عجيبة تلك اللعبة التي تسمى الكهرباء، فبعد كل الوعود ألتي أطلقتها
قيادات رفيعة المستوى في الدولة في أن واقع الكهرباء سيتحسن بصورة
كاملة حتى نهاية العام الحالي 2013، نرى أنها لعبة كبيرة ما عادت تنطلي
على أبناء شعبنا في الكثير من أحياء بغداد ولا أعتقد أن تلك الوعود
تقترب من الصدق في شيء، فلم ترتفع درجات الحرارة في اليومين السابقين
أكثر من عشر درجات عن معدلها 32 درجة مؤية.. إنهارت المنظومة ولم تعد
تصل كل ساعتين الى الكثير من الأحياء بل ظلت تتقطع كل خمس دقائق تأتي
وتذهب حتى ليتمنى البعض أن تذهب الى غير رجعة.
قد يكون السبب في تقطع أوصال تلك الساعتين التي تصل المستهلكين في
ضعف شبكات التوصيل المتهالكة والمحولات المتقادمة، إلا إن تلك مشكلة
أخرى كبيرة على المعنيين بالأمر تداركها على طريق الوصول الى التجهيز
الأعظم للطاقة وحسب ما وعدنا به، فتوليد الطاقة الكهربائية قد لا يكون
هو الأهم في موضوعنا، فمشاكل منظومات التوزيع الكهربائية قد تكون أهم
من ذلك، نحن أمام شبكة أسلاك كهربائية ومحولات قديمة كانت قد نصبتها
إحدى الشركات المصرية في ثمانينات القرن الماضي أي مضى عليها أكثر من
ربع قرن مع عدم وجود الإدامة عليها لفترات طويلة والتجاوزات التي قام
بها ضعاف النفوس والتوسعات الكبيرة في المحلات وإنشطار العوائل ودخول
كميات كبيرة من الأجهزة الكهربائية التي تستهلك طاقات كهربائية عالية؛
جعل من المستحيل أن تصمد تلك الشبكات أمام تجهيز القدرة الكبيرة
المستمرة على مدار الساعة، كذلك فإن المحولات المنصوبة في المحلات
والأزقة لم تعد تتحمل التيار العالي المسحوب بفولتية أعلى من طاقتها
والذي يتسبب دائماً في إحتراقها وعطبها.
وما يزيد في تلك "الكآبة الكهربائية" لأبناء شعبنا هو حجم التصريحات
التي أطلقت أخيراً عن واقعها المؤلم حيث كان آخرها ما صرح به السيد علي
الفياض، نائب رئيس لجنة الطاقة، أن "هناك مافيا في وزارة الكهرباء تعمل
على منع استقرار إنتاج الطاقة الكهربائية" وأن "هناك أياد خبيثة في
الوزارة تعمل بالضد من توفير الطاقة الكهربائية حتى لا يحسب الإنجاز
لصالح الحكومة الحالية"، وهذا ليس ببعيد عن الأساليب التي يتبعها
ساستنا في إستخدام تلك الورقة للتسقيط السياسي وما أسقطت إلا أبناء
شعبنا بمأساة نستبعد أن يأتي يوماً لتنتهي على خير.
نعم لقد دخلت المافيا على خطوط الكهرباء ومنذ سنين ولم يأتي التصريح
بشيء جديد فالجميع يعلم ويتحدث عن مستوى الفساد الذي طال المليارات
التي صرفت لتأمين الطاقة الكهربائية بما فيها السيد وزير الكهرباء عبد
الكريم عفتان حينما تحدث عن اللعب التي استوردت، سابقاً، على أساس أنها
معدات كهربائية.
أمور كثيرة تخص الكهرباء تحز في نفوس ابناء شعبنا الذي ينتظر تحقيق
الوعود التي أطلقها المسؤولون قبل إنتخابات مجالس المحافظات ويتمنى أن
لا تكون هناك وعوداً أكبر قبل الإنتخابات البرلمانية تزيدة من كآبته
الكهربائية المؤلمة وهو على أعتاب فصل الصيف الذي كنا نتأمل بأن يمر
رحيماً بنا بعزيمة الشرفاء من العاملين في قطاع الطاقة، لا أن تتحول
التصريحات الى أحلام بعيدة عن الواقع لا تفرح إلا أصحاب المولدات
الأهلية وتزيد من جبروتهم وتسلطهم على رقابنا وأولئك من تجار المولدات
الصغيرة.. تجار بؤسنا وشقاءنا. حفظ الله العراق وشعبه.
zzubaidi@gmail.com
|