النوم... عندما يكون سببا للإجهاد!

 

شبكة النبأ: يواصل العلماء ابحاثهم ودراساتهم المتعلقة بالنوم ومشاكل النوم التي يعاني منها بعض البشر والتي قد تسبب لهم بعض المتاعب الصحية والنفسية، النوم كما تشير بعض المصادر هو حالة طبيعية من الاسترخاء تقل خلاله الحركات الإرادية والشعور بما يحدث في المحيط، ولا يمكن اعتبار النوم فقدانا للوعي, بل تغيرا لحالة الوعي ولا تزال الأبحاث جارية عن الوظيفة الرئيسية للنوم إلا أن هناك اعتقادا شائعا ان النوم ظاهرة طبيعية لأعاده تنظيم نشاط الدماغ والفعاليات الحيوية الأخرى في الكائنات الحية.

برغم أن الإنسان يقضي حوالي ثلث حياته نائماً، إلا أن الأكثرية لا يعرفون الكثير عن النوم. وهناك اعتقاد سائد بأن النوم عبارة عن خمول في وظائف الجسم الجسدية والعقلية يحتاجه الإنسان لتجديد نشاطه، إلا أن الواقع المثبت علمياً خلاف ذلك تماماً، حيث أنه يحدث خلال النوم العديد من الأنشطة المعقدة على مستوى المخ والجسم بصفة عامة وليس كما يعتقد البعض، بل على العكس، فإن بعض الوظائف تكون أنشط خلال النوم كما أن بعض الأمراض تحدث خلال النوم فقط وتختفي مع استيقاظ المريض.

وتعتبر هذه المعلومات والحقائق العلمية حديثة في عمر الزمن، وفيما يخص اخر الدراسات والابحاث العلمية بهذا الخصوص فقد حذرت دراسة نرويجية حديثة من أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم، هم الأكثر عرضة للإصابة بهبوط القلب. وقد تابعت هذه الدراسة التي نشرت بجريدة القلب الأوروبية حالة أكثر من 50 ألف شخص لفترة 11 عاماً. ووجد العلماء أن من يعانون من قلة النوم لعدة ليال يكونون أكثر عرضة لضعف قدرة القلب على ضخ الدم بشكل سليم.

وفي المقابل، ويرى الباحثون ضرورة القيام بمزيد من الدراسات لمعرفة ما إذا كان نقص النوم يسبب هبوط القلب أم أن الصلة أكثر تعقيداً. وفي هذا السياق، يقول الدكتور تيم شيكو من جامعة Sheffield: "من حسن الحظ أن الكثير من الأمور التي تقلل من فرص الإصابة بهبوط القلب، تقلل كذلك من الشعور بالأرق مثل الطعام الصحي وممارسة النشاط البدني وإنقاص الوزن وعدم التدخين".

وفي هذه الدراسة قام علماء من الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا بمتابعة حالة ما يزيد عن 50 ألف شخص ممن تتراوح أعمارهم بين 20 و89 عاماً، ممن لم يكن لديهم أي عوارض لهبوط القلب، عند بدء الدراسة. ويُشار إلى أن هبوط القلب يحصل عندما تكون عضلات القلب على غير هيئتها للقيام بدورها بشكل مناسب. فقد تكون ضعيفة جداً، أو متصلبة جداً بشكل يصعب معه ضخ الدم لأجزاء الجسم بالمستوى المناسب. وقد تسوء حالة القلب بحيث يصعب على الشخص أن ينعم بنوم هادئ ليلاً. وهذه الدراسة هي واحدة من دراسات قليلة تبحث فيما إذا كان نقص النوم يؤدي لهبوط القلب أم العكس.

وخلال الدراسة، سأل الباحثون المشاركين عما إذا كانوا يواجهون صعوبة في النوم، أو النوم من دون تكرار الاستيقاظ، ومدى تأثير هذه الاضطرابات في النوم على حالتهم في اليوم التالي. فتبين أن الأشخاص الذين يعانون صعوبة في النوم، أو يبقون متيقظين كل ليلة، يكونون أكثر عرضة للإصابة بهبوط القلب ثلاث مرات أكثر ممن لا يعانون تلك المشكلة. وتبقى العلاقة واضحة مع أخذ عوامل أخرى في الاعتبار مثل التدخين والبدانة وغيرها من الأشياء المسببة للأرق ومشاكل القلب في نفس الوقت.

