المسرح العربي... ترجمة ملونة لواقع ضبابي

 

شبكة النبأ: يعرف المسرح وبحسب بعض المصادر على أنه شكل من أشكال الفن يترجم فيه الممثلون نصا مكتوبا إلى عرض تمثيلي على خشبة المسرح. والعرض المسرحي من أكثر الفنون تعقيدا لأنه يتطلب العديد من الفنانين لأدائه و من بين هؤلاء المتخصصين المؤلف والممثلون والمخرج ومصممو الديكور والأزياء والإضاءة ومختلف أنواع الفنانين.

كما يتطلب بعض العروض الأخرى مصممي رقصات و موسيقيين وملحنين. ويسمى المسرح أحيانا الفن المختلط لأنه يجمع بين النص والجو الذي يبتكره مصممو الديكور والإلقاء والحركات التي يقوم بها الممثلون.

ويحتل المسرح في دول العالم المتقدم وبحسب بعض المتخصصين مرتبة مهمة في الحياة اليومية محققا ما تخططه من الأهداف التربوية أو الأخلاقية أو الأمنية و السياسية وهو أحد أهم الوسائل الإعلامية التي ترقى بالمتلقي وتساعد على ترسيخ الهوية الوطنية وهو الساعي دوما لتوفير حلول لمشكلات المجتمع وخصوصا ما يندرج تحت التنشئة الاجتماعية صانعا مرآة واضحة لملامح المجتمع بمحاسنه وسيئاته ويحفزه بخطاب مؤثر جدا للتغيير.

ويتفق معظم الباحثين في هذا الفن على أن أبا الفنون بدأ يونانيا منذ القرن السادس قبل الميلاد مع احتفالات ديونيزوس، وظل هدفه التطهير.

ولم يعرف العرب المسرح إلا مع عصر النهضة خصوصا مع مارون النقاش (1847) وعرضت في هذا الوقت مسرحية " البخيل" المستوحاة من قصة موليير لتبدأ أولى خطوات المسرح العربي الذي كان في بداياته يعتمد على الأعمال المترجمة, ثم انتقل إلى العمل المسرحي المؤلف, والذي تطور خلال القرن العشرين لكن وبحسب بعض المتخصصين لم يصل الى المستوى المطلوب بسبب سيطرة الرقيب التي قتلت روح الإبداع والفن، مؤكدين في الوقت ذاته على ان السنوات القادمة ربما ستشهد بعض التطور خصوصا وان الفترة الحالية تشهد ثورة مسرحية مميزة أتت على غرار ثورات الربيع العربي في بعض الدول العربية، وفي هذا الشأن تعرض بمسرح قاعة الصداقة في العاصمة السودانية الخرطوم مسرحية فكاهية جديدة تتناول قضايا السياسة في إطار ساخر. ويشهد السودان في الوقت الراهن إحياء للحركة المسرحية بعد سنوات الحرب الأهلية الطويلة والأزمات الاقتصادية المتلاحقة. وعاد كتاب المسرح في السودان ينتقدون الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في أعمالهم بجرأة شديدة في بلد يشكو فيه الصحفيون من قيود على حرية التعبير.

مسرحية (النظام يريد) تنتقد استبداد الحكام وانفرادهم بالسلطة بشتى الوسائل كما تنتقد تقاعس الشعوب عن المطالبة بحريتها. وقال بكر الشيخ مخرج المسرحية إن الأعمال الدرامية يجب ألا تنفصل عن الواقع المعاصر وأن تكون مرآة للأحداث. ولم يشهد السودان أحداثا مماثلة للاضطرابات التي صاحبت انتفاضات الربيع العربي لكن بضعة مظاهرات اندلعت في الشهور الأخيرة احتجاجا على ارتفاع الأسعار.

وعاش المسرح السوداني أزهى عصوره في سنوات الستينات والسبعينات من القرن الماضي لكن النشاط المسرحي تراجع كثيرا بعد ذلك إلى أن بدأت مرحلة إحياء جديدة منذ اتفاق السلام بين الشمال والجنوب عام 2005. تسلط مسرحية (النظام يريد) الضوء في قالب فكاهي على تسلط الحاكم المستبد على حساب كرامة وحقوق شعبه.

