سوريا... مضمار اقليمي للصراع

 

شبكة النبأ: عندما اشتعلت الأزمة السورية في بدايتها كانت أزمة ضمن الإطار المحلي فحسب، لكن اليوم ونظرا للمستجدات والتطورات المضطردة، صارت هذه الأزمة قضية إقليمية ودولية تشترك فيها كبرى الدول الإقليمية والعالمية، ففي الوقت الذي تزداد فيه حدة النزاع السوري، لا تزال الجهود الدولية المبذولة لتسوية الأزمة السورية مستمرة على قدم وساق، إذ تسعى كل من الإدارة الأمريكية والروسية الى إيجاد أساليب واستراتيجيات جديدة لمعالجة الأزمة السورية الحالية، كما أعربت اللجنة الرباعية التي تضم تركيا ومصر والسعودية وإيران عن استعدادها للمساعدة في حل الأزمة السورية.

لكن على الرغم من استمرار المبادرات الإقليمية والدولية لتسوية الازمة السورية، الا ان الكثير من المحللين لا يعتقدون أن هناك إجراء حاسما سيتخذ لإيقاف الازمة بسبب عدم القدرة على إقناع طرفي النزاع  بحلول الوسطية ولغة الحوار، وقد تعثرت الجهود السياسية الرامية لحل الصراع في سوريا بسبب تزمت كل طرف  بموقفه وبسبب انقسام القوى العالمية في دعمها لطرفي الصراع، وليس هناك أمل يذكر فيما يبدو في أنها ستحقق هدفها بالتوصل الى تسوية او توافق حتى المستقبل القريب.

وبينما دخل النزاع عامه الثالث، تتردد الدول الغربية في تسليم مقاتلي المعارضة اسلحة خوفا من وقوعها بأيدي مجموعات اكثر تطرفا مثل جبهة النصرة التي اعلنت ولاءها لتنظيم القاعدة.

لكن يرى العديد من المحللين إن ما يجري حالياً في سوريا هو سباق بين تنظيم القاعدة والمتمردين، ولن يكون من مصلحة أحد أن يفوز الأول بهذا السباق، بينما يقول بعض المراقبين إن هذه الخطوة يمكن أن تشجع روسيا وإيران حليفتا الأسد على زيادة إمداداتهما من الأسلحة لحكومته مما يشعل سباق تسلح.

في حين شكلت الهجمات العسكرية الإسرائيلية داخل الأراضي السورية بشكل علني مؤخرا، الشرارة الكبرى في تصاعد التوترات المضطردة بينهما خلال الاونة الأخيرة، لتصبح هذه الهجمات مسجل خطر ينذر بنشوب حرب إقليمية وشيكة.

كما بينت احدث المؤشرات على الساحة السياسية ان الولايات المتحدة مازالت تخطط لمختلف الاحتمالات في سوريا لكنها لا تزال تحجم عن تدخل قد يجر امريكا في حرب بالوكالة.

بينما يرى معظم المحللين ان اتهام وامريكا وحلفائها لسوريا باستخدام الكيميائي قد يكون ذريعة للحرب، فربما سيكون تكرار السيناريو العراقي في سوريا والمتعلق باستخدام ذريعة البحث عن أسلحة دمار شامل في البلد كحجة للاطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وعليه تظهر المستجدات على الساحة السياسية في سوريا ان التوصل الى حل سياسي لتسوية النزاع في سوريا غير ممكن حتى على المدى البعيد، كون العوامل المؤثرة والمتسارعة الإقليمية والدولية تضع النزاع السوري داخل حلقة مفرغة تساعد على ديمومة الصراع الذي لا غالب فيه ولا مغلوب، ليبقى المشهد السوري غامضا حتى اللحظة الراهنة.

أمريكا وروسيا

في سياق متصل أعلن مسؤول روسي أن الملف السوري سيكون أساسياً في محادثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري في موسكو، حيث يسلمه رداً روسياً على مقترحات أميركية في شأن حل الأزمة السورية.