ومن جهته، أكد كاتب الدراسة الدكتور لاونجساند "أنهم لا يعرفون على وجه الدقة، ما إذا كان الأرق يسبب حقاً هبوط القلب، ولكن إذا كان الأمر حقيقياً، فالجانب الجيد فيه هو أنها مشكلة قابلة للعلاج، حيث إن تقييم مشاكل النوم وعلاجها ربما يقدم معلومات عن كيفية الوقاية من هبوط القلب"، وأضاف "عندما يعاني الشخص من الأرق يفرز الجسم هرمونات التوتر، التي ربما يكون لها تأثير سلبي على القلب".

الى جانب ذلك يشير الخبراء إلى أن قلة النوم بشكل مستمر تزيد من مخاطر التعرض للسمنة والسكري وأمراض القلب وغيرها من الأمراض، لذا فمن المهم الحصول على قسط وافر من النوم الصحيح. كما يجب على البالغين النوم ما بين 7 إلى 8 ساعات كل ليلة، مقارنة ب 9 إلى 10 ساعات للمراهقين، فيما يجب على الأطفال الأصغر سناً النوم لما لا يقل عن 10 ساعات كل ليلة.

من جهة اخرى اظهر تقرير جديد يفيد "بأن ممارسة التدريبات الرياضية تشجع على النوم بشكل جيد وانه كلما كانت هذه التدريبات قوية كلما كان أفضل". وأظهر المسح الذي أجرته المؤسسة القومية للنوم غير الربحية إلى "ان ممارسة الرياضة لمدة عشر دقائق فقط يوميا يمكن ان تحدث اختلافا في فترة ونوعية النوم".

وقال رئيس قوة العمل، ماكس هيرشكوفيتز، "وجدنا أن ممارسة الرياضة والنوم بشكل جيد مرتبطان معا". وقالت الدكتورة باربرة فيلبس وهي عضو في الفريق الذي اجرى المسح ان"ممارسة الرياضة مفيدة للنوم، و لقد حان الوقت لتعديل التوصيات العالمية لتحسين النوم ووضع ممارسة الرياضة في اي وقت على رأس قائمتنا لعادات النوم الصحية".

أكثر ذكاء وثراء

على صعيد متصل ذكرت دراسة نشرتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن باحثين من جامعة مدريد أجروا اختبارات على ألف مراهق، حيث وجدوا أن الذين فضّلوا السهر لوقت متأخر أظهروا نوعاً من الذكاء المرتبط بالحصول على وظائف هامة وجني المداخيل المرتفعة في وقت لاحق من الحياة.

واطلع الباحثون على عادات المراهقين وساعاتهم البيولوجية ليحددوا ما إذا كانوا يفضّلون السهر لوقت متأخر، والنوم لوقت متأخر في اليوم التالي، أو إذا كانوا يفضّلون الإيواء باكراً إلى الفراش والاستيقاظ في وقت مبكر من اليوم التالي.

وقاس الباحثون أداء هؤلاء المراهقين في المدرسة، وذكائهم الاستقرائي، وقدراتهم في حل المسائل العلمية، كما اطلعوا على علاماتهم الأكاديمية في المواد الرئيسة. واستنتجوا أن الأشخاص الذين ينامون ويستيقظون في وقت متأخر، أحرزوا علامات أفضل من نظرائهم الذين ينامون ويستيقظون باكراً، في التحليل الاستقرائي، الذي يساعد في تقدير الذكاء العام، والذي يعدّ مؤشراً قوياً على الأداء الأكاديمي.

كما استنتج الباحثون أن المراهقين الذين ينامون ويستيقظون في وقت متأخر لديهم قدرة أكبر على التفكير على المستويين المفهومي والتحليلي، وهي قدرات تبيّن أنها مرتبطة بالتفكير الخلاق، والوظائف المرموقة، والمداخيل المرتفعة. وأشاروا إلى أن المراهقين الذين ينامون ويستيقظون باكراً أحرزوا علامات أفضل في الامتحانات، مرجحين أن يكون السبب في توقيت الامتحانات التي تتعارض مع الساعات البيولوجية لنظرائهم الذين ينامون ويستيقظون في وقت متأخر.

ونقلت الصحيفة عن الأستاذ في علم وظائف الأعضاء في جامعة لوبور بلندن جيم هورن، قوله إن "الأشخاص الذين ينامون ويستيقظون في وقت متأخر يميلون عادة ليكونوا أكثر انفتاحاً، وهم في العادة الشعراء، والفنانون، والمبتكرون، في حين أن الأشخاص الذين ينامون ويستيقظون باكراً هم بارعون في التحليل الاستنتاجي، أي العاملون في الخدمة المدنية، أو المحاسبون".

