حكام أوربا... ملوك بشعبيات متناقضة

 

شبكة النبأ: عالم واسع وغريب هو عالم العوائل الملكية التي توارثت تيجان العروش الاوربية وسواها على مر التاريخ، فهذا العالم يضج بالشخصيات الشهيرة والمتناقضة ويضج ايضا بالاحداث التي لا يمكن ان تغادر ذاكرة الشعوب، بالاضافة الى تاريخ القادة السياسيين الحافل بالغموض والاسرار، ومن الامور التي تساعد على فهم هذا العالم وشخصياته الملكية والسياسية، تلك الاستطلاعات التي تقوم بها مؤسسات وجهات متخصصة، حيث تساعد على معرفة مدى شعبية هذه الملكة او تلك وهذا الملك او ذاك، وكذلك معرفة مدى النجاح الذي حققه هذا القائد او ذاك، فقد تنازلت مؤخرا ملكة هولندا عن العرش لولدها بعد ان امضت 33 عاما كملة لهذه الدولة الاوربية المتقدمة، ومن مؤشرات الاعجاب بهذه الملكة احتفال اكثر من 800 الف شاب وشابة يظهرون في زي واحد برتقالي اللون وهو اللون الملكي كتعبير عن رضا الشعب عن هذه الملكة، ومن اسرار ومزايا هذا العالم انتماء بعض الشخصيات له والتي توصف بالحديدية كما هو الحال مع مرغريت تاتشر رئيسة وزراء انكلترا سابقا، وقد تجاوزت شهرة تشرشل بقوتها ومواقفها خاصة كونها اول امراة تصبح رئيسة وزراء لبريطانيا، على العكس من ذلك التراجع الواضح في شعبية ملك اسبانيا بسبب تراجع اداءه في قيادة البلاد مؤخرا، وهناك صفات عديدة تميز المنتمين لهذا العالم الذي يمثل الطبقة الحاكمة في العالم لاسيما الاوربي، مثلا اعلنت ميركل التي تحتل الان منصب مستشار ألمانية هو يعدل منصب رئيس الوزراء، اعلنت انها تفضل الرجل صاحب العينين الجميلتين!، فيما تبحث احدى اشهر الملكات عن طاهٍ بمواصفات خاصة تؤهله لمعرفة ومجاراة ذوق الملكة (الغذائي)، إننا بطبيعة الحال ازاء عالم يضج بالغرابة والاسرار والتناقض ايضا.

فيليم الكسندر ملك هولندا

في سياق متصل اعتلى الامير فيليم الكسندر (45 عاما) عرش هولندا ليصبح اصغر ملك في اوروبا، خلفا لوالدته الملكة بياتريكس التي تنازلت عن العرش بعد حكم استمر 33 عاما، وهو الحدث الذي احتفل به الاف الهولنديين.

وقد وقعت بياتريكس التي باتت اميرة وثيقة التنازل في قاعة مهيبة بالقصر الملكي الواقع في ساحة دام بوسط امستردام، حيث احتشد اكثر من 25 الف شخص. ثم وقع الملك الجديد ومندوبو الحكومة بمن فيهم رئيس الوزراء مارك روتي وثيقة تنازل الملكة، واطلت بياتريكس على الشرفة المزينة بزهر البرتقال والبرتقال وقالت بتأثر شديد "اشعر بالسعادة والامتنان لانكم اتحتم لي ان اقدم لكم ملككم الجديد فيليم الكسندر".

وشكر الملك الهولندي الجديد والدته. وقال "نحن ممتنون لك من صميم قلوبنا ونشكرك على السنوات الثلاث والثلاثين التي امضيتها في الحكم"، ثم انشد النشيد الوطني مع الجموع التي قدر عددها ب25 الف شخص، وانضمت الى الملك الجديد زوجته وبناته الثلاث ومنهن اماليا (9 سنوات) التي باتت ولية العهد اليه ليرحبن بالجموع طوال عشر دقائق.

