يعتبر فيثاغوروس الاسم الاكثر شهرةً منذ البدايات الاولى لإنطلاق
الفلسفة الغربية سواء نُظر اليه كمفكر مبدع او كمحام بارع يستطيع
التأثير على الارواح الخيرة والشريرة، او كمهندس راق للفلسفة. ولأكثر
من خمسمائة عام بقي فيثاغوروس نجما لامعاً. هو ادّعى علناً كونه الاب
المؤسس للرياضيات والموسيقى وعلم الفلك والفلسفة، هو اعتبر نفسه ايضا
اول من استخدم كلمة "رياضيات وكلمة "فلسفة".
كان فيثاغوروس يمثل نقطة التحول الفاصلة بين التاريخ المكتوب والسجل
اللفظي. سوف لن نضيف جديداً لو علمنا انه أصر بان لا يُكتب اي شيء من
تعاليمه، وان انصارهُ أقسموا على الاحتفاظ بالسرية.
حياة وافكار فيثاغوروس ظلت يلفها ستار من الغموض و الاساطير وسوء
الفهم والمبالغات، وانه يستحيل التمييز بين كل ذلك. غير ان التأثير
الفكري لفيثاغوروس استمر لأكثر من الفي سنة. الباحثون أعلنوا عن رغبتهم
في إعادة بناء التحقيقات التاريخية والكتابات المتناثرة وربما بشيء من
التعاطف.
العديد من الباحثين يؤمنون بان افلاطون انتزع وأعاد توظيف رؤية
فيثاغوروس. مثلاً، في حوارات افلاطون، وقبل وقت قصير من تناول سقراط
للسم يستكشف الاخير المصير المحتمل للارواح، والتي كانت احدى
الاهتمامات الرئيسية لفيثاغوروس كما سنرى لاحقاً. وفي جزء آخر من
حواراته في (Timaeus) يستطلع افلاطون ويمدد تصوره عن الكون كرياضيات –
وهي الفكرة التي قامت عليها معظم شهرة فيثاغوروس في العصور الحديثة. ان
شهرة فكر فيثاغوروس قامت على مبدأ "كل شيء هو عدد".
لا يعتقد كل شخص بما قام به افلاطون من انتحال. جماعة اخرى ترى ان
افلاطون ومعاصريه كانهم يعيدون اختراع فيثاغوروس الملفت والغامض على
شكل قصة تقليدية شبه دينية انطلقت منها جميع الحكم الفلسفية.
وتوجد هناك ايضا كل الضلال الرمادية بين هذين الحدين، وبالتالي نجد
في القرون التي اعقبت العصر الذهبي لليونان ان مصطلح "الفيثاغوريين
الجدد" و"الافلاطونيين الجدد" عادة يشير الى نفس المدارس الفكرية،
ويُستخدم الاسم وفقاً لمنظور المرء.
ومع تقدم القرون انقسمت الدراسة في القرون الوسطى الى نوعين: دراسة
ثلاثية تضم البلاغة والمنطق والنحو ودراسة رباعية تضم الحساب والهندسة
وعلم الفلك والموسيقى. الدراسة الرباعية ترتكز على رؤية فيثاغوروس عن
الكون.
ولاحقا جاءت الثورة الكوبرنوكية صدىً لرؤية فيثاغوروس عن علاقة
الارض بالشمس. في الواقع، لم يشر نيكولاي كوبيرنيكوس الى رؤيته
العالمية كنظام كوبرنيكوسي وانما وصفه كعلم فلك فيثاغوري. ومباشرة بعد
ذلك، جاء جوهانس كبلر كفيثاغوري واع بذاته ليجعل اكتشافاته متحفزة
بالايمان بان الكون مركب بطريقة رياضية. هذه الفكرة جرى احتضانها
وترسيخها من جانب غاليلو واصبحت فيما بعد الخيط المشترك طوال تاريخ
العلوم. تؤكد العلوم مرات ومرات بان الكون له نوع من التأثير الشديد
الارتباط بالعدد. وهذا هو بالضبط ما قام فيثاغوروس بتدريسه منذ وقت
طويل.
