حزب الله في سوريا... انتصارات كاسحة تقلب موازين الحرب

 

شبكة النبأ: باتت الازمة السورية الحالية العامل الابرز الذي يلهب أتون الحرب السورية المتسمة بـ صراع النفوذ والهيمنة الذي يحرك بوصلة المصير المشترك بين الحلفاء فحزب الله وسوريا من جهة، ودول الخليج والغرب من جهة أخرى، وذلك من خلال وحدة المصالح بمختلف أنواعها.

ففي احدث تطور يظهر انتقال الصراع السوري إلى مرحلة جديدة، وذلك بدخوله في معركة شرسة بين القوات الحكومية الى جانبها الحليف حزب ضد مقاتلو المعارضة المتمردة والمدعومة من لدن بعض الدول الاقلمية والدولية خلال الاونة الاخيرة، للسيطرة على البلدة الواقعة على طريق حيوي للامدادات عبر الحدود بين لبنان وسوريا.

وقد حسمت المعركة لصالح القوات السورية وحليفها حزب الله واستطاعت سوريا استرداد بلدة القصير الحدودية، ليوجه هذا الانتصار ضربة قاسمة للأجندات ومصالح الدول الإقليمية والغربية الداعمة المعرضة المتمردة، فيما يرى بعض المحللين ان انخراط حزب الله في الحرب السورية قد يحول الحرب إلى صراع طائفي يحارب فيه الأسد وطائفته العلوية معارضين أغلبهم من السنة ومنهم مقاتلون من تنظيم القاعدة يحاربون تحت لواء جبهة النصرة.

ويثير هذا الموضوع توترا كبيرا في لبنان حيث ينقسم البلد بين مؤيدين للنظام ومعظمهم من انصار الحزب الشيعي وبين متحمسين للمعارضة السورية وغالبيتهم من الطائفة السنية.

فيما تسعى بعض الدول التي تدعم المعارضة المرتبطة بتنظيم القاعدة كبريطانيا وفرنسا وبعض دول الخليج لادراك هذا الفشل الذريع الذي جسده انتصار القوات السورية وحزب الله بإدراج الحزب كمنظمة إرهابية، لكن رفت معظم الحكومات الاروبية مزاعم هذه الخطوة كونها قد تؤدي إلى تعقيد الاتصالات بين الاتحاد الأوروبي ولبنان الذي يشارك حزب الله في حكومته الائتلافية وأن تزيد الاضطرابات في بلد يعاني بالفعل من امتداد الحرب في سورياـ كما اعربت حكومات عديدة عن خوفها من ان يؤدي هذا القرار إلى مزيد من الاضطراب في الشرق الاوسط.

بيمنا يرى أغلب المحللين ان خطوة إدراج حرز الله كمنظمة إرهابية، تعكس بالحقائق والدلائل الدور الحقيقي الذي تقوم به تلك الداعمة بالتعاون مع القوى الخارجية المعادية مثل اسرائيل وادواتها على الاراضي السورية لزعزعة استقرار سورية واضعافها، اي تقديم دعم عسكري مباشر للمجموعات الارهابية مثل جبهة النصرة وتنظيم القاعدة، بعد فشل محاولاتها مؤخرا في تحقيق سيطرة على الارض، خصوصا وان هناك دليل يوضح خطورة الخسائر في حال وقعها بالحرب، وهذا الدليل هو حربها مع حزب الله عام 2006 فقد تكبدت إسرائيل خسائر كبيرة جدا.

وهذه الخطوة ليست من باب القوة وانما لكون هذه الحكومة تدرك حتما ان الحكومة السورية المنشغلة بمشاكلها الداخلية لا تستطيع فتح باب حرب جديدة ربما تكون نتائجها وخيمة على الجميع، ناهيك عن استخدام الأساليب الاستفزازية  التي لا تستهدف سوريا بذاتها وإنما لحلفاء سوريا كإيران وحزب الله.

