نبش مرقد حجر ابن عدي... سيناريوهات مشبوهة وتواطئ اقليمي

 

شبكة النبأ: قامت المجموعات الوهابية التكفيرية في سوريا بنبش قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي الكندي(رضوان الله عليه)، والذي قتله «معاوية بن ابي سفيان» هو وابنه وأحد عشر من أصحابه صبراً بسبب ولائهم لأمير المؤمنين علی بن أبي طالب (عليه السلام) وعدم تخليهم عن هذا الولاء.

وتبنى افراد مما يسمى جبهة النصرة الارهابية من قطر وتركيا بتخريب القبر الشريف بالكامل الكائن قي منطقة "مرج عذرا" المسماة حالياً "عذرا" في منطقة الغوطة في ريف دمشق.. وقالت أنباء مؤكدة أن مجرمي الإرهاب التكفيري قد نقلوا الجثمان الشريف الى مكان مجهول.

وبهذا العمل المشين، مرة أخرى تؤكد الوقائع، أن اغلبية المعارضة السورية المسلحة ما هي إلا عصابات وهابية تكفيرية، وإنها بهذا العمل الدنيء تجاوزت كل الحدود الإنسانية والأخلاقية.

بيان مكتب سماحة المرجع الشيرازي

في اولى ردود الافعال الدولية قال سماحة المرجع الديني الاعلى اية الله العظمى السيد صادق الحسيني دام ظله فور تلقيه الخبر، إنّ الممهّد لهذه الجرائم هو إقصاء حكومة الغدير، والسبب الرئيسي لهذه الجرائم هم الذين أقصوا الغدير، وحرموا المجتمع الإسلامي من ثقافة الغدير.

واكد سماحته، إنّ الله تعالى يمهل الظالمين ولكن لا يهملهم، وقد وعد جلّ وعلا أن يكون بعون المستضعفين والمظلومين والصابرين وأن يمنّ بالعزّة منه عليهم.

وحداداً على هذا الأمر المفجع أعلن سماحة المرجع الشيرازي دام ظله تعطيله درسه (الخارج) يوم السبت 23/ج2/1434للهجرة.

كما ادان مكتب المرجعية في بيان تلك الجريمة النكراء، معتبرا ما جرى انتهاك خطير لجميع الاعراف والتعاليم الاسلامية والانسانية.

وجاء في البيان، مرة أخرى أبرزت الوهابية للعالمين حقيقتها اللإنسانية والمضادة للإسلام، في ممارسة لا يستسيغها أيّ دين ولا أيّ مذهب، حيث قامت بهتك حرمة القرآن الكريم، وحرمة رسول الله صلى الله عليه وآله، بنبشها لقبر أحد الصحابة الأجلاّء لرسول الله صلى الله عليه وآله، حجر بن عدي رضوان الله عليه، لتضيف وصمة عار أخرى في تاريخها الأسود.

واضاف البيان، إنّ حجر بن عديّ هو شخصية عظيمة، ومن خيرة المسلمين، والمؤمنين الصادقين، ومن عباد الله الصالحين، وقد قاتل في معارك: الجمل وصفّين والنهروان، بين يدي وصي خاتم المرسلين، من وصفه القرآن الحكيم بأنه نفس رسول الله صلى الله عليه وآله، مولانا الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه.

واشار البيان الى ان، حقيقة إنه لمؤلم جدّاً للأمة الإسلامية قيام فئة تدّعي انتسابها للإسلام، بتشويه صورة أكمل الأديان وهو الإسلام، أمام العالم، بل وعملت على هلع وخوف الناس في معظم نقاط العالم من الإسلام، بما ارتكبته من جرائم القتل وإراقة الدماء والغارات على الأبرياء على مرّ التاريخ، ووضعت يدها بيد الصهيونية العالمية لتشويه الصورة الحقيقية لسيرة نبيّ الرحمة صلى الله عليه وآله، وتشويه الدين الطاهر الذي أتى به.

إنه لباعث على الأسى والأسف، أن نرى على مرّ التاريخ قيام هذه الفرقة الضالة، عبر الفتاوى الحاقدة الصادرة من المفتين الوهابيين، بتدنيسها واعتدائها على المشاهد المقدّسة للمسلمين، كاعتدائهم على المراقد الطاهرة للأئمة المظلومين صلوات الله عليهم في البقيع، والمرقد الطاهر للإمامين العسكريين صلوات الله عليهم، والمرقد الطاهر للسيّدة سكينة سلام الله عليه، وغيرها.

واكد بيان مكتب المرجعية الشيرازية على، إن الصمت المغرض والمريب للمؤسسات الدولية، والمجاميع الحقوقية، كان تحفيزاً لهذه المجموعة التكفيرية ودعاها إلى أن تقوم باعتداء آثم ولا إنساني آخر، وهو تخريبها القبر الطاهر للإنسان العظيم الذي خرّجته مدرسة رسول الله صلى الله عليه وآله، وهو الصحابي الجليل حجر بن عديّ، ونبشوا قبره وأخرجوا جثمانه الطاهر الذي كان طريّ، ونقلوه إلى مكان مجهول.

المرجعية الدينية في النجف تقرر تعليق الدراسة في الحوزة

في السياق ذاته قررت المرجعية الدينية العليا في النجف، تعليق الدراسة في الحوزة، يوم السبت، ولمدة يوم واحد، احتجاجا على تهديم ونبش قبر الصحابي حجر بن عدي من قبل متطرفين في المعارضة السورية.

وذكر مصدر في المرجعية الدينية العليا بالنجف، ان "الحوزة العلمية في النجف قررت تعطيل جميع الدروس في الحوزة العلمية ليوم غد السبت استنكارا لتهديم ونبش قبر الصحابي حجر بن عدي"، مشيرة الى ان بيانا سيصدر حول جريمة نبث القبر غدا السبت.