واعربت ليز يانسن (24 عاما) وصديقاتها عن سرورهن للاستمتاع بمشهد الشرفة. وقالت لوكالة فرانس برس "انها لحظة جميلة جدا ومؤثرة، خصوصا عندما انشد الجميع النشيد الوطني، انه امر رائع فعلا"، وغادر رود (49 عاما) ساحة دام وقد اغرورقت عيناه بالدموع. وقال "طوال 33 عاما، كانت بياتريكس الملكة، ملكتنا"، واضاف في تصريح لوكالة فرانس برس "كانت عامل استقرار ورمزا لبلادنا. انه لأمر محزن ان نراها تتنحى بعد هذه السنوات، انه لأمر محزن وصفحة من تاريخنا تطوى". واضاف "لقد كبرنا مع ملكة بقيت 33 عاما على العرش"، وتابعت الجموع الاحتفال الذي نقلت وقائعه على شاشات عملاقة في ساحة دام، التي تعد نقطة حيوية للاحتفالات الملكية، وصفقوا للملكة عندما ظهرت على الشاشة.

وكتب على علم ارجنتيني بين الجموع "شكرا لهولندا التي احبت ماكسيما ووثقت بها"، وفي محطة القطار المركزية، التقى العائدون الى منازلهم بعد احتفالات ليلية بالواصلين. ومن المتوقع ان يتوافد الى شوارع امستردام اكثر من 800 الف زائر يرتدون جميعا ثيابا برتقالية، لون العائلة الملكية.

والملك الشاب هو اول رجل يعتلي عرش هولندا منذ 1890 بعد ثلاث ملكات ووصية على العرش، وقالت بياتريكس التي كانت متاثرة بشدة انها "تفسح في المجال لجيل جديد"، وفيليم الكسندر هو الاول من جيل جديد لملوك اوروبا الذين يبلغ متوسط اعمارهم 71 عاما، ومن المتوقع ان يتبنى الملك الشاب اسلوبا اكثر مرونة من اسلوب والدته.

ففي مقابلة بثها التلفزيون الرسمي قبل اسبوعين من توليه العرش، قال انه يريد ان يكون "ملكا للقرن الحادي والعشرين" يجمع بين التقليد والحداثة، مشيرا الى انه لا يريد ان يكون "مقيدا بالبروتوكول"، وتطور دور الملك منذ انشاء مملكة هولندا في 1815 حتى الجمهورية، وسيقسم الملك الجديد الذي لن يشارك في تشكيل الحكومة اليمين امام مجلسي البرلمان اللذين سيعقدان جلسة استثنائية في "نيووي كيرك". وعندئذ سيعتلي العرش من غير ان يتوج، ويرمز هذا الفارق الى الفصل بين الكنيسة والملكية في هولندا. بحسب فرانس برس.

وسيدعى 17 مليون هولندي الى انشاد اغنية "كونينغسليد" المخصصة للملك التي تم تأليفها للمناسبة، وقد تعرضت للانتقاد لانها تمزج بين اسلوب الرسوم المتحركة والموسيقى الشعبية والراب، بالاضافة الى الكلمات البسيطة.

ومن المقرر ان تقام حفلات كثيرة واحتفالات في كل انحاء البلاد، ومنها حفلة في الهواء الطلق للمغني الهولندي ارمين فان بورينـ ويغيب عن هذا اليوم التاريخي للهولنديين، خورخي زوريغيتا، والد الملكة الجديدة ماكسيما، بسبب دوره المثير للجدل اثناء الدكتاتورية الارجنتينية، وشقيق فيليم الكسندر، الامير فريسكو الذي دخل في حالة غيبوبة جراء حادث تزلج في شباط/فبراير 2012ـ ويشارك في الاحتفالات اولياء ووليات العهد الاوروبيين والامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان ورئيس اللجنة الاولمبية الدولية جام روغي.

أسبانيا في ظل أزمة الأسرة الملكية

فيما أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه أن الرأي العام في أسبانيا انقلب على الملك خوان كارلوس لصالح ابنه فيليب مما يعكس الضرر الواقع على الملك بسبب زلاته وصداقاته مع بعض الفتيات ومزاعم الفساد التي تلاحق الأسرة الملكية.

