الأردن والازمة السورية... بين المعلن والمستتر

 

شبكة النبأ: الموقف الأردني من الملف السوري وتحركات الأخيرة التي قامت بها الحكومة الأردنية التي كانت تؤكد عبر وسائل الإعلام على ضرورة التمسك بالحل السياسي والحفاظ على وحدة سوريا ورفض أي تدخل خارجي في شؤونها. اعتبرها بعض المراقبين انقلاب خطير ربما سيسهم بأتساع رقعة النزاع المسلح الذي ربما سيطال الأردن وباقي الدول الأخرى التي تأثرت وبشكل مباشر من هذا النزاع، مؤكدين في الوقت ذاته على ان هذه التغير في المواقف جاء نتيجة للضغوط الغربية والخليجية التي تهدف الى اضعاف القدرات السورية، حيث تشير اخر التقارير الى تورط الأردن بالعديد من الأمور ومنها السماح بدخول المسلحين وتهريب السلاح وفتح المجال الجوي أمام إسرائيل لضرب سوريا.

وفي هذا الشأن فقد ذكرت صحيفة (جويش كرونيكل) أن مسؤولاً أردنياً أكد بأن بلاده سمحت لإسرائيل باستخدام مجالها الجوي لمراقبة الوضع في سوريا من قبل طائرات من دون طيار. ونسبت الصحيفة الصادرة من لندن إلى المسؤول الأردني، الذي لم تكشف عن هويته لكنها وصفته بأنه بارز ومقرّب من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، قوله “إن عمان تعمل مع اسرائيل يداً واحدة، وستسمح لها باستخدام مجالها الجوي لشن هجوم جديد على سوريا إذا دعت الحاجة”.

وأضاف المسؤول الأردني أن سوريا “تمثل أزمة مهما يحدث، و الرئيس بشار الأسد لم يعد قوة استقرار، وصار الجهاديون يهيمنون على المتمردين فيها، والإسرائيليون قلقون من ذلك وهذا ما نحتاجه، ونحن نعمل يداً واحدة معهم”. وكانت مقاتلات اسرائيلية اغارت قبل أسابيع على مواقع في العاصمة السورية دمشق.

وكشفت الصحيفة بأن الأردن “يجري مناقشات معمقة مع اسرائيل لوضع خارطة مسارات لأي هجوم اسرائيلي على مواقع ايران النووية”. وقالت إن المسؤول الأردني أكد بأن بلاده “لم تتخذ القرار النهائي بشأن مستوى التعاون مع اسرائيل حيال ايران، لكنه أشار إلى أنها باتت قريبة من مرحلة المساعدة في تسهيل أي هجوم اسرائيلي، رغم أنها ستلجأ بالطبع إلى ادانته في العلن”.

الى جانب ذلك رفضت قوى وفعاليات أردنية أن تكون بلادهم معبراً لـ”الإعتداء” على سوريا وتنفيذ “مؤامرة الكونفدرالية” على الأردن وفلسطين، ودعت إلى كنس القوات الأمريكية الموجودة على الأراضي الأردنية. وقالت أكثر من 1000 شخصية أردنية ضمّت نواباً وسياسيين ونقابيين وعسكريين متقاعدين وفعاليات شعبية، في بيان إن محاولات توريط الأردن في العدوان على سوريا “تأتي في سياق تفكيك الدولة الأردنية، وبصورة أساسية من خلال تدمير قدرات الجيش العربي الأردني بوضعه في مواجهة الجيش العربي السوري، تمهيداً لإعادة تركيب الدولة الأردنية على مقاس مؤامرة الكونفدرالية والوطن البديل، وخدمة للأهداف الاستعمارية في المنطقة والهيمنة على الوطن العربي”.

وأوضح البيان أن “الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، ومن ورائهما القوى الظلامية في بعض الدول الخليجية، يسعون إلى توريط الأردن في مخططات ضد مصلحة شعبنا ووطننا، وضد إرادة جماهيرنا، التي يحاول النظام عبثاً تركيعها بالتجويع والأكاذيب، علَّ ذلك يجعلها تقبل بما يدور من مؤامرات على مصير الأردن ومصير فلسطين ومصير سوريا”. وأشاد بـ”الصمود والانجازات التي التي حققها الجيش العربي السوري في الأسابيع الأخيرة ضد عصابات الأطلسي وظلاميي الرجعية العربية”.

