
شبكة النبأ: يشهد السباق الانتخابي
الرئاسي في إيران، صراعات ونزاعات حامية الوطيس لاقتناص كرسي السلطة
الإيراني، مما أدى إلى طرح سيناريوهات كثيرة متباينة على المشهد
السياسي الإيراني مؤخرا.
فبعدما كانت تشير التوقعات الى احتمالية فوز مرشح من المرشحين
المحافظين البارزين الموالين لخامنئي ومن بينهم سعيد جليلي كبير
المفاوضين في المحادثات مع القوى العالمية بشأن برنامج إيران النووي
وعلي أكبر ولايتي وزير الخارجية الأسبق، اشتعل سباق الرئاسة بمفاجأة
ترشح اثنين من المستقلين كل من اسفنديار رحيم مشائي الذي يلقى دعم
الرئيس المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد وأكبر هاشمي رفسنجاني الرئيس
الأسبق وأشهر شخصية سياسية في إيران، حيث سيمثلان تهديدا لسلطة الزعيم
الأعلى، خصوصا وان هناك خصومة تعود لعشرات السنين بين الزعيم الأعلى مع
رفسنجاني ومشائي، حيث تدخل خامنئي شخصيا لمنع مشائي من أن يصبح نائبا
للرئيس عام 2009 وذلك لشدة اعتراضه على مشائي الذي يتهمه المحافظون
بتزعم "تيار ضال" يسعى إلى تقويض سلطة رجال الدين.
إذ يرى الكثير من المحللين انه لا يمكن طرح الكثير من التوقعات في
المرحلة الحالية لكن إذا اجتاز مشائي مرحلة التدقيق في المرشحين فمن
الممكن أن تتحول الانتخابات التي تجرى في 14 يونيو حزيران إلى سباق بين
ثلاثة مرشحين بينه وبين رفسنجاني وأحد المرشحين "الأصوليين" أي من
يوالون خامنئي ومباديء الجمهورية الإسلامية.
وحتى إذا لم يتمكنا من الفوز فمجرد وجود مرشحين معروفين يمكن أن
يجتذب اهتماما أكبر من المواطنين بالانتخابات مما يجعل خطة خامنئي التي
تهدف إلى فوز شخصية محافظة مطيعة بالرئاسة تبدو أكثر صعوبة رغم سلطته
المطلقة ودعم الحرس الثوري له.
وفي الوقت الذي تواجه فيه إيران العقوبات الدولية بسبب برنامجها
النووي واضطرابات منطقة الشرق الاوسط فلابد أن تكون القيادة الإيرانية
راغبة بشدة أن تظهر للعالم أن لديها نظاما سياسيا قويا متجانسا يعمل
بكامل طاقته، لكن السباق ربما يتسبب في أحداث غير متوقعة.
ويرى هؤلاء المحللون أن هذه الانتخابات لا تمثل تكرارا لمعركة
رفسنجاني مع معسكر احمدي نجاد فحسب لكنها تسلط الضوء أيضا على علاقته
المتوترة مع خامنئي والتي انهارت بسبب تأييده للمعارضة الإصلاحية التي
منيت بالهزيمة في 2009.
فيما يرى محللون آخرون ان ترشح مشائي للرئاسة يمكن ان يزيد من
الانقسامات السياسية المتوترة بالفعل بين زعماء شعبويين ليسوا من رجال
الدين على شاكلته وشاكلة أحمدي نجاد وبين زعماء يدينون بالولاء للحكم
الديني في الجمهورية الاسلامية بعد اربع سنوات من الاضطرابات التي
شهدتها ايران لدى اعادة انتخاب أحمدي نجاد لفترة رئاسية ثانية.
إذ تربط مشائي وأحمدي نجاد علاقة نسب إذ أن ابنة المرشح الرئاسي
متزوجة من ابن الرئيس وينظر له بريبة واستياء شديدين من جانب الموالين
بشدة لخامنئي، وفي ظل استياء الزعيم الأعلى الواضح من مشائي فإن مجرد
تسجيل اسمه كمرشح يرقى إلى حد التحدي المباشر لسلطة خامنئي.
