في اليوم العالمي للتنوع الثقافي

فرصة لتتحاور ثقافاتنا المحلية

زاهر الزبيدي

في العشرين من آيار في كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للتنوع الثقافي الدولي، حيث تبنت الأمم المتحدة في هذا اليوم إعلان مبادئ التعاون الثقافي الذي قدمته اليونسكو ـ فتحت شعار " إفعل شيئاً لأجل التنوع والشمول" ستهدف حملة هذا العام 2013 الى تشجيع العالم على القيام بأعمال حاسمة لدعم التنوع من خلال رفع الوعي، على مستوى العالم، بأهمية الحوار بين الثقافات وبناء مجتمع عالمي من أفراد ملتزمين بدعم التنوع في كل إيمائة من إيماءات الحياة اليومية الفعلية وتحسين التفاهم بين الأفراد المنتمين الى ثقافات مختلفة.

العراق الجديد، اليوم يدخل العالم بوجه تنقصه الحضارة التي كان ولا زال أبٌ لها منذ آلاف السنين وهو البلد الذي يتمتع بثقافات غزيرة ومهمة على مستوى الحضارات الإنسانية بل هو وطنها ومهدها القديم ـ فحري بنا أن نبدأ بإجراءاتنا لمداعبة هذا اليوم، على أقل تقدير، في التقريب بين ثقافات القوميات المتآخية في الوطن أو بين محافظاته، فكل محافظة فيه لديها ثقافتها الخاصة في كافة المجالات فالتنوع الثقافي موجود فيها، وفيها نماذج حرفية تراثية تختلف الواحدة عن الأخرى ناهيك عن محافظات الإقليم وما تتمتع فيه الثقافة الكوردية من أصالة لا تقل عن الثقافة العربية والتركمانية، فعسى أن يجمعنا هذا اليوم ويسهل عملية التمازج الثقافي الذي غالباً ما ينعكس بإيجابية بالغة على ديمومة السلم الأهلي ويخفف من الإحتقان الطائفي الذي يسود البلد ويحاول البعض أن يذكيه ليحطم تلك الآصرة الثقافية التي أنتجها التنوع المسالم فيه.

اليوم نحتاج الى مهرجان عراقي بحت يتم إستعراض ثقافات المحافظات العراقية بلهجاتها وشعرها لنعقد هذا المهرجان حتى لو على أزيز قنابل الإرهاب التي تبتكر كل يوم أسلوب لقتلنا ولا نمتلك الرؤية لإبتكار أسلوب لنجتمع فيه على الحب والتسامح.

نعم، قبل أن نواجه العالم الذي يعرفنا، من قبل، وقدمنا له اليوم صوراً مغايرة عن واقعنا الحقيقي المسالم الذي أحبه العالم وأحترمه وأحترم ثقافتنا وقدّر شموخها الراسخ في التأريخ، علينا أن نواجه أنفسنا بتلك الحقيقة أولاً لنقابل العالم بأيد تخلو منها آثار دماء الطائفية والقتل والموت الماجن بأشكال جديدة ونبدع بها أيما إبداع، نريد أن نظهر للعالم كرنفالاً موشحاً بألق حضارتنا التي أدماها تنوعنا ولم يغنها عن التشرذم وسط عالم متنوع يحب الإبداع ويقدس الحضارة، علينا أن نجتمع ثقافياً ونتقارب بالثقافة والحوار لنمتلك مقومات الفعل الذي سنقدمه لأجل التنوع والشمول للعالم.

مجرد مقترح نضعه أمام وزارة الثقافة لتحتفل في هذا اليوم بما يناسبه ويحقق لنا سبل التقارب الثقافي المحلي على طريق مقابلة العالم بوجه الحضارة العراقية الحقيقية.. حفظ الله العراق.

[email protected]

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 21/آيار/2013 - 10/رجب/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م