتيكان. وقال الأزهر، والذي يعد مركز المسلمين السنة في العالم، في بيان له "أن عودة العلاقات بين الأزهر والفاتيكان مرهونة بما تقدمه مؤسسة الفاتيكان من خطوات إيجابية جادة تظهر بجلاء احترام الإسلام والمسلمين"، حسب ما نقلت وكالة انباء الشرق الأوسط الرسمية في مصر.

وقال البيان إن في مقدمة هذه الخطوات "الرد على تهنئة الأزهر للبابا بمناسبة ترسيمه"، والتي قال الازهر انه "لم يتلق حتى الآن الرد عليها". وجدد الازهر مجددا مطالبته الفاتيكان "باحترام الإسلام والمسلمين بما يؤسس لإعادة العلاقات بين الجانبين على أسس". واختير البابا فرنسيس الاول في اذار/مارس الفائت خليفة للبابا بنديكتوس السادس عشر الذي اعلن تخليه عن منصبه بشكل مفاجئ في نهاية شباط/فبراير الماضي.

وبدأت الخلافات بين الفاتيكان والمسلمين بسبب تصريحات للبابا بنديكتوس السادس عشر في جامعة المانية في ايلول/سبتمبر 2006 ربط فيها بين الاسلام والعنف. واقتبس حينها البابا المستقيل مقطعا من حوار دار في القرن الرابع عشر بين امبراطور بيزنطي ومثقف فارسي. واستعاد البابا قول الامبراطور للمثقف "أَرِني ماذا قدم محمد من جديد، وسوف لن تجد إلا أمورا شيطانية وغير إنسانية، مثل أوامره التي دعا فيها بنشر الإيمان عن طريق السيف". وهو الامر الذي اثار تظاهرات غاضبة اوقعت قتلى في أرجاء العالم الإسلامي.

واستأنف الطرفان في عام 2009 الحوار بينهما لكن الامور تازمت مجددا مطلع كانون الثاني/يناير 2011 اثر ادانة البابا المستقيل لتفجير كنيسة القديسين في مدينة الاسكندرية (شمال مصر) داعيا الى حماية المسيحيين في مصر. وقرر الازهر عقب هذا الموقف تجميد علاقاته مع الفاتيكان لأجل غير مسمى بسبب ما اعتبره آنذاك تعرضا متكررا من بابا الفاتيكان السابق للإسلام "بشكل سلبي".

الى جانب ذلك أكدت مؤسسة الازهر انها ستقوم باستكمال الاجراءات القانونية لاسترداد مخطوطة من القرآن حملها نابليون بونابرت معه من مصر غداة الاعلان عن سحبها من مزاد علني. وقال الازهر في بيان انه "يجري حاليا استكمال الإجراءات القانونية اللازمة لاسترداد هذه المخطوطة وأخواتها من تراث الأزهر الإنساني العظيم الذي نهب في أثناء الحملة الفرنسية على مصر".

واضاف البيان ان امام الازهر الشيخ احمد الطيب اجرى اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو وشكره وكل المسؤولين "الذين لم يقصروا في متابعة موضوع المخطوطة". واعلنت دار "اوسينا" الفرنسية للمزادات انها قررت سحب مخطوطة من القرآن حملها نابليون بونابرت معه من مصر من مزاد علني قرب بارس بسبب ما اثاره الامر من ردود فعل في مصر.

وقالت الشركة في بيان "نظرا الى ردود الفعل التي اثارها طرح" هذه المخطوطة للبيع و"بعد مناقشات ودية مع سفارة مصر في باريس قررت اوسينا سحب المخطوطة من مزاد فونتانبلو. وهذه المخطوطة التي تتضمن اولى سور القرآن مصدرها الجامع الازهر في القاهرة. وقد انتشلها مستشرق كان ضمن حملة بونابرت على مصر من النيران خلال حريق العام 1798. وكانت المخطوطة الواقعة في 47 صفحة معروضة بما بين 10 الاف و15 الف دولار. بحسب فرانس برس.