لكن محللين يرون أن من غير المرجح أن يوافق مجلس صيانة الدستور وهو
كيان محافظ مؤلف من رجال دين وقضاة ينظرون في مدى صلاحية المرشحين على
ترشيح مشائي مما لا يجعل هناك الكثير من الخيارات أمام أحمدي نجاد
وحلفائه للاحتفاظ بالنفوذ وربما بحريتهم بمجرد انتهاء الفترة الحالية
للرئيس، لكنه نجاد أظهر أن لديه القدرة في العام الأخير على استهداف
خصومه السياسيين وهو احتمال ربما يتسبب في ضرر شديد للجمهورية
الإسلامية وزعيمها، ويقول أحمدي نجاد إن لديه ثروة من المعلومات التي
ربما تضر بعدد من الشخصيات في المؤسسة الحاكمة.
وعليه تشير المعطيات آنفة الذكر بأتساع رقعة الصراع الانتخابي
الإيراني، الا ان هذا الصراع يهدف لخلق قوى جديدة بين الإطراف السياسية
أكثر توازنا، وقد يعلن الصراع المحموم في ايران عن تحدي وصراع جديد يضع
جميع اللاعبين الرئيسيين تحت وطأة المؤامرات في المرحلة القادمة.
وعليه يجمع المراقبون بأن ايران تعيش اليوم نزاعات وتحديات جديدة
تلوح بآفاق سياسية مضطربة، نتيجة لصراع إثبات الوجود، مما قد يفاقم من
هشاشة الدولة، ويعرقل التطور السياسي، خصوصا بعد صاعدة السخونة
السياسية حول برنامج إيران النووي مع تزايد العقوبات الدولية على دولة
إيران، مما يضعها إمام تحديات كبرى على أكثر من صعيد في المستقبل
القريب.
منع رفسنجاني ومشائي من خوض انتخابات الرئاسة
طالب نحو 100 عضو بالبرلمان الإيراني بمنع اثنين من أبرز المرشحين
المستقلين أحدهما الرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني من خوض انتخابات
الرئاسة المقررة في يونيو حزيران فيما قد تكون خطوة أخرى لإحباط أي تحد
للزعيم الأعلى.
وظهرت العريضة التي قدمها النواب إلى مجلس صيانة الدستور بعد ثلاثة
أيام من قول المجلس إن الرئيس المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد يمكن
أن يواجه اتهامات لأنه رافق مساعده السابق اسفنديار رحيم مشائي المرشح
المستقل البارز الآخر أثناء توجهه للتسجيل في قوائم المرشحين، وأثار
ذلك التحذير تكهنات بأن المجلس سيمنع مشائي من خوض الانتخابات. وبدا ان
النواب وهم محافظون متشددون موالون للزعيم الأعلى آية الله على خامنئي
يتابعون ذلك بدعوتهم المجلس إلى اعتبار الاثنين غير مؤهلين لخوض
الانتخابات.
وبعد الاحتجاجات الحاشدة التي أعقبت انتخابات 2009 ربما كان خامنئي
يعول على انتخاب محافظ موال له في الانتخابات المقررة في 14 يونيو
حزيران لكن الترشح المفاجئ لرفسنجاني ومشائي أربك المشهد.
ورفسنجاني أبرز أفراد النخبة السياسية في إيران وهو شخصية معتدلة
نسبيا في حين أن مشائي مدير سابق لمكتب أحمدي نجاد. ويوسع دخولهما
السباق ما كان الكثيرون يعتقدون أنها ستكون منافسة بين موالين لخامنئي.