الروائح الزكية

في السياق ذاته قد تكثر أسباب التوتر والقلق أثناء النوم في حياة المراهقات، رغم حداثة أعمارهن وقلة تعرضهن للهموم الحياتية والمشكلات المؤرقة، وعادة ما يكثر التعرض للتوتر والقلق في فترات الامتحانات أو عند الانشغال بأمور شخصية تتعلق بالمستقبل أو بالعلاقات اليومية والاحتكاك المباشر مع زميلات الدراسة. يزداد التوتر بإهمال علاجه وينعكس تدريجيا على طبيعة التعاملات اليومية للمراهقة، وتبدو عليها علامات الإجهاد ويقل تحصيلها الدراسي وقد تلجأ إلى الانعزال عن زميلاتها بسبب عدم قدرتها على التركيز أثناء التحدث معهن.

ورغم كثرة الحديث عن إمكانية التحكم في الأحلام أثناء النوم وضمان التمتع بأحلام سعيدة ونوم هادئ، لا يوجد ما يكفي من الدراسات العملية يؤكد هذا الأمر ويبرهن عليه ،ولكن خرجت مؤخرا دراسة اهتمت بهذا الأمر بنتائج أيدت هذا الرأي، ما دفع الكثيرين لإعادة النظر في تلك المسألة بعد أن أكدتها نتائج بحث علمي دقيق. بينت تلك الدراسة أن استنشاق رائحة الزهور قبل النوم يؤثر بشكل إيجابي على المراهقة حيث يساعدها على رؤية أحلام سعيدة والتمتع بفترة نوم هادئة. وعلى عكس ذلك، تصاب المراهقة بتقلبات وبعدم ارتياح أثناء النوم إذا ما استنشقت رائحة عفنة كرائحة البيض الفاسد.

ما أثبتته الدراسة هو أن القلق والتوتر أثناء النوم من الممكن علاجهما بالروائح الزكية، وهذا ما يؤكد صحة استخدام الأعشاب والزيوت طيبة الرائحة في علاج الأرق، كما كان الحال في الماضي، ولكن ما كان ينقص هو الدليل الذي تؤيده الدراسة العلمية الدقيقة.

ويميل الباحثون حاليا إلى الأعشاب والزيوت الطبيعية كبدائل للمهدئات عند الإصابة بالقلق والتوتر وعدم القدرة على النوم بهدوء، وتبين بالتجربة أن نشر الروائح الطيبة في غرف النوم يمنح النائم فرصة أفضل للنوم بهدوء ولفترات أطول وبعمق أكثر، وهذا يدفع الباحثين لإعادة النظر في وصف المهدئات والمسكنات لمن يصيبهم الأرق أثناء النوم.

ومع ذلك لا تفيد تلك الروائح العطرة في حالات الإصابة بأمراض مزمنة أو عند التعرض للإصابة في الجسد حيث لا تغني عن المسكنات، وإن كان لها بعض التأثير في إشعار المريض بالهدوء والارتياح النفسي. وهناك عدة طرق لاستنشاق الروائح الطيبة أثناء النوم، من بينها إمكانية التمتع برائحة الزيوت الطبيعية برش قطرات منها على الوسادة، ثم الاستنشاق أثناء التقلب، وهذا يعطي المراهقة فرصة رائعة للنوم بسلام ودون التعرض لأي أزمات أو توتر.

ولا تغني العطور الصناعية عن الروائح الطبيعية، ولا يمكن أن تستبدل بها، فهي تحتوي على مواد كيميائية غير محببة للأنف قد تشعر المراهقة ببعض النفور، وهو تأثير سلبي غير مرجو. ومن تلك الطرق أيضا وضع الأعشاب الطبيعية الطيبة الرائحة على الوسادة، وهي كفيلة بإدخال السرور إلى قلب المراهقة وبإشعارها بالارتياح والهدوء.

وحُسن اختيار العطر أيضا من الأمور الهامة، فليس كل رائحة تشعر المراهقة بالهدوء والسكينة أثناء النوم، فرائحة الليمون مثلا لها تأثير سلبي وغير محبب وقد تشعر المراهقة بمزيد من التوتر. أما رائحة الياسمين والفل والورود الطبيعية فهي الأكثر قدرة بين جميع الروائح على إشعار النائم بالراحة والاطمئنان.

