سوريا وإسرائيل... في مرمى الحرب الإقليمية

 

شبكة النبأ: يبدو أن مؤشرات الحرب بين إسرائيل وسوريا حقيقية، بعدما كشفت النوايا المبيتة  وتصاعد التوترات المضطردة بينهما خلال الاونة الأخيرة، داخل مرمى الحرب الإقليمية الوشيكة، خصوصا بعدما نفذت اسرائيل سلسلة من الهجمات العسكرية القوية داخل الاراضي السورية بشكل علني، لتصبح هذه الهجمات الشرارة التي تلهب أتون الحرب الوشيكة بين الاطراف المتخاصمة وحلفائهما، مما يدعو الى دق اجراس الانذار بقوة في ساحة حرب حتمية وربما على نطاق اوسع من منطقة الشرق الاوسط خلال الفترة المقلبة.

إذ يرى الكثير من المحللين ان من ابرز الاسباب التي دفعت اسرائيل الى شن ضربات عسكرية مباشرة داخل الأراضي السورية، هو الفشل في قيادتها لخطة الحرب في الخفاء ضد سوريا من خلال دعم المجاميع المسلحة بواسطة أطراف والدول اقليمية بهدف إسقاط النظام السوري والسيطرة على البلاد، فضلا عن الأسباب التي تتعلق بالسياسة الداخلية لإسرائيل، إذ تسعى الحكومة الإسرائيلية من خلال ضرب بعض المواقع في سوريا بحجة وجود أسلحة كيماوية أو قطع الإمدادات المتجه لحزب لله، الى تحسين صورته المشوهة أما الرأي العام الإسرائيلي وهذه الضربات ليست من باب القوة وانما لكون هذه الحكومة تدرك حتما ان الحكومة السورية المنشغلة بمشاكلها الداخلية لا تستطيع فتح باب حرب جديدة ربما تكون نتائجها وخيمة على الجميع، ناهيك عن استخدام الأساليب الاستفزازية  التي لا تستهدف سوريا بذاتها وإنما لحلفاء سوريا كإيران وحزب الله.

كما بينت احدث المؤشرات على الساحة السياسية ان الولايات المتحدة الداعم الرئيس لإسرائيل مازالت تخطط لمختلف الاحتمالات في سوريا لكنها لا تزال تحجم عن تدخل قد يجر امريكا في حرب بالوكالة.

إذ ان خطوة دخول اسرائيل في خط الصراع المباشر من خلال الضربات العسكرية، تعكس هذه بالحقائق والدلائل الدور الحقيقي الذي تقوم به اسرائيل بالتعاون مع القوى الخارجية المعادية وادواتها على الاراضي السورية لزعزعة استقرار سورية واضعافها، اي تقديم دعم عسكري مباشر للمجموعات الارهابية مثل جبهة النصرة وتنظيم القاعدة، بعد فشل محاولاتها مؤخرا في تحقيق سيطرة على الارض، بصورة غير مباشرة لضرب الحيف الايراني،  الامر الذي لا يدع مجالا للشك بان اسرائيل هي المستفيد والمحرك والمنفذ في بعض الاحيان لما تشهده سوريا من اعمال ارهابية.

في المقابل استنكرت ايران الحليف الاوحد لسوريا مزاعم هذه الخطوة الأمريكية، ورأت بأنها خطوة يمكن أن تشعل حرب كبرى، وحذرت من أن مثل هذا التدخّل سيضع المنطقة على حافة الانفجار، ولن يكون في مصلحة الغربيين.

ففي الوقت الذي ازدادت المخاوف الإسرائيلية بشأن نشوب الحرب ضدها، بعد أن زادت حدة التوتر كثيراً في منطقة الشرق الاوسط، خاصةَ بينها وبين حزب الله في الآونة الأخيرة، والصراع مع سوريا وايران، مما دفع بها للشعور بخطر نفيها من المنطقة مستقبلا، كونها محاطة بالدول التي لا ترغب بها من جميع الجهات، وبالتالي دعاها هذا الشعور الى اتخاذ عدة إجراءات احترازية تعتمد على سياسة الغموض الاستراتجي في العمليات العسكرية، وعلى الرغم من أن حزب الله قد يقرر الضرب في اي وقت فإن المسؤولين الإسرائيليين يشعرون بقلق خاص من قصف صاروخي من الجماعة اللبنانية كرد انتقامي شديد، بينما يرى العديد من المحللين ان الحرب اسرائيل القادمة ستكون مكلفة جدا، فالرغم من لامتلاكها ترسانة ضخمة من الاسلحة النووية، واعتبرها القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط، وكذلك قيامها  بتطوير الأنظمة الدفاعية كنظام اعتراض الصواريخ، والقبة الحديدة والتسليح من الغرب عامةً، الا ان هناك دليل يوضح خطورة الخسائر في حال وقعها بالحرب، وهذا الدليل هو -حربها مع حزب الله عام 2006 فقد تكبدت إسرائيل خسائر كبيرة جدا- في حرب اقيليمة قد لا تتمنى إسرائيل حتى على المدى البعيد.