وأظهر الاستطلاع الذي أجرته صحيفة الباييس الأسبانية أن 53 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع يرفضون الملك (75 عاما) ليصل الفارق بين نسبتي القبول والفرض إلى -11 مقابل +21 في ديسمبر كانون الأول. وتراجعت شعبية الأمير فيليب أيضا ولكنها ظلت عند مستوى إيجابي إذ بلغت +28 مقابل +37 في ديسمبر.

وسئم الأسبان المنهكون من الأسرة الملكية في ظل الحياة المترفة التي يعيشها كارلوس وعلاقات الصداقة الحميمة التي أقامها مع بعض الفتيات إلى جانب تحقيق في مزاعم فساد لاحقت صهره إيناكي أوردانجارين.

وأجري استطلاع الرأي قبل اتهام الأميرة كريستينا زوجة أوردانجارين يوم الأربعاء الماضي بمساعدة زوجها في عدد من الجرائم من بينها الاحتيال والتهرب الضريبي واختلاس ستة ملايين يورو من الأموال العامة من مؤسسة خيرية. بحسب رويترز.

وعلى عكس ذلك لم تلحق بفيليب (45 عاما) أي من فضائح الأسرة الملكية واستفاد من سمعته بأنه صاحب دور فعال في النهوض بأسبانيا. وأظهر استطلاع في يناير كانون الثاني أن 45 بالمئة من الأسبان يريدون من الملك أن يسلمه مقاليد الحكم في البلاد.

وأجرت مؤسسة متروسكوبيا الاستطلاع الشهر الماضي وسألت فيه 2400 شخص عن آرائهم في بعض مؤسسات الدولة.

وقالت صحيفة الباييس "يمكننا أن نرى من خلال استطلاع متروسكوبيا أن الملك فقد شعبيته بين الناخبين الاشتراكيين والشبان بصورة خاصة." وبلغ الفارق بين نسبة القبول والرفض -41 بين الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاما، وأظهر الاستطلاع أيضا استياء عاما من المؤسسات السياسية حيث أبدى 19 بالمئة فقط من المشاركين قبولهم للحكومة بينما عبر 93 بالمئة عن رفضهم لساسة البلاد.

مارغريت تاتشر

بينما باتت مارغريت تاتشر التي توفيت في لندن عن 87 عاما أكثر شعبية في بريطانيا من ونستون تشرشل، على ما كشف استطلاع للآراء أجراه معهد "يوغوف" لحساب صحيفة "ذي صن"، وقد تقدمت المرأة الحديدية على بطل الحرب العالمية الثانية بأربع نقاط، حاصدة 28% من الآراء لصالحها، مقابل 24% لتشرشل. بحسب فرانس برس.

ويعتبر البريطانيون أن اكبر إنجاز حققته مارغريت تاتشر كان تبوأها رئاسة الوزراء بصفتها أول امرأة تتولى هذا المنصب، يليه الانتصار في حرب فوكلاند ثم في وجه نقابة عمال المناجم المضربين، غير ان 49% من البريطانيين يرون أن عهد تاتشر خلف مجتمعا استفحل فيه التفاوت بين مختلف الطبقات، في حين يعتبر 44% من الاسكتلنديين ان أداء تاتشر خلال توليها رئاسة الوزراء كان سيئا، وقد أجري هذا الاستطلاع بين الثامن والتاسع من نيسان/أبريل، وشمل 1893 بريطانيا.

قصيدة تشرشل

على صعيد آخر اعلنت دار بونامز للمزادات ان مخطوطة قصيدة غير منشورة كتبها رئيس الوزراء البريطاني السابق ونستون تشرشل في سن الخامسة والعشرين، لم تجد من يشتريها في مزاد اقيم الاربعاء في لندن، وقالت بونامز "جرى المزاد، لكن العروض لم تصل الى المبلغ المقدر" الذي حدد بما بين 14 الف و17 الف يورو، واضافت "ستعود المخطوطة الان الى مالكها" جامع التحف البريطاني روي ديفيدز. بحسب فرانس برس.