ويهيمن الموالون لخامنئي على البرلمان ولم يضيعوا وقتا لإدانة دخول
رفسنجاني ومشائي الانتخابات في الوقت الذي يقوم فيه مجلس صيانة الدستور
بفحص جميع المرشحين، وانتقد المشرعون في رسالتهم إلى المجلس رفسنجاني
لانضمامه إلى صف القوى المعارضة بعدما أثار فوز أحمدي نجاد بولاية
ثانية في 2009 على مرشحين إصلاحيين اضطرابات شعبية استمرت شهورا
وقمعتها السلطات بالقوة في نهاية المطاف. ويشير المتشددون الى القوى
المعارضة على انهم "مثيرون للفتنة"، وذكرت وكالة مهر شبه الرسمية
للأنباء أنه جاء في الرسالة "يظهر هذا كله أنه لا يمكن الوثوق به لتحمل
مسؤولية عظيمة مثل الرئاسة."
وانتقدت العريضة مشائي الذي ينظر إليه المحافظون في المؤسسة
السياسية الإيرانية على أنه يتزعم "تيارا منحرفا" يروج لمباديء غير
صحيحة ويسعى لتهميش السلطة الدينية، وقالت الرسالة "نفس الأشخاص الذين
حاولوا إحلال القومية مكان التوجهات الإسلامية ... جمعوا الفاسدين
والليبراليين حولهم، "مجلس صيانة الدستور قادر كما فعل في الماضي على
سد الطريق أمام المنحرفين ومثيري الفتنة."
ومن المقرر أن يعلن مجلس صيانة الدستور قائمة نهائية بالمرشحين
الذين يوافق عليهم بحلول 23 مايو ايار تقريبا، وذكرت وكالة أنباء
الطلبة الإيرانية أن خامنئي حث الشعب الإيراني في كلمة له على التصويت
لمرشح "تقي وثوري" لضمان فشل "عدو" إيران، لكنه حذر المرشحين ايضا من
تقديم وعود أكثر من اللازم في حملاتهم، وقال "يسعى المرشحون في بعض
الأحيان إلى جذب الأصوات من خلال رفع شعارات خارج نطاق سلطة الرئيس
وإمكانيات الدولة."
السباق الانتخابي مليء بالمفاجأة
بعد الاحتجاجات الحاشدة التي أعقبت انتخابات الرئاسة في إيران عام
2009 ربما يتمنى الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي أن تسفر
انتخابات هذا العام التي تجرى في يونيو حزيران عن فوز مرشح محافظ موال
له لكن مفاجأة ترشح اثنين من المستقلين ربما تقضي على هذه الآمال،
وقالت فريدة فرحي وهي محللة إيرانية في جامعة هاواي "رفسنجاني يمثل
تحديا. يقول إنه يريد إنقاذ الجمهورية الإسلامية من خلال تغيير الاتجاه
المتشدد الذي تحركت إليه البلاد على مدى السنوات القليلة الماضية"،
وأضافت "الأصوليون الذين لم يتمكنوا من طرح مرشح يجمع كل أجنحتهم
المتناحرة سيتعين عليهم التعجل للبحث عن أحد أشكال الوحدة."
عندما كان رفسنجاني رئيس البلاد خلال الفترة بين 1989 و1997 اشتبك
مع خامنئي والمتشددين بسبب نهجه العملي الذي يهدف إلى إصلاح العلاقات
مع دول المنطقة وتحرير الاقتصاد الإيراني، لكن تأييده لاحتجاجات "الحركة
الخضراء" الإصلاحية ضد إعادة انتخاب أحمدي نجاد في 2009 هو الذي جعله
معزولا.
وقد قال رفسنجاني إنه لن يدخل السباق الانتخابي بدون موافقة خامنئي.
لكن محللين يقولون إن اتفاقا في اللحظة الأخيرة مع الزعيم الأعلى ربما
لم يكن التأييد الشامل الذي كان يتطلع إليه الرئيس السابق. ومضت فرحي
تقول "يمكن لخامنئي أن يرى هذا تحديا شخصيا أو وسيلة لتعزيز شرعية
النظام ككل."