هجمات عنيفة وكل الاحتمالات واردة

في سياق متصل اعتبرت الحكومة السورية ان القصف الجوي الاسرائيلي على مواقع عسكرية شمال غرب دمشق "يفتح الباب" على "جميع الاحتمالات"، ويجعل من الوضع المعقد في المنطقة "اكثر خطورة"، وذلك في بيان اصدرته على اثر اجتماع استثنائي، وجاء في البيان الذي تلاه وزير الاعلام عمران الزعبي "ان حكومة الجمهورية العربية السورية تؤكد ان هذا العدوان يفتح الباب واسعا امام جميع الاحتمالات، وخاصة انه يكشف بما لا يدع مجالا للشك حجم الارتباط العضوي بين مكونات الحرب على سوريا"، في اشارة الى النزاع المستمر لاكثر من عامين.

وتابع الوزير السوري "على المجتمع الدولي ان يدرك ان تعقيدات ما يجري في المنطقة بعد هذا العدوان باتت اكثر خطورة، وعلى الدول الداعمة لاسرائيل ان تعي جيدا ان شعبنا ودولتنا لا يقبلان الهوان"، وشدد على ان الحكومة "تؤكد على اهمية مواصلة انجازات جيشها في مكافحة ادوات اسرائيل في الداخل، وانه يكون دائما من حقها بل من واجبها حماية الوطن والدولة والشعب من اي اعتداء داخلي او خارجي بكل الطرق والوسائل والامكانيات المتاحة"، واتى الاجتماع الحكومي بعد ساعات من قيام طائرات حربية اسرائيلية بقصف ثلاثة مواقع عسكرية تابعة للقوات النظامية شمال غرب دمشق.

واتهمت الخارجية السورية اسرائيل "بالتنسيق" مع المقاتلين المعارضين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، وحتى مع عناصر "جبهة النصرة" التي بايعت تنظيم القاعدة، وافاد مسؤول اسرائيلي وكالة فرانس برس ان الغارات استهدفت "صواريخ ايرانية متجهة الى حزب الله" اللبناني، حليف النظام السوري.

كما شنت اسرائيل هجوما صاروخيا على مركز البحوث العلمية في جمرايا، ودوت انفجارات قبل ان تعلن الوكالة ان "المعلومات تشير الى ان الانفجارات في مركز البحوث العلمية في جمرايا بريف دمشق ناجمة عن اعتداء اسرائيلي بالصواريخ".

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقرا له ويؤكد انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية على الارض داخل سوريا ان "النيران اندلعت في مبنى البحوث العلمية في منطقة جمرايا"، واضاف ان "معلومات اولية تشير الى خسائر بشرية".

ورأى التلفزيون السوري الرسمي رأى ان "الاعتداء الاسرائيلي على مركز البحوث في جمرايا يأتي لتخفيف الطوق عن الارهابيين في الغوطة الشرقية بريف دمشق الذي احكمه جيشنا الباسل تماما". بحسب فرانس برس.

من جهتها، قالت القناة الاخبارية السورية من جانبها ان "الكيان الاسرائيلي يستخدم صواريخه لدعم الارهاب عبر استهدافه" مركز البحوث، متهمة الدولة العبرية بممارسة "ارهاب دولة لتخفيف الضغط عن العصابات المسلحة التي تندحر تحت ضربات الجيش"، واضافت ان هذا الهجوم يشكل "مؤشرا جديدا على ان اسرائيل هي الاصيل والارهابيين هم الوكلاء". بحسب فرانس برس.

فيما كشفت وسائل اعلام اميركية ان طائرات حربية اسرائيلية قصفت اهدافا داخل الاراضي السورية يعتقد انها شحنة اسلحة، وذلك للمرة الثانية منذ مطلع العام الجاري.

وقال العضو في لجنة القوات المسلحة في الكونغرس ليندسي غراهام ان "اسرائيل قصفت سوريا"، وذلك بحسب تصريحات خلال العشاء السنوي لجمع الاموال لصالح الحزب الجمهوري في ولاية ساوث كارولاينا امس الجمعة، نقلها موقع بوليتيكو الاخباري، واشارت قناة "سي ان ان" الاخبارية الى ان وكالات الاستخبارات الاميركية والغربية تدقق في معلومات تحدثت عن قيام اسرائيل بضربة جوية على سوريا، تزامنا مع تحليق كثيف للطيران الحربي الاسرائيلي في الاجواء اللبنانية. بحسب فرانس برس.