وشدد منتج المسرحية حمال عبد الرحمن على أهمية تربية الأجيال المتعاقبة على تذوق المسرح. وفي الخرطوم حاليا ما لا يقل عن ثلاث فرق مسرحية تضم فنانين محترفين علاوة على العديد من فرق الهواة. وقال الناقد المسرحي رشيد مصطفى إن رواد المسرح يقبلون على مشاهدة الأعمال التي يشارك فيها كبار النجوم بصرف النظر عن مستوى العرض ورغم ذلك تساهم كل العروض المسرحية حتى لو كانت هزيلة في تنشيط الحركة الفنية في السودان. وقال أعضاء فريق العمل في مسرحية (النظام يريد) إنهم يستعدون في الوقت الحالي لتقديم عرض مسرحي فكاهي جديد.

من جانب اخر ألقت الانتفاضة التي أطاحت بحكم الرئيس المصري حسني مبارك في فبراير شباط 2011 وما تلاها من مخاوف على الحرية بظلالها على افتتاح المهرجان القومي للمسرح المصري من خلال رهان وزير الثقافة على ان البلاد ستصبح "أكثر حرية" وعرض افتتاحي ينتصر للخيال والمستقبل. فبعد رفع الستار ازدان جانبا المسرح الكبير بدار الأوبرا بشعارات منها (ارفع راسك فوق انت مصري) الذي ردده المتظاهرون في ميدان التحرير ليلة خلع مبارك وبصور إحداها التقطها جوران توماسوفيتش مصور رويترز وهي لشاب يحمي وجهه على خلفية ألسنة نيران تسد الأفق في "جمعة الغضب" 28 يناير كانون الثاني 2011 واختيرت أفضل صور ذلك العام.

واحتفى عرض الافتتاح بأبرز نجوم المسرح المصري من أجيال مختلفة بداية بيوسف وهبي ونجيب الريحاني وماري منيب ومرورا بإسماعيل ياسين وسميحة أيوب وفؤاد المهندس وصولا إلى عادل إمام ومحمد صبحي حيث جرى عرض مشاهد من مسرحيات شهيرة منها (إلا خمسة) و(سيدتي الجميلة) و(سكة السلامة).

وعلت أصوات الممثلين بجمل حوارية عن دور المسرح في تحدي القهر "ومقاومة الظلم من غير سلاح" ورددوا أبياتا للشاعر المصري الراحل أمل دنقل يقول فيها.. "آه.. ما أقسى الجدار عندما ينهض في وجه الشروق ربما ننفق كل العمر كي ننقب ثغرة ليمر النور للأجيال مرة ربما لو لم يكن هذا الجدار ما عرفنا قيمة الضوء الطليق".

والمهرجان مناسبة سنوية لتشجيع الحركة المسرحية وتأجل عامي 2011 و2012 بسبب الظروف التي تمر بها مصر بعد الانتفاضة التي اطاحت بمبارك. وقال وزير الثقافة محمد صابر عرب "إننا (المصريين) بحاجة إلى استعادة روحنا وحريتنا... سوف نخرج أكثر صلابة وأكثر حرية" مستعرضا النهضة المسرحية في الستينيات بتوجيهات الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر الذي كتب "بخط يده ملامح مشروع ثقافي كبير... بعث الروح الوطنية" ونفذ هذا المشروع وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة.

وقال رئيس المهرجان أحمد عبد الحليم إن للمسرح دورا في الترفيه والتطهير والتوعية وإن "المسرح هو الحياة والحياة هي المسرح.. ومجتمع بلا مسرح يفتقد أشياء هامة" مذكرا بفنانين عرب خصوصا من بلاد الشام احتضنتهم مصر "رائد الحركة المسرحية في العالم العربي... ومصر ثورة 25 يناير المجيدة لن تتخلى عن المسرح." وألقت المخرجة والكاتبة نورا أمين كلمة شددت فيها على ضرورة "استلهام روح ميدان التحرير.. وثورة مصر المستمرة" مضيفة أن الفنون تمنح الإنسان طاقة تجعله يسعى للانعتاق من "كل تراث مقيد للخيال". بحسب رويترز.

وكرم المهرجان سبعة مصريين هم رائدة فن الديكور سكينة محمد علي (80 عاما) والكاتب رأفت الدويري والناقد كمال عيد والممثل نبيل الحلفاوي والموسيقي علي سعد والمخرجين الراحلين كمال ياسين وهناء عبد الفتاح. وتتكون لجنة التحكيم من الناقد المغربي عبد الرحمن بن زيدان وثمانية مصريين هم النقاد نهاد صليحة وحازم عزمي وعايدة علام وكريمة منصور ومحمود الألفي والكاتب بهيج إسماعيل والممثلة سلوى محمد علي والموسيقي نبيل علي ماهر.

