ربيع طالبان... تصعيد يحصد عشرات الأرواح

 

شبكة النبأ: تواصل حركة طالبان المتشددة هجماتها القتالية في جميع أنحاء أفغانستان والتي ازدات كثافة مع بدأ هجوم الربيع الذي أعلنته طالبان في شهر أبريل والذي يعتبر الموسم القتالي المهم لهذه الحركة، حيث شنت المجاميع المسلحة العديد من العمليات القتالية التي استهدفت الكثير من التجمعات المدنية والعسكرية وبعض المنظمات والمؤسسات الحكومية والدولية في أنحاء مختلفة من البلاد، بهدف تحقيق بعض المكاسب السياسية والعسكرية خصوصا مع اقتراب موعد خروج قوات حلف شمال الأطلسي الناتو من أفغانستان في عام2014، وفي هذا الشأن قال مسؤولون إن هجوما شنته حركة طالبان على مبنى تابع للأمم المتحدة في العاصمة كابول انتهى بعد معركة شرسة بالأسلحة النارية استمرت 10 ساعات، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن ثمانية أشخاص. فقد قتل مدنيان أفغانيان وضابط في الشرطة الأفغانية وخمسة من مسلحي طالبان. وأسفر الهجوم أيضا عن إصابة أربعة حراس نيباليين وأربعة أجانب واثنين من رجال الشرطة واثنين من المدنيين. وهذا الحادث هو ثاني هجوم كبير في كابول خلال ما يزيد قليلا عن الأسبوع. وقال مسؤولون إن الخسائر في صفوف المدنيين منخفضة نسبيا .

وقال مسؤولون وشهود عيان إن الهجوم بدأ عندما حاول متشددون يرتدون أحزمة ناسفة ويحملون أسلحة آلية وقاذفات (آر بي جي) اقتحام أحد مباني مكتب منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة في كابول. وعندما صد حراس الأمن النيباليون الهجوم، لجأ المهاجمون إلى منزل مدني مجاور، مما أدى إلى اندلاع معركة شرسة بالأسلحة النارية خلال الليل، وفقا لأحد قادة الحرس.

يذكر أن الحي يضم العديد من مكاتب الأمم المتحدة والبعثات الدبلوماسية ومنشآت الأمن الأفغانية، وكذلك دور ضيافة خاصة ومستشفيين، تدير وكالة الاستخبارات الأفغانية أحدهما. وأعلن ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان المسؤولية عن الحادث خلال ساعة من بدء الهجوم. وقال ذبيح الله في بيان إن “عددا من المجاهدين هاجم مبنى يستخدمه مسؤولون من مكتب وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية /سي.آي.إيه/ في كابول بالإضافة إلى إدارة تابعة لوزارة الداخلية”.

وقال قائد شرطة كابول أيوب سالانجي إن القوات الأفغانية قتلت آخر متمرد تحصن في منزل مدني بعد 10 ساعات لتنتهي بذلك العملية. وأضاف سالانجي “في هذه الساعات من القتال، قتل مدنيان يمتلكان منزلا تحصن به المهاجمون” مشيرا إلى إنهما رجلان. وقال حشمت ستانيكزاي، وهو مسؤول آخر في الشرطة، إن أحد عناصر الشرطة الأفغانية لقي حتفه في المعركة في وقت سابق. وأوضح أن كل المهاجمين كانوا يرتدون البرقع الذي ترتديه النساء في أفغانستان.

وقال يان كوبيس، رئيس البعثة السياسية التابعة للأمم المتحدة في أفغانستان “أصيب ثلاثة من موظفي منظمة الهجرة الدولية، أحدهم إصابته خطيرة. كما أصيب أحد موظفي منظمة العمل الدولية، وهم جميعا يتلقون الرعاية الطبية اللازمة حاليا”. من جانبها، قالت إحدى منظمات الطوارئ، وهي منظمة طبية إيطالية غير حكومية تعمل في أفغانستان، إنها تعالج ثلاثة موظفين تابعين للأمم المتحدة وحارسين نيبالين ومسؤولا إيطاليا في مستشفى تابع لها في كابول. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وقال صديق صديقي المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية إن اثنين من المدنيين الأفغان واثنين من عناصر الشرطة أصيبوا في الهجوم. وقد أدانت الأمم المتحدة والسفارة الأمريكية في كابول وقوات التحالف التي يقودها حلف شمال الأطلسي (ناتو) الهجوم.  في السياق ذاته فجر انتحاري نفسه امام مبنى حكومي في شمال افغانستان ما ادى الى مقتل 11 شخصاً على الاقل بينهم سياسي محلي كبير، كما اعلنت الشرطة الأفغانية. وقال نائب قائد شرطة ولاية بقلان صادق مرادي إنه "حصل تفجير انتحاري امام مبنى مجلس الولاية في مدينة بول خومري"، موضحاً أنه "قتل 11 شخصا على الاقل بينهم رئيس المجلس المحلي رسول محسني وبعض حراسه الشخصيين فيما اصيب خمسة اشخاص بجروح".

