الارهاب في سوريا... من الذبح الى آكل القلوب والأكباد

 

شبكة النبأ: تزداد يوما بعد يوم الممارسات الإجرامية بحق أبناء الشعب السوري سوءا، فلا تزال المعرضة المتمردة الدموية الطائفية تواصل عملها على نطاق واسع من خلال ممارسة أبشع الجرائم الإجرامية بالقتل والعنف غير المبرر ونشر الموت والدمار وانتهاكات غير إنسانية متواصلة، وقد أوجز مشهد الوحشية الطائفية في فيديو "آكل القلوب والأكباد" كل هذه الانتهاكات الصارخة بحق الكرامة الإنسانية، وهو المشهد الذي لا يمكن أن يتعدى الـ 1 في المئة مما يجري على أرض الواقع فعلاً من حالات التعدّي على حقوق الإنسان في سوريا.

فقد أثار مقطع مصور لأحد "قادة" المعارضة المسلحة في سوريا وهو يمثل بجثة جندي من القوات الحكومية انتقادات دولية واسعة، حيث أظهر شريط فيديو وحشية الحرب الطائفية الدامية في سوريا، حيث ظهر ما زُعم بأنه قيادي بارز من مقاتلي المعارضة، وهو يشق صدر جندي من الجيش السوري وينتزع قبله ويبدأ في نهشه.

حيث قالت العديد من المنظمات الدولية الحقوقية إن مثل هذه الجرائم تعد من جرائم الحرب التي يجب نظرها أمام المحكمة الجنائية الدولية وأن أصحابها لن يفلتوا من العقاب.

في حين يرى بعض المحللين إن توقيت ظهور هذا المقطع مدمر من الناحية السياسية بالنسبة للمعارضة في سوريا في الوقت الذي تدرس فيه الولايات المتحدة احتمالات تسليح المعارضة.

فيما يرى أغلب المحللين انه كلما طال أمد الصراع أصبح من الواضح مدى التنوع وعدم التجانس الذي تتسم به المعارضة المسلحة، وان هذه الحلقة البشعة من الصراع تمثل أيضا اشارة مريرة للهبوط السريع للأزمة السورية في هوة الصراع الطائفي.

ففي الوقت الذي بدأت فيه دول غربية بدعوة قادة المعارضة إلى بناء جسور مع وحدات المعارضة المسلحة وقادتها والتصرف كحكومة تنتظر دورها، جاء هذا المقطع ليصدم هذه الدول بشدة، فهذه الحقيقة جعلت من قضية تسليح المعارضة التي تحيط بها كثير من المخاوف حول اشتمالها على عناصر جهادية أمرا به كثير من علامات الاستفهام للدول الغربية والخليجية التي تدعم المعارضة الدموية.

كما قد يمثل توقيت ظهور هذا الفيديو أيضا ضربة قاسمة وسوء حظ للمعارضة فكل المؤشرات تشير إلى أن ثمة شيئا ما يتغير في الصراع السوري فالقوات الحكومية بدأت في استعادة السيطرة على مدن رئيسية واعادت فتح خطوط امداد لها وطرق كانت قد اغلقت جراء القتال.

وبجانب مخاوف تحول الصراع في سوريا إلى حرب أقليمية وشكوك استخدام الاسلحة الكيمياوية بها، قد تصبح صورة الرجل الذي يأكل كبد عدوه بين اعتبارين أن تكون مجرد حادث عارض أو جزء لا يتجزأ من تشابك القضية، فلم تعد الحروب المذهبية خافية على أحد ولم تعد تنطلي المزاعم الثورية التي يتخفى وراءها ما يجري في سوريا، بعد أن اتضحت أبعاد المؤامرة الكبرى على سوريا، وعليه فقد أوضحت المعطيات آنفة الذكر ان ما يسمى بالمعارضة السورية هي معارضة دموية بأجندات طائفية و شراذم تنشر الموت تقود حربا بالوكالة.

فيديو آكل القلوب والأكباد

في سياق متصل قالت منظمة هيومن رايتس ووتش ان فيديو يصور قائدا لمقاتلي المعارضة السورية وهو يستخرج بسكين قلب جندي قتيل من صدره ويقضم منه يمثل تعبيرا رمزيا عن الحرب الأهلية التي انحدرت سريعا الى مستوى الكراهية الطائفية والثأر الدموي المتبادل.

وقالت الجماعة ومقرها نيويورك ان الفيديو الذي صوره هاو ونشر على الانترنت here يظهر ابو سقار -وهو مؤسس لكتيبة الفاروق المعارضة ويعرفه الصحفيون على انه معارض من حمص- وهو يقطع شيئا داخل صدر جندي ميت.

وقال بيتر بوكارت من منظمة هيومن رايتس ووتش انه رأى نسخة اصلية غير منقحة من الفيديو وان هوية ابو سقار اكدتها مصادر معارضة في حمص كما اكدت من خلال صور له في لقطات فيديو أخرى، وقال بوكارت "التمثيل بجثث الاعداء جريمة حرب. لكن الامر الاكثر خطورة هو التردي السريع الى الخطاب والعنف الطائفيين". بحسب رويترز.

واضاف انه في النسخة غير المنقحة من الفيديو يطلب ابو سقار من رجاله ذبح العلويين واقتلاع قلوبهم لأكلها قبل ان يقضم بأسنانه من القلب الذي اقتطعه من جثة الجندي، وشوهد ابو سقار في لقطات فيديو سابقة وهو يطلق صواريخ على قرى شيعية لبنانية على الحدود وظهر مع جثة جندي قيل انه من جماعة حزب الله اللبنانية الشيعية التي تساعد قوات الاسد، ولا يمكن التحقق بصورة مستقلة من لقطات الفيديو الواردة من سوريا حيث الدخول الى البلاد مقيد بقيود حكومية وأمنية.