وقال المسؤول الأميركي إن إسرائيل هي التي شنت هذه الهجمات على سورية وتم إبلاغ الولايات المتحدة أساساً بهذه الغارات الجوية بعد حدوثها وتم إخطارها في الوقت الذي كانت القنابل تنفجر هناك، فيما أوضح المسؤول الأميركي:"لا يمكن استبعاد شن هجمات أخرى في المستقبل"، وكتبت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية نقلاً عن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى، ترجيحهم أن تُسرّع الغارات الإسرائيلية في سورية، والتهديد السوري بالرد، اتخاذ القرار الأميركي بتدخل واشنطن في الأزمة السورية. بحسب رويترز.

ولكن المسؤولين أشاروا إلى أن نشر قوات أميركية في سورية ما زال أمراً غير مرجح، لافتين في الوقت ذاته إلى أن قراراً سيتخذ خلال أسابيع في شأن تزويد المعارضة السورية بالأسلحة بغية استخدام طائرات وصواريخ أميركية، لكبح قوة النظام الجوية من خلال تدمير الطائرات والمدرجات ومواقع الصواريخ داخل سورية.

إيران واللجنة الرباعية

من جهتها اعرب وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي عن استعداد بلاده لاستضافة اجتماع وزراء خارجية اللجنة الرباعية التي تضم تركيا ومصر والسعودية وإيران للمساعدة في حل الأزمة السورية، وقال صالحي إن إيران أقامت علاقات واسعة مع مصر بعد الثورة .

واستطرد قائلا إن وزراء خارجية ايران ومصر وتركيا والسعودية قد ناقشوا القضية وتوصلوا إلى نتائج جيدة بشأن سورية، وأعرب عن أسفه لأن كل يوم يقع عدد من الناس الأبرياء ضحايا لما يدور في سورية، قائلا إنه من مسؤولية الدول المجاورة إنهاء إراقة الدماء في البلاد.

وتابع: “بالنسبة لنا الأمر سيان فيما يتعلق بالبلد الذي سيستضيف الاجتماع. وقال صالحي إذا كانت السعودية مستعدة لاستضافة الاجتماع، فإن ايران ستحضر"، وعقدت الدول الاربع اجتماعا في القاهرة في ايلول/ سبتمبر الماضي 2012.

ويشار إلى أن الرئيس المصري محمد مرسى اطلق في القمة الاستثنائية الرابعة لمنظمة التعاون الاسلامي التي عقدت في مكة في آب/ اغسطس العام الماضي مبادرة الحوار الرباعي (مصر – ايران – تركيا – السعودية) التي ترتكز على ضرورة العمل من أجل حماية وحدة الأراضي السورية، وإجراء حوار شامل بين الأطراف السورية المختلفة لحل الأزمة القائمة، والاستجابة لأي جهد من قبل أي دولة عضو تشارك في هذا الحوار.

تكرار السيناريو العراقي في سوريا

في حين شكك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالدعوة التي اطلقها الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون للحكومة السورية لكي تسمح لفريق تابع للمنظمة الدولية بالتحقيق حول استخدام النظام اسلحة كيميائية في كانون الاول/ ديسمبر، وقال الوزير الروسي الذي تعتبر بلاده اخر الدول الداعمة لنظام دمشق، ان “هذا الطلب من الامين العام والمستند الى حدث دخل عالم النسيان منذ ذلك الوقت، يذكرنا بالمحاولات التي ترمي الى ان تتكرر في سوريا ممارسة مماثلة لتلك التي حصلت في العراق عندما بدات عمليات البحث عن اسلحة دمار شامل". بحسب فرانس برس.

واتهم لافروف الذي كان يتحدث اثناء مؤتمر صحافي مع رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي نكوسازانا دلاميني-زوما، بعض الدول وفاعلين خارجيين بالتلويح بالتهديد باسلحة كيميائية كذريعة للتشديد على ضرورة غزو اجنبي لسوريا، وقال لافروف “هناك حكومات وفاعلون خارجيون يعتقدون ان كل الوسائل مناسبة للاطاحة بالنظام السوري”، واضاف “لكن موضوع استخدام اسلحة دمار شامل خطير للغاية، ينبغي عدم اللعب بذلك”.

