حروب أمريكا... ارث سياسي مكلف اقتصاديا واجتماعيا

 

شبكة النبأ: ما زالت آثار مخلفات الحروب الأمريكية واضحة حتى اللحظة الراهنة، لتشكل شبحا مصيريا يخيم على الولايات المتحدة حتى على المدى البعيد وخاصة لحكامها من لدن  الجمهوريين، فكما عهد على القرارات الأمريكية بأنها تتغير من رئيس إلى اخر ومن ديمقراطي إلى جمهوري حيث تتسم فترة حكم الديمقراطيين بنوع من الاستقرار والرخاء الاقتصادي، اما الجمهوريين فكثيرا ما تحدث أخطاء عسكرية وانهيارات اقتصادية في فترات حكمهم، فلم يتوقع الأمريكيون أن تكلفهم حربهم ضد العراق وأفغانستان خسائر بشرية ومادية كبيرة تصل الى عدة المليارات من دولارات.

إذ يرى الكثير من الخبراء العسكريين ان ارث الخسائر لهاتين الحربين سيستمر طوال عقود، حيث أعتبر معظم المحللين السياسيين أن حرب العراق وأفغانستان  فشل فضيع في الإستراتيجية الحربية الأمريكية، وقد عده بعضهم من أكبر الأخطاء الدبلوماسية فيما بعد الحرب العالمية الثانية، حيث تظهر استطلاعات الرأي الأخيرة تصاعد استياء الأميركيين من الحرب في افغانستان في موازاة انتقاد قرار بوش باجتياح العراق قبل عقد تقريبا، فيما شكلت مخلفات 11 سبتمبر أيلول 2001 شرارة الحرب على الإرهاب المستدامة، في حين باتت حوادث الانتحار وقضايا التحرش الجنسي ابرز مخلفات تلك الحروب التي وصفها الكثير من المحللين بأنها حروب فاشلة.

وعلى الرغم من كل ذلك تسعى الإدارة الأمريكية الى إيجاد أساليب واستراتيجيات جديدة من خلال إستراتجية القوة الناعمة وهي أسلوب تعوّد عليه العالم من قبل الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة، الى جانب انتهجها خطط إستراتيجية قائمة على مفاهيم الاستحواذ والسيطرة بالاعتماد على محورين أساسيين هما المحور الاقتصادي والمحور العسكري لضمان بقائها على عرش العالم.

قرار جورج بوش ومخلفات حرب العراق

في سياق متصل اعلن الرئيس الاميركي السابق جورج بوش انه "مرتاح" للقرار الذي اتخذه باجتياح العراق عندما كان رئيسا للولايات المتحدة، وذلك في مقابلة بثت عشية تدشين متحدف عن سنوات حكمه الثماني، وفي هذه المقابلة مع محطة التلفزيون الاميركية "اي بي سي نيوز"، قال الرئيس السابق "انا مرتاح مع الطريقة التي اتخذ فيها هذا القرار. اعتقد ان الاطاحة بصدام حسين كانت قرارا جيدا ليس فقط من وجهة نظر امننا ولكن ايضا لاعطاء العراقيين امكانية العيش في مجتمع حر"، واضاف "لكن التاريخ سيحكم على كل هذا ولن اكون هنا حتى ارى حكمه". واوضح "في ما يتعلق بي فان النقاش قد اقفل. قمت بما قمت به. وفي النهاية المؤرخون هم الذين سيحكمون على هذا القرار". بحسب فرانس برس.

يعود الرئيس الامريكي السابق جورج بوش لفترة وجيزة الى الساحة السياسية بافتتاح مكتبته الرئاسية وهو حدث يعطي للامريكيين نظرة جديدة لسنوات حكمه العاصفة التي استمرت ثماني سنوات في البيت الابيض.