ويظهر الفيديو، الذي قالت المنظمة الدولية لحقوق الإنسان (هيومان رايتس ووتش) إنه لأحد قادة المعارضة البارزين في حمص اسمه أبو صقار، وهو يقطع قلب وكبد أحد قتلى جنود القوات النظامية السورية ويأكلهما، وجاء في مقدمة الفيديو، الذي نشره موالون لنظام بشار الأسد: "إجرام لا حدود له تخطى حدود المعقول وحدود الإنسانية ليصل به المطاف إلى أكل للحوم البشر ونهش أجساد السوريين بحجة الثورات والحريات."

دلالات الفيديو المروع عن المعارضة السورية

فيما يشير المقطع المصور المروع لأحد "قادة" المعارضة المسلحة في سوريا وهو يمثل بجثة جندي من القوات الحكومية إلى نقطة تحول صادمة في الصراع السوري المستمر منذ عامين بالنسبة لمستقبل البلاد.

كما يذكر هذا الفيديو بالذعر والوحشية التي تتسم به الحروب خاصة الاهلية منها، ولكن هل يشير الموقف إلى ما هو ابعد من ذلك؟، هو بالتأكيد دلالة جديدة على الكيفية التي يستغل بها طرفا الصراع في سوريا شبكات التواصل الاجتماعي كل لمصلحته وللترويج لبطولاته او لتشويه الاخر. بحسب البي بي سي.

كما قد يعطي المقطع المصور، الذي يظهر به قائد كتيبه عمر الفاروق المستقلة الشهير باسم أبو صقار، اشارة عن تكوينات المسلحين في سوريا حيث يجمع هذا الفيلق مجموعة من الوحدات الفرعية من المجموعات المسلحة ذات العلاقات المتشابكة التي ظهرت في مدينة حمص لمحاربة قوات حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.

ويصف محللون غربيون المنتمين إلى هذه الوحدة بأنهم من "الإسلاميين المعتدلين" الذين ربما يقومون باللعب بأوراق الدين لاجتذاب الدعم المالي من بعض دول الخليج، كما يسلط الموقف الضوء أيضا على العقبات التي تواجهها الدول الغربية المتحمسة لتسليح المعارضة السورية، فالكتيبة التي يرأسها صقار جزء راسخ من الجيش السوري الحر الذي يحظى بدعم الغرب.

ارتكاب فظائع وحشية

من جهتها دعت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية المعارضة السورية الى منع مقاتليها من ارتكاب فظائع، وذلك بعد بث شريط فيديو يظهر احد المقاتلين التهم قلب جندي من القوات السورية النظامية، وقالت المنظمة في بيان ان الشريط المصور "يبدو انه يظهر احد قادة كتيبة عمر الفاروق المعارضة يقوم بتقطيع جثة مقاتل موال للنظام". بحسب فرانس برس.

ودعت المنظمة التي مقرها في نيويورك كل الاطراف المعنيين الى "منع هذه الكتيبة من الحصول على السلاح"، مجددة دعوتها مجلس الامن الدولي الى احالة ملف الازمة السورية على المحكمة الجنائية الدولية.

جرائم حرب المعارضة السورية

الى ذلك قالت كارلا ديل بونتي عضو لجنة التحقيق المستقلة التابعة للامم المتحدة، في شأن جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الانسان الاخرى في سوريا، إن المحققين جمعوا شهادات من ضحايا الحرب الاهلية السورية وموظفين طبيين تشير الى ان مسلحي المعارضة استخدموا غاز الاعصاب السارين، غير أن اللجنة نفسها قالت إنها لم تنته بعد من التحقيقات واستخلاص النتائج. كما نفت المعارضة السورية استخدام مقاتليها غاز السارين.

وقالت ديل بونتي ان لجنة التحقيق التي تتخذ من جنيف مقرا لها لم تر دليلا بعد على استخدام القوات الحكومية الاسلحة الكيميائية المحظورة بموجب القانون الدولي.

وقالت ديل بونتي في مقابلة تلفزيونية ان "محققينا زاروا الدول المجاورة واجروا مقابلات مع الضحايا والاطباء والمستشفيات الميدانية، واستنادا الى تقريرهم الذي اطلعت عليه، فهناك شكوك قوية وملموسة ولكنها لم ترق الى أن تصبح دليلا لا يقبل الجدل على استخدام غاز السارين من الطريقة التي عولج بها الضحايا، ولم تعط ديل بونتي تفاصيل عن زمان ومكان استخدام السارين.

وفي بيان لاحق أوضحت لجنة التحقيق المستقلة الدولية بشأن سوريا إنها لم تتوصل إلى نتائج نهائية بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا من أي من طرفي الصراع، وقال البيان إن اللجنة لا تستطيع التعليق على أى ادعاءات بشأن استخدام محتمل للأسلحة الكيمائية، وأشار باولو سيرغيو بينهيرو، رئيس اللجنة إلى أنه يذكر كل أطراف الصراع بأن استخدام الأسلحة الكيميائية محظور، وفقا للقانون الدولي، أيا تكن الظروف، ويجري التحقيق في جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الانسان الاخرى بشكل منفصل عن تحقيق في الاستخدام المزعوم للاسلحة الكيميائية في سوريا حض عليه الامين العام للامم المتحدة بان غي مون وتوقف.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 16/آيار/2013 - 5/رجب/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م