لسوء الحظ ان الاحترام العميق وقوة الشخصية التي تمتع بها فيثاغوروس
ربما امتزج بشيء من الخيال. حياة فيثاغوروس هي مركبة ايضا من قصص
رومانسية وحكايات متناثرة جرى تداولها وترسيخها باستمرار. ومن المفارقة
ان النظرية التي من خلالها تعرًف معظم الناس على اسم فيثاغوروس –
المتعلقة باضلاع المثلث القائم الزاوية – يُعتقد الآن انها اكتُشفت من
قبل المصريين القدماء وليس من قبل فيثاغوروس. والقصة الاخرى التي قيلت
في كل مكان لأتباعه هي احتفال جماعة الاخوان الدينية بذلك الاكتشاف عبر
ذبحها ثوراً واحيانا قيل عشرين ثور، غير ان هذا لا يمكن تصديقه مع حياة
فيثاغوروس التي خصصها للنباتات.
ان وفاة فيثاغوروس لم تكن استثناءاً من تلك الفنتازيا. في الواقع،
هناك ما يقارب عشرة نسخ في الادب القديم مرتبطة بزمان ومكان وكيفية
وفاة فيثاغوروس. القصة التالية ترتكز على شواهد تاريخية جرى ترتيبها
لاستكشاف امكانات جديدة.
وعلى الرغم من ان وفاة فيثاغوروس تقع في المنتصف بين الاسطورة
والتاريخ، الا انها ترتكز بقوة على نبات الفاصوليا. وبالرغم من عدم
تسجيل اي نوع من الفاصوليا انذاك الا ان فيثاغوروس مات بسبب تلك
الفاصوليا. انها فاصوليا احتوت على رؤية جديدة للكون ستؤثر في عقائد
الناس، انتقلت تدريجيا الى العالم واستمرت لأكثر من الف عام.
جماعة الاخوان الفيثاغورية
هناك عدة قواعد يجب اتباعها لكي يمكن للمرء القبول به ضمن جماعة
الاخوان الفيثاغورية. الفشل في اتباع اي من تلك القواعد سينتج عنه طرد
ذلك العضو من الجماعة وسط احتفال مهيب. قداس جنائزي صوري يتم ادائهُ
بعدها لم يعد ذلك الفرد موجوداً ضمن الجماعة. احدى القواعد التي لا
يُسمح ابداً بانتهاكها هي الالتزام بعدم تناول الفاصوليا. هذه الفكرة
انبثقت جزئيا من تصور فيثاغوروس بان كل فرد يجب ان يكافح لأجل الهدوء
والسلام، مستمتعاً بالانسجام الذي يعكس انسجام السماوات، الحدود
الخارجية للكون. تناول الفاصوليا سيسبب تقلص الامعاء والاضطراب. احد
اهداف فيثاغوروس الاخرى كان تنقية البدن والروح لكي يمكن للمرء العودة
الى الشمس والارتفاع حتى الى ما وراء الشمس الى تخوم النجوم وطريق
التبانة. تلك التنقية الروحية لا تسمح بها الفاصوليا. ولكن هناك سبب
اعمق لاسقاط الفاصوليا من الغذاء. كان الاعتقاد السائد هو ان تناول
الفاصوليا مرادف لتناول لحم الانسان ودمه.
حين كان فيثاغوروس شابا تأثر بثلاثة من المعلمين العظام اولهم ليس
اكبر منه كثيراً في السن واسمه فيركيدس. الاثنين كانت لهما رؤية واحدة
للحياة، وكلاهما يميلان للتصوف. وكونهما سافرا كثيرا في عموم منطقة
الشرق الاوسط والهند، تعلّم فيركيدس مذاهب التناسخ وخلود الروح، وجلبا
معهما لليونان هذه العقائد الجديدة لتدريسها لمن يرغب بها.