 المسرح الفلسطيني

على صعيد متصل انطلقت فعاليات مهرجان مسرح (المضطهدين) في رام الله في الضفة الغربية تحت شعار (اكسر صمتك ..شارك بقصصك). وقال ادوار معلم مدير المهرجان الذي ينظمه (مسرح عشتار) في حفل الافتتاح "المهرجان دعوة للمشاركة والحوار وكسر دائرة الصمت والوصول الى جمهور لم ير المسرح من قبل." واضاف "المهرجان يمثل المضطهدين يفتح لهم الباب ليتحدثوا عن مشاكلهم في رحلة البحث عن حلول لها." يقوم مسرح (المضطهدين) الذي أسسه البرازيلي اوغستو بوال في عام 1971 على اشراك الجمهور في العرض المسرحي الذي يقدم من خلال تفاعل يصعد فيه بعض الجمهور على خشبة المسرح ليقدم رؤيته لحل المشكلة التي طرحها العرض.

وجاء في كتيب وزع في حفل الافتتاح "منذ العام 1997 يحرص مسرح عشتار العنوان الرئيس لمسرح المضطهدين في فلسطين والوطن العربي الى الاستمرار في نهج بوال واخراج الجمهور المتلقي كبارا وصغارا ذكورا واناثا من دائرة الصمت ليكون فاعلا ومتفاعلا على خشبة المسرح." ويضيف "قرر مسرح عشتار ان يتمحور موضوع المهرجان حول عدم المساواة بين الجنسين وحقوق النساء والاطفال ودورهم في المجتمع الفلسطيني."

وافتتح المهرجان بعرض لمسرحية (حتى في بيتي) للمخرجة الفلسطينية ايمان عون تتناول فيها الاعتداءات الجنسية داخل الاسرة. وتقدم المسرحية التي شارك فيها تسعة ممثلين قصة (مريم) وهي فتاة في السابعة عشرة من عمرها يعتدي عليها شقيقها جنسيا وتحمل منه ويعمل والدها في الدهان ووالدتها مراسلة في احدى المؤسسات لها اخ اسمه حسن (23 عاما) واخر يدعى عمران وعمره 14 عاما.

تحاول المسرحية تناول الأبعاد الاجتماعية والقانونية لقصة اعتداء الاخ على اخته جنسيا وكيفية تصرف الاهل والقانون في هذه الحالة إضافة الى طرحها لقضية المخدرات واستخدام الصور المركبة للبنات وهم في اوضاع مخلة في محاولة لابتزاز الاهل. وترى مخرجة المسرحية ان هذه القضية ليست اختراعا لكنها حدثت وتحدث في المجتمع الفلسطيني وقالت "هذه مواضيع صعبة ومؤلمة ولكنه يجب الحديث عنها." واضافت "هذه القضية تناقش ولكننا هنا نحاول تحفيز الجمهور للبحث عن حلول لها سواء كان ذلك في قضية التربية او الثقافة او القانون."

واتفق الجمهور ان هذه القضية موجودة في المجتمع وان اختلفت الأسباب التي تؤدي اليها كما ان المشكلة ليست في القانون وحده وانما فيمن يطبق القانون ايضا. ورأى الجمهور ان هناك فهما خاطئا في تفسير القانون المتعلق بالاعتداءات الجنسية داخل الاسرة ومتى تكون القضية اغتصابا او سفاح المحارم وكيفية يتعامل القانون مع هذه الحالات.

وبعد نقاش بين الجمهور وما يسمى (الجوكر) الذي يتولى ادارة الحوار بين الممثلين والجمهور صعد الى المسرح الطبيب خالد عليان الذي انتحل دور الأخصائي الاجتماعي في المستشفى. وأوضح عليان ان هناك فهما خاطئا لتفسير القانون الامر الذي يجب عدم القبول به والتوجه الى مستويات اعلى لدى الجهات التنفيذية لاصلاح هذا الخلل.

ويطبق في الضفة الغربية قانون العقوبات الاردني الذي يخفف من عقوبة القتل بدافع الشرف وتسعى منظمات حقوقية ونسائية لتعديل هذا القانون. وقال القائمون على المهرجان إن ملاحظات وآراء الجمهور حول القضايا التي ستعرض خلاله سيتم توثيقها ورفعها الى الجهات المعنية.