وقال البيان إن “إنجازات الجيش العربي السوري بيّنت أن كل ما يحاك من مؤامرات هو مجرد أضغاث أحلام. ولا بد لمن يروجون للمناطق العازلة في جنوب سوريا، بعد أن فشلت مؤامرات العثمانيين الجدد في هذا الصدد شمالاً، ومحاولات من باعوا أنفسهم لوهابيي الخليج في شمال لبنان، من أن يدركوا أن مثل هذه التخرصات لن تمر على الأردنيين”.

ودعا الشعب الأردني وجيشه إلى “التصدي لمؤامرة توريط المملكة في العدوان على سوريا، ولمخططات الكونفدرالية التآمرية “، وطالبوا بـ”كنس القوات الأجنبية المعتدية من الأردن”. وخلص البيان إلى القول إنه “لم يعد السكوت ممكناً على من يبيعون الأردن وفلسطين، وكل ما تصل إليه أيديهم، وقبض الثمن على حساب خبز الشعب ومصير الوطن”.

من جانب اخر قال رئيس مجلس الأعيان الأردني طاهر المصري إنه يجب على بلاده أن تقف موقفا حياديا من الأزمة في سوريا، ووصف الأوضاع في المملكة بأنها “تتدهور بإستمرار وتكبر”، وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية بدأت تميل إلى الحل السياسي في سوريا. وأوضح المصري في حديث بثه التلفزيون الرسمي الأردني “أعتقد أن الأردن يجب أن يحافظ على حياده من الأزمة السورية، وقد يكون ثمنه غال جدا، ولكن الفشل ثمنه أكبر وأكثر على بلادنا”.

وأضاف أن “الفشل يعني ذهاب سوريا إلى حرب أهلية وإنقسامات طائفية وإمتدادها إلى أماكن أخرى”، مضيفا “يجب أن نكون حياديين من الأزمة في سوريا حتى نحمي أمننا الوطني”. ورأى أن الأردن ” بات مهددا بما جري حوله وحماية بلدنا واستقراره أصبح هدفا استراتيجيا لقوى عالمية مضيفا “كوننا في هذا الوضع أعتقد أنه يجب أن يحصل الأردن على الدعم الأمريكي ولكن المشكلة أن الموقف الأمريكي يشهد مرات تذبذبا لا نعرف أين يذهب؟ وأين يريد أن يصل؟”. وأشار إلى أن الأردن “محاط بصراعات وأوضاع غير مستقرة” في إشارة إلى الأوضاع في سوريا والعراق.

وقال “إذا لا سمح الله تغير الموقف السياسي الأردني تكون الأمور اختلطت بشكل كبير ولذلك فإن الولايات المتحدة وأوروبا وغيرهم لهم مصلحة بأن يبقى الأردن ثابتا قويا”. ورأى المصري أن الإدارة الأمريكية بدأت تميل إلى “الحل السياسي في سوريا بسبب صمود ووجود النظام السوري وتفسخ المعارضة والخوف من الجهات المتطرفة في هذا البلد”. بحسب يونايتد برس.

وشدد على ضرورة “ترتيب الأوضاع الداخلية في الأردن” التي قال أنها “تشهد تدهورا بإستمرار وتكبر” في إشارة إلى المشاجرات التي تحصل في الجامعات الأردنية التي كان آخرها المشاجرة الجماعية الطلابية الأخيرة التي شهدتها جامعة الحسين بن طلال وخلفت أربعة قتلى و16 إصابة. وأشار إلى عدة عوامل تسبب هذه المشاجرات ومنها تداخلات من الدولة وسياسات القبول في الجامعات ومنها موضوع التفرقة التي تحدث. وشدد على ضرورة “ايجاد حلول جذرية لها وبنظره عميقة وشاملة”.

باتريوت أردني

على صعيد متصل لفتت صحيفة الرأي الحكومية الأردنية الأنظار مبكرا للمطالبات المتعلقة بمنصات صواريخ باتريوت على الحدود مع سوريا عندما نشرت خبرا عن متقاعدين عسكريين طالبوا بالباتريوت على هامش جلسة حوارية جمعت بعضهم بالعاهل الملك عبدلله الثاني. وخبر من هذا النوع تحديدا لا ينشر في صحيفة مثل الرأي إلا لأغراض محددة فالدبلوماسية الأردنية تخطط لأفضل إستثمار ممكن للأزمة مع سوريا ليس فقط لحماية المصالح الحيوية والحدود الأردنية ولكن أيضا للبقاء في مربع التأثير في القضايا الإقليمية.