فيركيدس اندهش كثيرا بالتحقيقات الخلاقة لفيثاغوروس وبسرعة استجابة
الذهن. هو اخبر فيثاغوروس انه يعترف به كناسخ لروح ايثيليدس Aithalides
ابن الاله هرمز المرح والعنيف ايضا. اثليدس اعتُبر اول انسان يمشي على
الارض – ادم الاغريق. ونتيجة لهذا الاطراء الكبير والحار من استاذه،
قبل فيثاغوروس بكل وجوه التناسخ، بل حتى توسّع في الفكرة مضيفا ان هناك
216 سنة بين كل تناسخ واخر. كان الرقم 216 يشير الى القوة العظيمة ضمن
الاخوة الفيثاغورية. انه يساوي مكعب 6. الرقم 6 يمثل رقم الزواج، كونه
نتاج اول رقم زوجي او انثوي، واول رقم احادي او ذكري. اعتُقد ايضا ان
نمو الانسان حتى الولادة يأخذ 6 مرفوعة الى 3 ايام (6 أس 3). كذلك،
وكما في التناسخ، رقم 6 هو دائري لأن كل قوى الرقم 6 تنتهي بـ 6.
ولهذا أحب هرمس ابنه كثيراً لدرجة منحهُ هدية الاستعادة او
الاستحضار، حيث سيتذكر اثليدس كل تفاصيل الحياة السابقة حينما انتقل من
جسم الى اخر. مع شيء من التفكير وربما قليل من التصور، كان فيثاغوروس
قادراً على تذكر كل الحياة السابقة. هو تذكر انه قبل ان يكون انساناً
كان سلسلة من النباتات والحيوانات. وعقب حياته كاثليدس، تكررت ولادة
فيثاغوروس كايفوربس Euphorbus اعظم بطل في حرب تروجان. وكما ورد في
الكتاب 17 من الياذة هوميروس، ان ايفوربوس اصيب اصابة خطرة في المعارك
اثناء الحرب.
وبعد 216 سنة من وفاة ايفوربس في ساحة المعركة، ولد هيرموتموس. هو
اراد ان يثبت لكل من معه هدية هرمس، وغامر للبحث عن مدينة برانشيدا.
هناك بحث عن معبد ابولو، حيث اخفى ميلنيلوس الغطاء الواقي لايفروبس بعد
منحه الى الله. وفي النهاية وجد هيرموتمس الغطاء المهترئ.
وقبل وقت قريب جدا من حياة فيثاغوروس كانت حياة الصياد البسيط
فيروس. هو ايضا قيل انه تذكر كل شيء. اخيراً كان لدى فيثاغوروس وقتا
ليصرفه بين الناس كفيثاغوروس. وهكذا ولد فيثاغوروس في جزر ساموس التي
تقع في بحر ايجه على امتداد الساحل الذي يعرف الان بتركيا. الجزيرة
اعتبرت مولداً للجميلة والانفعالية الالهة هيرا التي كانت زوجة واخت
للاله زيوس. عدة قصص قيلت عنها مثل حقدها على هرقل البريء بسبب خيانة
زيوس الزوجية لام هرقل.
اما والد فيثاغوروس واسمه منسيروس mnesarchus عمل كتاجر ومالك سفن.
عمله المهني قاده الى كل انحاء جزر البحر المتوسط برفقة الشاب
فيثاغوروس. في الاصل كانت ام فيثاغوروس تسمى بارثينيس parthenis. قصة
مثيرة اخرى فيها تبلغ السلطة الدينية المقدسة منيسراتش ان زوجته على
وشك ان تضع طفلا هاما ورائعا. وكما ثبت لاحقا، بينما كان منيسراتش في
رحلة طويلة في الخارج، كانت بارثينيس اغويت من جانب ابولو. بعد ذلك
اعيد تسميتها ببيثايس pythais على شرف ابولو الذي حطم الثعبان الذي
يحرس معبد الكاهن المقدس ليجعله مكانه الخاص.
كان لدى فيثوغوراس الدليل على ولادته البطولية وكشف عن هذا الدليل
متى ما كان ذلك لمصلحته. على فخذه الايسر توجد علامة ذهبية. العلامات
الجسدية كان يعتقد الاغريق انها علامة دينية. الذهب كان متعلق بابولو
وبهذا فان العلامة الذهبية قُبلت كبرهان على علاقة فيثاغوروس بهذا
الاله المشع.