وسينضم الى بوش خلفه الرئيس باراك اوباما والرؤساء السابقون جورج بوش الاب وبيل كلينتون وجيمي كارتر في مراسم تجري في المجمع الذي يقع على 23 فدانا في حرم جامعة سذرن ميثوديست في دالاس، وتحسنت شعبية الرئيس السابق بعد أن تدنت إلى 33 في المئة وقت أن ترك منصبه في اوائل عام 2009 بعد ان أمضى فترتين ممتلئتين بالاحداث في البيت الابيض بدأت أولاهما بهجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 وحربي أفغانستان والعراق وانتهت الثانية بأزمة مالية في عام 2008.

وأظهر استطلاع للرأي اجري لحساب واشنطن بوست وشبكة ايه.بي.سي ان شعبية بوش بلغت 47 في المئة وهي نسبة مساوية تقريبا لشعبية اوباما، وتجنب بوش (66 عاما) الاشتراك في السياسة منذ مغادرته البيت الابيض مفضلا بناء مكتبة ومتحف والمشاركة في مشروعات خيرية وممارسة لعبة الجولف وركوب الدراجات في الجبال. بحسب فرانس برس.

وقال اوباما في حدث لجمع تبرعات للحزب الديمقراطي في دالاس انه يتطلع الى حضور مراسم افتتاح مكتبة بوش، وفي سلسلة مقابلات أجريت مع بوش في الآونة الأخيرة لم يظهر الرئيس السابق اي مؤشر ينم عن تشككه في بعض القرارات التي اتخذها أثناء وجوده في المنصب، وفي حديثه لشبكة إيه.بي.سي نيوز قال بوش ان من يتساءلون هل يجافيه النوم أحيانا بسبب قراراته يجب الا يقلقوا، وقال "انام جيدا جدا... إنه لأمر لطيف منهم ان يهتموا بنومي لكني... مرتاح"، ويعرض المتحف نقاطا رئيسية في عهد بوش ويتيح للزوار فرصة ليقرروا كيف كانوا سيتعاملون مع تلك التحديات، وهناك جزء رئيسي من المتحف يغطي هجمات 11 سبتمبر ايلول على الولايات المتحدة.

حوادث الانتحار

من جانب آخر وبالتزامن مع الذكرى العاشرة لحرب العراق، قرر أحد قدامى المحاربين الأمريكيين، والذي فقد القدرة على تحريك ساقيه في الحرب، أن ينهي حياته، وبعث الجندي، ويدعى توماس يونغ، رسالة إلى الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ونائبه آنذاك ديك تشيني، اتهمهما بالمسؤولية عما أصابه والآخرين من المصابين والقتلى في العراق.

عندما وقف بوش في موقع انهيار مركز التجارة العالمي عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001 متعهدا بملاحقة المسؤولين، لبّى يونغ النداء وانضم للجيش، لكن بدلا من إرساله إلى أفغانستان لمحاربة القاعدة وحلفائها، انتهى به المطاف في العراق عام 2004 بعد أن اعتقلت قوات التحالف الدولي الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

في اليوم الخامس له بالعراق، تعرضت وحدة يونغ لإطلاق نار من مسلحين في العاصمة بغداد. وأصيب يونغ في الهجوم إصابة بالغة في العمود الفقري، جعلت منه مقعدا يستخدم كرسيا متحركا.

وبعد عودته إلى الولايات المتحدة، نشط في الحملات المناوئة للصراع. وفي عام 2007 أصبحت قصة يونغ مادة لفيلم وثائقي بعنوان "جسد الحرب"، لكن حالته الصحية تدهورت إلى الحد الذي دفعه إلى التفكير في إنهاء معاناته.

"تقبلنا مستوى معينا من المعاناة"، هكذا قالت كلوديا كولر، زوجة يونغ، لبي بي سي نيابة عنه، حيث يواجه صعوبة في التحدث ويصيبه التعب بسهولة، لكن في العام الماضي زاد ألمه وإنزعاجه بدرجة كبيرة، وسأم الزيارات المتكررة للمستشفى لعلاج عدوى واعتلالات صحية، وتقول كولر "لم يرغب في المزيد من الإجراءات أو العمليات الجراحية."