تركيا وإسرائيل  

على الصعيد نفسه قال مسؤولون سياسيون وأمنيون إسرائيليون إن إنهاء الأزمة في العلاقات بين إسرائيل وتركيا والمصالحة بين الدولتين كانت من بين الأسباب التي سمحت لإسرائيل بشن غارات ضد أهداف في سوريا مؤخرا.

ونقلت صحيفة (يديعوت أحرونوت) عن المسؤولين السياسيين والأمنيين الإسرائيليين قولهم إن تقديم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاعتذار لتركيا على مقتل 9 نشطاء أتراك شاركوا في أسطول الحرية “قد أثبت نفسه وسمح لإسرائيل بالعمل بحرية أكبر في الشمال من دون التخوف من حدوث مواجهة مع تركيا”. بحسب يونايتد برس.

وأضاف المسؤولون الإسرائيليون أن المصالحة ستؤدي إلى “تعاون مستقبلي في المنطقة ضد إيران وحلفائها، وأشاروا إلى أن هذه المصالحة “أسهمت أيضا في حصول إسرائيل على دعم هائل من جانب المجتمع الدولي في ما يتعلق بالغارات المنسوبة لها، وخاصة من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا التي صرحت بشكل واضح بأن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها"،

وفي غضون ذلك، قالت الصحف الإسرائيلية إن إسرائيل وتركيا توشكان على توقيع اتفاق بشأن التعويضات المالية لعائلات النشطاء الأتراك التسعة الذين قُتلوا بنيران سلاح البحرية الإسرائيلي خلال اعتراضه لأسطول الحرية التركي لكسر الحصار عن غزة في أيار/ مايو العام 2010.

دعوة لحل سياسي بعد الغارات الإسرائيلية

من جهته دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى "حل سياسي" للنزاع في سوريا، بعد ترجيح الغرب استخدام قوات نظام الرئيس السوري بشار الاسد اسلحة كيميائية وشن اسرائيل غارتين على سوريا، وقال فابيوس خلال زيارة لهونغ كونغ ان "الوضع في سوريا مأساة حقيقية" تطاول الدول المجاورة مثل الاردن ولبنان مضيفا "لم تعد المسألة مأساة محلية بل اقليمية".

وشنت اسرائيل غارتين جويتين في ظرف 48 ساعة على سوريا استهدفتا اسلحة كانت موجهة لحزب الله اللبناني حليف النظام السوري وايران، على حد ما افاد مسؤول اسرائيلي كبير لوكالة فرانس برس، ليرتفع الى ثلاث عدد الغارات الجوية الاسرائيلية على سوريا منذ نهاية كانون الثاني/ يناير، وقال فابيوس "يمكننا ان نتفهم (اسرائيل) لكن في ذلك مجازفة" لانه "اذا ما امتد النزاع الى الدول المجاورة، فسيكون هذا منعطفا في طبيعة هذا النزاع"،وكان نظيره البريطاني ويليام هيغ اعتبر ان الغارة تصور"المخاطر المتزايدة على السلام".

إدانة دولية

في الوقت نفسه دان عدد من رؤساء الدول والسياسيين الغارة الإسرائيلية على مركز البحوث العلمية في جمرايا، وكانت وزارة الخارجية الإيرانية أول من سارع إلى إدانة الهجوم، على لسان المتحدث باسمها رامين مهمانبرست، الذي اعتبر أن "العدوان الإسرائيلي على سورية وانتهاك حرمة المراقد الدينية من قبل الإرهابيين التكفيريين في سورية، مثير للتساؤل والشكوك"، مشيراً إلى أن الكيان الصهيوني وحماته يسعون إلى إثارة الخلافات القومية والطائفية بين الدول الإسلامية".

وزير الدفاع الإيراني العمید أحمد وحیدي رأى من جهته أن "العدوان الجدید للکیان الصهیوني علی سوریة جاء بضوء أخضر أميرکي"، موضحاً أنه يكشف عن "إتصالات تجري بین الإرهابیین العملاء وحماتهم الذین یحتلون القدس".