خلال أيام قليلة تبين بأن الخبر المشار إليه له بالتأكيد أغراضه التكتيكية فقد صرح رئيس الوزراء عبدلله النسور لاحقا بان الهدف من محطات باتريوت هو توفير (الحماية) للاجئين السوريين التي أقفلت مراكز جذبهم موقتا خلال تنظيم واستضافة لقاء أصدقاء سوريا. عمليا لا يمكن إعتماد رواية الحكومة لهذه المسألة لإن قصة حماية اللاجئين السوريين بالباتريوت تحديدا وضعيفة وفيها قدر من التذاكي السياسي على حد تعبير وزير سابق تحدث بالموضوع مع القدس العربي.

لكن المخاوف الأردنية في الواقع تتعدى ذلك بدليل أن التركيز على نصب منصات باتريوت كما حصل في تركيا بات طلبا ملحا للدبلوماسية الأردنية يتفاعل معه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ولا تتحمس له وزارة الدفاع البنتاغون ولا حتى إسرائيل. وثمة دليل آخر على عدم كفاية الضمانات وهو إقفال تكتيكي للحدود في وجه.

المسألة لا تقف في الواقع عند هذه الحدود فطبيعة الحراك السياسي والدبلوماسي الأردني يوحي ضمنيا بأن عمان حتى وهي تعلن عدم وجود رغبة لديها للتدخل في الأزمة السورية وتؤيد التسوية السياسية تتهيأ لأسوأ الاحتمالات. المراقبون يصرون على وجود (سطر مخفي) بين عمان وواشنطن وتل أبيب له علاقة باحتمالات او سيناريوهات المشهد السوري فإخفاق المواصفة الأمريكية تحديدا في ترتيبات جنيف 2 ومؤتمر الحوار الدولي المرتب بخصوص سوريا يعني الانتقال لمستويات مختلفة من (المواجهة).

هنا حصريا ستعلق إسرائيل في منتصف حالة انتصار ميدانية وعسكرية للرئيس بشار الأسد ولاحقا إنتصار دولي ودبلوماسي بسبب الدعم الروسي مع بصمات مباشرة لنظام بشار على أي تسوية يمكن التوصل إليها. لذلك نصح الوزير كيري في عمان الرئيس الأسد بعدم المبالغة في الشعور بالانتصار ميدانيا. وفي حسابات الدولة الأردنية العميقة ستدفع إسرائيل بالقناعة الأمريكية ثمن (تمكين) بشار الأسد من تحقيق ما يريد على عدة جبهات, الأمر الذي يعتقد أمريكيا وأردنيا بأنه سيؤذي إسرائيل ويخرج الأردن تماما من الحسابات ويعزز إيران وحزب إلله وعراق المالكي وبموضع روسيا على حساب محور نظام الإعتدال العربي.

وحسابات من هذا النوع تدفع للاعتقاد بأن الإحتفاظ بأوراق الخيارات هو الإستراتيجية الأكثر حكمة بما في ذلك خيار التصعيد عسكريا مجددا أو تحت أي عناوين في نظرية من المرجح أن عمان تلتقطها جيدا بما يبرر بقاء مخاوفها الحدودية والأمنية رغم أن الفرقاء جميعا يتجهون نحو جنيف 2.

لذلك تقفز عمان بدعوتها للتحوط بمنصات باتريوت تزرع على الحدود مع سوريا. ولذلك تشهد المنطقة الشمالية في محيط نهر اليرموك بين الأردن وسوريا بمحاذاة إسرائيل نشاطا مجنونا في البعد الإستراتيجي والأمني والعسكري ومن كل الأطراف حيث تعمل قوات الأسد حاليا على تنظيف هذه المنطقة من كل مراكز المجاميع المسلحة على حساب الاسترخاء قليلا في بقية جبهات القتال في درعا وحيث تتمركز قوة المراقبة الأمريكية.