وقال مفوض المزاد جان بيار اوسينا ان عملية البيع "اثارت ردود فعل قوية في مصر. وقد طلب امام الازهر في القاهرة الا تعرض الوثيقة للبيع". واضاف "اتصلت بي سفارة مصر في فرنسا بشأن هذا الملف. وقيل لي ان هوية مصر الثقافية ستمس". واوضح "واجهتني ازمة ضمير. فهذه الوثيقة ليس فقط وثيقة تاريخية بل لها قيمة روحية وثقافية بالنسبة للمصريين". وقال اوسينا انه اتخذ القرار "بشكل مستقل" ولم يتعرض "لتهديدات".

التمييز الديني

من جانب اخر كسبت موظفة طلبت منها الخطوط الجوية البريطانية أن تنزع صليبا من حول رقبتها دعوى قضائية ضد التمييز الديني أمام محكمة حقوق الإنسان الأوروبية لكن ثلاثة مدعين آخرين خسروا دعاواهم. ويعني الحكم الذي أصدرته محكمة حقوق الإنسان الأوروبية أن الشركات الخاصة سيتيعن عليها إعادة النظر في كيفية تعاملها مع حقوق موظفيها في التعبير عن معتقداتهم الدينية في أماكن العمل.

وأجبرت نادية عويضة على ترك عملها دون تقاضيها أجرها عام 2006 لارتدائها سلسلة بها صليب صغير من الفضة قالت الشركة إنه مخالف لقواعد الزي. وقضت المحكمة بأن طلب الخطوط الجوية البريطانية من عويضة أن تنزع الصليب "يصل إلى حد التدخل في حقها في التعبير عن دينها."

وردا على الحكم قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على تويتر "سعيد بتأييد مبدأ ارتداء الرموز الدينية في أماكن العمل.. يجب ألا يعاني الناس من التمييز بسبب معتقداتهم الدينية." وتعهد كاميرون بتقديم تشريع يسمح للأفراد بارتداء الرموز الدينية في أماكن العمل ردا على قضية عويضة. لكن شيرلي تشابلين وليليان لاديلي وجاري مكفارلين خسروا جميعا دعاوى الاستئناف التي رفعوها وقالوا فيها إن المحاكم البريطانية لم تحم حقوقهم في التعبير الديني. وطلب المسؤولون في الجهة التي تعمل بها الممرضة تشابلين أن تنزع صليبا كبيرا تضعه حول رقبتها لأنه يمكن أن يحدث إصابة إذا جذبه مريض. وقضت المحكمة بأن السبب وراء طلب نزع الصليب وهو حماية الصحة والسلامة في المستشفى "له شأن أكبر كثيرا من السبب الذي انطبق على السيدة عويضة." ورفضت محاكم العمل البريطانية من قبل قضية كل من عويضة وشابلين. بحسب رويترز.

أما القضيتان الأخريان فتتعلقان بحقوق المثليين في مواجهة حقوق الحرية الدينية. وأقيل مكفارلين من هيئة وطنية لتقديم الاستشارات الزوجية عندما اعتبره صاحب العمل غير مستعد لتقديم النصيحة الجنسية للأزواج المثليين. في حين أن المدعية الرابعة لاديل رفضت أن تؤدي مهام وظيفتها في مراسم تزويج مثليين. وخسر الاثنان دعواهما.

على صعيد متصل أصدر سلطان مقاطعة سيلانغور الماليزية، السلطان شرف الدين إدريس شاه، فتوى منع فيها غير المسلمين من من النطق بلفظ "الله" باللغة العربية. وذكرت وسائل إعلام ماليزية أن سلطان سيلينغور أصدر فتوى، حظر فيها على غير المسلمين استخدام كلمة "الله"، باعتبار أن اللفظ مقدّس ولا يجب أن ينطق به إلا معتنقي الدين الإسلامي. كما أمر السلطان مجلس سيلينغور الإسلامي الديني، وقسم الشؤون الإسلامية في سيلانغور، باتخاذ إجراءات صارمة ضد كافة المجموعات، ومنها غير المسلمة، والتي تشكك في فتواه، وفي قانون العام 1988 الذي يحظر استخدام كلمة "الله" باللغة العربية.

