اتركوا المحافظات ولو لمرة واحدة

النائب شروان الوائلي

اعتقد ان عنوان المرحلة القادمة في العراق سيكون تحت مسمى الاستئثار بمجالس المحافظات.. فالذي سيسيطر عليها او يتحكم بها من في بغداد.. سيحصل على حصة الاسد في الانتخابات القادمة.. اما الضرر المتوقع من السيطرة على مجالس المحافظات مركزيا فمعروف ولا يتحمله الا الشعب العراقي الذي قام بطرفه من الاتفاق.. اذ خرج وانتخب ووضع الاسماء التي يثق بها حيث يجب ان تكون.. آملا ان تبدأ المجالس بالعمل بالسرعة الممكنة..

وقد رأينا تجارب اعطاء الثقة واطلاق اليد لعدد كبير من المحافظات بحكوماتها المحلية والتي حولت تلك المحافظات الى اماكن جيدة للعيش ولا يمكن ان تقارن بالمحافظات الاخرى.. من بنيان الى خدمات الى انفتاح السياسيين انفسهم على ابناء المحافظة والى اصرارهم على مشاركة الجميع في بناء واعمار محافظاتهم..

ولكن...

**

هذه ال – لكن- تحمل في طياتها العقدة التي دوما ما يتم وضعها في المنشار العراقي الجديد.. منشار الديموقراطية والرغبة في تحسن حال العراق سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.. ولكن.. ولكن..

من المؤكد ان الفترة المقبلة ستكون فترة صراعات كبيرة يعود السبب فيها الى ظهور كتل جديدة ستتنافس مع الكتل الموجودة.. فهل هذا نذير لعاصفة قادمة ام بشير لخير آت؟

**

واقول بصراحة تامة بعد ان اختارت المحافظات ممثليها، ووضعت ثقتها في الاشخاص الذين صوتت لهم، على الاحزاب الكبيرة ان تحترم ارادة الناخبين وان لا تصادرها، فمن المؤسف ان الاحزاب والكتل الكبيرة مازلت مصرة على تقرير لون وشكل الحكومات المحلية بدون الأخذ بنظر الاعتبار إرادة ناخبيها، فقد بدأت الاحزاب المهيمنة على الساحة السياسية بعقد تحالفات فيما بينها منطلقة من العاصمة بغداد لتحكم المحافظات، وهذا يشكل استخفاف واضح بإرادة الناخبين..

في عراقنا اليوم – وحسب النظام الديموقراطي التعددي الذي بنيت الدولة الجديدة على اساسه – من يعطي أكثر لناخبيه يحصل على أصواتهم، لذا فان المسالة اولا ليست متعلقة بمكن سيحكم ولكن بنوعية الذي سيحكم.. فهل هو كفوء للمسؤولية التي انتخب من اجلها ام لا؟

وهذه الانتخابات هي عبارة عن محك مع احتياجات الناس ورغباتهم ومطالبهم، اولها وثانيها وثالثها احتياجات الناس والوطن الضرورية.. فهل هناك من بشر يستطيع القول بان الكهرباء والماء والمسكن والمستشفى والمدرسة ترف او رغد عيش في يومنا هذا؟

لذا اقولها بثقة.. اتركوا المحافظات تقرر شكل حكوماتها

فلكل محافظة خصوصية تميزها عن الاخرى، سياسية واقتصادية واجتماعية.. فلا تستوي حاجات س من المحافظات مع ص اخرى.. وكل محافظة قام اهلها بانتخاب اشخاص بعينهم وليس غيرهم لغرض تسيير مركبتهم نحو شط آمن بقدر المستطاع في عراقنا اليوم..

وعلى هذا الاساس كان للانتخابات المحلية ميزة تختلف من محافظة لاخرى، فبعض المحافظات مثلا ونتيجة لفشل حكوماتها المحلية في البناء والاعمار عاقبت محافظيها بعدم التصويت لهم، او امتنعت عن تجديد الولاية لرؤوساء مجالسها، وهذا بالتأكيد يشير الى ازدياد الوعي الانتخابي عند المواطن..

لذا يجب على الاحزاب الكبيرة ان تأخذ هذا الامر بعين الاعتبار وتفسح المجال امام مجالس المحافظات الجديدة ان تشكل حكوماتها بعيدا عن تحالفات وتكتلات المركز.

**

ان سارت المركبة بخير وسلام واثبت السياسيون ولائهم الحقيقي للشعب عبر العمل الهاديء والمستقر والثابت للعراق وللشعب العراقي.. ستكون نتائج الانتخابات القادمة جيدة وسيشارك الناس بقناعة كبرى بان السياسي جاء من اجل العراق وليس من اجل ان يتحالف ويتخندق ويتقاتل من اجل مصلحة خاصة سيحاسبه الله تعالى عليها.. وعند ذاك.. اين المفر..؟؟؟

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 14/آيار/2013 - 3/رجب/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م