ولم يسبق للقصيدة ان نشرت من قبل ويرجح ان يكون تشرشل كتبها في 1899 او 1900 عندما كان يخدم في فرقة "فورث هوسارز" في الجيش الانكليزي في الهند والسودان وجنوب افريقيا، والقصيدة بعنوان "آور مودرن وتشووردز" وهي مؤلفة من 40 بيتا، وقد كشف عن بيتين فقط منها قبل عرضها في المزاد، ويعكس اسلوب كتابة القصيدة، الذي اعتبره روي ديفيدس انه "ليس بالرديء"، صغر سن تشرشل الذي لم يكن قد تجاوز السادسة والعشرين عند كتابته القصيدة هذه.

المرأة الحديدية

على الصعيد نفسه حمل نعش رئيسة الوزراء السابقة مارجريت ثاتشر على عربة مدفع تجرها خيول في بداية رحلته الاخيرة يوم الاربعاء من مبنى البرلمان امام الاف من محبيها الذين اصطفوا في شوارع لندن لتوديع "المرأة الحديدية".

وحمل ثمانية جنود النعش عند الوصول إلى كاتدرائية سان بول في لندن وصعدوا به درج الكاتدرائية لتبدأ المراسم الجنائزية بالداخل بحضور الملكة اليزابيث ملكة بريطانيا ومجموعة من كبار الشخصيات السياسية البريطانية ومن كبار الشخصيات في العالم.

وأطلقت المدفعية في برج لندن طلقة لتحية ثاتشر في كل دقيقة فى حين توقفت دقات ساعة بيج بن، وعزفت فرق الموسيقى العسكرية مقطوعات لبيتهوفن وميندلسون وشوبان لمصاحبة الجنازة المهيبة وهي الاكبر لسياسي بريطاني منذ جنازة بطلها وينستون تشرشل في عام 1965، وصرح رئيس الوزراء ديفيد كاميرون لراديو هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "هي أول رئيسة وزراء وشغلت المنصب لفترة أطول من اي شخص اخر منذ 150 عاما وانجزت اشياء استثنائية في حياتها"، وقال رافضا بواعث قلق بعض منتقدي ثاتشر بشان التكلفة والبذخ "اعتقد ان مايحدث اليوم ملائم تماما وسليم."

وصفق انصار ابرز رئيسة وزراء بريطانية منذ تشرشل لنعش ثاتشر ملفوفا بعلم بريطانيا اثناء نقله إلى عربة المدفع التي تجوب شوارع لندن من قصر وستمنستر إلى كاتدرائية سان بول في حي المال في لندن، ووضع على النعش باقة من الزهور البيضاء كتب عليها بخط اليد "الام المحبوبة.. دائما في قلوبنا"، وثاتشر التي تولت رئاسة وزراء بريطانيا في الفترة من 1979 إلى 1990 توفيت بعد اصابتها بسكتة دماغية في الثامن من إبريل نيسان، واصطف أكثر من 700 من افراد القوات المسلحة التي قادتها ثاتشر للنصر في حرب فوكلاند في عام 1982 على جانبي الطريق.

وفي حياتها احدثت ثاتشر انقساما بين المواطنين بسبب سياسات السوق الحرة التي تبنتها وغيرت الكثير في المجتمع ولم يختلف الامر عند وفاتها، واصطف المواطنون على طول طريق الجنازة منذ الصباح الباكر وحملوا لافتات تنم عن وجهات نظر متباينة. وكتب على احدى اللافتات "منحتي الملايين الأمل والحرية والطموح" وعلى مقربة منه حمل رجل اخر لافتة كتب عليها "اكثر من عشرة ملايين من اموالنا تذهب لجنازة واحدة من المحافظين". بحسب رويترز.

واظهرت استطلاعات الراي عدم رضا كثيرين عن تحمل دافعي الضرائب تكلفة الجنازة التي تصل إلى عشرة ملايين استرليني (15 مليون دولار) ويقول بعض اعضاء البرلمان اليساريين ان ثمة مبالغة في ترتيبات الجنازة، وتشارك اكثر من 2300 شخصية في تشييع الجنازة من بينها 11 رئيس وزراء حالي من انحاء العالم وجميع اعضاء الحكومة البريطانية ورئيسان و17 وزير خارجية، ومن ابرز الشخصيات التي تغيب عن الجنازة الزعيم السوفيتي السابق ميخائيل جورباتشيف ونانسي ريجان ارملة الرئيس الامريكي الاسبق رونالد ريجان ابرز حليف لثاتشر وذلك لضعف صحتيهما، وأثارت قائمة الضيوف أقاويل عن ازدراء دبلوماسي. ونفى متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان تكون الولايات المتحدة عاملت بريطانيا بازدراء لعدم ايفاد اي شخصية رفيعة من ادارة الرئيس باراك اوباما للمشاركة في الجنازة.