وادان رجال دين مسلمين من مختلف المذاهب وقيادات سياسية، الجريمة التي ارتكبتها المجاميع المسلحة التكفيرية في سوريا بقيامها بنبش وتهديم قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي الكندي، معتبرا ان ما حدث هو جزء من الفتنة الطائفية التي تقوم بها المجاميع المتطرفة.

واستنكرت الحكومة العراقية بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي عملية النبش وعَدّه استهدافا لوحدة المسلمين، معتبرا ان الارهابيين" في سوريا "كشروا عن انيابهم" بعد التقارير التي تداولتها مواقع عدة على الانترنت حول نبش قبر الصحابي حجر بن عدي في ريف دمشق ونقل رفاته الى مكان مجهول."

كما ادان نائب رئيس الجهورية خضير الخزاعي، ورئيس التحالف الوطني ابراهيم الجعفري ذلك العمل، كما استنكرت جماعة علماء العراق بقيادة الشيخ خالد عبد الوهاب الملا الحادث.

تواطؤ قطري تركي سعودي اسرائيلي

الى ذلك انتشرت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك) صور قيل أنها تعود لعناصر من جبهة النصرة قاموا بنبش ضريح الصحابي حجر بن عدي في منطقة عدرا قرب العاصمة السورية دمشق. وكانت جبهة النصرة قد تبنت عملية نبش قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي في منطقة عدرا في ريف دمشق.

واتهم الداعية الإسلامي الشيخ حسام شعيب قطر وتركيا والسعودية بالتواطؤ مع الجماعات التكفيرية في الاساءة للمقدسات وهدم قبور وأضرحة الصحابة والأولياء و الصاحين، خاصة في سوريا، واعتبر ان نبش قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي في عدرا بريف دمشق يمثل جريمة نكراء ، منتقدا غياب دور منظمة التعاون الاسلامي لوقف هذه الاساءات.

وقال الداعية الاسلامي الشيخ حسام شعيب، ان هذه الجريمة النكراء تمثل تعديا سافرا على المقامات والأضرحة لآل البيت و صحابة رسول الله الكرام، وتدل على ان هذه "المجموعات المسلحة" هي ماضية في طريق التدمير والخراب ليس فقط للاضرحة والبنى التحتية وانما للكرامة الانسانية سواء كان الانسان حيا او ميتا.

واضاف الشيخ شعيب، منذ بداية الازمة في سوريا كان هناك تعد على بيوت الله والمساجد والعلماء الاحياء الذين يحملون مشعل العلم و النور للامة ، مشيرا الى انه كان هناك تعد على مقامات اخرى مثل مقام السيدة الزينب عليها السلام و محيطه، و السيدة سكينة عليها السلام في داريا ومقام النبي زكريا عليه السلام في حلب، واليوم على مقام الصحابي حجر بن عدي رضي الله عنه. واكد ان هذا دليل واضح على ان هذه "المجموعات الارهابية والتكفيرية و الوهابية" لا تريد الاسلام، بل تريد استهدافه في سوريا والعراق وفلسطين، عندما قاموا بتفجير مراقد ومشاهد للصحابة، والامامين العسكريين في سامراء.

وحذر الشيخ شعيب من ان السيناريو الطائفي في العراق يتكرر اليوم في سوريا، متهما "الجماعات التكفيرية " بانها لا تريد حضارة لسوريا ولا وحدة لها، واصفا انتهاك حرمة قبور الصحابة بانه اساءة لكل الاديان السماوية وحرام.

وشدد الشيخ حسام شعيب على ان هذه الاساءة مرفوضة من قبل المسلمين الحريصين على دينهم و الرسالات السماوية ، معتبرا ان هذا يوضح تماما ان الجامعة العربية قد سقطت تماما لانها اصبحت شريكة في هذه الجرائم التي تهين العروبة.

واشار الداعية الاسلامي الشيخ حسام شعيب الى ان التكفيريين قاموا من قبل بنبش الاضرحة و قبور الاولياء و الصالحين في كل من افغانستان و تونس و ليبيا ومصر وغيرها، ما يدل على ان هذا "الفكر الوهابي التكفيري السلفي" ماض في مشروعه، بموافقة اميركية وتواطؤ عربي واقليمي وخاصة من تركيا وقطر والسعودية.

وفي نفس السياق قال مركز شتات ان الاحتلال قرر هدم مسجد “الفاتح” بالقدس. وقال “مركز شتات” وقال مركز شتات ان ما يجري في بلاد الشام كان بدايته في حرق المساجد والاعتداء على الكنائس من قبل المستوطنين برعاية جيش الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية الفلسطينية.

واشار مركز شتات ان ما يجري ياتي في سياق عمق المخطط الإسرائيلي الاساءة للمقدسات ولطمس شعائر الديانات واهانة للاسلام والمسيحية ايضا، ففي القدس المحتلة أمس الجمعة أصدرت سلطات الاحتلال قرارا بتدمير مسجد “محمد الفاتح” في حي راس العمود في القدس وذلك بعد ضغوطات مارسها المستوطنون الذين يستوطنون في الحي لهدم المصلى وقالوا باستخفاف وتهكم إن المسجد “يزعج موتاهم في القبور المجاورة للحي”، وقال الشيخ صبري ابو دياب ان مسجد رأس العامود قائم منذ عام 1964، قبل احتلال القدس، على أرض وقفية وهي محددة من الجهات الأربع.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 5/آيار/2013 - 24/جمادى الآخرة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م