وربما يكون خامنئي أيضا غير قادر على كبح جماح المحافظين والحرس
الثوري الذي يملك نفوذا سياسيا واقتصاديا كبيرا حتى لا يهاجموا
رفسنجاني الذي أصبح هدفا سهلا نوعا ما.
قال شاؤول بخاش وهو أستاذ للعلوم السياسية في جامعة جورج ميسون
بولاية فرجينيا "ثروة رفسنجاني ومعاملاته التجارية تمثل نقطة ضعف
كبيرة"، وأضاف "بما أن خامنئي لا يمكنه حقا السيطرة عليهم.. فإن
المؤسسة المحافظة ومن تضم من رجال الدين والحرس الثوري سيشنون ولا شك
حملة هائلة ضده."
هذه التركيبة تجدد أيضا نزاعا مستعرا بين خامنئي واحمدي نجاد الذي
تحدى مرارا سلطة الزعيم الأعلى.
قالت المحللة ياسمين عالم وهي خبيرة في النظام الانتخابي الإيراني
"عادة ما تكون الظروف غير مواتية لمن يتجرأون على تحدي قرار مجلس صيانة
الدستور... ليس هناك سبب يدعو للاعتقاد في أن الوضع سيكون مختلفا هذه
المرة."
قال علي انصاري من جامعة سانت اندروز في اسكتلندا "القضية هي ما إذا
كان احمدي نجاد سينفذ هذا التهديد للإعلان عن كل أشكال التسجيلات
الصوتية للمحادثات السرية والفساد. الإعلان عن هذه الأمور سيكون سلاحا
ذا حدين"، وفي الوقت ذاته فقدت مجموعة الأصوليين الزخم في وقت مبكر.
بحسب رويترز.
وقبل شهرين كان التحالف الذي يضم رئيس بلدية طهران محمد باقر
قاليباف ووزير الخارجية السابق علي أكبر ولايتي وغلام علي حداد عادل
وهو رئيس سابق للبرلمان ومستشار لخامنئي هو الذي له القول الفصل في
السباق، ويقترب التحالف الآن فيما يبدو من مساندة سعيد جليلي وهو محافط
متشدد ومن المحاربين القدامى ينظر له على أنه مقرب من خامنئي ويقود
جولات من المحادثات النووية مع القوى العالمية منذ عام 2007، ويمثل هذا
في حد ذاته مشكلة أخرى لخامنئي إذا قرر مساندته كما ترى فرحي من جامعة
هاواي نظرا لافتقار جليلي للخبرة التنفيذية.
قالت فرحي إن اتهامات ستوجه مرة أخرى لخامنئي "بالسماح لشخصيات ليس
لها خبرة بتولي المسؤولية التنفيذية للبلاد والاقتصاد في وقت أزمة
اقتصادية خطيرة."
دمية لخلافة أحمدي نجاد في رئاسة إيران
في الوقت الذي بدأ الراغبون في الترشح للانتخابات الرئاسية
الإيرانية المقررة منتصف حزيران/يونيو القادم التقدم بطلبات الترشح إلى
وزارة الداخلية، تنتزع شخصية كرتونية كل الأضواء من جميع المرشحين.
ويعمل ناشطون ضمن حملة الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي على الفوز
بأكبر حشد، لكن الحشد الأوضح حتى الساعة نجحت شخصية أخرى، ليست رياضية
ولا اقتصادية، في جمعه.
الدمية التي تم اختيارها تقدم نفسها على أنها أفضل من الرئيس الحالي
محمود أحمدي نجاد.
الشخصية هي دمية متحركة تم اقتباسها من سلسلة موجهة للأطفال منذ عام
1990 بعنوان "القبعة الحمراء" على شاكلة برنامج "افتح يا سمسم."
فقبل عامين، انضمت شخصية مثيرة إلى السلسلة وهي شخصية "الوالد بعيد"
وهي شخصية رجل ريفي في الخمسين من العمر منافق وذليل ونذل، ولم تمض
أسابيع على ظهوره حتى أصبح أكثر الشخصيات قبولا لدى الإيرانيين. بحسب
السي ان ان.
