تويتر... تغاريد تبحث عن الانتشار

 

شبكة النبأ: يعد تويتر من أشهر مواقع التواصل الاجتماعي التي تجمع ملايين المستخدمين على شبكة الانترنت، وتويتر بحسب عض المصادر هو موقع شبكات اجتماعية يقدم خدمة تدوين مصغر تسمح لمستخدميه بإرسال تحديثات Tweets عن حالتهم بحد أقصى 140 حرف للرسالة الواحدة. وذلك مباشرة عن طريق موقع تويتر أو عن طريق إرسال رسالة نصية قصيرة SMS أو برامج المحادثة الفورية أو التطبيقات التي يقدمها المطورون مثل الفيس بوك و TwitBird و Twitterrific و Twhirl و twitterfox.

وتظهر تلك التحديثات في صفحة المستخدم ويمكن للأصدقاء قراءتها مباشرة من صفحتهم الرئيسية أو زيارة ملف المستخدم الشخصي، وكذلك يمكن استقبال الردود والتحديثات عن طريق البريد الإلكتروني، وظهر الموقع في أوائل عام 2006 كمشروع تطوير بحثي أجرته شركة Odeo الأميركية في مدينة سان فرانسيسكو، وبعد ذلك أطلقته الشركة رسمياً للمستخدمين بشكل عام في أكتوبر 2006.

وبعد ذلك بدأ الموقع في الانتشار كخدمة جديدة على الساحة في عام 2007 من حيث تقديم التدوينات المصغرة، وفي أبريل 2007 قامت شركة Odeo بفصل الخدمة عن الشركة وتكوين شركة جديدة باسم Twitter. ولاقى تويتر استحسان الملايين من المستخدمين والعديد من الشركات العاملة في مجال الإعلام والإنترنت وبالرغم من تكوين خدمات أخرى منافسة لتويتر إلا أن المستخدمين قد ارتبطوا بعلاقة وثيقة مع تويتر ترغمهم على استخدامه.

وأصبح موقع التواصل الاجتماعي تويتر مصدرا مهما للأخبار ووجهات النظر بالنسبة للجميع، وللصحفيين بشكل خاص، ولكن المشكلة الوحيدة فيه، بحسب مركز "بيو" للأبحاث، أن الآراء التي ينشرها المغردون عليه لا تتماشى في الغالب مع الرأي العام. ففي الدراسة التي أجراها المركز، تبيّن أن الآراء عبر تويتر قد تكون في بعض الأحيان ليبرالية، وقد تكون في الأحيان الأخرى أكثر محافظة، ولكنها في معظم الأوقات سلبية.

وقال التقرير "بشكل عام، ردود الفعل تجاه الأحداث السياسية عبر تويتر تعكس مزيجا بين خلفية المستخدم، ومدى قدرة الموضوع على جذب الاهتمام. وفي الوقت الذي يقدم فيه ذلك فكرة مثيرة حول التفاعل بين المجتمعات والموضوعات، لا يعكس ذلك بالضرورة الرأي العام الواسع." وفي هذه الدراسة، ركز المركز على بعض الأحداث السياسية البارزة، مثل: انتخابات الرئاسة الأمريكية 2012، والمناظرة الرئاسية الأولى بين باراك أوباما وميت رومني، وعدد من الخطابات التي ألقاها الرئيس أوباما. بحسب CNN.

ويرى القائمون على الدراسة أن السبب الرئيسي وراء ذلك هو طبيعة مستخدمي تويتر، فقد أظهرت الدراسة أن أعمارهم أصغر من أعمار البالغين ممن يدلون برأيهم بشكل عام في الواقع، كما أن غالبيتهم يميلون نحو كفة الديمقراطيين وقد بين استطلاع أجري عام 2012 أن نصف البالغين ممن يقومون بنشر الأخبار عبر تويتر تقل أعمارهم عن الـ30، مقارنة بـ23 في المائة من البالغين.