ورفض سفير الارجنتين دعوة للحضور بعد ان اعلنت بريطانيا انها لن تدعو رئيسة الارجنتين كريستينا فرنانديز بناء على رغبة عائلة ثاتشر نظرا لتصاعد التوترات بسبب جزر فوكلاند المتنازع عليها بين البلدين.

ولا تزال العلاقات بين البلدين متوترة بعد حرب 1982 حول الجزر الواقعة في جنوب المحيط الاطلسي والتي أمرت خلالها ثاتشر قوة بريطانية خاصة باستعادتها بعد استيلاء القوات الأرجنتينية عليها.

الملكة اليزابيث الثانية

في حين يبحث قصر باكينغهام من خلال اعلان عبر الانترنت عن طاه مساعد يعمل 45 ساعة في الاسبوع في مقابل راتب شهري قدره 27 الف يورو ويمكنه اعداد وجبات غذاء لشخصين فضلا عن مآدب ل200 شخص وحفلات استقبال تضم 800 مدعو، مع الاقامة في مكان العمل، ويجب ان يتمتع المرشحون ب"شغف فعلي بالطبخ" وان يكونوا مستعدين للاقامة ثلاثة اشهر من السنة في دارات ملكية اخرى (مثل قصر بالمورال في اسكتلندا وقصر ساندريغهام) واحترام الشروط الامنية والسرية الصارمة جدا، وامام المهتمين مهلة حتى العاشر من ايار/مايو على ما جاء في الاعلان.

وينبغي على الطاهي المساعد ان يساهم في الحصول من فريق الطباخين والمبتدئين في خدمة جلالتها على "طعام طازج يحترم ارقى معايير النوعية"، وتزيد فرص المرشح بالحصول على الوظيفة في حال كانت له خبرة سابقة في فندق خمس نجوم ا في مطعم حاصل على نجوم من دليل ميشلان. يضاف الى ذلك "المام بالمطبخ التقليدي الفرنسي" والمام لغوي "بالمصطلحات الفرنسية في مجال البطخ".بحسب فرانس برس.

مارك فلاناغان الذي يشرف منذ حوالى عشر سنوات على مطابخ قصر باكينغهام يحترم سر المهنة في ما يتعلق باذواق الملكة، لكن احد الذين سبقوه في هذا المنصب ويدعى دارن ماكغريدي فقد تحدث عما تفضله الملكة من اطباق بعد مغادرته الوظيفة، فكشف ان الملكة تفضل الاطباق البسيطة والحبوب والسندويتشات وقوالب الحلوى الاسفنجية بالشوكولا، لكن ماكغريدي قال ايضا ان الملكة تحب كثيرا ايضا سمك موسى من منطقة دوفر مع السبانخ كوجبة غداء واما العشاء فتفضل السلمون ولحم الطرائد المتأتية من الدارات الملكية.

ميركل تنجذب الى الرجل صاحب "عينين جميلتين"

على صعيد مختلف قالت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل خلال مناقشة نظمتها مجلة "بريغيت" النسائية الالمانية في برلين انها تعتبر الرجل جذابا ان كان صاحب "عينين جميلتين"، وردا على سؤال حول ما قد يجذبها لدى رجل ردت بعد صمت طويل "عينان جميلتان". وعندما طلب منها اعطاء المزيد من التفاصيل قالت "ما تقدمت به يكفي".

وقالت المستشارة التي شبت في الريف في المانيا الشرقية السابقة وكان والدها قس انها كانت تحسد الرجال في الماضي على قدرتهم على قطع الخشب افضل من النساء، واشارت انها تحسد الرجال ايضا على صوتهم الرخيم مضيفة انها لا تحب صوتها عندما يكون حادا جدا. لكن في الاجمال قالت المستشارة انها اعتادت مع الوقت على ان تكون "راضية "عن نفسها.