وتبين الدراسة والتجربة أيضا أن فاعلية استنشاق العطور تتقلص أثناء النوم حيث تتوقف حاسة الشم عند النائم فلا يميز الروائح، والدليل أن النائم لا يستيقظ عند نشوب حريق في المنزل بسبب رائحة الدخان. وستشعرك التجربة بمدى فاعلية تلك الطريقة الجديدة وغير التقليدية في إشعارك بالراحة والهدوء أثناء النوم ، فبدلا من الحبوب المهدئة استخدمي بعض المعطرات الطبيعية وتعرفي بنفسك على الفرق.

حمية تعتمد على النوم

الى جانب ذلك يعتبر البعض أن حميةً مبنيةً على فقدان الوزن الزائد خلال النوم هي أغرب حمية على وجه الإطلاق، حيث خسرت أيمي فرانكيل التي اتبعت الحمية الجديدة 22 كيلوغراماً، مؤكدة أنها حمية فعالة. وتدعى الحمية بأنها "حمية بين عشية وضحاها" وهدفها الأساسي إنقاص الوزن أثناء النوم.

وأوضحت د.كارولاين أبوفيان تفاصيل الحمية قائلة "في الليلة الأولى تأخذ قسطاً من النوم لمدة ثماني ساعات وتخسر كيلوغراماً، وإذا استمريت في أخذ قسط كافٍ من النوم، ستتغلب على الشعور بالجوع المفاجئ". وأكدت أبوفيان أن تناول طعام غني بالبروتينات لمدة 6 أيام ويوم واحد يحتوي على سوائل فقط مع أخذ قسط كافٍ من النوم يساوي خسارة الوزن، ولا يشترط ممارسة الرياضة في هذه الحمية. وقالت: "ستفقد الدهون وتحتفظ بكتلة العضلات بسبب البروتين".

وهناك كثير من الانتقادات لهذه الحمية الجديدة وشكوك حول خسارة الكثير من الوزن في وقت قصير. من جانبه، قال د.كيث أيوب "يمكن أن تفقد كيلوغراماً في ليلة ولكن ذلك لن يكون دهوناً، سيكون ماءً، ومن أجل إنقاص كيلوغرام من دهون الجسم في ليلة يجب حرق سبعة آلاف سعرة حرارية، وهذا الأمر مستحيل أثناء النوم". وتقرّ د.أبوفيان بأن الكيلوغرامات الأولى التي تنقص معظمها من السوائل والأملاح المخزنة في الجسم، وتقول إن اتباع نظام غذائي عالي البروتينات يسهم بشكل كبير في إنقاص الوزن.

في السياق ذاته يقول باحثون إن الجسم يميل لتحويل الطعام إلى الدهون في الليل، بينما يستعملها كمصدر للطاقة في النهار. ووجدت دراسة نشرت في مجلة "كارينت بيولوجي" أن اضطراب نظام النوم الطبيعي أو ما يسمى بالساعة البيولوجية، يؤدي إلى اضطراب الاستقلاب، حيث يميل الجسم إلى تشكيل واختزان الدهون حتى عند تناول نفس كمية السعرات الحرارية، أو نفس النظام غذائي.

وقال الباحث كارل جونسون، أخصائي علم الأحياء الزمني في جامعة "فاندربيلت": "ليس مهما ما نأكل، لكن المهم الوقت الذي نأكل فيه"، ما يفسر ظاهرة زيادة الوزن والسمنة لدى الأشخاص الذين يعملون بنظام المناوبات الليلية، ما يجعل نسبة تعرضهم لمرض السكري عالية. يذكر أن دراسات سابقة بينت وجود تغيرات دورية منتظمة في مستويات سكر الدم عند الإنسان أثناء اليوم الواحد، حتى في حال الحفاظ على إعطاء نفس كمية المحلول السكري، عن طريق الوريد على مدار الساعة، وقد ربط العلماء تلك النتائج بالأنسولين في الدم، وهذا ما برهنت عليه الدراسة.

