النصرة تنتصر على الأطفال

عبد الواحد ناصر البحراني

منذ أن تكبد إرهابيو ما يسمى بجبهة النصرة خسائر فادحة في القصير وريف دمشق بات هؤلاء يبحثون عن انتصارات وهمية حتى لو كانت على النساء والأطفال. فها هم يحاصرون الأبرياء في قريتي نبل والزهراء في ريف حلب وبالأمس ارتكبوا مجزرة بحق النساء والأطفال في قرية حطلة في ريف دير الزور. ولا ذنب لهؤلاء الأبرياء إلا أنهم من المسلمين الشيعة.

فهل المروءة - إن كان إرهابيو النصرة يعرفون معناها - أن يقتل الأبرياء في القرى والأرياف كرد على معركة عسكرية خسرتها القاعدة في القصير. وهل من الإسلام التمثيل بالجثث ثم التكبير عليها؟ وإذا فرضنا أن الجيش السوري قتل أبرياء فهل يرد عليه بقتل أبرياء أيضاً؟

لقد اتضحت حقيقة هؤلاء منذ زمن فمجازرهم في العراق كانت وما تزال خير دليل على إجرامهم. حتى أن بعض من يسمون أنفسهم شيوخاً كالمدعو (شافي العجمي) في الكويت بات يحمد الله على نحر سيد من سلالة النبي محمد (ص) هو وابنه أمام الكاميرات ولا أحد يحاسبه أو يرد عليه.

ما هو رد (القرضاوي) على قتل الشيعة لمجرد أنهم فقط من أتباع مذهب إسلامي يختلف مع مذهبه؟ ألم يصل معهم فيما مضى ويحضر مجالسهم ويسمع آراءهم؟ كيف يمكن أن يرى القتل الطائفي أمام عينيه ويسكت عنه ثم يقف بين يدي ربه للصلاة؟

الغريب في الأمر أن جرائم التكفيريين هذه تتزامن مع قرارات الحكومات الخليجية بمعاقبة الشيعة بعدم تجديد إقاماتهم بحجة أنهم من أنصار حزب الله. وكأنهم يردون على هزائم التكفيريين في سوريا بمعاقبة الأبرياء في دولهم!

يا أخوان الشيعة مسلمون يشهدون بأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، شاء من شاء وأبى من أبى. لكن من يكفرهم هو الذي يحتاج للتأكد من إسلامه وهو الذي سيعض على أصابعه ندماً. وفي الواقع فإن هذه الأفعال والتحريض عليها أو السكوت عنها سوف تكون مضرة باستقرار دول الخليج أولاً. فالشيعة هم من نسيج هذه البلدان الاجتماعي وساهموا وما يزالون في بنائها ودعمها اقتصادياً واجتماعياً، لذلك فإن هذه القرارات الطائفية المقيتة لا تخدم إلا من يريد الشر بتلك الدول. فهل يعتقد من يدعم هؤلاء التكفيريين في سوريا أنهم سوف يبقون بعيدين عن نار حقدهم؟ ألم يرتكب التكفيريون جريمة بحق طفل سني في حلب بتهمة الكفر بالرسول الأكرم (ص)؟ إذاً فهؤلاء لا دين لهم إلا القتل والجريمة لذلك فعلى جميع العقلاء والحكماء أن يخمدوا نار الطائفية التي يبدو أنها قد اشتعلت فعلاً.

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم والعاقبة للمتقين.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 15/حزيران/2013 - 5/شعبان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م