لا غرابة ان فيثاغوروس كوّن ارتباطا دائما بمعلمه فيركيدس. وبعد عدة
سنوات وحين سمع ان فيركيدس يحتضر في جزيرة ديلوس سارع فيثاغوروس لنجدته.
وحينما طرق فيثاغوروس بابه، رفع فيركيدس يده الهزيلة محذراً فيثاغوروس
من خطورة مرضه. فيرخيدس توفي بداء القمل حيث اكلهُ القمل حياً.
قصة اسره وترحيله الى بابل
اما المعلم القديم الآخر الذي اثّر بشكل كبير على حياة فيثاغوروس
وافكاره هو طاليس احد الحكماء السبعة. كان طاليس مسناً حين اصطحبه
فيثاغوروس، وكانت نصيحته للاخير هو ان يتبع خطواته ويسافر الى مصر
للتعلم من الكهنة هناك. كان فيثاغوروس شابا متحمسا لإتباع النصيحة. هو
بدا كما لو انه نشازاً حين رحل الى مصر مع شخص ملتح طويل الشعر. هو
ارتدى عمامة شرقية وبنطال فارسي صنع من كتان لم يُر قط في جزيرة ساموس
او في اي مكان من اليونان. تعلّم في مصر سريعا كيفية تغطية قدميه
بالبردي كحذاء. لم يستعمل ابداً اي نوع من جلود الحيوانات. هو امضى الـ
22 سنة اللاحقة هناك وكان شاهداً على انتصار الفرس على مصر. الزوار
اليونانيون الى مصر بمن فيهم فيثاغوروس جرى استخدامهم كعبيد من جانب
الجيش المحتل ونُقلوا الى بابل. وهنا سمحت مغامرات فيثاغوروس ودراسته
السرية له بالاستمرار، ربما نتيجة لما يتمتع به من كاريزما وموهبة. هو
لم يتعرض الى اي بتر او تشويه في جسده منعاً للفرار كما كان يحصل مع
العديد لأنه لم يكن لديه ميل للرحيل بل انه سخر نفسه لإستيعاب هذه
الثقافة الغريبة واستمر في الرقي. وبعد ست سنوات اصبح قادراً على شراء
حريته. وهنا رأى فيثاغوروس الوقت مناسباً للعودة الى بلده جزيرة سوموس.
سر امتناعه عن اللحوم
ونظراً لإيمانه القوي بتقمص الارواح، كان فيثاغوروس ملزماً ليصبح
نباتياً، كي يتجنب صدفة تناول لحم صديق او قريب. ذكر مرة ان فيثاغوروس
التقى في احد الايام رجلا يضرب كلبه. كان الكلب يصرخ من الخوف والالم،
ادرك فيثاغوروس ان الصراخ والضجيج انما هو صوت صديق ارتحلت روحه مؤخراً.
هو تدخّل ازاء الرجل داعيا اياه اطلاق كلبه وبذلك يكون سمح لصديقه
المتقمص بالفرار من حياة الشقاء.
النباتي فيثاغوروس لم يمتنع فقط عن تناول اللحوم وانما امتنع عن
تناول الفاصوليا. ذلك بسبب اعتقاده ان الانسان والفاصوليا يولدان من
مصدر واحد، وهو اجرى تجربة لإثبات ذلك. هو قام بدفن كمية من الفاصوليا
في الطين ثم تركها لعدة اسابيع، بعدها قام باستخراجها. هو لاحظ وجود
تشابه للفاصوليا مع جنين الانسان، مقنعا نفسه بالعلاقة الصميمية بين
الاثنين. تناول الفاصوليا مساوي لتناول لحم الانسان. وان سحق او تحطيم
او تلويث الفاصوليا مساوي للاضرار بالانسان.