ويرى هؤلاء المحللين ان ما تشهده الساحة الاقليمية والدولية من متغيرات واحداث متسارعة على المستويين الاقليمي والدولي، التي تمثلت بدخول حزب الله المباشر في الحرب السورية، ستضع هذه الامور انفة الذكر جميع الاطراف المتخاصمة امام حرب حتمية ربما تكون اوسع من النطاق الاقليمي واقل من النطاق العالمي مما يساعد على تهيئة الظروف الملائمة للتعجيل بحدوثها في المستقبل القريب.

حزب الله استعادة الاطاحة بالاسد مشروع وهمي

في سياق متصل قال نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان استعادة قوات الحكومة السورية للسيطرة على مدينة القصير ضربة للمصالح الامريكية الاسرائيلية وتثبت ان الجهود الرامية الى إسقاط "سوريا المقاومة مشروع وهمي".

وانضم المئات من مقاتلي حزب الله الشيعي الى قوات الرئيس بشار الاسد في معركة للسيطرة على القصير التي تقع على طريق استراتيجي بين لبنان وسوريا، وقال الشيخ نعيم قاسم في بيان "المعركة اليوم لها عنوان واحد هي مواجهة إسرائيل ومن يخدم مشروعها ومواقف حزب الله تستند إلى هذه القاعدة وقد ثبت اليوم بما لا يقبل الشك أن المراهنة على إسقاط سوريا المقاومة مشروع وهمي وأن بناء المواقف السياسية على إنجازات المشروع الأمريكي الإسرائيلي خاسرة وفاشلة"، وأضاف "نأمل أن تتضح حقائق الجغرافيا السياسية في أن أصحاب الأرض هم الأرسخ والأثبت وهم الفائزون دائما عندما يجاهدون ويصمدون في مواجهة المتآمرين والمحتلين."

بحسب رويترز.

وحاربت قوات الاسد بشراسة لاستعادة السيطرة على القصير وتشديد قبضتها على ممر يعبر محافظة حمص في وسط البلاد ويربط بين العاصمة دمشق والمناطق الساحلية على البحر المتوسط التي يتركز فيها العلويون الذين ينتمي اليهم الاسد، وقال قاسم "انجاز القصير ضربة قاسية للمشروع الثلاثي الأمريكي- الإسرائيلي-التكفيري ونقطة مضيئة لصالح المشروع المقاوم من بوابة سوريا ولا ينفع الصراخ والإعلام السياسي الدولي والإقليمي في تغيير حقائق التاريخ والجغرافيا ونكرر دعوتنا إلى الحل السياسي في سوريا وإلى كف أيدي سراق الأرض الدوليين وأتباعهم من أن يمتدوا في منطقتنا العربية لإعانة الكيان الغاصب فقد صممت شعوب المنطقة أن تسترد أرضها وحقها والله ناصرها".

مساعي بريطانيا لضم حزب الله للقائمة السوداء تلقى معارضة أوروبية

في سياق متصل قوبل طلب بريطانيا إدراج الجناح المسلح لجماعة حزب الله اللبنانية على قائمة المنظمات الارهابية بمعارضة في الاتحاد الأوروبي حيث عبرت عدة حكومات عن خشيتها ان تزيد مثل هذه الخطوة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، وقالت بريطانيا إنه ينبغي فرض عقوبات أوروبية على الجماعة لوجود أدلة على مسؤوليتها عن تفجير حافلة في بلغاريا قتل فيه خمسة إسرائيليين وسائقهم في يوليو تموز الماضي. وينفي حزب الله أي علاقة له بالحادث.

واستشهدت لندن كذلك بحكم أصدرته محكمة قبرصية في مارس آذار الماضي بالسجن أربع سنوات على عضو في حزب الله اتهم بالتآمر لمهاجمة مصالح إسرائيلية في قبرص، ومن شأن إدراج الجماعة على القائمة السوداء أن يمثل تحولا كبيرا في سياسة الاتحاد الأوروبي الذي قاوم لسنوات ضغوطا من إسرائيل والولايات المتحدة للإقدام على هذه الخطوة.