من جهته، قال رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني إن "الهجوم الإسرائيلي في المنطقة يثبت صحة نظرية إيران حيال الأزمة الأخيرة، والتي تقول إن الهدف الأساسي من هذه المغامرة في سورية هو إضعاف محور المقاومة في المنطقة". بحسب يونايتد برس.

كما دان وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عدنان منصور "استهداف إسرائيل لسورية"، ودعا جامعة الدول العربية إلى اتخاذ "موقف حازم" حياله، كما اعتبر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين خالد البطش، في تصريح صحافي على موقعه على "فيسبوك" أن "إسرائيل تجاوزت الخطوط الحمر حين شنت غارات على سورية".

وقال إنه إذا "لم يتم الرد على جريمته، سيتمادى وسيحاول تحويل ذلك إلى سياسة ومنهج يومي له في سورية، واظهار صهيوني للتفوق الذي حرصت الإدارة الأميركية على ضمانه لصالح العدو".

من جهته أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربى عمليات القصف الاسرائيلي للأراضي السورية، وحذر الأمين العام في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه، من التداعيات الخطيرة الناجمة عن تلك الاعتداءات العسكرية الاسرائيلية، ودعا مجلس الأمن إلى التحرك الفوري من أجل وقفها ومنع تكرارها.

ضغط على اوباما للتدخل في سوريا

بينما ضغط عدد من الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأمريكي على الرئيس باراك أوباما للتدخل في الحرب الأهلية في سوريا قائلين إن أمريكا تستطيع مهاجمة القواعد الجوية السورية بالصواريخ لكنها يجب ألا ترسل قوات برية إلى هناك. بحسب رويترز.

ويتزايد الضغط على البيت الأبيض لعمل المزيد لمساعدة المسلحين السوريين الذين يقاتلون ضد حكومة الرئيس بشار الأسد التي قالت إدارة أوباما انها استخدمت على الارجح أسلحة كيماوية في الصراع، وقال السناتور الجمهوري لينزي جراهام لقناة (سي بي إس) إن من شأن تحييد السلاح الجوي الذي يتيح تفوقا للقوات الحكومية على مقاتلي المعارضة ان "يحول مجرى المعركة سريعا"، وأضاف جراهام السناتور عن ولاية ساوث كارولاينا "السبيل الوحيد لمنع القوة الجوية السورية (الطيران) من التحليق هي قصف القواعد الجوية السورية بصواريخ كروز"، وقال مكين وهو من الشخصيات المؤثرة في الشؤون العسكرية في مجلس الشيوخ متحدثا إلى تلفزيون (إن.بي.سي) "يمكننا استخدام بطاريات (صواريخ) باتريوت وصواريخ كروز."

الحذّر من حرب شاملة

من جانبه حذّر رئيس الأركان البريطاني الجنرال ديفيد ريتشاردز رئيس وزراء بلاده ديفيد كاميرون، من أن التدخل في سورية رداً على ما تردد بشأن استخدام أسلحة كيميائية يخاطر بجر القوات البريطانية إلى حرب شاملة، وقالت صحيفة "صندي تايمز" إن ريتشاردز "يعتقد أن أي رد عسكري على استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل نظام الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يكون على نطاق واسع لتحقيق النجاح".

وأضافت أن ريتشاردز حثّ حكومة كاميرون على النظر بصورة ملية في ما اعتبرته نقطة تحول حيال ما بدا بأنه استخدام على نطاق صغير للمواد الكيميائية في سورية، وابلغ شخصيات عسكرية بارزة "إن اللجوء حتى إلى إقامة مناطق إنسانية آمنة سيكون عملية عسكرية كبيرة دون تعاون من السوريين".

ونقلت عن رئيس الأركان البريطاني "علينا أن نكون مستعدين بصورة جيدة إذا ما قررنا الذهاب إلى الحرب في سورية"، وقالت الصحيفة إن شخصيات بارزة بوزارة الخارجية البريطانية تخشى أيضاً من احتمال أن يؤدي إنشاء مناطق آمنة في سورية إلى جر بريطانيا لمواجهة عسكرية واسعة النطاق، وحذّرت من أن القوات البريطانية قد تضطر للدفاع عن هذه المناطق المقترحة ضد أي هجوم من قبل القوات السورية.