من جهتها، نقلت وسائل إعلام أفغانية، عن مسؤولي أمن محليين، أن "11 شخصاً على الأقل قتلوا إضافة إلى محسني، في التفجير، في حين أصيب 14 آخرون بجروح". وكانت وسائل إعلام محلية أعلنت في وقت سابق مقتل وإضابة العشرات، بتفجير انتحاري في إقليم باغلان شمال أفغانستان، بحسب وسائل إعلام أفغانية، لافنة إلى أن المسؤول عن مجلس الإقليم، رسول محسني، أصيب بالإنفجار ووضعه حرج.

الى جانب ذلك قتل نائب قائد في الشرطة الأفغانية بانفجار عبوة ناسفة مزروعة داخل منزله، في ولاية نورستان شرق البلاد. ونقلت وكالة أنباء "طلوع" الأفغانية عن المتحدث باسم حاكم الولاية محمد ظاهر بهاند، قوله "عندما كان نائب قائد شرطة مقاطعة ويغال في منزله، انفجرت قنبلة كانت مزروعة داخل المنزل، ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة"، مضيفاً إنه "توفي للأسف بعد ساعة من الحادثة".

على صعيد متصل قتل رئيس مجلس السلام الأعلى في ولاية هلمند الأفغانية، واثنان من حراسه الشخصيين بكمين نفّذه مسلحون يعتقد أنهم من حركة طالبان في مقاطعة جيرشك جنوب البلاد. ونقلت وسائل إعلام أفغانية عن المتحدث باسم حاكم الولاية، محمد عمر زواك، أن رئيس المجلس، معلم شاه والي خان، كان يتوجه إلى اجتماع مع السكان في جيريشك، حيث من المتوقع أن يناقش المرحلة الخامسة من الانتقال الأمني من الحلفاء إلى السلطات الأفغانية. بحسب يونايتد برس.

وقال إن "مسلحي طالبان هاجموا موكبه، ما أدى إلى مقتله واثنين من حراسه الشخصيين، وإصابة 4 آخرين بجروح". وأضاف المتحدث أن نائب حاكم الولاية، مسعود بختوار، كان أيضاً ضمن الموكب، غير أنه نجا. يشار إلى أن معلم شاه والي خان، كان زعيماً قبلياً أيضاً في مقاطعة نوا في الولاية، وشغل أخيراً منصب رئيس الولاية لمجلس السلام الأعلى الأفغاني.

من جهة اخرى قتل 3 أفراد من أسرة واحدة، بانفجار عبوة ناسفة مزروعة إلى جانب الطريق لدى مرورهم بسيارتهم في ولاية أوروزغان، وسط أفغانستان، كما قتل 6 مسلحين من طالبان، بعمليات أمنية منفصلة بمناطق مختلفة من البلاد. ونقلت وكالة أنباء (باجهوك) الأفغانية عن المتحدث باسم الشرطة المحلية، فريد عايل، إن رجلاً واثنين من أبنائه قتلوا، وجرحت 3 نساء عندما انفجرت عبوة ناسفة مرزوعة إلى جانب الطريق لدى مرورهم بسيارتهم في مقاطعة شارشينو، بولاية أوروزغان.

وأضاف فريد، أن الجرحى نقلوا إلى مستشفى محلي، غير أنه لم يعطِ تفاصيل عن حالتهم. والى ذلك، قالت قوات المساعدة الدولية في أفغانستان "إيساف"، في بيان، إن قواتها نفّذت مع القوات الأفغانية عدة عمليات مشتركة بمناطق مختلفة من البلاد، وقتلت 6 مسلحين من حركة طالبان، وجرحت سابعاً، واعتقلت 10 آخرين.