من جانب اخر اعلن موقع المدونات الصغرى "تويتر" انه تجاوز عتبة 200 مليون مستخدم نشط في رسالة وجهها عبر حسابه. وكتب الموقع يقول "لدينا الان اكثر من 200 مليون مستخدم نشط شهريا. انتم نبض العالم. نشكركم على دعمكم!" وخدمة تويتر المنبثقة عن شركة مقرها في سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا (غرب الولايات المتحدة) غير مطروحة في البورصة وهي غير ملزمة الكشف عن معلومات حول نشاطها.

وكانت المرة الاخيرة التي اعطت فيها تقديرات حول عدد مستخدميها، في ايلول/سبتمبر 2010 عندما كان عددهم 145 مليونا. الا ان دراسة مستقلة لشركة "سيس-كون ميديا" تحدثت عن اكثر من 465 مليون حساب تويتر مع عدد رسائل يفوق 175 مليون رسالة يوميا. وقدرت شركة اخرى متخصصة في شبكات الوتاصل الاجتماعي "سميوكاست" من جهتها ان الخدمة تضم اكثر من 500 مليون حساب بينها 140 مليونا للولايات المتحدة فقط.

في السياق ذاته فمن المتوقع أن تناهز عائدات الإعلانات التي يسجلها موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، المليار دولار العام المقبل وذلك بفضل النمو الكبير في عائدات الإعلانات على الأجهزة المحمولة، على ما كشفت مجموعة "إيماركتر". ومن المفترض ان يحقق "تويتر" عائدات إجمالية ستبلغ 950 مليون دولار في العام 2014، في مقابل 582,8 مليون هذا العام. وسيتم تخطي عتبة المليار دولار من دون شك في العام 2015، ليسجل 1,33 مليار، بحسب التقديرات.

وكشفت المجموعة انها أعادت رفع تقديراتها، إذ ان "القيمين على الإعلانات يبدون اهتماما متزايدا بالإعلانات النقالة المنشورة على تويتر. ومن المتوقع أن يكون اكثر من نصف العائدات الإعلانية (53%) على "تويتر" متأتيا من دخول هذا الموقع من اجهزة نقالة علما أنها كانت شبه معدومة في العام 2011، وهي ستتخطى نسبة الستين في المئة في العام 2014، بحسب "إيماركتر".

من جانب اخر قالت شركة تويتر ان متسللين مجهولين هاجموا تويتر في وقت سابق وربما استطاعوا الوصول الى كلمات السر ومعلومات اخرى خاصة بحسابات نحو 250 الف مستخدم. وقالت تويتر في تدوينة ان كلمات السر مشفرة وانها قامت "كاجراء وقائي" باعادة ضبط كلمات السر وانها بصدد ابلاغ المستخدمين الذين شملهم هذا الامر.

واشارت التدوينة الى الكشف في الاونة الاخيرة عن هجمات واسعة النطاق على شبكات كمبيوتر صحيفتي نيويورك تايمز ووول ستريت جورنال ولكن على عكس الصحيفتين لم تقدم تويتر اي تفاصيل بشأن اصل او منهجية الهجمات. وقالت تويتر "هذا الهجوم ليس عمل هواة ولا نعتقد انه حادث منفرد. "المهاجمون متطورون جدا ونعتقد ان شركات ومنظمات اخرى تعرضت ايضا لهجمات بشكل مماثل في الاونة الاخيرة." بحسب رويترز.

وقالت تويتر ذات الملكية الخاصة والتي يوجد لديها 200 مليون مستخدم فعلي شهريا انها تعمل مع الحكومة ومسؤولي انفاذ القانون الاتحاديين لتعقب المهاجمين. ولم تربط الشركة بشكل محدد هذه الهجمات بالصين على عكس صحيفتي نيويورك تايمز وول ستريت جورنال اللتين قالت ان المتسللين جاءوا من الصين.

