السيول تجرف الجنوب العراقي

زاهر الزبيدي

على الرغم من أنه يطفو فوق بحيرات النفط إلا إنه غارق اليوم بفعل السيول الجارفة والتي أحدثتها أمطار آيار المؤلمة، ومثلما حصل في المحافظات الغربية يحدث اليوم في المحافظات الجنوبية الأكثر فقراً وحرماناً.. قتلى وجرحى وبيوت تهدمت على رؤوس أهلها ومزارع أغرقت بنسبة خسائر 100% وبيادر من الحنطة انجرفت مع تلك السيول، فقدنا معها 30% من محصول الحنطة لهذا العام، وعوائل هجرت وتم إخلاءها الى مناطق آمنة، نسأل الله أن لايحصل أكثر من هذا، فالشر الذي نخافه أن تكون تلك السيول القادمة من الأراضي الإيرانية قد جرفت معها مئآت الآلاف من الألغام على إختلافها والتي كانت حقولها منتشرة على الحدود مع إيران ابان الحرب الذي دارت رحاها قبل عشرات السنين.

لقد توقعت المصادر الإقتصادية أن تكون الخسائر الناجمة عن تلك السيول قد ناهزت الـ 40 مليون دولار وتلك المبالغ الكبيرة لاتمثل سوى جزءاً بسيطاً من الخسائر التي ستطال أصحاب المزارع والأراضي الزراعية التي شاءت الأقدار أن تتلف بعدما أينعت وحان قطف ثمارها.

ونحن منذ 10 أعوام أرهقتنا الفعاليات السياسية العقيمة وبمشاكلها التي تضرب بين الحين والآخر محدثة فوضى وتشتيت كبيرة في التركيز على تقديم الأفضل لشعبنا، ففي الوقت الذي نشكو فيه من قلة المياه نرى أننا اليوم أمام كماً هائلاً من المياه قد نفرط فيه بسهولة من خلال ذهابه الى الخليج العربي بدون أدنى حدود الفائدة.

إن ما يعظم من خسائرنا هو أننا لانمتلك القدرة على مواجهة الكوارث، لاسمح الله، فدفاعنا المدني غير مهيأ بصورة كلية لمواجهة كوارث كبيرة إذا ما شاءت الأقدار ووقعت، نحن لا نمتلك إلا الجهد العسكري للطيران الذي توجهه القيادة العسكرية بين الحين والآخر لخدمة أبناء الشعب في المناطق المتضررة على عرض مساحات العراق وأعتقد أن هذا الجهد ليس بالكبير القادر على التغطية الكلية لكل المساحات، على الرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها، إذا ما ضربت السيول في الوسط والجنوب في آن واحد لكونه محدود العدد وغير مخصص أصلا لمواجهة تلك الكوارث البيئية، فالطائرات التي تخصص للإنقاذ معروفة وبمواصفات خاصة تؤهلها لتقديم جهد محدد في ظرف ما.

نحن بحاجة الى تطوير تلك القابليات المتواضعة للدفاع المدني والهلال الأحمر العراقي ـ فلديهم القدرة على العمل على أحدث التقنيات الحديثة فلما لا يتم تهيئة المعدات اللازمة لهم كماً ونوعاً للقيام بواجباتهم على أحسن وجه وأين مشاريع الري وتصريف المياه التي من المفترض أن تعمل في تلك الظروف لدرء الخطر وتقليل الخسائر الكبيرة التي نتمكن من أقيامها في بناء مشاريع عملاقة تخدم أبناء المحافظات الفقيرة وكي لا نزيد من مسببات فقداننا لحياة أبناء وطننا.. حفظ الله العراق.

[email protected]

 

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 11/آيار/2013 - 30/جمادى الآخرة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م