في السياق ذاته أعلنت وزارة الدفاع البريطانية مقتل ثلاثة جنود بريطانيين في أفغانستان في انفجار عبوة ناسفة في سيارتهم. ووقع الهجوم خلال دورية روتينية في منطقة نهر سراج بإقليم هلمند. وتلقى الجنود رعاية طبية فورية ونقلوا جوا إلى المستشفى العسكري في قاعدة كامب باستيون لكن لم يتسن إنقاذهم وجرى إبلاغ أقاربهم.

وقال الميجر ريتشارد مورجان المتحدث باسم قوة المهمات "يمثل فقدانهم خسارة فادحة لكل من يخدمون في قوة مهمات هلمند." وأطلقت حركة طالبان حملتها الجديدة في وقت سابق وقالت إنها ستستهدف القواعد العسكرية الأجنبية والأحياء الدبلوماسية.

على صعيد متصل قتل اربعة من جنود قوة التحالف التابعة للحلف الأطلسي في تحطم طائرتهم في جنوب افغانستان، وفق ما اعلنت قوة الحلف. واورد بيان للقوة ان "تحقيقا يجري لتحديد سبب تحطم الطائرة. وتفيد معلومات اولية انه لم يكن هناك اي نشاط معاد في المنطقة عند تحطم" الطائرة.

ولم تحدد القوة الدولية للمساعدة في ارساء الاستقرار (ايساف) نوع الطائرة التي تحطمت ولا موقع تحطمها في جنوب افغانستان ولا جنسية الضحايا. وينتشر نحو مئة الف عنصر من ايساف في افغانستان معظمهم اميركيون. وسقوط الطائرات الحربية في افغانستان هو اقل بكثير من سقوط المروحيات. وفي وقت سابق قضى جنديان اميركيان في سقوط مروحية بشرق افغانستان فيما قضى خمسة جنود اميركيين في اذار/مارس جراء تحطم مروحية بسبب سوء الاحوال الجوية.

الى جانب ذلك أعلنت قوات المساعدة الدولية في أفغانستان (إيساف) في بيان، أنه "قتل 12 مسلحاً، واعتقل 12 آخرين، بعمليات مشتركة نفذتها القوات الأمنية الأفغانية وإيساف في مناطق مختلفة من البلاد". وأوضحت "إيساف" أن "قواتها نفّذت مع القوات الأفغانية عدة عمليات مشتركة بمناطق مختلفة من البلاد، وقتلت 12 مسلحاً، واعتقلت 12 آخر، بينهم قياديان في شبكة حقاني وطالبان". وأضاف البيان إن هذه العمليات نُفّذت بولايات باكتيا، ولوغار، ونانغارهار، وغزني، مشيراً إلى أنه "ضبطت خلال العمليات كمية من الأسلحة". ولم يشر البيان إلى أي خسائر في صفوف القوى الأمنية.

قبل الانسحاب

قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيعلن خلال الأسابيع القليلة القادمة عدد الجنود الأمريكيين الذين سيغادرون أفغانستان عام 2014. وحدد أوباما العام القادم لبدء سحب معظم القوات لكن القرار حساس نظرا لضرورة بقاء عدد كاف من الجنود لتدريب ودعم القوات الأفغانية وتنفيذ بعض العمليات.

وقال كيري للصحفيين "قريبا جدا.. بعد فترة ليست طويلة من الآن.. يعتزم الرئيس بالفعل إعلان خططه لما بعد 2014." ورفض كيري مناقشة عدد الجنود الذين ربما يبقون في أفغانستان لكنه قال إن أوباما "ملتزم بدعم الجيش الأفغاني بعد 2014." ويحث أعضاء الكونجرس الأمريكي القادة العسكريين وإدارة أوباما على تقديم توصيات بشأن حجم القوة التي ستبقى في أفغانستان.