لكن دبلوماسيين أوروبيين قالوا إن عدة حكومات شككت خلال اجتماع للاتحاد الأوروبي عقد في بروكسل للنظر في طلب بريطانيا في توفر الأدلة الكافية على صلة حزب الله بالهجوم في بلغاريا، وقال دبلوماسي أوروبي "أثيرت مسألة العواقب السياسية والأمنية." وستجرى مباحثات اضافية بشأن الموضوع في بروكسل في الأسابيع القادمة وقد يعقد دبلوماسيون من الاتحاد الاوروبي اجتماعا اخر في 20 يونيو حزيران مع احتمال اتخاذ قرار بحلول نهاية الشهر، وتضم القائمة الأوروبية السوداء بالفعل جماعات مثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب العمال الكردستاني. ويقضي الادراج في القائمة بتجميد أصول تلك الجماعات في أوروبا وحرمانها من الحصول على اي أموال نقدية هناك وهو ما يعني حرمانها من جمع تبرعات في دول الاتحاد الأوروبي لتمويل أنشطتها. بحسب رويترز.

واكتسب الاقتراح البريطاني بخصوص حزب الله طابعا ملحا وقدرا من التأييد في أوروبا في الأسابيع القليلة الماضية في ظل علامات على مشاركة حزب الله المتزايدة في الحرب في سوريا، وأسقطت فرنسا اعتراضاتها على إدراج حزب الله في القائمة السوداء وقالت إن لديها معلومات من المخابرات على أن ما يتراوح بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف مقاتل من حزب الله يقاتلون إلى جانب جيش الرئيس السوري بشار الأسد.

لكن البعض كان أكثر حذرا. وقالت وزيرة الخارجية الإيطالية إيما بونينو إن حكومتها تحتاج إلى مزيد من الأدلة من بلغاريا وإنها قلقة "لهشاشة الوضع في لبنان"، ورد المسؤولون البلغاريون بأن إعادة التمثيل مؤخرا للأحداث ذات الصلة بتفجير بورجاس أكدت الأدلة التي تم جمعها إلى الآن، ويشكك بعض الدبلوماسيين ايضا في قدرة الاتحاد الاوروبي على الاستمرار في تقديم مساعدات مالية لبيروت في حالة فرض عقوبات على حزب الله لانه قد يكون من الصعب التمييز بين القطاعين العسكري والسياسي لحزب الله.

دول الخليج تعتبر حزب الله منظمة ارهابية

من جهتها اكدت دول الخليح في ختام اجتماعها الدوري في جدة اعتبارها حزب الله اللبناني الشيعي "منظمة ارهابية" وهددت باتخاذ اجراءات ضد مصالحه، لكنها امتنعت عن وضعه على لوائح الحركات الارهابية متذرعة بضرورة المزيد من "الدراسة"، وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية في البحرين غانم البوعينين ان دول الخليج "تعتبر حزب الله منظمة ارهابية وقررت النظر في اتخاذ اجراءات ضد مصالحه في اراضيها"، واضاف خلا ل مؤتمر صحافي "لا احد يستطيع التغطية على ممارسات حزب الله فهو منظمة ارهابية وهذا تصور دول الخليج له"، وتابع "هناك اجماع على توصيف التدخل السافر لحزب الله في سوريا بانه ارهاب (...) لقد كشف التدخل المستور، كان يمارس التقية".

من جهته، قال الامين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني ان مجلس التعاون الخليجي "قرر النظر في اتخاذ اجراءات ضد اي مصالح لحزب الله في دوله"، وندد الزياني والبوعينين ب"التدخلات الايرانية المتصاعدة في الشأنين الخليجي والعربي"، وافاد بيان رسمي ان المجلس الوزاري "دان التدخل السافر لحزب الله في سوريا وما تضمنه خطاب امينه العام من مغالطات باطلة واثارة الفتن مستنكرا وعده بتغيير المعادلة في المنطقة ومحاولة جرها الى اتون الازمة السورية"، كما اعرب المجلس عن "بالغ قلقه لاستمرار تدهور الاوضاع في سوريا خصوصا في ظل مشاركة ميليشيات حزب الله في قتل الشعب السوري"، واضاف ان دول المجلس تطالب "الحكومة اللبنانية بتحييد لبنان عن القتال في سوريا". بحسب رويترز.