وعلّقت منظمة تمثّل الكنائس البروتستانتية في ماليزيا على هذه الفتوى، مشيرة إلى أن المسيحيين في البلاد يطلقون لفظة "الله" على إلههم ومنذ قرون، وأنهم سيستمرون في ممارسة حقهم الدستوري هذا، على الرغم من فتوى السلطان التي تمنعهم من التلفّظ بهذه الكلمة. ونقلت صحيفة "مالايزين إنسايدر" عن الكاهن لورانس أندرو، محرر صحيفة "هيرالد"، وهي الصحيفة الكاثوليكية الوحيدة في البلاد، تعليقه على هذه الفتوى "هل تنطبق الفتوى على غير المسلمين؟". بحسب يونايتد برس.

يُشار الى أن المحكمة العليا في ماليزيا ألغت حظراً سابقاً أقرته الحكومة يمنع بموجبه ذكر اسم الله في وسائل الإعلام المسيحية في إشارة الى الله، وقد أعقب القرار موجة عنف دينية اجتاحت البلاد. يذكر أن ماليزيا تتألف من 13 مقاطعة يحكم 9 منها سلاطين بالوراثة، يشاركون بدورهم في انتخاب الرئيس الماليزي كل 5 سنوات.

كنيسة ملحدة

في السياق ذاته ومع أناشيدها الفرحة و"مؤمنيها" الساعين الى عيش حياة افضل، تشبه "كنيسة ذي صنداي اسمبلي" في لندن اي كنيسة اخرى، مع فارق كبير هو عدم وجود اي ذكر لاسم الله. وهذه "الكنيسة الملحدة" البريطانية موجودة منذ اشهر فقط، الا ان عدد اتباعها يزداد لدرجة لم تعد تتسع لهم المقاعد الموجودة خلال "قداساتها". كما ابدى اكثر من مئتي ملحد في العالم اهتمامهم بهذه المبادرة.

وتم تأسيس "ذي صنداي اسمبلي" (تجمع الاحد) من جانب ممثلين هما بيبا ايفانز وساندرسون جونز اللذان تحسسا شهية داخل المجتمع لتجمعات ملحدين تستعير بعض مظاهر الممارسات الدينية. وفي كنيسة قديمة متداعية في شمال لندن، تجمع هذه التجمعات بين الموسيقى والخطب ووقفات التأمل ذات الطابع الاخلاقي، مع درجة كبيرة من الفكاهة.

واوضح ساندرسون جونز الرجل الملتحي البالغ 32 عاما وصاحب الضحكة المدوية ان "ثمة الكثير من الامور في الممارسة الدينية لا تمت الى الله بصلة: ان الامر يتعلق باللقاء مع الناس، التفكير في طرق لتحسين الحياة". وتختصر مبادئ "تجمع الاحد" بعناوين ثلاثة: "مساعدة دائمة، حياة افضل واندهاش اكبر". ويبدو ان هذا المفهوم الجديد بدا يجذب اعدادا متزايدة من الناس، اذ ان حوالى 400 شخص شاركوا في اخر "قداسين" لهذه الحركة وملأوا الكنيسة بالكامل، حتى ان حوالى ستين "مؤمنا" منعوا من الدخول بسبب كثرة الرواد.

واكدت انيتا عالمة النفس الثلاثينية المشاركة في "قداس" "ايماني ومعتقداتي هي في الانسانية والعمل. تجمع الاحد، هذا امر يحاكيني". ويقوم "المؤمنون" المدعوون الى التأمل في موضوع التطوع، باداء اغنيتي "هيلب" لفرقة البيتلز و"هولدينغ اوت فور ايه هيرو" لبوني تايلر. ثم يستمع هؤلاء الى "عظة" يلقيها مؤسس جمعية متخصصة في مسائل التربية. وفي مداخلة القتها بعنوان "بيبا تبذل ما في وسعها"، تثير مؤسسة هذه الحركة اعجاب الحاضرين من خلال سردها روايات مضحكة من خبرتها في موضوع التطوع. وتنتهي "القداسات" وسط هتافات الحاضرين وصرخات "من يريد كوبا من الشاي؟"

وكما الحال في كثير من الدول الغربية، يسجل الايمان المسيحي تراجعا في بريطانيا. فعلى الرغم من ان اكثرية البريطانيين يقولون انهم مسيحيون، فإن نسبة هؤلاء تراجعت من 72 % في العام 2001 الى 59 % في 2011 بحسب اخر احصاء اجري في كانون الاول/ديسمبر الماضي. كذلك ارتفعت نسبة البريطانيين غير المنتمين الى اي ديانة في الفترة عينها من 15 % الى 25 %.