تغريدات على تويتر

على صعيد متصل ارتفعت الأسهم الأمريكية في صعود جماعي حيث تعافت من هبوط حاد بعد تغريدة "كاذبة" وضعها متسللون على حساب أسوشيتدبرس على موقع تويتر بشأن انفجارات في البيت الأبيض. وتسببت تلك التغريدة في هبوط حاد لمؤشري ستاندرد آند بورز 500 وداو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأمريكية الكبرى قبل تعافيهما سريعا بعد دقائق.

وأظهرت بيانات هبوط ستاندرد آند بورز 500 بواقع 14.6 نقطة أو 0.93 في المئة خلال ثلاث دقائق من نشر التغريدة. وكانت قيمة أسهم ستاندرد آند بورز 500 تبلغ نحو 14.6 تريليون دولار وقت نشر التغريدة الكاذبة لكنها أفقدته نحو 136.5 مليار دولار من قيمته قبل أن يتعافى. وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأمريكية الكبرى 152.29 نقطة أو 1.05 بالمئة إلى 14719.46 نقطة. وزاد مؤشر ستاندرد اند بورز 500 الأوسع نطاقا 16.28 نقطة أو 1.04 بالمئة إلى 1578.78 نقطة. وصعد مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 35.78 نقطة أو 1.11 بالمئة إلى 3269.33 نقطة.

الى جانب ذلك كانت تغريدة الرئيس الامريكي باراك أوباما التي اعلن فيها فوزه في الانتخابات بفترة رئاسية جديدة والتي كتب فيها "اربع سنوات أخرى" وأرفق بها صورته وهو يحتضن زوجته ميشيل التغريدة الأكثر انتشارا لكن دورة الالعاب الأولمبية ظلت الحدث الذي دار حوله أكبر عدد من التغريدات هذا العام. وقال موقع تويتر في قائمة الاحداث الاكثر انتشارا على الموقع عام 2012 ان المستخدمين اعادوا نشر تغريدة أوباما أكثر من 810 الاف مرة.

وقالت راشيل هورفيتز المتحدثة باسم تويتر "خلال ساعات كانت هذه التغريدة قد أصبحت التغريدة الاكثر انتشارا في عام 2012 والأكثر انتشارا على الاطلاق. في الواقع اعادة نشر هذه التغريدة البسيطة جاءت من أكثر من 200 دولة حول العالم." وكان مستخدمو التويتر اكثر نشاطا خلال الفرز النهائي للاصوات في الانتخابات الرئاسية حيث أرسلوا 327452 تغريدة في الدقيقة الواحدة ليلة الانتخابات حتى وصل العدد إلى 31 مليون تغريدة انتخابية خلال اليوم. بحسب رويترز.

بينما كانت الدورة الاولمبية التي أقيمت في لندن عام 2012 الحدث الذي حصل على العدد الأكبر من التغريدات ووصل إلى 150 مليون تغريدة على مدار 16 يوما. وكان فوز اوسين بولت بذهبية العدو 200 متر قد سبب موجة تغريدات بلغت 80 الف تغريدة في الدقيقة ومع ذلك كان حدث الاولمبياد الاهم بالنسبة لمستخدمي تويتر هو حفل الختام حيث وصل عدد التغريدات الخاصة به إلى 115 الف تغريدة في الدقيقة حين كان فريق سبايس جيرلز البريطاني الذي اشتهر في التسعينات يقدمة عرضه. وكانت سوريا التي تشهد حربا دامية الدولة الاكثر ذكرا خلال عام 2012 لكن الرياضة والفن هيمنا على العدد الاكبر من التغريدات.

من جهة اخرى سجل موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" حوالى 20 مليون رسالة مرتبطة بالإعصار ساندي تم تبادلها في غضون أسبوع، بحسب ما أفادت المجموعة. فقد أرسلت حوالى 20 مليون تغريدة تتضمن كلمة "إعصار" أو "ساندي". وبلغت التغريدات الخاصة بالتبرع بالدم نسبة جد مرتفعة لم يشهد لها مثيل منذ عام. وخلال الاوقات الصعبة هذه، لجأ المستخدمون الأميركيون إلى تطبيق "إنستغرام" الخاص بتشارك الصور ليظهروا للعالم او لبعض الاصدقاء لا غير التدابير التي اتخذوها لمواجهة الاعصار. وقد تم تشارك حوالى مليون صورة مرتبطة بساندي في غضون بضع ساعات.