وكانت القوات الامريكية قد توجهت إلى أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول في الولايات المتحدة للقضاء على تنظيم القاعدة وحركة طالبان. وقال كيري إن القوات الأفغانية تبدأ أولى "مواسمها القتالية" مع تولي قواتها معظم المسؤولية عن العمليات العسكرية وهي تبلى بلاء حسنا. وقال الجنرال جيمس ماتيس قائد القيادة المركزية العسكرية الامريكية في مارس اذار إنه أوصى بإبقاء 13600 جندي في أفغانستان بعد 2014.

على صعيد متصل صرح وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند ان جزءا من القوات البريطانية ستبقى في افغانستان في العام 2015 لضمان ادارة مغادرة القوات من ذلك البلد بطريقة ملائمة. وقال هاموند امام البرلمان ان العمليات القتالية ستنتهي بنهاية العام 2014 كما كان مقررا، الا ان مناوبات اخر دفعات الجيش ستمدد الى مدة اقصاها تسعة اشهر وسيكون عددها "صغيرا نسبيا".

وتخدم كل دفعة من الجنود البريطانيين فترة تقارب الستة اشهر في افغانستان حاليا، ولكن القوات التي سيتم نشرها في تشرين الاول/اكتوبر المقبل ستبقى لمدة ثمانية اشهر. وقال هاموند ان "المنطق وراء هذا القرار واضح ويستند الى نصائح القادة العسكريين".

واضاف ان احد الاسباب هي "مواءمة المناوبات النهائية للجيش بشكل افضل مع محطات رئيسية في عملية الانتقال مثل الانتخابات الرئاسية الافغانية التي ستجري في ربيع 2014". وقال هاموند ان تمديد فترة مناوبة القوات تغني عن الحاجة الى تدريب ونشر لواء اخر من القوات البريطانية لتغطية الشهرين الاخيرين من 2014.

وتعني هذه الخطوة ان القوات البريطانية لن تحتاج سوى الى لواءين اخرين قبل ان تنسحب في 2015. وسيبقى عدة مئات من الجنود البريطانيين في ولاية هلمند جنوب افغانستان في 2015 بعد انتهاء العمليات القتالية لانهاء عملية اعادة المعدات المهمة الى بريطانيا. وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قال ان حجم القوات البريطانية المنتشرة في افغانستان سيخفض من 9500 جندي الى 5200 بنهاية العام الحالي.

وتتمركز القوات البريطانية في هلمند منذ بدء الحملة العسكرية في افغانستان في 2001. وقتل 444 جنديا بريطانيا في افغانستان خاصة في هجمات بعبوات ناسفة مصنعة يدويا يزرعها مقاتلو طالبان، الا ان عدد القتلى من هؤلاء الجنود انخفض بشكل ثابت هذا العام. في السياق ذاته يزور الرئيس الافغاني حميد كرزاي الهند حيث سيطلب من القادة زيادة مساعدتهم العسكرية استعدادا لانسحاب القوة الدولية نهاية السنة القادمة من أفغانستان. وشكر كرزاي الهند لدعمها بلاده منذ توليه الحكم في 2001 بعد سقوط نظام طالبان.

وقال كرزاي ان "الهند ساهمت بملياري دولار من اموال دافعي الضرائب من اجل تحسين الوضع في افغانستان". واستثمرت الهند التي تخشى عودة نظام طالبان الى كابول بعد 2014، بكثافة في افغانستان لاحتواء نفوذ باكستان التي كانت اكبر حليفة لحركة طالبان الاسلامية المتطرفة خلال التسعينيات.

ووقع البلدان في 2011 "شراكة استراتيجية" لتعميق الروابط في القطاع الامني وعلى الصعيد الاقتصادي خصوصا في مجال الطاقة والمناجم، وكانت اول اتفاقية من هذا النوع توقعها افغانستان. واعلن الناطق باسم الرئيس الافغاني ايمال فايزي ان كرزاي سيطلب من الهند "كل اشكال المساعدة من اجل تعزيز المؤسسات العسكرية وفي مجال الامن" خلال محادثاته في نيودلهي.

وافاد مصدر في وزارة الخارجية الهندية طالبا عدم كشف هويته ان المناقشات ستتناول خصوصا ابرام اتفاق تسليح بين البلدين. واضاف ان "الهند مستعدة لتلبية أي طلب من شانه ان يعزز المؤسسات الامنية الافغانية" مؤكدا ان كرزاي "يزور الهند لمناقشة اتفاق تسلح محتمل" بدون ذكر اي تفاصيل اضافية. بحسب فرانس برس.