الا ان نجاح "تجمع الاحد" يدل بحسب المؤسسين الى ان الكثير من سكان المدن الملحدين يشعرون بحاجة الى الانتماء لجماعة. وتوضح بيبا ايفانز ان "بإمكانكم قضاء يوم كامل في لندن من دون التحدث الى اي كان"، مشيرة الى ان "الناس لديهم حقا رغبة في ان يكون لهم مكان التقاء، لا يكون فيه مشروب ولا رسم دخول". ويبدو ان هذه الفكرة تثير اهتمام اشخاص في اماكن اخرى في بريطانيا والخارج، حيث يسعى اشخاص ملحدون "لاستيراد" هذا المشروع الجديد.

ويشرح ساندرسون جونز ان الطلبات لفتح فروع لهذه "الكنيسة" في العالم تأتي من اماكن بعيدة مثل "كولومبيا، بالي، المكسيك، هيوستن، سيليكون فالي، فيلادلفيا اوهايو، كالغاري، لاهاي، فيينا الامر مثير حقا لدرجة انني اشعر بالدوار عندما افكر بذلك". بحسب فرانس برس.

ويقر الثنائي المؤسس لهذه "الكنيسة" بان احتفالات حركتهما تستعير الكثير من ممارساتها الى المسيحية. الى ذلك تحظى الحركة بدعم اعضاء في الاكليروس. الا ان بيبا ايفانز قالت ممازحة ان هؤلاء الكهنة "قالوا لنا انهم سيعيدون النظر في ما يجب فعله في حال اخذت (الحركة) في الاتساع"، بحسب ايفانز. وتضيف ايفانز "في الواقع من هم الاكثر عدائية تجاهنا هم بلا شك بعض الملحدين الذين يعتبرون اننا نضر بالإلحاد، باننا لا نملك طريقة سليمة في عدم الايمان بالله. انه امر مضحك جدا". وحظيت الحركة بموافقة من القس المحلي ديف تومليسن الاتي من كنيسة مجاورة لمراقبة "منافسيه" الجدد.

يهود أوروبا

من جهة اخرى اظهرت دراسة في العلوم الوراثية ان يهود اوروبا تعود اصولهم الى خليط من الشعوب اهمها قبائل من القوقاز اعتنقت اليهودية. ويرى واضع هذه الدراسة ان هذه الاخيرة ستحل الجدل القائم منذ اكثر من قرنين حول هذه المسألة. ويمثل اليهود الاشكيناز، اي اليهود ذوو الاصول الاوروبية، حوالى 90% من مجموع اليهود في العالم البالغ عددهم اكثر من 13 مليون نسمة.

ووفقا للفرضية السائدة والمسماة فرضية راينلاند، يتحدر الاشكيناز من اليهود الذين فروا من فلسطين بعد دخول الاسلام اليها في العام 638 بعد الميلاد. وبحسب هذه الفرضية ايضا، استقر هؤلاء اليهود في اوروبا. وفي نهاية القرون الوسطى انتقل نحو 50 الفا منهم من منطقة راينلاند في المانيا، الى اوروبا الشرقية.

لكن البعض يرى ان هذه الفرضية غير واقعية لأنها تخالف قواعد الديموغرافيا. فهذه الفرضية تعني حصول قفزة سكانية لليهود في اوروبا الشرقية من 50 الف يهودي في القرن الخامس عشر الى ثمانية ملايين في بداية القرن العشرين. وهذا يستوجب ان يكون معدل الولادات بين اليهود اكبر بعشر مرات من معدل الولادات في اوساط السكان المحليين غير اليهود، على الرغم من المصاعب الاقتصادية والامراض والحروب والاضطهاد التي عانت منها الجماعات اليهودية.