على فيسبوك، جمع "الوالد بعيد" أكثر من 5000 مناصر له ليتقدم
للانتخابات، ويظهر في الصفحة وأخباره تشكل العنوان الأبرز للصحف، كما
يحاور محطات التلفزيون العالمية ومن ضمنها CNN حيث التقاه المذيع
المتقاعد لاري كينغ.
كما أن الدمية المتحركة تجلس إلى يمين رجال الدين وأبرز الشخصيات
التي تقرر مصير البلاد مثلما تظهر إلى جانب رئيس هيئة تشخيص مصلحة
النظام هاشمي رفسنجاني. كما أنها تهنئ الرئيس الفنزويلي الجديد بفوزه
وتنتقد خصومه "لأن الانتخابات كانت شفافة تماما مثلما كانت في إيران"،
وتمثل الدمية إيران في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة حيث
نشاهدها تقدم برنامجا عريضا للمجتمع الدولي تحت عنوان "الخروف الحي."
المرشحون الذين سيتنافسون على رئاسة إيران
يتنافس في الانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها في إيران في الرابع
عشر من الشهر المقبل ممثلو ثلاث اجنحة محسوبة على المؤسسة الحاكمة، إذ
قررت الحركات المعارضة للجمهورية الإسلامية مقاطعة الانتخابات قائلة إن
الانتخابات لن تكون حرة ولا نزيهة.
ولكن الفصائل المحسوبة على النظام، والتي تخوض صراعا سياسيا داخليا
منذ سنوات، تقدمت كلها بمرشحين لخوض الانتخابات.
وللعلم، فإن الفصائل السياسية في ايران لا يمكن وصفها بأحزاب سياسية
متكاملة بل هي شبكات فضفاضة تحوي بين طياتها شخصيات متنفذة تمثل مصالح
مؤسسية ومالية.
وفي الاسابيع القليلة المقبلة، سيمارس مجلس تشخيص مصلحة النظام
صلاحياته باقصاء المرشحين الذين يراهم على انهم خارج السياق السياسي
المقبول.
أما الشخصيات الرئيسية التي ستتبارى للفوز بكرسي الرئاسة فهي:
سعيد جليلي - وهو رئيس المفاوضين الإيرانيين في المجال النووي،
ويعتبر من الذين يتبعون وصايا المرشد آية الله خامنئي حرفيا. يعتبر
جليلي مرشحا محتملا للمؤسسة الحاكمة.
محمد باقر قاليباف - عمدة العاصمة طهران، ومرشح آخر من مرشحي
المؤسسة الحاكمة.
اسفنديار رحيم مشائي - يعتبر من مرشحي جناح الحكومة. مشائي معروف
بآرائه الدينية المثيرة للجدل. ويعتبر مشائي من تلاميذ الرئيس الحالي
محمود أحمي نجاد.
علي أكبر هاشمي رفسنجاني - الرئيس الإيراني الأسبق يمثل الفصائل
الوسطية والمؤيدة للإصلاح، وهي التي تشكل المعارضة الداخلية للنظام
الحاكم في طهران.
يذكر ان العناصر اليمينية والمحافظة الموالية لخامنئي تسيطر على
كافة مؤسسات الدولة تقريبا.
وفي سبيل المحافظة على الوضع السياسي الراهن على ما هو عليه، يعمد
اليمينيون والمحافظون إلى اتاحة حيز محدود من الحرية لغيرهم من الفصائل
والفئات بما يكفي لشرعنة النظام ولا يشكل تهديدا لهيمنتهم.
وقد مارس المحافظون لعبة ذكية، إذ قدموا أكثر من عشرين مرشحا لخلق
انطباع بالمنافسة الحرة والديمقراطية وحرية الاختيار. ولكن معظم هؤلاء
المرشحين متشابهون سياسيا إلى حد يصعب التمييز بينهم.