من جهة اخرى، "رحب المجلس بنتائج اجتماع" المعارضة السورية في اسطنبول "مؤكدا دعمه موقفها بشان مؤتمر جنيف-2"، وفي الشان اللبناني، اعلن المجلس انه "بارك" اختيار النائب تمام سلام لرئاسة الحكومة مشددا على "اهمية التزام لبنان بسياسة النأي عن النفس" حيال الازمة في سوريا.

بلغاريا تقول إن دور حزب الله في تفجير حافلة لم يثبت

على صعيد ذو صلة قالت بلغاريا انها ليس لديها ما يتجاوز "مؤشرا" على أن حزب الله اللبناني ربما يكون ضالعا في حادث تفجير حافلة في يوليو تموز أسفر عن سقوط قتلى وإن هذا وحده لا يبرر أي تحرك من جانب الاتحاد الاوروبي لتصنيفه جماعة إرهابية، وتراجعت الحكومة الجديدة التي يقودها الاشتراكيون عن الاتهامات التي وجهتها حكومة يمين الوسط السابقة بأن حزب الله شن الهجوم الذي اسفر عن مقتل خمسة اسرائيليين وسائق الحافلة البلغاري في مدينة بورجاس السياحية على البحر الاسود، وقال وزير الخارجية كريستيان فيجنين الذي تولت حكومته أعمالها للاذاعة الرسمية "من المهم ان يبنى قرار الاتحاد الاوروبي ليس فقط على التفجير في بورجاس لأنني اعتقد ان الدليل الذي نملكه ليس قاطعا، "هناك مؤشر عن انه من الممكن (ان يكون حزب الله وراء التفجير) لكننا لا نستطيع اتخاذ قرار له تبعات مهمة من جانب الاتحاد الاوروبي بناء على بيانات غير مباشرة، "اذا كان لدينا ادلة جادة كافية من قضايا اخرى فلن نتردد في دعم هذا القرار"، ونفى حزب الله اي دور له في تفجير بورجاس.

وقال فيجنين ان السلطات البلغارية تقوم بتحقيقاتها في الهجوم وانها ستفيد الاتحاد الاوروبي بالمعلومات اللازمة، وواجه مقترح بريطاني بوضع حزب الله على قائمة المنظمات الارهابية معارضة في الاتحاد الاوروبي حيث اعربت حكومات عديدة عن خوفها من ان يؤدي هذا القرار إلى مزيد من الاضطراب في الشرق الاوسط.

وقال بعض الدبلوماسيين ان مثل هذه الخطوة من شأنها ان تعقد من علاقات الاتحاد الاوروبي مع لبنان حيث يشارك حزب الله في الائتلاف الحكومي كما يمكن ان يزيد من التوتر في بلد يعاني بالفعل من اثار الحرب الدائرة في سوريا المجاورة، وقالت بريطانيا التي كانت لها علاقات فيما مضى مع ما يعرف باسم الجناح السياسي لحزب الله ان الجماعة يجب ان تواجه عقوبات من الاتحاد الاوروبي لمشاركتها في هجوم بورجاس ومؤامرة لمهاجمة مصالح اسرائيلية في قبرص، ومن الممكن ان يمثل وضع حزب الله على قائمة المنظمات الارهابية تحولا كبيرا في سياسات الاتحاد الاوروبي الذي يواجه ضغوطا كبيرة من اسرائيل والولايات المتحدة منذ سنوات ليفعل ذلك، وحثت الحكومة البلغارية السابقة - الحليف القوي لواشنطن - في فبراير شباط الحكومات الاوروبية على اتخاذ موقف اشد قوة تجاه حزب الله بعد ان القت عليه باللائمة في تفجير بورجاس، واتهم الاشتراكيون الذين كانوا في المعارضة حينها - الحكومة بالاندفاع نحو اتهام حزب الله دون دليل مما يعرض الدولة التي تقع في منطقة البلقان للمزيد من الهجمات المحتملة، ومن المقرر ان تناقش حكومات الاتحاد الاوروبي مرة اخرى طلب ادراج حزب الله في قائمة المنظمات الارهابية في وقت لاحق هذا الشهر.

