إصدارات جديدة: نقد الهيرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة واللغة

 

 

 

 

 

الكتاب: نقد الهيرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة واللغة

الكاتب: سماحة آية الله السيد مرتضى الشيرازي

الناشر: مؤسسة دار العلوم ومؤسسة التقى الثقافية

عدد الصفحات: 404 صفحة

 

 

 

 

شبكة النبأ: صدر حديثاً كتاب (نقد الهيرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة واللغة)، لمؤلفه سماحة آية الله السيد مرتضى الشيرازي، ويأتي هذا الإصدار النوعي، استكمالاً وتواصلاً مع جهد السيد المؤلف الذي تمثل في إصدار كتابه (نسبية النصوص والمعرفة .. الممكن والممتنع)، والذي اهتم فيه بالتعريف بمكنونات فكر (النسبية) ومدركاتها ومبانيها، وفي رفض الممتنع من طروحاتها، وتثبيت المقبول منها، ضمن دائرة الممكن من نتاجها الفكري بموضوعية وعقلانية علمية متجردة.

الكتاب الجديد يعرض لفكر (الهيرمينوطيقا)، بصفته حقل معرفي وفلسفي، يهتم بتأويل النصوص وتفسيراتها، وفق تأمّل (فينومينولوجي) ظاهراتي، يهدف إلى تفسير التجربة الإنسانية بأدواته وآلياته، وقد أسس هذا الفكر لنسبية المعرفة، بما فيها المنتجة لدلالات النص، وبالتحديد النص الديني. مادة البحث في الكتاب وموضوعه، يتجاوب مع الحاجة الملحة لنقد فلسفة (الهيرمينوطيقا)، وخاصة ما يتعلق بالظاهراتية في فلسفة (كانط)، من خلال دراسة نقدية تحليلية، وفق منهج نقلي وعقلي استقرائي، ومقاربة مخرجاتها المعرفية واللغوية والفلسفية والنفسية.

إن ثنائية (الهيرمينوطيقا) و(النسبية)، قد شكلت حاجزاً مانعاً للتأسيسات المعرفية المنتجة للحقيقة، فهي تنكر المخرجات العقدية والفكرية المستنبطة من النص المقدس، بزعمها أنها نتاج للفهم البشري، فمعضلة البحث في هذا الكتاب، تتعلق بالاستجابة المنهجية لهذه الثنائية، في عوالمها العينية والذهنية واللفظية والكتبية، وتسعى إلى "محاكمة" مدركاتها الفكرية، التي باتت تحظى بحضور ملموس، في المجتمع الفكري والثقافي والمعرفي، بخاصة المتأثر بالثقافات الوافدة.

ويأتي إصدار هذا الكتاب، إضافة نوعية للمكتبة الفكرية العربية الإسلامية، وتلبية للحاجة الملحة، في المجال العلمي والمعرفي، ولتحصين الفكر والثقافة العربية الإسلامية، وإن الكتاب في محاكاته لأهداف نظرية التأويل في مشكل (الهيرمينوطيقا)، وتأثيراتها على جملة الممارسات الفردية والاجتماعية، والتصورات والأفعال والمقاصد، وتفسيراتها الظنية الضيقة لمجمل التجربة الإنسانية، ونتاجاتها في حقول الآداب، وفي العلوم التطبيقية أو الإنسانية.

لقد فتحت (الهيرمينوطيقا) الأبواب مشرعة، أمام كل أشكال المعرفة، وجعلتها لا تخرج عن دائرة النسبية، حتى تلك المعرفة التي يمكن أن تحصل من دلالات النصوص، باعتبار أن الأفق المعرفي غير متناه، ما دامت المعرفة وليدة تجارب حياتية تاريخية لا نهائية. كما أن النظريات النسبية شكّلت حاجزاً حقيقياً، أمام أي تأسيس معرفي، قائم على إمكان الوصول إلى الحقيقة، كونها تحرّف أي تأسيس لبناء معرفي مستنبط من النص الديني، بوصفه لا يخرج عن إطار الفهم البشري المحكوم عليه بالتحول والتغيير، وبالتالي لا يمكن الاحتكام على أي فهم ثابت، أو معلومات قطعية الصدق. ولذا فقد تصدى الكتاب ببراعة، لمدركات (الهيرمينوطيقا) والنسبية، بحجّياته في البحث والتحقيق، وأدواته في التحليل والرؤية النقدية، إن ضمن المنهج النقلي، ونصوص الروايات المقدسة، أو وفق منهج العقل، في محاكاة الآخر وإقناعه، فأظهر الحاجة الملّحة، لنقد فلسفة (الهيرمينوطيقا)، بكافة نظرياتها ومنطلقاتها، وخاصة ما يتعلق بالظاهراتية في فلسفة (كانط)، ومبدأ استحالة مطابقة الشيء وذاته، أو ظاهره وحقيقته، وكذلك دراسة مختلف معاني وتعريفات النسبية وتقييمها ونقدها، بهدف رفض الممتنع منها، مع تثبيت ما هو مقبول للعقل والعقلاء.