الاحتياط السوري أستبق عمليا كل الاحتمالات بمعركة مدينة القصر ذات الأهمية الإستراتيجية الكبرى بسبب تنامي النشاط الإستخباري لعدة أطراف عربية وغربية في المكان. وعمان طبعا تراقب المشهد بكل عيونها وبعض الإجتهادات ترجح بان واشنطن ترفع شعار السلام والحوار والتسوية السياسية في سوريا من جهة لكنها تحتفظ بخيارات (عسكرية) من جهة أخرى… هنا حصريا يجلس السطر الأردني المخفي حتى اللحظة والذي يدفع عمان لإعتماد تقنية (الدراجة الهوائية) في إدارة الموقف مع الملف السوري بالرغم من كلفة ذلك في بعض الأحيان.

هذه التقنية تعني البقاء في حالة حركة وإظهار القدرة على الاتصال مع جميع الأطراف فالأردن لا زال البلد الذي يستطيع دبلوماسيا وسياسيا إسماع كل طرف ما يريد أن يسمعه وقد حصل ذلك مع موسكو وطهران وواشنطن والرياض وسيبقى يحصل لإنه الإستراتيجية اليتيمة المتاحة اليوم. بطبيعة الحال لا يقف الأمر عند هذا الحد فثمة قرائن إضافية على أن السطر المخفي قد يتعلق بسيناريو إنفلات وعودة للخيارات المغلقة في سوريا.

الحفاظ على العرش

 في السياق ذاته فالوضع العسكري الميداني في سورية دفع السفير السوري في عمان الجنرال بهجت سليمان إلى قفزة كبيرة خارج السياق الدبلوماسي إنتهت بإقتراح علني خلال مؤتمر صحافي نادر يقترح على الأردنيين الحرص على “عرشهم” ودولتهم وإستقرار بلادهم. نشاط غير معهود أظهره السفير سليمان وهو أحد أصلب الجبهات المناصرة للرئيس بشار الأسد في عمان قبيل ساعات من إجتماع أصدقاء سورية.

السفارة السورية عقدت مؤتمرا صحافيا تحدث فيه سليمان بإسهاب وبلغة المنتصر ميدانيا مدعيا بأن الشعب الأردني يقف مع بلاده ومعترضا بطبيعة الحال على انعقاد لقاء أصدقاء سورية في عمان واصفا إياه بأنه لقاء أعداء سورية. قبل ذلك لم يكن السفير المثير للجدل يتحدث علنا في الأردن وكانت وظيفته تنحصر في “مناكفة” مئات المعتصمين الذين يتجمعون أسبوعيا أمام مقر سفارته في ضاحية عبدون الراقية غربي عمان داعين لإسقاط نظام بشار الأسد.

فكرة دعوة الأردنيين للحفاظ على عرشهم جريئة وغير مسبوقة وتنطوي بالتأكيد على تحذير لا علاقة له بالدبلوماسية خصوصا وان لقاء أصدقاء سورية لا يشكل أكثر من نشاط دبلوماسي تكتيكي له أهداف محددة على أساس أن معادلة الأردن ما زالت التمسك بعدم التدخل بالشأن السوري كما قال رئيس الوزراء عبد الله النسور. النسور كشف قليلا عن تجاوز بلاده لكل الضغوط التي تستهدف إقتحامها عسكريا في سورية مشددا على أن إستراتيجية الأردن لا زالت عدم دخول أي عسكري أردني للأراضي السورية وإن كان مراقبون يتحدثون عن نشاط “أمني” جنوب سورية.

واعتراضات سفير دمشق هي بمثابة احتجاج على الحجة التي تستخدمها الدبلوماسية الأردنية في تبرير قاعدة ولاحقا لعبة القدرة “على التحدث مع جميع الأطراف” فقد كان من الطبيعي أن تتصاعد لهجة السفارة السورية في مقابل لقاء عمان الذي يستضيف عمليا 11 خصما للرئيس بشار الأسد. لذلك أوكلت لسليمان مهمة إنتاج أكبر جرعة مناكفة لهذا اللقاء عبر الإعلان رسميا عن نوايا الرئيس بشار بترشيح نفسه للإنتخابات الرئاسة المقبلة رغم أن الخوف على سورية بكل الأحوال بعدما إنتهت تجربة الحكم المعروفة في هذا البلد المستهدف عمليا كما يقدر المحامي الأردني المعروف زياد الخصاونة .

