البلدة القديمة في الخليل... سعي جاد للاستفادة من آبار المياه التاريخية

 

شبكة النبأ: تسعى البلدة القديمة في مدينة الخليل بالضفة الغربية الى الاستفادة من آبار لجمع المياه حفرت قبل مئات السنين تحت مبانيها.

وانتهت بلدية الخليل من اعادة تأهيل اول بئر ضمن مجموعة من سبع آبار تترواح سعتها بين 250 الى 1300 متر مكعب موجودة تحت مبنى مسجد القزازين التاريخي في البلدة القديمة.

وقال ناجي القصراوي مهندس قسم المياه في بلدية الخليل "كنا دائما نبحث عن حل لمشكلة النقص الحاد في المياه وخصوصا في فصل الصيف لسكان الخليل وتحديدا سكان البلدة القديمة."

وأضاف "أحد اهم الاقتراحات التي برزت ان يتم الاستفادة من عدد من الآبار التاريخية الكبيرة الموجودة في البلدة القديمة واستخدامها كخزانات للمياه واعادة ضخها عند الحاجة."

وتابع قائلا "تبين لنا وجود سبع آبار متفاوتة الحجم وقررنا ان نبدأ باكبرها والواقعة اسفل مسجد القزازين وانتهينا فعلا من اعادة ترميمها بمساعدة بعثة التواجد الدولي واصبحت جاهزة للاستخدام بانتظار ربطها بشبكة مياه البلدة القديمة." واوضح القصرواي ان استخدام هذه البئر سيساهم في توفير مياه لاكثر من 600 عائلة وجعل معاناتها اقل خلال فصل الصيف.

ويرى عماد حمدان مدير عام لجنة اعمار الخليل ان هذا العمل يتكامل مع ما تقوم به لجنة اعمار الخليل من اعمال ترميم في البلدة القديمة وتعزيز صمود سكانها. وقال "نظرا لطبيعة البناء التاريخي للبلدة القديمة وضيق الازقة فيها التي تمنع دخول صهاريج المياه فان اعادة تأهيل آبار جمع المياه تشكل احد الحلول لمشكلة المياه."

واضاف "نحن نسعى الى تسجيل البلدة القديمة في مدينة الخليل على لائحة التراث العالمي ونجحنا خلال السنوات الماضية باعادة تأهيل البنية التحتية في اجزاء كبيرة منها اضافة الى ترميم مئات المنازل."

وتشكل البلدة القديمة في مدينة الخليل حالة فريدة بالضفة الغربية حيث يعيش فيها 600 مستوطن وسط 50 الف فلسطيني وتم تقسيم الحرم الابراهيمي الذي يضم مغارة يعتقد انه فيها مقبرة لعدد من الانبياء.

وشهدت المدينة في العام 1994 مقتل 29 فلسطينيا خلال صلاتهم في الحرم الابراهيمي على يد مستوطن يهودي. بحسب رويترز.

وادت هذه "المجزرة" الى موافقة الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي على القبول بوجود بعثة قوات دولية في المدينة مهمتها مراقبة الاوضاع ومساعدة السكان على تحسين ظروف حياتهم.

وبدأت البعثة عملها في عام 1997 واضافة الى مراقبتها للاوضاع ورفع التقارير للجهات ذات العلاقة بدأت في تنفيذ مشاريع تهدف الى المساهمة في تحسين حياة سكان البلدة القديمة الواقعة تحت السيطرة الاسرائيلية الكاملة بناء على الاتفاقيات المؤقتة الموقعة بين الجانبين.

وقالت اسماء ابو شرخ مديرة المشاريع في بعثة التواجد الدولي إن مساهمة البعثة في مشروع اعادة تاهيل آبار المياه تأتي في اطار دورها في الحد من معاناة سكان البلدة القديمة.

وترى اسماء ان مساهمة البعثة في هذا المشروع متواضعة وتبلغ 130 الف دولار الا ان اثر المشروع سيكون كبيرا على كل سكان البلدة القديمة. وقالت "عملنا على المساهمة في اقامة مركز مجتمعي يضم صالات رياضية وبركة سباحة شكل متنفسا لسكان البلدة القديمة."

واوضحت هبة الفاخوي مدربة السباحة في المركز ان اعداد رواد المركز في ازدياد وخصوصا من النساء ولا يقتصر الامر على سكان البلدة القديمة بل يمتد الى القرى المجاورة.

وقالت "عندما بدأنا العمل في المركز في السنة الاولى تسجل لدينا 80 مشاركة لتعلم السباحة من اعمار مختلفة واليوم لدينا 370 امراة وطفلة." واضافت "نجحنا في المركز خلال السنتين الماضيتين في تشكيل فريق للسباحة من الفتيات واللواتي شاركن في مسابقات عربية وحصلن على مراكز متقدمة."

ويخصص المركز - الذي وفرت بلدية الخليل قطعة الارض له ومول بناءه بعثة قوات التواجد الدولي بمبلغ 400 الف دولار - الفترة الصباحية من كل ايام الاسبوع للنساء والفترة المسائية للرجال.

وقال بير اندرسن مسؤول قسم البحوث في بعثة التواجد "بعد نجاح المركز المجتمعي في تأسيس فرق رياضية في المصارعة والسباحة والجمباز نسعى الى انشاء فريق للعبة الشطرنج." واضاف "ستعمل البعثة على دعوة عدد من ابطال العالم في هذه اللعبة لزيارة الخليل في الفترة القادمة للالتقاء بعدد من الموهوبين فيها."

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 8/حزيران/2013 - 28/رجب/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م