وقد سار الكتاب على تعريف الواقع بلحاظ مطابقته للقضية، أو للإدراك، أو للمعرفة، أو للمعلومة، ولذلك تم التعبير بـنسبية الحقيقة والمعرفة واللغة، وفق تقسيم رباعي، يستجيب للعوالم الكونية الأربعة، وهي العينية والذهنية واللغوية والمكتبية، غير أن عالم اللغة والنصوص، وعالم الكواشف والروابط، قد فضل البحث صياغتهما بعالم كوني واحد، لأغراض الحصر، وسلامة الاستقراء، وقد تكرس البحث في الكتاب، حول الهرمنيوطيقا المعرفية واللغوية والفلسفية، مع إشارات مقتضبة للهرمنيوطقيا النفسية. واهتم الكتاب "بمناقدة" المداليل الفكرية واللغوية، للمدركات الفلسفية (الهيرمينوطيقية)، على بعض تفسيراتها، خاصة التي تمس النصوص الدينية الإسلامية، وتحديداً مدرسة أهل البيت(عليهم السلام)، ذلك لأن نسبية المعرفة بشكل عام، أو (الهرمنيوطيقا) كفلسفة تؤدي إلى النسبية بشكل خاص، أصبحت من المباحث التي تحظى بحضور واضح في بعض الأوساط الإسلامية، وبخاصة المتأثرين بالفلسفة الغربية، الذين بدأوا يسوّقون لهذه المفاهيم، متصورين أنها تحقق فهماً إسلامياً حديثاً.

البحث في الكتاب، علمي وفلسفي، ودراسة تحليلية نقدية بالأساس، وهو ليس بحثاً (أتيمولوجياً)، في علم أصول المفردات اللغوية، وبيان مفاهيمها، من خلال كشف جذورها اللغوية، كما أنه ليس بحثاً تأريخياً، في قراءة الوقائع المنتجة للنصوص، وظروفها وآثارها، غير أن الحاجة العلمية، هيأت إضاءات متعددة في هذه المسالك البحثية.

صدر الكتاب عن دار العلوم للطباعة ومؤسسة التقى الثقافية، وهو بأربعمائة وأربع صفحات، واحتوى على مقدمة شكلية منهجية، وخمسة فصول رئيسة، تفرّعت إلى مباحث فرعية، وقد تضمن الفصل الأول على (مقاربة تمهيدية ونقدية لمفاهيم الهيرمينوطيقا والنسبية ومدركاتهما)، فيما تحصل الفصل الثاني على (مداخلة نقدية بأنواع النصوص ومباني الحقائق وقصد المؤلف)، وقد تعرض الفصل الثالث إلى (معاني النسبية وتفسيراتها وتقييمها)، فيما تعرض الفصل الرابع إلى (آراء هيرمينوطيقية محورية)، أما الفصل الخامس، فقد بحث في (مرتكزات نظرية كانط الفلسفية)، والذي يمثل المخرجات البحثية المحورية في الكتاب. وقد سلك الكتاب في سبيل غاياته وأهدافه، منهجاً نقلياً وعقلياً واستقرائياً، وانصرف لمقاربة المفاهيم المستهدفة في البحث، بما يوائم النخب العلمية والفكرية، فضلاً عن حاجة المتلقي الثقافية والمعرفية، مما يحيط بمباني (الهيرمينوطيقا) والنسبية، ونظرياتها الفلسفية، بكل دلالاتها ومعانيها المفترضة، وذلك بموضوعية علمية، لا تستثني تبيين المعاني المقبولة فيها، مما شكّل إضافة نوعية، في تراث سماحته العلمي والفكري، وإغناءً ثراً للمكتبة العربية الإسلامية.

عرض: أجوبة المسائل الشرعية

http://alshirazi.com/rflo/ajowbeh/ajowbeh.htm

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 21/آيار/2013 - 10/رجب/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م