وتضيف "شعرت أني كنت أفقده عاطفيا ونفسيا.. شعرت بأنه يعاني إلى درجة لم تكن جيدة بالنسبة لنا كزوجين. استطيع أن احافظ عليه من أجلي، لكن ذلك ليس منصفا لرحلته"، ومضت قائلة "الأمر ليس أنه يرغب في الموت.. وإنما ببساطة، أنه لا يريد أن يعاني أكثر من هذا"، "إنه أكثر شخص أحبه في العالم كله. سافتقده."

في عام 2008، أصيب يونغ بانسداد في الشريان الرئوي وخلل في نسبة الأكسجين في المخ نتيجة نقص إمداد الاكسجين، وهو ما أضر بقدرته على الحديث وتحريك ذراعيه. وخضع العام الماضي لعملية جراحية في القولون لكنها لم تؤد إلا إلى راحة مؤقتة.

ولا يستطيع يونغ حاليا تناول الطعام عن طريق الفم، ولذا يتلقى الغذاء من خلال أنبوب يصل إلى المعدة. وبدأت الطبقة الجلدية في منطقة الفخذين تتشقق حتى أصبح اللحم والعظام باديا للعيان"، وتقول كولر "ربما يكون هذا هو أكثر الأمور مشقة لي، أن أرى هذا التدهور."

وتذكر كولر أن الماريغوانا الطبية تخفف معاناته وتمنحه راحة ذهنية دون الآثار الجانبية المصاحبة للعقاقير الطبية.

ويقول يونغ إنه بعث إلى بوش وتشيني بالنيابة عن الجرحى من قدامى المحاربين في العراق وأقارب من قتلوا أو أصيبوا هناك، وجاء في الخطاب "على الأصعدة كافة، الأخلاقية والاستراتيجية والعسكرية والاقتصادية، كانت (حرب) العراق فاشلة. وانتما.. من بدأ هذه الحرب. انتما من يجب أن يتحمل العواقب". بحسب البي بي سي.

ويضيف يونغ "يوم حسابي اقترب. وسيأتي يومكما. اتمنى أن تتم إحالتكما للمحاكمة. لكن جل ما اتمناه أن تجدا الشجاعة الأخلاقية لمواجهة ما فعلتما بحقي وحق الكثيرين ممن يستحقون الحياة. اتمنى قبل أن تنقضي ايامكما، كما تخبو أيامي الآن، أن تجدا قوة الشخصية لكي تقفا أمام الشعب الأمريكي والعالم، وخاصة الشعب العراقي، وتلتمسا العفو."

وتوضح كولر عن الخطاب "نرغب فقط أن نشارك قصة معاناتنا، وهي قصة صراع ومعاناة الكثيرين، حتى يمكننا البدء في رؤية واقع تبعات الحرب"، وانتقلت كولر إلى كنساس سيتي لتظل بجوار يونغ بعد أن التقيا أثناء فترة علاجه بالمستشفى عام 2008 في شيكاغو.

وتشير كولر إلى أن القانون في ولاية ميزوري يحول دون أن يساعد أحد زوجها على الانتحار، ولذا فإنه سيضطر للامتناع عن الأكل حتى يموت، وسيظل يونغ يتناول الغذاء والسوائل حتى تحل الذكرى السنوية الأولى لزفافهما في العشرين من ابريل/ نيسان. بعد ذلك سيتوقفا عن الحديث علنا بشأن حالته الصحية وسيقضيان الوقت معا إلى أن يشعرا أن الوقت حان لينهي حياته.