في احد الايام المشرقة تقدم فيثاغوروس نحو ثور يرعى الفاصوليا في
احد المراعي بجنوب ايطاليا. طلب فيثاغوروس من الرعاة ان يوقفوا هذا
العمل. هو خطا نحو الحقل الطيني وبدأ بالتحدث الى الثور بصوت هادئ
هامسا في اذنه لوقت طويل. الرعاة كانوا يراقبون ما يحدث امامهم
فانفجروا بالضحك. لكنهم اخبروا الناس لاحقا بان فيثاغوروس اقنع الثور
بالامتناع عن تناول الفاصوليا. الناس المحليين والزوار في المنطقة
اعتبروا الثور مقدسا. استمر الثور في غذائه الخالي من الفاصوليا وعاش
لوقت اطول بكثير من حياة الثيران العادية.
لقد استغرق فيثاغوروس وقتا ليرسخ مجاله المهني وهو لم ينجز النجاح
الحقيقي الا بعد ان تمكن من نقل افكاره واتباعه المتحمسين الى الساحل
الشرقي لايطاليا، متمتعا بالاقامة في مستعمرة كروتون اليونانية. وهنا
تمكنت جماعة الاخوان الفيثاغورية من ترسيخ اقدامها واصبح لها تأثير
واسع النطاق. اصبح اسم فيثاغوروس وبسرعة مشهوراً في كل انحاء اليونان
وما ورائها.
نهايته المأساوية
كان هناك رجل اسمه كيلون ينحدر من عائلة ارستقراطية ثرية، هو اعتاد
الحصول على اي شيء يرغب به. وحين يُواجه بالرفض يصبح عنيفا ومتمرداً.
ورغم ان كيلون لديه امكانية الوصول الى مختلف مستويات الدراسة الا انه
كان غبياً. كيلون رغب ليصبح جزءاً من الاخوان. ونظراً لكونه شاباً ثريا
وطائشا تصوّر انه بالامكان السماح له بتجاوز سنوات التدريب والصمت
والتأمل العميق الذي يسبق الدخول الى المراتب الداخلية المقدسة للاخوان.
فيثاغوروس رفض صراحة ذلك الطلب ورفض ليس فقط قبوله في الجماعة
الاخوانية وانما رفض ايضا عقد مؤتمر معه. كيلون استشاط غضبا وحقداً
وقام فجأة بالقاء خطابات ساخرة عن افكار فيثاغوروس وعقائده – خطابات
وصف فيها ابناء كروتون بالبهائم يستغلهم رجال فيثاغوروس. كيلون استغل
ايضا عواطف اصدقائه وابناء مدينته حتى بدأ الغوغائيون بالنزول الى
الشوارع مستهدفين منازل الاخوان. الغوغاء الغاضب احرق اماكن دراسة
الاخوان ومحلات اقامتهم كي يجبر الاخوان للفرار من النيران. وعندما
حاول الاخوان الخروج من النيران قُتل بعظهم بالسكاكين. اما الذين نجحوا
بالهروب توجهوا الى الارياف المجاورة. كان فيثاغوروس احد الهاربين
المحظوظين : اتباعه شكلوا جسراً انسانيا يتسلق عليه للهروب من احدى
البنايات المحترقة. ولكن هروبه لم يكن خافيا على الاعداء. حيث لحق به
مجموعة من انصار كيلون الغاضبين.وفجأة توقف فيثاغوروس. وجد حقلاً
شاسعاً من الفاصوليا يمتد امام عينيه. وقف متجمداً، حائراً ماذا سيفعل.
حدقت عيناه في نبتة فاصوليا منفردة تتمايل على بعد سانتمترات قليلة من
قدمه المغطى بالبردي. ما هو حقيقي بالنسبة له انه لا يرغب في سحق حتى
نبتة فاصوليا واحدة. كان ينظر الى تلك الفاصوليا المتمايلة، والشمس
تتدنى في السماء، هو تصورها كنضج الهي امامه. وحالما توقف هناك
متردداً، ومتأملاً خطوته القادمة، أمسك مطاردوه به. رفعوا سلاحهم
واثخنوه طعناً بالسكاكين حتى فارق الحياة وبذلك يكون روى بدمه تلك
الفاصوليا دفاعاً عن عقيدته ولأجل تلك الحكمة العميقة المغمورة في ذلك
الكائن الصغير.
..........................................................
Philosophy Now -عدد كانون الثاني/شباط 2013. |