ولم يتضح بعد على من من هؤلاء سيستقر اختيار التيار المحافظ، ولكن
يبدو أن جليلي وقاليباف يتصدران المشهد.
وينطر إلى جليلي بوصفه التلميذ اليميني المطيع لخامنئي الذي يسعى
إلى اتباع سياسة خارجية متشددة مع اتاحة قدر ادنى من الانفتاح في
الداخل. أما قاليباف، فيعتبر من المحدثين التكنوقراط الذين يعملون
باستقلالية أكبر (عن خامنئي)، ويأمل المحافظون بتجنيد "صوت المستضعفين"
ضد رفسنجاني، ولكن بعض المراقبين يتهمونهم بالتخطيط لتزوير الانتخابات.
أما التيار الحكومي، فيضم عناصر يمينية موالية للرئيس محمود أحمدي
نجاد.
يمثل هؤلاء مشائي، الذي أغضب رجال الدين التقليديين بآرائه الدينية
ومعتقداته الخرافية الغريبة مما جعله من المبعدين أيديولوجيا، ويأمل
هذا التيار في استقطاب أصوات ذوي الدخول المتدنية الذين استفادوا من
المشاريع الشعبوية التي تبناها أحمدي نجاد كالمشاريع السكنية والقروض
الرخيصة.
كما دأب تيار الحكومة على انتقاد المحافظين الحاكمين بأمل الفوز
بأصوات المعارضين للنظام.
الا انه من الممكن جدا أن يقرر مجلس تشخيص مصلحة النظام إقصاء مشائي
بسبب آرائه الفلسفية المثيرة للجدل. بحسب البي بي سي.
يشكل سياسيو الوسط والمؤيدون للإصلاح فعليا ائتلافا يقف بالضد من
ممارسات النظام الإستبدادية، يمثلهم في ذلك هاشمي رفسنجاني الذي تعرض
لضغوط شديدة من جانب المؤسسة الحاكمة لثنيه عن دخول السباق.
ودأب رفسنجاني على انتقاد الحكومة الحالية ومطالبتها بتوخي المزيد
من الاعتدال في سياستيها الداخلية والخارجية، وأثار رفسنجاني حفيظة
المحافظين مؤخرا بقوله إن إيران لا تريد محاربة اسرائيل، ويعتمد هذا
التيار على جذب أصوات الطبقات الوسطى وطبقة تجار البازار اضافة إلى
المعارضين.
الولايات المتحدة تدين القمع في ايران قبل الانتخابات
الى ذلك دانت الولايات المتحدة حملة "قمع متعمدة ومستمرة" في ايران
قبل الانتخابات الرئاسية التي تنظم في 14 حزيران/يونيو، وقالت ويندي
شرمان مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية في جلسة استماع في مجلس
الشيوخ "شاهدنا مستوى قمع متعمد ومستمر قبل هذه الانتخابات".
واضافت "في الوقت الذي اتحدث فيه اليكم يختار مجلس صيانة الدستور
غير المنتخب والذي لا يستشير احدا، في الكواليس المرشحين للرئاسة
مستندا الى معايير غير واضحة لاستبعاد مرشحين محتملين. وفي غياب عملية
شفافة من الصعب علينا القول ما اذا ستكون الانتخابات الايرانية حرة
ومنصفة او ستمثل ارادة الشعب الايراني"، واضافت "لا ننحاز الى اي طرف
في الانتخابات الرئاسية الايرانية".
واعتبرت انه يصعب التكهن بموقف الرئيس الايراني المقبل من المفاوضات
حول برنامج ايران النووي، وقالت "هناك على الارجح مرشحون سنعتبرهم اكثر
اهتماما باجراء مفاوضات نووية بروح ايجابية. لكن مصير الملف النووي بيد
المرشد الاعلى ولا احد سواه هو صاحب القرار النهائي في الملف النووي". |