الممرضات الهنديات... يفزن باستحسان مواطني الديوانية

انخفاض الولادة خفض نسبة الوفيات من 15 طفلاً إلى طفل واحد في الشهر

تحقيق – دعاء القريشي

 

شبكة النبأ: لم يدر في خلد السيدة ايمان عبد الحمزة انها ستتلقى رعاية خاصة بعد ولادتها في مستشفى الولادة والأطفال في الديوانية على يدي الممرضات الهنديات.

وتقول: ربما انني لن انسى هذا اليوم الذي ولدت فيه، لأجد ان من يحيط بي ويرعاني ويتابع ولدي مجموعة من الممرضات الهنديات، اذ لا اتصور ان هذا اليوم سيغيب عن ذاكرتي.

وبهذا الصدد، تشير مديرة القسم الفني في مستشفى الولادة والاطفال في الديوانية الدكتورة رحاب عباس، الى وصول 31 ممرضة هندية الى محافظة الديوانية بعقد ينص على أن تعامل بمثل ما تُعامل به الموظفة العراقية.

وقالت عباس إن اعتماد ممرضات هنديات جاءت نتيجة فكرة طرحتها وزارة الصحة والتي خصصت لمحافظتنا عددا منهن, وكانت عدد المخصص لنا هو تسع ممرضات حيث تم توزيعهن حسب الاختصاصات وهن (2)ردهات ،(2)صالة ،(4) خدج، وحسب الشهادة.

وبيّنت عباس انه بالنسبة إلى الرواتب فتتوزع حسب الاختصاص والشهادة وتتراوح بين  900دولار إلى 600دولار، مشيرة الى ان هناك كادرا يقيم عملهن وعلى مستوى أدائهن خلال هذا الشهر يعطى الراتب.

وتابعت عباس قائلة: ان الممرضات الهنديات ملزمات بكل أنواع الالتزام من ناحية الزي، وما يتميزين به انهن يعملن دون توقف حتى انتهاء الدوام والنشاط والإخلاص والهدوء، اذ تبدو كل واحدة منهن تعمل في المستشفى مثل النحلة التي لا تكل ولا تمل، اذ انها تعمل ثماني ساعات دون توقف، حتى انها لا تأخذ استراحة.

واضافت عباس انها عملهن يتضمن مراقبة المريض والأجهزة والنظافة، والدعم النفسي للمريض، وقد اثبتن جدارتهن افضل من الممرضات العراقيات، حتى ان التلوث اصبح معدوما لمتابعتهن للمريض والأدوات الخاصة من تعقيم وإنارة وأوكسجين مما أدى الى قلة الوفيات بالنسبة للأطفال حديثي الولادة وذلك للعناية العالية جدا (اطفال الخدج المعقم).

ولفتت عباس انها من خلال تعاملها مع الممرضات الهنديات فأنها لمست ان العمل لديهن شيء مقدس ويأخذهن برحابة صدر وجدية، ومنذ وصولهن ولحد الان يتميزن بالكفاءة والإخلاص بدون ملل ولا تعب ولا تكاسل على الرغم من تأخر رواتبهم إلا ان ذلك لم يؤثر  على أدائهن، كما ان متطلباتهن جدا قليلة، مشيرة الى انه تعتبر الممرضة الهندية ممرضة غير مكلفة، والمستشفى تتكفل بجميع متطلباتهن ورئيسة الممرضات تجلب لهن ما يحتاجن بسبب الوضع الامني.

وأكدت عباس أن الممرضات العراقيات اكتسبن الخبرة منهن في كيفية التعامل مع المريض بسبب التعامل الجيد الذي يحضى به المريض والعناية والاهتمام به من قبلهن.

فيما أشادت مسؤولة الممرضات الهندية جيسي التي تجيد نوعا ما من اللغة العربية لأنها كانت تعمل قبل المجيء للعراق في المملكة السعودية، بترحيب واستقبال أبناء المدينة لهن بتوفير السكن والطعام بشكل ممتاز , والاهتمام الجيد والرعاية لهن من قبل جميع العاملين في المستشفى.

وقالت جيسي إننا نعامل المريض بكل عناية ورعاية واهتمام بأفضل من معاملة  المرضى في الهند, برغم من زخم المراجعين والمرضى الكبير بشكل لافت بمقارنته مع زخم العمل في الهند، ففي الهند ان كل ممرضة مختصة بمريض واحد لكن هنا الامر مختلف تماما.

كما اعربت عن سعادتها بالتعامل مع المريض العراقي الذي وجدته لطيفا بالتعامل معهن لأنه يدرك حجم العناية والرعاية به من قلبنا, لافتة الى ان احدى الممرضات العراقيات تبرعت بشراء الملابس مساعدة منها ومد يد العون لنا من قبل جميع كادر المستشفى.

من جانبه، أكد الطبيب الجراح حيدر حسين المسؤول عن صالة العمليات ان دور الممرضة الهندية في صالة العمليات رائع ويمتاز بالكفاءة العالية ،حيث أنها تلتزم بوقت والعمل، إذ انني ادخل في الساعة السابعة ونصف إلى صالة العمليات فأرى الممرضة الهندية موجودة قبل الدوام الرسمي اي انهن تعلمن على نظام انكليزي، وإذا لم يوجد عمل في صالة تذهب إلى البحث عن صالة أخرى لتعمل فيها لا تريد ان تتوقف عن العمل.

وأضاف حسين اننا قمنا بتدريب ممرضاتنا على العمل مثلهن  لكن دون جدوى، فعندي ممرضة هندية مستلمة صالة كاملة، مشيرا الى اننا علمنا الممرضات الهنديات على دخول صالة العمليات لأنهن كن يعمل فقط على نواضير بولية وبطنية وجراحية، لأن نظام عملهن السابق ليس مثلنا، اذ نظامهن فقط حسب التخصص تعمل الممرضة، فدخلنها وعلمنها لأنها أهم شيء تعرف أساسيات العمليات ،فبدأت تعمل وبدون مشاكل ،وتحتك بالمريض وبهدوء حتى نهاية الدوام ،وأن واقعهم الصحي يختلف عن واقعنا تماما  .     

فيما أضاف كامل كزار مسؤول الخدج المعقم أن الممرضات الهنديات يمتازن بحرصهن على العمل، وبمتابعتهن الجيدة للأطفال وبخبرتهن العالية جدا.

وذكر أننا نفذنا دورات للممرضات الهنديات والعراقيات لزيادة الخبرة في قسم الخدج المعقم، الخاص بالأطفال حديثي الولادة والذين يحتاجون الى رعاية خاصة.

وأوضح أننا نستلم الأطفال حديثي الولادة من الصالة العمليات فمن خلال خبرتهن يقومن بواجبهن من حيث إعطائه نسبة أوكسجين، ومعرفة نسبة التنفس، فيما نقوم نحن بمتابعتهن فقط.

وأضاف كزار اننا لاحظنا تحسنا جيدا جدا بالنسبة لصحة الأطفال وقلة عدد الوفيات بسب الخبرة العالية  والمتابعة والمراقبة المستمرة للطفل من لدن الممرضات الهنديات، مشيرا الى ان هناك طفل أنابيب زرع في الحلة وقد أجرينا لوالدته عندنا في المستشفى النسائي والتوليد، عملية قيصرية تكللت بالنجاح، والآن الطفل في الخدج المعقم مراقب من لدن الممرضات الهنديات.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 9/آيار/2013 - 28/جمادى الآخرة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م