الأرق وأسبابه

الارق هو صعوبة في خلود الإنسان الى النوم، أو صعوبة بقائه نائماً وأخذ قسط كافي ومريح من النوم، بالرغم من توفر الظروف الملائمة للنوم، ما يؤدي الى شعوره بالتوعك وعدم المقدرة على القيام بواجباته اليومية. وفي حال حدوث الأرق بشكل متكرر ولمدة طويلة من الزمن تسمى الحالة بالأرق المزمن. ويحتاج معظم الأشخاص البالغين نحو سبع ساعات ونصف من النوم ليلاً. وقد أشارت دراسة قامت بها منظمة الصحة العالمية الى أن نحو واحد من كل ثلاثة أشخاص يعاني من نوع معين من أنواع الأرق لفترة قصيرة من الزمن، في حين أن واحداً من كل عشرة أشخاص يعاني من الأرق المزمن، بحيث يؤثر ذلك سلباً على حياته. كذلك أشارت الأبحاث الى أن هنالك ثلاثة أشكال أو أنماط من الأرق أو الحرمان من النوم، هي الاستيقاظ المبكر عن ما هو مألوف بساعتين أو ثلاث ساعات، بحيث لا يستطيع الشخص العودة للنوم. والاستيقاظ خلال أو وسط فترة النوم، والعودة الى النوم.

وقد يكون الأرق في بداية مرحلة النوم، حيث يواجه الشخص صعوبة في الخلود الى النوم، وقد يستغرق ذلك ساعة الى ساعتين. والأرق ليس مرضاً، بل هو عرض من أعراض لأمراض واضطرابات عديدة. ويعتبر القلق والتوتر من أكثر الأسباب شيوعاً التي تؤدي إلى صعوبة النوم. وهنالك عدة مشاكل اجتماعية وبيئية وأمراض واضطرابات جسدية ونفسية تؤدي الى معاناة صاحبها من الأرق، منها على سبيل المثال لا الحصر الاكتئاب والأمراض المزمنة (داء السكري وارتفاع ضغط الدم الشرياني والتهاب المفاصل وأمراض القلب وأمراض أخرى) ، المشاكل العائلية وفقدان شخص عزيز ، الأمراض الجسدية المصحوبة بألم ، الضوضاء، العمل بنظام المناوبات، الإفراط في تناول الكافيين والكحول، ناهيك عن كون الأرق يعتبر من أهم التأثيرات الجانبية لبعض الأدوية. والتهاب المسالك البولية وأمراض غدة البروستاتة تؤدي الى كثرة التبول واضطرار الشخص للاستيقاظ ليلاً عدة مرات للتبول وبالتالي إلى معاناته من الأرق، كذلك سن انقطاع الحيض (سن الأمان) يؤدي الى معاناة المرأة من التوهجات الساخنة والتعرق ليلاً وبالتالي معاناتها من اضطراب النوم.

ان الأرق أكثر شيوعاً عند المسنين منه عند باقي الفئات العمرية الأخرى، وذلك بسبب التغيرات الفسيولوجية والنفسية التي يتعرض لها الشخص مع التقدم في السن، إضافة إلى أن نسبة كبيرة من الأشخاص ممن هم فوق سن 65 عاماً يتناولون مجموعة من الأدوية التي قد يكون لبعضها تأثيرات سلبية على نمط النوم ويؤدي إصابة الشخص بالأرق إلى إفراطه في القلق على وضعه هذا، وخوفه من أن يؤثر سلباً على حياته بشكل عام، لذلك نراه يجاهد ويكافح بشدة كي ينام، ما يؤدي إلى تفاقم الوضع وازدياده سوءاً.

وفي كثير من الأحيان يلجأ الأشخاص الذين يعانون من الأرق إلى الإفراط في تناول الأدوية المنومة أو الكحول ظناً منهم أن ذلك سيساعد في التغلب على أرقهم. وقد يؤدي التعب والإرهاق وعدم التركيز الذي يعاني الشخص منه خلال النهار نتيجة حرمانه من النوم، إلى حوادث طرق، وأخطاء إنسانية، وسرعة التهيج والغضب والإصابة بالعدوى (إذ أن الأرق يؤدي الى ضعف جهاز المناعة).

يتمثل علاج الأرق الناتج عن فقدان شخص عزيز أو نتيجة السفر الطويل بالطائرة (حيث يمر المسافر بمناطق زمنية مختلفة) باستخدام الأدوية المنومة لفترة قصيرة من الزمن, وعدا ذلك فإنه يجب توجيه الاهتمام لعلاج أو القضاء على السبب الذي يقف وراء الأرق. فيجب تهيئة الجو المناسب للنوم، مثل غرفة معتمة بعيدة عن الضوضاء، معتدلة الحرارة، واستخدام سرير مريح. وأخذ حمام بماء فاتر قريب الى البرودة وتناول حليب ساخن قبل النوم ويجب الابتعاد عن تناول المنبهات، مثل القهوة والنيكوتين والكحول قبل النوم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 6/آيار/2013 - 25/جمادى الآخرة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م