واوضح معلم ان المهرجان يستضيف هذا العام فرقة مسرحية نرويجية اضافة الى الفرق المحلية من الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال "في دورته الرابعة يؤكد المهرجان على ضرورة مد الجسور الثقافية مع العالم وتوطيد الحوار الثقافي الذي يحررنا من التمييز والتهميش والاضطهاد والاحتلال وذلك بلقاء مسرحيين من الشباب من فلسطين وخارجها." واضاف "سعادتنا لن تكتمل الا عندما ننجح في استضافة فرق من بلدان عربية وخاصة من العراق واليمن حيث نجح مسرح عشتار في الاعوام الثلاثة الماضية في تشكيل فرق مسرحية منبرية فاعلة في هذين البلدين."

 من جانب اخر يجسد المخرج الفلسطيني الشاب محمد عيد معاناة المواطن العربي في ظل أنظمة تتعامل بالرشوة والوساطة والمحسوبية في مسرحيته (رحلة رضا). وقال عيد بعد عرض خاص للمسرحية أمام جمهور محدود على خشبة مسرح (عشتار) في رام الله بالضفة الغربية "هذه المسرحية مقتبسة عن النص المسرحي )رحلة حنظلة من الغفلة الى اليقظة) للكاتب السوري الكبير سعد الله ونوس التي نشرت عام 1978."

وجاء في كتيب وزع قبل العرض "المسرحية تتناول حياة مواطن عربي طيب القلب مستسلم لقدره فهو زوج حنون وموظف تقليدي غير طموح." ويضيف الكتيب عن الشخصية الرئيسية في المسرحية "رضا يمثل الضحية المثالية لأنظمة القمع بأشكالها الاجتماعية والسياسية المختلفة التي ما زالت قائمة بثبات وإن لبس بعضها أثواب الخير والديمقراطية. "وتبدأ المسرحية التي يشارك في ادائها ستة ممثلين بينهم فتاة بمشهد عنيف يظهر فيه رضا يقاد الى السجن مقيد اليدين بطريقة تجعله يجيب على أسئلة المحقق بصعوبة.

وينتقل رضا الذي أدى دوره الممثل مؤيد عودة في رحلة طويلة من المعاناة بدءا من الزج به في السجن بتهمة لا يعرفها مرورا بدفعه كل ما يملك رشوة لسجانيه كي يغادر سجن يتعرض فيه لكل انواع التعذيب النفسي والجسدي. وتتواصل معاناة رضا حتى بعد الخروج من السجن فزوجته التي كانت تخونه لم تسمح له بالدخول الى البيت اضافة الى طرده من العمل ليبدأ رحلة بحث عن علاج ليفهم الواقع ينتقل فيها من الشعوذة والدين الى الطب.

وقال عيد إن اختياره لهذه المسرحية "نابع من ملامستها للواقع الذي يعيشه المواطن العربي الذي يتشارك في المعاناة من قمع الانظمة وفسادها." وأضاف "ان اختيار الممثلين الشباب لاداء هذه المسرحية ومعظمهم من الوجوه الجديدة على المسرح لانهم سيكونون الاقدر على تجسيد ادوار" عايشوها. ويرى الممثل الشاب عودة الذي جسد شخصية رضا ان تعرضه للعنف ساعده في ايصال الاحساس الحقيقي للجمهور.

وقال بعد العرض الذي امتد ثمانين دقيقة "شعرت وانا اقدم هذا العمل المسرحي انني اقدم تجربتي الشخصية فلقد حدث معي ان تقدمت بشكوى على احد لديه قريب في الحكومة لم يفعلوا له اي شيء." وأضاف أن رحلته في هذه المسرحية التي انتهت بمعرفته كل ما يجري من حوله هي فعلا "ما يجري في عدد من الدول العربية التي بدأت تصحو وتثور على أنظمة القمع لديها." بحسب رويترز.

ووصف المخرج ادوار معلم المسرحية بعد مشاهدتها انها "عرض مجنون يستحق المشاهدة." وقال "نحن أمام جيل مسرحي شاب واعد لديه طاقات كبيرة بحاجة الى مساعدته لاخراجها وتقديمها على خشبة المسرح." وأضاف "ان المخرج محمد عيد نجح في استغلال هذه الطاقة فالمسرحية تعتمد على حركة الجسد وقوة التعبير اضافة الى الموسيقى والإضاءة المستخدمة." ويرى مخرج المسرحية (رحلة رضا) انها "مغامرة إبداعية تؤصل لمسرح سياسي وشعبي لانها تعطي بعدا نقديا جديدا لا يصل من دون البعد الجمالي الفني."