وفي محاولة لالقاء مزيد من الضوء على هذه القضية، نشرت مجلة "جينوم بيولوجي اند ايفوليوشن" البريطانية دراسة قارنت بين مجينات (مجموع الجينات) 1287 شخصا لا تربطهم صلات قربى ويتحدرون من ثماني مجموعات من اليهود، و74 شخصا من غير اليهود. وعمل المتخصص في علم الوراثة اران الهايك الباحث في معهد جونز هوبكينز للصحة العامة في بالتيمور في الولايات المتحدة، على فرز هذه البيانات والبحث عن التحولات في خارطة الحمض النووي المرتبطة بالاصول الجغرافية للمجموعات. وسبق استخدام هذه المؤشرات في دراسة لتحديد اصول الباسك، والاقزام في افريقيا الجنوبية.

وعثر الباحث على مؤشرات في مجينات اليهود الاوروبيين تدل بوضوح على ان مصدرهم الاساسي هو القوقاز يليه الشرق الاوسط بنسبة أقل. وبرأي الباحث، فان هذه النتائج تأتي لتدعم النظرية المضادة لفرضية ريانلاند، والمسماة "فرضية الخزر". ووفقا لهذه الفرضية، يتحدر اليهود الشرقيون من شعوب الخزر الذين هم خليط من قبائل تركية استقرت في القوقاز في القرون الاولى بعد ميلاد المسيح، واعتقنت اليهودية في القرن الثامن تأثرا بيهود فلسطين.

وقد اسس اليهود الخزر امبراطورية قوية مزدهرة جذبت اليها اليهود من بلاد ما بين النهرين والامبراطورية البيزنطية. وبلغت هذه الدولة من القوة ما جعلها تتوسع في المجر ورومانيا، ممهدة الطريق الى شتات يهودي ضخم. وفي القرن الثالث عشر، انهارت امبراطورية الخزر تحت ضربات المغول وبعدما انهكها الطاعون الاسود. ومنذ ذلك الحين، انتقل اليهود الخزر الى الغرب، واستقروا في بولندا والمجر حيث ساهمت مهاراتهم المالية والاقتصادية والسياسية في اندماجهم بهذه الشعوب. ووفقا لهذه النظرية، انتشر اليهود في نهاية المطاف في اوروبا الغربية والوسطى. بحسب فرانس برس.

وقال الباحث "نخلص في هذه الدراسة الى ان يهود اوروبا هم خليط من الشعوب القديمة، بما في ذلك الخزر الذين اعتنقوا اليهودية، واليهود اليونانيون الرومان، ويهود بلاد ما بين النهرين وفلسطين. واضاف "لقد تشكلت تركيبتهم السكانية في القوقاز على ضفاف نهر فولغا، علما ان جذورهم تمتد الى أرض كنعان وضفاف نهر الاردن". وبحسب هذا الباحث، فان التاريخ الذي ترويه الجينات تعززه الاكتشافات الاثرية واللغة والنصوص الادبية اليهودية التي تتحدث عن اعتناق الخزر اليهودية".

في السياق ذاته واصل الفاتيكان واسرائيل مفاوضاتهما حول الخلافات القانونية المالية المتعلقة بأملاك الكنيسة الكاثوليكية في الاراضي المقدسة من دون التوصل الى اتفاق، كما اعلنت اللجنة الدائمة بين الدولتين. وهذه المفاوضات التي بدات في 1999 تتناول الاملاك الكنسية والاعفاءات الضريبية وعائدات الانشطة التجارية للطوائف المسيحية والوضع القانوني للكنيسة الكاثوليكية.

ويطالب الكرسي الرسولي بالاعتراف التام بالحقوق القانونية والتراثية للجمعيات الكاثوليكية وتثبيت الاعفاءات الضريبية التي كانت تستفيد منها الكنيسة قبل إعلان قيام ما يسمى بدولة إسرائيل في ايار/مايو 1948 والتي طلبت الامم المتحدة من إسرائيل احترامها. وتتعلق إحدى أكثر المسائل حساسية بقاعة العشاء السري في القدس وهو مبنى يقع في جبل صهيون حيث اقيم آخر عشاء للمسيح مع تلامذته قبل توقيفه وصلبه.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 15/حزيران/2013 - 5/شعبان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م