الجرائم الجنسية

في حين عبرت إدارة الرئيس باراك أوباما عن الغضب بشأن فضيحة تحرش جنسي تورط فيها ضابط كبير بسلاح الجو بينما أصدرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) دراسة تقدر ان عدد الجرائم الجنسية التي تتضمن افرادا من القوات المسلحة قفزت بنسبة 37 بالمئة العام الماضي، وقدر تقرير البنتاجون السنوي الذي صدر أنه وقعت 26 ألف جريمة جنسية تتراوح من الاغتصاب إلى الملامسة الجنسية غير اللائقة في 2012، وجاء التقرير بعد يوم من إقالة الضابط المسؤول عن مكتب مكافحة الاعتداء الجنسي بسلاح الجو لاتهامه بالتحرش الجنسي بموظفة مدنية في مربض للسيارات قرب البنتاجون، واثار الحادث موجة إدانة من مسؤولين كبار بالبنتاجون واعضاء بالكونجرس ومن الرئيس الأمريكي الذي قال للصحفيين "لا تسامح في هذا"، وقال أوباما إن من يثبت تورطه في جريمة جنسية "سيواجه محاكمة عسكرية وإقالة وتسريحا غير مشرف من الخدمة"، وقال وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل وهو يقدم التقرير ان وزارته "غاضبة ومستاءة بشأن هذه الاتهامات المزعجة جدا"، وحذر من ان مشكلة الاعتداءات الجنسية وصلت إلى حد قد يعرض للخطر قدرة القوات المسلحة على اجتذاب الافراد والاحتفاظ بهم. بحسب رويترز.

وقال "الاعتداء الجنسي جريمة وضيعة وأحد اخطر التحديات التي تواجه هذه الوزارة... انها تهديد لسلامة ورفاهة إناسنا وقوة وسمعة والثقة في هذه المؤسسة"، ووجد تقرير البنتاجون أنه تم الابلاغ عن 3374 حالة اعتداء جنسي في 2012 بزيادة حوالي 200 من 3192 حالة تم الابلاغ عنها في 2011.

على الصعيد نفسه قال مسؤولون امريكيون ان الضابط المسؤول عن جهود مكافحة الاعتداءات الجنسية في سلاح الجو الامريكي القي القبض عليه في مطلع الاسبوع لاتهامه بالامساك بإمرأة من ثدييها وردفيها في ساحة انتظار للسيارات قريبة من مبنى وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون)، واضافوا ان اللفتنانت كولونيل جيفري كروسينسكي (41 عاما) القي القبض عليه يوم الاحد ووجهت اليه اتهامات بالاعتداء الجنسي بعد الحادث المزعوم في منطقة كريستال سيتي في ضواحي ارلنجتون بولاية فيرجينيا، وقال سلاح الجو ان كروسينسكي اقيل من منصبه كرئيس لقسم مكافحة الاعتداءات الجنسية بعد القبض عليه. والقسم مسؤول عن مراقبة جهود مكافحة الاعتداءات الجنسية بسلاح الجو.

وقال جورج ليتل المتحدث باسم وزارة الدفاع ان وزير الدفاع تشاك هاجل تحدث في وقت لاحق مع وزير سلاح الجو مايكل دونلي بشأن الواقعة وعبر عن "الغضب والاستياء بشان تلك الاتهامات المزعجة" ومؤكدا "أن هذا الامر سيتم التعامل معه بسرعة وحسم"، واضاف ليتل قائلا "لا مكان للاعتداء الجنسي في القوات المسلحة للولايات المتحدة... يجب ان يتوقع الشعب الامريكي -بمن فيهم جنودنا- ثقافة عدم التسامح على الاطلاق مع هذا التصرف المؤسف"، وقال متحدث باسم شرطة مقاطعة ارلنجتون ان المرأة قاومت كروسينسكي -الذي كان تحت تأثير الخمر- وعندما حاول تكرار فعلته تمكنت من الاتصال بالشرطة التي وصلت سريعا واحتجزته، واضاف المتحدث انه احتجز في باديء الامر لكنه اطلق سراحه بعد سداد كفالة خمسة الاف دولار. واكد المتحدث اسم كروسينسكي واعتقاله لكن لم يكن يعلم رتبته او مسمى وظيفته في سلاح الجو. بحسب رويترز.