بين حزب الله و القوات المعارضة في سوريا

في الوقت نفسه قالت مصادر أمنية إن مقاتلين من حزب الله اللبناني خاضوا معركة دامية مع مسلحي المعارضة السورية في ساعة مبكرة في منطقة حدودية بشرق لبنان في احدث تطور يظهر انتقال الصراع السوري إلى الاراضي اللبنانية، ويقاتل مسلحو حزب الله في صفوف الجيش السوري لطرد المعارضة من مدينة القصير الحدودية في حين انضم مقاتلون سنة من لبنان إلى معارضي الرئيس السوري بشار الأسد، وجرت اشتباكات قرب عين الجوزة وهو لسان من الاراضي اللبنانية يمتد داخل سوريا.

وقالت مصادر إن كمينا ربما يكون قد نصب للمعارضة اثناء اقامة منصة لاطلاق صواريخ على المناطق الشيعية في سهل البقاع، وقال معارضون سوريون انهم سيشنون هجمات داخل لبنان ردا على مساندة حزب الله لهجوم قوات الأسد على القصير وهي مدينة استراتيجية بالنسبة لامدادات الأسلحة للمعارضة ولعبور المقاتلين الذين يأتون لسوريا من لبنان.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يستقي معلوماته عبر شبكة من المصادر الامنية والطبية في سوريا إن القتال العنيف استمر في الاطراف الشمالية والشرقية والجنوبية للقصير، وقال دبلوماسيون في مجلس الامن إن روسيا منعت أمس المجلس من اصدار بيان يبدي مخاوفه إزاء الحصار المستمر للقصير منذ اسبوعين، وحثت مسودة بيان القوات الموالية للأسد والمعارضة التي تحاول الإطاحة به على "بذل اقصى جهد لتفادي سقوط ضحايا من المدنيين وان تنهض الحكومة السورية بمسؤوليتها لحماية المدنيين"، وناشدت المسودة حكومة الأسد "السماح لوكالات انسانية محايدة بما في ذلك وكالات الامم المتحدة الوصول للمدنيين المحاصرين داخل القصير بشكل فوري وكامل دون معوقات"، ويبرز تحرك موسكو لمنع صدور البيان اتساع الهوة بين موقفي كل من روسيا والدول الغربية بشأن كيفية التعامل مع الأزمة في سوريا رغم استمرار واشنطن وموسكو في بذل جهود مشتركة لعقد مؤتمر سلام بشأن سوريا.

امريكا تدعو حزب الله الى سحب مقاتليه من سوريا

الى ذلك دعت وزارة الخارجية الأمريكية جماعة حزب الله اللبنانية الى سحب مقاتليها من سوريا على الفور وقالت إن مشاركتهم في الصراع إلى جانب الرئيس بشار الأسد تشير إلى توسيع خطير للحرب، وأدانت المتحدثة باسم الوزارة جين ساكي إعلان حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله أن مقاتليه موجودون في سوريا وتعهده بمواصلة الحرب حتى نهاية "هذا الطريق"، وقالت ساكي في افادة صحفية يومية "هذا تصعيد غير مقبول وخطير للغاية. "نطالب بأن يسحب حزب الله مقاتليه من سوريا على الفور"، وبدأ العنف يمتد بشكل متزايد من سوريا إلى لبنان وخاصة مدينة طرابلس الشمالية.