وتدرب الهند منذ سنوات ضباطا افغانا لكنها لم تزود هذا البلد بعتاد دفاعي باستثناء بعض الاليات. ويزور كرزاي بانتظام الهند التي درس فيها وقد طلب خلال اخر زياراته في تشرين الثاني/نوفمبر من رجال الاعمال الهنود الاستثمار في بلاده ووعدهم بامتيازات مقابل ذلك.

من جانب اخر بحث الرئيس الأفغاني حامد كرزاي هاتفياً مع وزير الخارجية الأميركية جون كيري الوضع على الحدود الأفغانية الباكستانية بعد الاشتباكات التي وقعت مؤخراً بين قوات البلدين في منطقة معبر غوشتا بإقليم نانغارهار بشرق أفغانستان. ونقلت صحيفة "خاما" الأفغانية عن المتحدث باسم الرئيس الأفغاني، أيمل فايضي قوله أن كرزاي وكيري ناقشا هاتفياً الاشتباكات الأخيرة في معبر غوشتا بين الجانبين الباكستاني والأفغاني.

وأضاف أن "مشاعر الشعب الأفغاني حساسة جداً لأنهم لن يتحملوا بعد الآن تحركات باكستان المتواصلة داخل الأراضي الأفغانية والتدخلات الأخرى لها في أفغانستان". وقد تظاهر مئات الأفغان ضد باكستان بعد الاشتباكات بين جيشي البلدين التي خلّفت قتيلاً من قوات حرس الحدود الأفغانية. وقالت القوات الأفغانية إنها دمّرت معبراً تديره باكستان في منطقة نائية خلال الاشتباكات. وذكرت أن باكستان بنت المعبر من دون موافقة أفغانستان، وهو ما كان عارضه الرئيس الأفغاني علناً.

روسيا تنتظر

من جهة اخرى أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن "روسيا تنتظر من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" تقريراً حول تنفيذ مهمتهما في أفغانستان، وتأمل بألا تتخطى أعمالهما في المنطقة اطار التفويض الأممي. ونقلت قناة "روسيا اليوم" عن لافروف قوله في ختام اجتماع مجلس الأمن القومي الروسي حول أفغانستان "نحن ننطلق من انه إذا قررت القوات الدولية في أفغانستان الانسحاب، فيعني ذلك، على ما يبدو، انها تعتقد بانه سيكون من الممكن رفع تقرير حول تنفيذ تفويضها الذي منحه لها مجلس الأمن الدولي في عام 2001"، وأضاف "ونحن طبعا بانتظار مثل هذا التقرير".

وقال إنه جرى في وقت سابق، التأكيد على ان الأميركيين والناتو أتوا إلى المنطقة من أجل مكافحة الأخطار الصادرة من أفغانستان، ولا غير ذلك، "وكنا ندعم عملهم في أفغانستان بناء على هذا الموقف بالذات المعلن بشكل واضح". وفي معرض حديثه عن الوضع في أفغانستان ما بعد انسحاب القوات الدولية واستعداد روسيا لذلك، قال إنه "تم أعداد إجراءات من أجل استغلال كافة الإمكانيات والقنوات المتوفرة".

وأوضح ان الحديث يدور عن "العلاقات الثنائية مع أفغانستان ومع حلفائنا والاستعانة بكافة البنى الإقليمية المعنية، بما في ذلك منظمة معاهدة الأمن الجماعي ومنظمة شنغهاي للتعاون والأمم المتحدة. وقد تم إعداد إجراءات محددة ستتخذ عبر كل هذه القنوات لتنشيط عملنا وزيادة فاعليته".

وقال إنه في ما يتعلق بالعوامل الدولية فقد تم طرح مهمة تفعيل الحوار، وذلك ليس فقط عبر منظمة معاهدة الامن الجماعي ومنظمة شنغهاي للتعاون، بل ومع كافة الدول المجاورة لافغانستان بدون استثناء، و"بالتالي توجد لدينا قرارات شاملة، وانني على قناعة بان تنفيذها سيسمح بالتخفيف، وبشكل ملموس، من المخاطر التي ستزداد بعد عام 2014".