أردنيا المتحمس الأكبر لإنعقاد اللقاء في عمان هو وزير الخارجية ناصر جوده وهو لقاء أصبح أداة بالنسبة للدبلوماسية الأردنية التي تريد إظهار قاعدة أساسية تقول فيها بأن عمان لا زالت الطرف الذي يستطيع التحدث مع جميع الفرقاء في إطار سباق جماعي نحو تحسين المواقع قبل الجلوس على طاولة تسوية الصفقة الكبرى على حد تعبير المحلل السياسي المتخصص بالملف السوري الدكتور عامر سبايله.

على صعيد متصل أعلنت السلطات السورية أن قوات الجيش السوري المتمركزة في ريف درعا، تمكنت من إحباط محاولة تسلل مجموعة مسلحة, بعد عبورهم الحدود المشتركة مع الأردن، وبحوزتهم أسلحة متوسطة, بعد اشتباكات دارت بين الطرفين أدت إلى قتل وإصابة عدد منهم. وذكرت (سي ان ان) الأمريكية أن "مجموعة من المسلحين حاولوا دخول الأراضي السورية، بواسطة عشر سيارات مزودة برشاشات ثقيلة، ومحملة بالذخيرة والأسلحة، قبل أن تقوم وحدات من الجيش السوري بالتصدي لهم، والقضاء على عدد منهم وإصابة آخرين".

وأوضحت الشبكة الأميركية أن "المسلحين حاولوا التسلل من خلال قرية ,المتاعية, القريبة من الحدود السورية الأردنية المشتركة، حيث اشتبكت الجهات المختصة معه مما أدى إلى قتل تسعة من المجموعة المسلحة, وأصابت 13 آخرين كانوا في بلدة النعيمة القريبة من الحدود، حيث تم نقل المصابين من المجموعة المسلحة إلى داخل الأراضي الأردنية لمعالجتهم في المشافي الميدانية القريبة من الحدود".

وكان الرئيس بشار الأسد انتقد في لقاء أجرته قناة "الإخبارية السورية" الأردن للسماح بدخول آلاف المسلحين إلى سوريا عبر أراضيه، كاشفا أنه أرسل مبعوث سياسي وأمني منذ فترة بشكل غير معلن لكي يطرح هذه المعطيات مع المسؤولين في الأردن ويحذر من أن مخاطر ما يحصل لن تمس سوريا فقط، ذاكرا أنه سمع كل ما ينفي هذه المعطيات، ولافتا أن الكل يعلم أن الأردن معرض له كما هي سوريا معرضة له.

وأشارت صحف غربية مؤخرا إلى أن قوات أمريكية خاصة تقوم بتدريب عناصر من مسلحي المعارضة في قاعدة عسكرية بالأردن، مشيرة إلى أن قوات خاصة بريطانية ومجموعة صغيرة من الفرنسيين يشاركون أيضا في المساعدة في التدريب، دون الإشارة إلى وجود ضباط أردنيين أو سوريين (منشقين) مشاركين فيها, الأمر الذي نفته الأردن.

وتتهم السلطات دول عربية وأجنبية, بينها تركيا وقطر والسعودية بنقل وتهريب السلاح والمقاتلين من ذوي الفكر الجهادي والأصولي إلى سورية تعمل وفق أجندة تهدف إلى قتل الشعب السوري وتدمير البلاد، مشيرة إلى أن أميركا هي من تقود المؤامرة الدولية ضدها، في حين تُحمل أطياف من المعارضة السلطات السورية المسؤولية عن العنف الدائر في البلاد.

وسعت عدة دول إلى إنهاء الأزمة السورية عبر تقديمها مبادرات وخطط, إلا أن الجهود فشلت في إيجاد مخرج لهذه الأزمة, وسط تبادل الاتهامات بين السلطات والمعارضة بعدم الالتزام بتطبيق تعهداتهم في بعض منها, كما فشل مجلس الامن مرارا في تبني قرار موحد بشان سورية.

ودخلت الأزمة السورية عامها الثالث، وسط احتدام المواجهات والعمليات العسكرية بين الجيش ومسلحين معارضين، نتج عنها تدمير للبنى التحتية والممتلكات العامة والخاصة, في وقت قدرت تقارير أممية عدد الضحايا منذ بدء الأزمة بنحو 70 ألف شخص، في حين اضطر ما يزيد عن مليون شخص للنزوح خارج البلاد هربا من العنف الدائر في مناطقهم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 28/آيار/2013 - 17/رجب/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م