خط أوسلو القدس

 في السياق ذاته تروي مسرحية خط أوسلو القدس وبالعكس قصة شاب فلسطيني وشابة نرويجية يتبادلان الكلام عن بلديهما أثناء رحلة مضطربة في الطائرة، وهي مسرحية مشتركة فلسطينية نرويجية تأليفاً وتمثيلاً وتعرض باللغتين العربية والإنكليزية، بإنتاج نرويجي. وافتتحت المسرحية على خشبة المسرح الوطني الفلسطيني الحكواتي، وعرضت على مسرح الميادين في حيفا وعرضت بعدها في بيت لحم، وستقدم في عرض رابع وأخير في القدس. ومن المقرر أن يكون لها 13 عرضاً في النرويج.

وتتناول خط أوسلو القدس وبالعكس قصة شاب فلسطيني من القدس القديمة يؤدي دوره الممثل صالح محمد بكري، يلتقي فتاة نرويجية تؤدي دورها بيرغتا لارسنن، في الطائرة التي تمر بمطبات هوائية تجعلهما يشعران بالخوف، فيبدأ كل منهم بالتحدث عن نفسه وعن بلده. والمسرحية من إخراج النرويجي كاي يونسين، عن نص للممثل الفلسطيني إسماعيل الدباغ والكاتبة المسرحية النرويجية أودا رادور، أما القصائد فهي للفلسطيني نجوان درويش.

ويتحدث الفلسطيني عن مدينة القدس القديمة بعمقها الحضاري، وعن أطفالها ومعاناة أهلها تحت الاحتلال، ويسرد الحياة اليومية للمقدسيين والفلسطينيين وهمومهم. أما النروجية، فتتحدث عن اهتماماتها بالموضة. يرد الفلسطيني يقولون أوسلو صغيرة، يمكن، لكن أفعالها كبيرة صوتت بنعم على إقامة دولة إسرائيل، وزودتها الماء الخفيف للمفاعل النووي، وهي الوحيدة التي استطاعت أن تعقد اتفاقية أوسلو، مشبهاً دورها بـ الماشطة التي تمشط العروس بمشط مسموم، والعروس فرحانة.

والممثل صالح بكري (36 سنة) يشرح أن هذه المسرحية تعتبر من المسرح التجريبي. الممثل دائماً بحاجة إلى خوض تجارب مسرحية جديدة شرط أن يكون مقتنعاً بالنص. ويضيف يعرض علي كثير من النصوص في المسرح الإسرائيلي وباللغة العبرية، أرفضها من منطلقات مواقف سياسية، النص نقطة مهمة لي. ويتابع هنا أنا أعبر عن قضية، عن موضوع، وخصوصاً أنها ستعرض أمام جمهور نرويجي يعيش حياة مختلفة ولا يعرف الكثير عنا.

أما الممثلة بيرغتا لارسن (32 سنة) فتقول إنها المرة الأولى التي أزور فيها فلسطين ومدينة القدس، ما أن وصلنا إلى القدس القديمة حتى شعرنا بحجم الضغط النفسي والتوتر فيها. وتوضح أنها قدِمت إلى القدس للمساعدة في كتابة النص بعد ذلك عرض علي المخرج التمثيل فيها، وقبلت العرض. وتعمل لارسن في المسرح الوطني النرويجي» في أوسلو، وشاركت في عروض كلاسيكية ومعاصرة متنوعة. بحسب فرنس برس.

وبكري ممثل فلسطيني يعيش في بلدة الجديدة قرب عكا، عمل في المسرح والسينما منذ عام 2000، ومثل في مسرحيات منها يوم من زماننا لسعد الله ونوس، والمغتربان لسلافومير مروجيك، وحارق المعبد لغريغوري غورين، وجنون لجليلة بكار، والعرس لمحمد إدريس، والعذراء والموت لاريئل دورفمان. كما عمل في أفلام منها الزمن المتبقي من إخراج ايليا سليمان، و ملح هذا البحر ولما شفتك إخراج آن ماري جاسر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 16/آيار/2013 - 5/رجب/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م