وقد عقد مجلس الامن القومي الروسي اجتماعا حول افغانستان اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلاله ان روسيا قد تواجه تحديات وتهديدات تنطلق من هذا البلد، مشيرا الى ان المجموعات "المتطرفة" هناك قد تحاول نقل نشاطها الى بلدان الجوار. وأضاف أن روسيا قد تواجه تحديات وتهديدات تنطلق من أفغانستان لأن "المجموعات المتطرفة" في هذا البلد قد تحاول نشر نشاطها الى بلدان الجوار. بحسب فرانس برس.

مضيفاً أن "ثمة مسوغات للافتراض أننا قد نواجه قريبا توتر الأوضاع هناك(في افغانستان)". وأشار إلى أن "المجموعات الإرهابية والمتطرفة" لا تخفي خططها بشأن تصدير عدم الاستقرار إلى الخارج ، وستحاول نقل نشاطها الهدام الى اراضي بلدان الجوار وروسيا.

سي آي إيه والرئيس

على صعيد متصل ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) حولت خلال 12 عاماً عشرات الملايين من الدولارات إلى الرئيس الأفغاني حامد كرزاي. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين حاليين وسابقين في الحكومة الأفغانية، أن (سي آي إيه) حوّلت عشرات الملايين من الدولارات منذ العام 2001 إلى كرزاي.

وقال خليل رومان الذي تولى منصب رئاسة طاقم موظفي كرزاي الرئاسي بين العامين 2002 و2005 “كنا نطلق عليه اسم المال الشبح”، عازياً أصل التسمية إلى أن المال “كان يدخل المكتب ويغادره سراً”. وأشارت الصحيفة إلى أنه كان من المعروف أن (سي آي إيه) طالما اشتهرت بدعمها لبعض أقرباء الرئيس وأعوانه المقربين، غير أن المصادر الأفغانية والأمريكية قالت أن الحسابات الجديدة كانت قيمتها أكبر بكثير، وكانت تؤثّر بشكل أكبر على نهج الحكم .

غير أن مسؤولين أمريكيين اعتبروا أن هذه الأموال لم تؤتِ بالثمار التي كانت تنشده “سي آي إيه”، بل رأوا أن هذه الأموال أدت إلى زيادة الفساد وتقوية أرباب الحرب، ما أدى إلى تقويض إستراتيجية الانسحاب الأمريكية من أفغانستان. وقال مسؤول أمريكي أن “الولايات المتحدة كانت أكبر مصدر فساد في أفغانستان”.

وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة لم تكن المصدر الوحيد للأموال الذي حصل عليها كرزاي، فقد أقرّ منذ بضعة أعوام باستلام أحد أعوانه المقربين حقائب من المال من إيران بشكل دوري. ولفتت إلى أن الولايات المتحدة وصفت الأموال الإيرانية، بـ”الحملة الإيرانية العدائية” لشراء السلطة في أفغانستان وتسميم العلاقات الأفغانية-الأمريكية.

وقال مسؤولون أمريكيون وأفغان مطلعون إن هذه الأموال كان هدفها الرئيسي ضمان سلطة (سي آي إيه) في المكتب الرئاسي الأفغاني. واعتبر مسؤولان أفغانيان أن هذه الأموال لا تنجح، على ما يبدو، بشراء ولاء كرزاي، موضحين أنه وقعّ، رغم اعتراضات إيران، اتفاقية شراكة إستراتيجية مع الولايات المتحدة، ما دفع طهران إلى وقف الأموال المحولة إليه. بحسب فرانس برس.

وأشارا إلى أن كرزاي يسعى، في الوقت الحالي، إلى استلام سلطة الميليشيات التي دعمتها (سي آي إيه) لاستهداف مسلحي تنظيم القاعدة وقيادييه، معتبرين أن ذلك سيؤدي إلى تدمير جزء هام من خطط إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، القاضية بمقاتلة المسلحين، في الوقت الذي من المقرر أن تنسحب القوات الأجنبية العام المقبل. وأوضح مسؤول أمريكي أن دفع (سي آي إيه) مبالغ طائلة لكرزاي كانت عملية روتينية، مشيراً إلى أنها بدأت منذ الغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2001. وأضاف “دفعنا للأفغان للإطاحة بطالبان”.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 8/حزيران/2013 - 28/رجب/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م