الجيش الحر عنوان وجبهة النصرة بنية تنظيمية

على صعيد ذوصلة  قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، إن ما يسمى بـ "الجيش الحر" هو مجرّد عنوان تُبنى عليه مواقف سياسية، بينما “جبهة النصرة” لها بنية تنظيمية ومرجعيات ومصادر تسليح.

ورأى الزعبي في مؤتمر صحافي في مقر وكالة الأنباء الروسية (نوفوستي) في موسكو، أن “ما يسمى بالجيش الحر هو عنوان بريدي بالمعنى السياسي، وضع لتُبنى عليه مواقف سياسية وتكون هناك مجالس معارضات في الخارج تقول هذا ذراعي العسكري، بخلاف جبهة النصرة التي تمتلك مرجعيات ومصادر تسليح ولديها من يخطط لها ولديها صناديق محاسبة لضبط عملية صرف الأموال”.

وأضاف أن جزءاً من مرجعيات النصرة مصادر تسليحها “موجود في مقرات رسمية في الدوحة، وجزء على الأراضي السورية وكذلك على الحدود السورية مع تركيا، وهذا واضح لا يمكن حجبه”، وقال الزعبي إن “الأكثرية تقاتل على الأرض ممولة من السعودية وقطر”، مؤكداً أن “سوريا أصبحت هدفاً للتدمير وهناك قوى ظلامية لها أجندات اقتصادية لتحويل موقف سورية السياسي وأخذ سورية إلى ضفة غير ضفة المقاومة”. بحسب يونايتد برس.

واعتبر الوزير السوري أن ما يجري في سورية هو مواجهة مسلحة بين مؤسسة عسكرية وطنية ومجموعات “إرهابية”، داعياً “جميع الصحافيين في العالم، بلا استثناء، إلى دخول سورية وتغطية الأحداث بحرية كاملة”.

البيت الأبيض: النظام السوري لم يستخدم الكيماوي

الى ذلك أشار المتحدث باسم البيت الأبيض غاي كارني في تريح صحافي إلى أن الولايات المتحدة لم تخلص الى ان الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيماوية ضد شعبها في محاولة لسحق الانتفاضة في البلاد، وأضاف كارني إن الولايات المتحدة "خلصت الى انه لم تستخدم أسلحة كيماوية وان من العسير تحديد متى استخدمت مثل هذه الأسلحة"، مؤكداً في الوقت نفسه أن "الولايات المتحدة لا تزال قلقة بشأن التقارير التي تقول ان هذه الأسلحة استخدمت وانها تتشكك في انباء بان المعارضة السورية استخدمتها".

وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري لفت إلى أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لم يستطع تأكيد حقيقة استخدام سورية للأسلحة الكيمياوية، كما اكدت الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية، وأوضح كيري رداً على سؤال للصحافيين على هامش اجتماع لحلف شمال الأطلسي (ناتو) عن استخدام النظام السوري للاسلحة الكيمياوية: "تحدثت هذا الصباح من هنا (بروكسل) الى رئيس الوزراء نتانياهو. استطيع القول انه لم يستطع تاكيد هذا الامر خلال حديثنا"، مشيراً إلى "أني لا اعلم حتى الان ماهية الوقائع ولا احد يعلم"، وأضاف كيري: "بالتأكيد، مهما كانت الاتهامات، ينبغي ان تكون موضع تحقيق دقيق".

وكان كيري رأى  في اجتماع لـ "ناتو" أن حلف شمال الأطلسي في "حاجة لبحث دوره" في مواجهة الأزمة السورية، بما في ذلك كيفية التحرك للتصدي لخطر استخدام أسلحة كيماوية، وقال: "نحن في حاجة لمواصلة بحث دور حلف شمال الأطلسي فيما يتعلق بالأزمة السورية"، لافتاً إلى أنه "علينا أيضاً أن ندرس بشكل دقيق وجماعي كيفية إعداد حلف الأطلسي للتحرك، لحماية أعضائه من أي خطر سوري بما في ذلك خطر استخدام أسلحة كيماوية".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 8/آيار/2013 - 27/جمادى الآخرة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م