هينر سليم ونظرة "ويسترن" في شرقي كردستان العراق

 

شبكة النبأ: يعود المخرج العراقي هينر سليم في فيلم "ماي سويت بيبير لاند" ليصور مناطق في جبال كردستان على طريقة الويسترن يقدمه بصيغة تنتقد المجتمع الكردي وتعكس احيانا عبثيته او تلتقط تناقضاته كما تتجسد في منطقة نائية من كردستان الحكم الذاتي في العراق بعد حوالى عشر سنوات على سقوط نظام الرئيس العراقي صدام حسين.

وكان هينر سليم قدم العام 2005 في مسابقة مهرجان كان الرسمية فيلم "الكيلومتر صفر" الذي يصور سوء معاملة الاكراد من قبل النظام العراقي السابق بينما عرض مهرجان البندقية اول افلامه "فودكا ليمون" (2000).

وقال المخرج عقب عرض فيلمه "كنت متعبا بعد انجاز فيلم +ان مت ساقتلك+ واردت الذهاب الى بلادي لارتاح وكان في ذهني عمل فيلم في الاطار الطبيعي هناك وكنت ابحث عن الخفة واردت تصوير فيلم حول شخصية رجل وطورت الفيلم الى قصة حب وتحدثت ايضا عن المرأة".

وتابع هينر سليم ردا على سؤال حول ما اذا كان فيلمه يناضل الى جانب المرأة "كما في كل مرة اذهب فيها الى كردستان الاحظ الصعوبات التي تعترض حياة المرأة التي صارت وزيرة في الحكومة وفي البرلمان لكنها لا زالت خاضعة لذكورية الرجل. احب ان تذهب اختي الى المطعم وتاكل بدون ان يتعرض لها احد وان تحب وتتزوج تبعا لقرارها وليس تبعا لما تقرره لها الجماعة".

ويشارك "ماي سويت بيبير لاند" الذي هو عبارة عن ويسترن شرقي في تظاهرة "نظرة ما" في مهرجان كان، متناولا في مزيج ساخر ورومنسي علاقات الحب والحرب وصراع الخير والشر ورغبات التقدم والمراوحة فضلا عن تحديات المكان المنقسم بين الحداثة والتقاليد، بين رجال قانون وبين خارجين عن القانون. بحسب فرانس برس.

عبر لغة سينمائية تستعير الكثير من ادواتها من نوع الويسترن وتستخدم بحرية وخفة تقنيات هذا النوع الذي تطبقه على مكان فريد في طبيعته ، يتقدم المخرج في عمله مركزا على موسيقى تصويرية تحضر بقوة وتمزج بين جميع الانواع.

ويستمع بطل الفيلم "باران" الذي يؤدي دوره ممثل كردي تركي يعيش في المانيا هو قرقماز ارسلان لكافة انواع الموسيقى بدءا من الاغاني الاميركية مثل الفيس بريسلي وصولا الى الكردية التقليدية.

ويلعب قرقماز ارسلان دور ضابط شرطة تفرغ لهذا العمل عند الحدود بعد محاربته طويلا لجنود صدام حسين. اما البطلة فتعزف بنفسها على آلة نحاسية غريبة قد تبدو كردية لكن من اخترعها هيبيون سويسريون. وتعرف الآلة باسم "الهانغ" وتبدو في صداها وليدة تلك الجبال.

واختار هينر سليم الايرانية غولشيفتي فرحاني التي برعت اخيرا في فيلم عتيق رحيمي "حجر الصبر" لتؤدي دور المعلمة المتمردة "غوفند" التي تاتي الى تلك القرية النائية بهدف تعليم الصغار الذين تحبهم متحدية التقاليد التي لا تريد لها ان تكون امرأة بمفردها في ذلك المكان.

ويعلن المخرج من خلال بطله باران الذي يجوب جبال كردستان على حصانه بسبب من انقطاع الجسور نتيجة قصف الطائرات التركية، الحرب على الفساد وهو رغم عدم رغبته باسالة الدماء يجد نفسه مرغما على ذلك.

ويصور الفيلم الناطق بالكردية تحديات العيش في كردستان العراق في سنوات الحكم الذاتي وجني ارباح النفط الغزير في هذه المنطقة من العراق حيث يتم سن القوانين والشرائع وبناء المدارس والطرقات بينما يستمر الفساد ومحاولات فرض قانون الاقوى خاصة عبر استمرار التهريب بين حدود ثلاثة : العراق وتركيا وايران.

ويدافع الفيلم ايضا عن نضال النساء مجسدا ليس فقط بالمعلمة التي ترفض الخضوع لكن ايضا المقاتلات التركيات اللواتي يزرن تلك المنطقة من العراق بحثا عن الدواء والامداد بالطعام والسلاح.

ولا يخلو العمل الذي يتطرق لوضع المرأة ونزق المافيات من مشاهد عبثية استخدمها المخرج في اعمال سابقة وتحكم هنا ايضا بعض الاحداث حيث يتمرد البطلان على العادات والتقاليد وصولا لرفض قضية الزواج.

ومنذ فيلم الاول دافع هينر سليم عن الوطن الكردي في العراق. وقال عند تقدميه عمله في مهرجان كان ان "الفيلم يتكلم عن اربعين مليون كردي" وان "كردستان اليوم تشبه اميركا في حقبة الويسترن" حيث الجميع خارج عن القانون وحيث القوانين لا تجد سبيلها للتطبيق الا بصعوبة.

يقول المخرج ان كردستان وضعت حدا لتهريب الاطعمة والاسلحة والادوية عبر تلك المنطقة الخاصة والفريدة بجغرافيتها. وشارك المخرج الفرنسي والمنتج روبير غديجيان في تمويل الفيلم"ماي سويت بيبير لاند" الفرنسي الانتاج.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 9/حزيران/2013 - 29/رجب/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م