وعبرت جماعات مستقلة تضغط على البنتاجون للتعامل بفاعلية مع قضية الاعتداءات الجنسية عن صدمتها بشأن الواقعة، وقالت نانسي باريش رئيسة جماعة (إحموا المدافعين عنا) الحقوقية "إذا كانت هذه الاتهامات حقيقية فإن هذا مثال اخر في قائمة طويلة تظهر مدى الخلل الاساسي في نظام القضاء العسكري وثقافتنا"، واضافت قائلة "فكرة ان يلقي القبض على رئيس مكتب مكافحة الاعتداءات الجنسية في سلاح الجو عن اعتداء جنسي تشير الى عمق المشكلة... انه أمر مشين"، وجاءت انباء الاعتقال بينما تستعد وزارة الدفاع لاصدار تقريرها السنوي حول مشكلة الاعتداءات الجنسية داخل القوات المسلحة الامريكية.

وبحسب ما ورد في تقرير العام الماضي تم الابلاغ عن 3192 حالة اعتداء جنسي في العام المالي المنتهي في 30 سبتمبر ايلول 2011 بزيادة قدرها واحد بالمئة مقارنة مع العام المالي السابق، وقال مسؤولون بالبنتاجون ان العدد الفعلي لحالات الاعتداء الجنسي -بما في ذلك الحالات التي لا يتم الابلاغ عنها- أكبر بكثير وربما يصل إلي 19 ألف حالة في السنة.

أساليب قتالية جديدة

 من جهة أخرى دشنت البحرية الامريكية أول سرب يجمع بين مميزات طائرات الهليكوبتر القتالية ووسائل النقل الجوي بلا طيار وذلك في قاعدة جوية قرب سان دييجو ووصفت هذا التوجه بانه يمثل ركيزة الحروب الجوية في المستقبل.

وسيخدم هذا السرب الذي يضم نحو 140 بحارا القطع البحرية القتالية العاملة قبالة المناطق الساحلية والتي تتميز بصغر حجمها الى جانب سرعتها اذا ما قورنت بالمدمرات وحاملات الطائرات، وقال الاميرال ديفيد بوس "نستخدم مدمرات ثمنها عدة ملايين من الدولارات لتعقب القراصنة الصوماليين. هذا الاسلوب مخصص للبيئة القريبة من السواحل حيث تؤكد خبراتنا الحالية زيادة احتمالات تعرضنا للمخاطر."

ويشمل الأسلوب الجديد الجمع بين طائرات الهليكوبتر ام اتش -60 روميو التي تستخدمها البحرية الامريكية في الوقت الراهن الى جانب طائرة بلا طيار من طراز ام كيو-8 فاير سكاوت التي تشبه طائرات الهليكوبتر الى حد كبير، وفي حين يقتصر استخدام طائرات الهليكوبتر على مهاجمة الغواصات وعمليات البحث والانقاذ والمعارك المحدودة فسيتم تزويد طائرة فاير سكاوت بلا طيار حاليا بمعدات للمراقبة ورصد الاهداف ونقل المعلومات الى هيئة ادارة العمليات، ويتحكم في طائرات فاير سكاوت اثنان من الخبراء على الارض او على سطح السفن وعلى بعد يصل الى 110 اميال وبامكانها التحليق فترة ثماني ساعات على الاقل بالمقارنة بطائرات الهليكوبتر التي تطير لمدة 3.3 ساعة على أكثر تقدير. بحسب رويترز.