بعد سنة على انتخاب فرنسوا هولاند، تبدو العلاقة متشنجة بين انغيلا ميركل القوية وانما المعزولة في سياستها المالية المتشددة، وبين رئيس اصابه الضعف لكنه قد يقود حركة احتجاج الاوروبيين المناهضين للتقشف.

وعلقت كلير ديميمي من المؤسسة الالمانية للسياسة الخارجية على ذلك بالقول "اثناء الاحتفالات بالذكرى الخمسين لمعاهدة الصداقة الفرنسية الالمانية في كانون الثاني/يناير في برلين، كان لدينا الانطباع وكأن نوعا من التفاهم حصل بين فرنسوا هولاند وانغيلا ميركل .. كانا يضحكان معا"، وكان يبدو ان الشخصيتين ستتفاهمان حيث اشتهرا بانهما يحللان بشكل منهجي كل المعطيات ويتخذان العديد من الاراء قبل اتخاذ اي قرار يحرصان عليه. وهما بعيدان كل البعد عن سياسة الاستعراض التي كان يوصف بها نيكولا ساركوزي.

واضافت المحللة "لكنني اشعر بان ذلك قد تغير، بان حدته تراجعت". واضافت ان "الهوة تتسع في مجال الاداء الاقتصادي وباتت التحليلات بالتالي اكثر اختلافا"، وكان البلدان اعلنا حينها عن وثيقة مشتركة حول الاندماج الاوروبي ما زلنا ننتظرها، واعتبر رئيس كتلة النواب الخضر الاوروبيين دانيال كوهين بنديت ان "ميركل ما زالت نشطة جدا في اوروبا، انها تتدخل كثيرا، وراء الكواليس ... بينما هولاند يتوخى الحذر الشديد. ان ميركل تخلق موازين القوى وهولاند يعمل على تقييمها"، وتدارك قائلا "من المؤكد ان المحرك الفرنسي الالماني يواجه اعطالا في بعض الاحيان، لكنه كان دائما على هذا النحو"، مؤكدا ان المستشارة ونيكولا ساركوزي امضيا فترة طويلة قبل ان يجدا مصلحتهما المشتركة، والعطل الاخير في المحرك اخذ الجمعة شكل مشروع نص شديدة اللهجة من الحزب الاشتراكي يصف ميركل بانها "مستشارة التقشف" ويتهمها ب"التعنت الاناني".

وفي حين نأت الحكومة الفرنسية بنفسها عن ذلك المشروع، شددت مصادر في برلين على انه صادر عن الحزب الاشتراكي بينما رد المحافظون في معسكر ميركل بشكل لاذع مشيرين الى "اليأس الذي يتخبط فيه الاشتراكيون الفرنسيون لانهم، بعد سنة على توليهم الحكم، لم يجدوا حلا مقنعا للمشاكل المالية والاقتصادية في بلادهم".

غير ان العديد من المحللين يعتبرون ان فرنسوا هولاند وانغيلا ميركل يتدبران امورهما خصوصا بسبب وضعهما السياسي الداخلي، فبعد ان وعد خلال حملته الانتخابية بانعاش الاقتصاد وقطاع العمل عبر تحفيز النمو الذي ما زال غائبا، يطبق هولاند سياسة تقشف ودعم الشركات وهو ما يثير احتجاج قسم كبير من اليسار.

وهذا من شانه ان يرضي برلين التي ترحب ايضا بهذه السياسة لا تقر باسمها. واعتبر دبلوماسي اوروبي ان "ميركل خائفة من امر واحد فقط وهو ان يقول هولاند علنا +نترك العجز يتنامى+ وان يقود تحالفا مع بلدان الجنوب ما سينتهي بعزلها تماما في اوروبا"، وبعد البرتغال واسبانيا، جاء من ايطاليا اخر النداءات التي تهدد برلين بالعزلة اذ ان رئيس الحكومة الجديد انريكو ليتا الذي خص ميركل باول زياراته الى الخارج مساء الثلاثاء، انتقد منذ توليه مهامه سياسات التقشف، لكن ميركل ورغم انها اشتهرت بانها اقوى امرأة في العالم، تخوض حملة انتخابية من اجل ولاية ثالثة ولا تريد حركة احتجاج اوروبية ضدها، وقالت كلير ديميمي ان "رسالة ميركل الى الالمان هي ان +النموذج يعمل فلماذا نغيره+".