وافاد الجيش اللبناني في بيان ا ان الطيران الحربي الاسرائيلي خرق الاجواء اللبنانية على ثلاث دفعات، من جهتها، قالت شبكة "ام اس ان بي سي" الاميركية نقلا عن مسؤولين اميركيين ان "مسؤولين اسرائيليين اعترفوا بشن غادرة جوية اصابت الداخل السوري"، في معلومات التزم المسؤولون الاسرائيليون الصمت حيالها، وهي المرة الثانية هذا العام يقصف الطيران الحربي الاسرائيلي اهدافا داخل الاراضي السورية. ففي وقت سابق هذا الشهر، اقرت اسرائيل بانها شنت في كانون الثاني/يناير غارة جوية استهدفت شحنة اسلحة في طريقها من سوريا الى حزب الله في لبنان، لكن دمشق قالت في حينه ان الغارة استهدفت مركزا عسكريا للبحث العلمي قرب العاصمة السورية.

ايران مستعدة لتدريب الجيش السوري

من جهة أخرى اعلن قائد سلاح البر الايراني الجنرال احمد رضا بورداستان كما نقلت عنه وكالة الانباء الايرانية الرسمية ان ايران مستعدة ل"تدريب" الجيش السوري اذا احتاج الامر.

وقال الجنرال الايراني "نقف الى جانب سوريا ونحن مستعدون اذا احتاج الامر لتقديم التدريب الضروري، لكننا لن نشارك فعليا في عملياتها"، مؤكدا ان الجيش السوري مع "الخبرة التي يملكها في مواجهة النظام الصهيوني قادر على الدفاع عن نفسه وليس بحاجة لمساعدة خارجية"، وبينما اكد مسؤول اسرائيلي كبير شن ضربتين جويتين على سوريا خلاي ثلاثة ايام استهدفتا اسلحة مرسلة الى حزب الله اللبناني الشيعي، قال الناطق باسم الخارجية الايرانية مهمانبرست انه "يدين هجوم النظام الصهيوني ويطلب من دول المنطقة الرد بحكمة على هذه الاعتداءات".

واتهم مهمانبرست اسرائيل بالسعي الى "زعزعة استقرار والامن في المنطقة (...) باثارتها نزاعات طابعها اتني وديني"، من جهته، قال وزير الدفاع الايراني احمد وحيدي في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الايرانية فارس ان "التحركات اللاانسانية المتهورة للنظام الصهيوني (...) ستقصر حياة هذا النظام الدمية"ـ كما اكد ان "الهجوم الذي شنه النظام الصهيوني جرى بضوء اخضر من الولايات المتحدة مما يكشف الصلات بين الارهابيين المرتزقة وحماتهم مع هذا النظام".

في الوقت نفسه دعت ايران المنطقة الى الاتحاد ضد اسرائيل بعد أن أفادت تقارير بأن اسرائيل شنت هجوما على سوريا وقالت إنها مستعدة لتدريب الجيش النظامي السوري، وذكرت وكالة فارس للأنباء أن رامين مهمان باراست المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حث دول المنطقة على الوقوف في وجه "الاعتداء"، وقال قائد القوات البرية بالجيش الايراني احمد رضا بورداستان اليوم إن ايران مستعدة لدعم حليفتها. بحسب رويترز.

ونقلت فارس عن بورداستان قوله "سوريا لها جيش قوي وفي ظل الهيكل والخبرة اللذين تتمتع بهما ضد النظام الصهيوني (اسرائيل) فإن من المؤكد أنها تستطيع الدفاع عن نفسها وليست هناك حاجة الى تدخل الدول الأخرى."

كانت ايران قد نفت مساعدة الأسد عسكريا لكن دبلوماسيين غربيين ذكروا أن الأسلحة الإيرانية تتدفق على سوريا عن طريق العراق وتركيا ولبنان، وقال علي اكبر ولايتي مستشار الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي في يناير كانون الثاني إن طهران ستعتبر اي هجوم على دمشق هجوما عليها.

باراك : الضربة الجوية في سوريا تظهر جدية اسرائيل

من جانبه قال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان هجوما تعرض له مجمع عسكري سوري يظهر ان اسرائيل جادة في منع تدفق اسلحة ثقيلة الى لبنان معترفا فيما يبدو للمرة الأولى بأن اسرائيل نفذت الهجوم.