وقال نصر الله إن سوريا ولبنان يواجهان تهديدا من المتشددين الإسلاميين السنة اعتبره مؤامرة حاكتها الولايات المتحدة وحلفاؤها لخدمة مصالح إسرائيل في المنطقة، وأدانت ساكي قتل ثلاثة جنود لبنانيين عند نقطة تفتيش عسكرية في وادي البقاع بشرق لبنان، وفر المهاجمون باتجاه الحدود السورية لكن لم يتضح من نفذ الهجوم، وقالت "ما زلنا نشعر بقلق بالغ بشأن تقارير عن حوادث أمنية عديدة عبر الحدود في الأيام الماضية"، وردا على سؤال عما ستفعله الولايات المتحدة إذا لم ينسحب حزب الله قالت ساكي إن واشنطن تسعى لحلول دبلوماسية لكن أيضا "نواصل زيادة وتكثيف مساعداتنا ودعمنا للمعارضة (السورية)". بحسب رويترز.

وأضافت أن ويندي شيرمان وكيلة وزير الخارجية وبيث جونز القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدني سيسافران إلى جنيف الاسبوع القادم للاجتماع مع دبلوماسيين من روسيا والأمم المتحدة والعمل من أجل عقد مؤتمر دولي بشأن سوريا، وتجنب الرئيس الأمريكي باراك اوباما مشاركة الولايات المتحدة في الصراع الذي أدى إلى مقتل 80 الف شخص رغم أنه أبقى جميع الخيارات مطروحة.

الجامعة العربية تدين دور حزب الله في سوريا

من جانب آخر قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إن الجامعة تدين مختلف أشكال التدخل الأجنبي في سوريا خاصة من حزب الله اللبناني الذي دعمت قوات له القوات الحكومية السورية ضد مقاتلي المعارضة، وقال العربي في مؤتمر صحفي عقب اجتماع لمجلس وزراء خارجية الدول العربية في القاهرة "المفروض وقف كل التدخلات"، وأضاف أن الاجتماع وافق على بيان يدين كل أشكال التدخل الأجنبي، وقال العربي ردا على سؤال حول موقف الجامعة العربية من تدخل حزب الله في الصراع السوري "الإدانة الشديدة لكل أشكال التدخل الخارجي خاصة تدخل حزب الله."

وسيطرت القوات الحكومية السورية ومقاتلو حزب الله على بلدة القصير الحدودية في هزيمة كبيرة للمعارضة المسلحة التي تحارب لإسقاط الرئيس بشار الاسد، وقال زعيم حزب الله حسن نصر الله إن قوات من ميليشيا الحزب ستبقى في سوريا إلى أن يتحقق النصر للأسد حليف إيران الوثيق. وتقدم الدول العربية السنية مثل قطر والسعودية دعما لمؤيدي التمرد ضد الأسد، لكن إدانة الجامعة العربية لحزب الله لم تصل إلى وصف البحرين للحزب بأنه منظمة إرهابية، وقال العربي إن الدول العربية على اختلافها وافقت على إدانة التدخل الأجنبي في سوريا، لكن البيان الختامي الذي صدر عن الاجتماع تضمن أن لبنان تحفظ على الفقرة الخاصة بإدانة حزب الله، ولا تحضر سوريا اجتماعات الجامعة العربية منذ تعليق عضويتها فيها في نوفمبر تشرين الثاني 2011، واستهدف اجتماع الجامعة العربية اتخاذ موقف موحد من مؤتمر السلام الذي سيعقد في جنيف والذي قال المبعوث العربي الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إنه يمكن أن يعقد في يوليو تموز، وقال العربي إن مؤتمر جنيف ربما يكون الفرصة الأخيرة لحل سياسي ينهي "المأساة الانسانية" في سوريا، وقرر وزراء الخارجية أن سوريا في حاجة إلى قوات لحفظ سلام تابعة للأمم المتحدة تنتشر في مناطق النزاع لتوفير السلام والأمن للمدنيين، وكرر وزراء الخارجية مطالبتهم بتشكيل حكومة انتقالية لفترة زمنية يتفق عليها تحقيقا لانتقال سلمي للسلطة، لكن وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو قال في المؤتمر الصحفي إن الأسد يجب ألا يكون له مكان في الحكومة الانتقالية التي قال إنها ستخول "سلطات كاملة بمعنى أن الأسد لن يكون له دور في هذه الفترة وسيتم نقل سلطاته في الدفاع والأمن والأمور الأخرى."

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 15/حزيران/2013 - 5/شعبان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م