واكد دانيال كوهين بنديت ان "ميزة المانيا هي ان لديها مكانة: المسؤولية المالية. نتقاسمها ام لا"، بينما في ما يخص "هولاند، لا نعلم. ويشعر الاثنان بخوف شديد من هذا النقاش قبل الانتخابات الالمانية" في 22 ايلول/سبتمبر التي تتضمن مخاطر بالنسبة لائتلاف المحافظين والليبراليين الذي تقوده المستشارة ميركل، واوضحت كلير ديميمي ان "لعب ورقة الحزب الاشتراكي الديموقراطي (الالماني) كما يفعل هولاند على ما يبدو، امر محفوف بالمخاطر" اذ ان ذلك الحزب قد يعود الى الحكم مع محافظي ميركل او مع الخضر، وقد اتى المرشح هولاند الى برلين نهاية 2011 يدعو الى هزم المستشارة فانتقلت هي لاحقا الى فرنسا تدعم المرشح ساركوزي في الانتخابات الرئاسية السنة الماضية، ويفترض ان يلتقي الاثنان في ليبزيغ في 23 ايار/مايو بمناسبة الذكرى ال150 لتاسيس الحزب الاشتراكي الديموقراطي.

أول وزيرة إيطالية سوداء

من جهتها ردت أول وزيرة سوداء في تاريخ الحكومات الإيطالية على وابل من الإهانات الجنسية والعنصرية قائلة إنها فخورة لأنها سوداء ولأن إيطاليا ليست بالفعل دولة عنصرية، وعين رئيس الوزراء الإيطالي انريكو ليتا سيسيل كينجي وهي طبيبة عيون تنحدر من جمهورية الكونجو الديمقراطية وزيرة للتكامل وهي إحدى 7 نساء يشغلن حقائب وزارية في الحكومة الجديدة، وتعرضت كينجي منذ تعيينها لإهانات من خلال المواقع الإلكترونية لليمين المتطرف التي أطلقت عليها أوصاف مثل "القرد الكونجولي" و"زولو" و"السوداء المعادية لإيطاليا".

كذلك واجهت إهانات عنصرية من عضو البرلمان الأوروبي عن حزب رابطة الشمال المؤيد للامركزية ماريو بورجيزيو الذي كان متحالفا مع رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني، ووصف بورجيزيو حكومة ليتا الائتلافية بأنها حكومة "بونجا بونجا" في إشارة إلى كينجي التي قال إنها تصلح لأن تكون ربة بيت لا وزيرة، ورفضت كينجي التعليقات التي وصفتها لاورا بولدريني رئيسة مجلس النواب بأنها "بذاءات عنصرية".

وتعتزم كينجي بأن تدفع بتشريع تعارضه رابطة الشمال يسمح للأطفال المولودين لأبوين مهاجرين بالحصول تلقائيا على الجنسية الإيطالية بدلا من الانتظار حتي سن 18 عاما للتقدم بطلب للحصول على الجنسية، وقالت كينجي التي غادرت جمهورية الكونجو الديمقراطية كي تتمكن من مواصلة دراسة الطب "وصلت إلى إيطاليا وحيدة وكان عمري 18 عاما ولا اعتقد أنني استسلم في مواجهة العقبات"، ورفضت أيضا كلمة "ملونة" التي استخدمت في كثير من التقارير الصحفية الإيطالية لوصفها وقالت "لست ملونة. إنني سوداء وأقولها بفخر"، وقالت كينجي المتزوجة من إيطالي إنها لا ترى إيطاليا بلدا عنصريا وتعتقد أن الاتجاهات المعادية ناجمة أساسا عن الجهل.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 11/آيار/2013 - 30/جمادى الآخرة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م