افلام الفيديو

من جانب اخر اطلق موقع تويتر للمدونات الصغرى تطبيقا يحمل اسم "فاين" يسمح لمستخدمي هواتف آيفون بارفاق مقاطع فيديو صغيرة مع تغريداتهم. ويمكن تحميل المقاطع التي لا يتجاوز طولها ست ثوان، من خلال تطبيق فاين او مباشرة من التغريدات. وبات هذا التطبيق متوفرا مجانا ويمكن تحميله من متاجر آبل الالكترونية، بحسب ما ذكر احد مؤسسي "فاين" ومديرها العام دوم هوفمان. واضاف "ان رسائل الفيديو على فاين ستكون النسخة المصغرة عن شيء أكبر".

وكان موقع تويتر اشترى في تشرين الاول/اكتوبر مؤسسة "فاين" الناشئة ومركزها في نيويورك، بهدف اتاحة المجال لمستخدمي الهواتف الذكية لنشر مقاطع فيديو من خلال التغريدات، على غرار الصور التي يمكن تحميلها عبر تطبيق انستاغرام الذي يملكه موقع فيسبوك. وفي كانون الثاني/ديسمبر، اطلق تويتر تطبيقه الخاص لنشر الصور ليحل مكان انستاغرام تماما.

في السياق ذاته اعتذر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" الذي أطلق تطبيق "فاين" الجديد الذي اجتاحته المحتويات الاباحية بحسب عدة مراقبين ، عن شريط مصور إباحي أدرج في القسم المعنون "خيارات فريق التحرير" (إديترز بيكس). وبعد تعليقات أدلى بها بعض المستخدمين للاعراب عن اشمئزازهم، سارع موقع التواصل الاجتماعي إلى سحب الشريط من هذه الفئة، متحججا ب "خطأ بشري"، من دون تقديم المزيد من التوضيحات. غير ان عدة محللين أكدوا أن عدة محتويات إباحية قابلة للتحميل باتت متوافرة بالمجان في متجر "آبل" الإلكتروني "آب ستور". وبات الجميع يترقب ردة فعل "آبل" المعروفة بعدم تساهلها البتة مع هذا النوع من المحتويات.

من جانب اخر أبرم موقع تويتر اتفاقية مع شركة "أميريكان اكسبرس" لتحويل الموقع الاجتماعي إلى وسيلة جديدة للدفع الإلكتروني، وذلك عبر استخدام وسم تحدده الشركتان في تغريدة. وتعتمد الطريقة الجديدة في الدفع الإلكتروني على إرسال المستخدم، المشترك في خدمات "أميريكان اكسبرس،" تغريدة باسم المنتج الذي يرغب بشرائه، ومن ثم يرد حساب @AmexSync على التغريدة بوسم تأكيد، ليقوم المستخدم بتغريد هذا الوسم، وترسل "أمريكيان اكسبرس" رسالة الكترونية إلى المستخدم تمهله فيها 15 دقيقة لتأكيد عملية الشراء. بحسب CNN.

ويعد هذا النوع من الدفع الإلكتروني مكسبا لتويتر و"أميريكان اكسبرس" والشركات التي يتم شراء منتجاتها، فالتغريدات التي يتم إرسالها يمكن للجميع قراءتها، وبالتالي فهي طريقة للترويج لها بشكل غير مباشر. وتحاول وسائل الاتصال الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك الدخول في عالم الشراء الإلكتروني، إذ أعلنت فيسبوك مؤخرا عن إطلاق خدمة "هدايا فيسبوك،" التي تتيح لمستخدمي الموقع شراء الهدايا مباشرة من خلال فيسبوك وإرسالها لأصدقائهم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 2/آيار/2013 - 21/جمادى الآخرة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م