وتجري البحرية الامريكية اختبارات على طائرات فاير سكاوت منذ عام 2007 وجرى نشرها عام 2009 واستخدمت في أغراض عمليات مكافحة تجارة المخدرات وفي افغانستان. وفي عام 2012 سقطت طائرتان من طراز فاير سكاوت في حادثين منفصلين وتم اسقاط طائرة اخرى في أجواء ليبيا مما دفع البحرية الامريكية الى ايقاف نشاط هذه الطائرات لفترة قصيرة، وقال بوس ان قوة طائرات فاير سكاوت تكمن في مدى قدرتها على مراقبة الاوضاع لفترات ممتدة مؤكدا ان البحرية لم تنته بعد من وضع المعايير والقواعد الحاكمة لدمج استخدام طائرات الهليكوبتر القتالية وطائرات بلا طيار.

حماية الاقمار الصناعية الامريكية

الى ذلك أعلن نائب وزير الدفاع الامريكي اشتون كارتر ان الجيش الامريكي أطلق برنامجا "تأخر كثيرا" لحماية الاقمار الصناعية الخاصة بالامن القومي الامريكي وتطوير سبل التصدي للقدرات الفضائية لخصوم محتملين، وقال كارتر للصحفيين في نادي الصحافة الوطني "قمنا حقا ولاول مرة بجهد متكامل لنجمع كل برامجنا الفضائية.. كلها مع اناس يفهمون بشكل جيد المخاطر التي تهدد الاقمار الصناعية وأيضا كيف نعمل دون سفينة للفضاء اذا اضطررنا لذلك"، وصرح كارتر بان هذه المبادرة تدرس سبل جعل انظمة الاقمار الصناعية التابعة للجيش الامريكي وللمخابرات تتمتع بمرونة أكبر اذا تعرضت للتهديد وسبل العمل بدونها اذا تطلب الامر.

وذكر ان الميزانية المالية لعام 2014 تتضمن تمويلا للبرنامج بالاضافة الى "الاستثمار في قدراتنا لمنع استخدام الفضاء ضد قواتنا في اي صراع." ولم يقدم المزيد من التفاصيل، ويشير مسؤولو الدفاع الامريكيون الى ان الاقمار الصناعية الامريكية تدعم تقريبا كل العمليات العسكرية اليوم لانها تمدها بمعلومات حساسة وبيانات عن الاهداف والطقس الى جانب التحذير من اطلاق صواريخ للعدو. بحسب رويترز.

وفي تقريرها السنوي الذي يقع في 83 صفحة المقدم الى الكونجرس عن التطور العسكري الصيني قالت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) ان بكين تلجأ للتجسس للحصول على التكنولوجيا التي تساعدها على تحديث جيشها واتهمتها للمرة الاولى بمحاولة اختراق شبكات الكمبيوتر الدفاعية للولايات المتحدة، وتحدث التقرير أيضا عن قدرات الصين المتنامية في الفضاء واشار الى برنامج بكين "المتعدد الابعاد لتحسين قدراتها على الحد  من أو منع استخدام العتاد الفضائي الذي يملكه خصومها في وقت الازمات او الصراع."

وقال تقرير البنتاجون ايضا ان الصين ماضية في تطوير مجموعة متنوعة من القدرات في الجو والبحر وتحت البحر والفضاء وقدرات فضائية مضادة وان واضعي الاستراتيجيات العسكرية هناك يعطون أولوية للقدرة على استخدام الفضاء ومنع الخصوم من استخدامه، ونقل التقرير تحليلا عسكريا صينيا يبرز أهمية "تدمير او السيطرة على الاقمار الصناعية والمجسات الاخرى" خلال الصراع المسلح.

وشعرت الولايات المتحدة بالقلق من تطوير الصين لقدراتها المضادة للاقمار الصناعية بعد ان أطلقت صاروخا صوب أحد أقمارها الصناعية المتعطلة في المدار عام 2007 مما ترك كما كبيرا من المخلفات في الفضاء.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 25/آيار/2013 - 14/رجب/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م