ولزمت اسرائيل الصمت رسميا بشأن غارة التي قالت سوريا انها استهدفت مركز ابحاث عسكريا شمال غربي دمشق، وقال باراك في مؤتمر امني في ميونيخ "لا يمكنني اضافة اي شيء لما قرأتموه في الصحف بشأن ما حدث في سوريا قبل عدة ايام، "لكنني اواصل القول صراحة اننا قلنا.. وهذا دليل آخر على اننا حين نقول شيئا فاننا نعنيه. نقول اننا لا نعتقد انه ينبغي السماح بجلب انظمة اسلحة متقدمة الى لبنان."

وحذر السفير السوري لدى لبنان من أن بلاده يمكن ان تتخذ قرارا مفاجئا بالرد لكنه لم يذكر تفاصيل. واحتجت دمشق لدى الامم المتحدة وقالت انها تعتبر الغارة انتهاكا لاتفاق فض الاشتباك عام 1974 في أعقاب حرب عام 1973، وفي اول رد فعل من جانبه ترد عنه انباء اتهم الرئيس السوري بشار الاسد اسرائيل بالسعي لزعزعة استقرار سوريا وقال ان دمشق قادرة على "مواجهة التحديات الراهنة والتصدي لأي عدوان يستهدف الشعب السوري."

جليلي: اسرائيل ستندم على عدوانها على سوريا

في المقابل اكد امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني سعيد جليلي في مؤتمر صحافي عقده في دمشق ان اسرائيل "ستندم على عدوانها" على سوريا، مجددا من جهة ثانية دعم بلاده للنظام السوري وللحوار الوطني الذي دعا اليه الرئيس بشار الاسد.

وتعليقا على الغارة الاسرائيلية الاخيرة التي قالت دمشق انها استهدفت مركزا عسكريا للبحوث العلمية قرب العاصمة، قال جليلي ان "الكيان الصهيوني سيندم على هذا العدوان الذي قام به ضد سوريا مثلما ندم على حروب ال33 يوما، وال22 يوما، والثمانية ايام"، في اشارة الى حرب تموز/يوليو 2006 بين حزب الله واسرائيل في جنوب لبنان، وحربي غزة في نهاية 2008 وفي 2012.

واضاف في المؤتمر الذي نقل مباشرة على التلفزيون الرسمي السوري، وبحسب الترجمة الى العربية الرسمية، "الشعب والحكومة السورية جادون بهذا الموضوع والعالم الاسلامي يدعم سوريا"، واشار جليلي الذي التقى الرئيس السوري بشار الاسد الاحد الى ان "سوريا تقع في الجبهة المتقدمة من العالم الاسلامي في مجابهة الكيان الصهيوني"، مضيفا ان "الجمهورية الاسلامية الايرانية التي هي حاليا في الرئاسة الدورية لمجموعة دول عدم الانحياز ستستفيد من كافة علاقاتها (...) لدعم سوريا ضد العدوان الصهيوني".

حزب الله وإسرائيل

الى ذلك اتهم انائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم اسرائيل بقيادة "حملة دولية من اجل ارهاب الدول" من الحزب، وذلك غداة اتهام الحكومة البلغارية عنصرين من الحزب بالتورط في التفجير الذي استهدف حافلة تقل سياحا اسرائيليين في تموز/يوليو في بلغاريا.

وولم يأت الشيخ قاسم على ذكر بلغاريا او تفجير الحافلة الذي قتل فيه خمسة اسرائيليين وبلغاري والانتحاري منفذ الاعتداء، لكنه اشار الى "اتهامات وادعاءات وتحريض على حزب الله"، وذلك في اول تعليق لحزب الله منذ صدور الاتهام. بحسب فرانس برس.

واضاف "اسرائيل تقود حملة ترهيب دولية ضد حزب الله بالتحديد، لأنها فشلت في العدوان عليه، (...) وفشلت في ايجاد بيئة قادرة أن تمنع حزب الله من التحرك، لذلك تقود حملة دولية من أجل إرهاب الناس والدول من حزب الله، ومن أجل تسليط الضوء على المقاومة حتى تحاصر"، وتابع "الحملة الاسرائيلية بالاتهامات والادعاءات والتحريض على حزب الله (...) تستهدف المقاومة بالاعلان والسياسة بعد ان فشلوا في اسقاط المقاومة بالحرب والمواجهة"، الا انه اكد ان "المقاومة (...) مستمرة وقوية وستزداد تجهيزا ودعما وتهيئة وتدريبا وتجميعا لمواجهة الاستحقاقات، وكل هذه الاتهامات ضد حزب الله لن تقدم أو تؤخر".

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 7/آيار/2013 - 26/جمادى الآخرة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م