كتب ومكتبات... حديث تاريخ ومعرفة

 

شبكة النبأ: يعد الكتاب حديث التاريخ المعرفي والثقافي في الماضي والحاضر، فمنذ قديم الزمان سعت الشعوب وبمختلف الحضارات لايجاد وسيلة تحفظ العلم وابتكار طرق لايصاله للناس وذلك بما كان في امكانياتهم، ولعل الكتاب من اقدم الوسائل المعرفية التي استخدمها الانسان لتدوين المعارف والعلوم والثقافات بأنواعها كافة.

بينما بات من حتميات عصرنا الحالي التسلح بالعلم والمعرفة لذا فمن الضروري ايجاد الكتب والمكتبات التي تقدم خدمات معلوماتية سواء كانت ثقافية او علمية للقارىء لما لها من اهمية في زيادة ثقافته وترقية حصيلته العلمية. فتنطوي بذلك على الفائدة والمتعة، وتحتوي على مجموعة من مصادر المعلومات وغيرها من وسائل المعرفة التي يتم تنظيمها فنياً، لكي يسهل الوصول إلى محتوياتها وما تختزنه من معرفة، وتوجد عدة أنواع من المكتبات منها العامة والوطنية والخاصة والمتخصصة والمكتبات الجامعية.

لذا نرى شعوب العالم المتطورة تخلّد مبدعيها من الكاتب وتحافظ على مكتباتها الرصينة وغالبا ما يفاجئنا احدهم باكتشاف اثر ما لهذا الكاتب او ذاك، او مؤلفات جديدة، فيما  أثرى الكتاب عدد من هؤلاء الكتاب بسبب المبيعات الهائلة التي حققتها كتبهم ومؤلفاتهم، كما هو الحال مع كتاب (مزامير الخليج) حيث يتوقع أن يصل سعرها إلى 30 مليون دولار مما يجعلها أغلى كتاب في التاريخ، وكما هو ملاحظ من هذا المبلغ الكبير ان الكتاب لا يزال سلعة مهمة تقود دائما الى ارباح هائلة، وكذلك يوجد الكثير من المفارقات في عالم الكتب مثل ظهور بما يعرف بقراصنة الكتب الذين يغزون الشوارع وليس المكتبات، حيث يشتري عدد متزايد من أهالي الكتب لأولادهم الذين يدرسون في كتب مقرصنة تتكبد دور النشر خسائر كبيرة مع انتشارها، وعلى نحو آخر تم ابتكار كتاب يخفي محتواه إذا لم تقرأه خلال شهرين!، اي يظل محتوى الكتاب موجودا طوال 60 يوما فقط، وذلك لتشجيع القارئ على القراءة والكتاب على الكتابة، وعليه فان الكتاب والمكتبات أحد أهم الروافد التي تزايد حركة المعرفة المعلوماتية وبالتالي تطور المجتمعات على الأصعدة كافة.

عيد المكتبة

في سياق متصل يشارك اكثر من 450 من اصحاب المكتبات المستقلين في فرنسا وبلجيكا الناطقة بالفرنسية في 27 نيسان/ابريل في عيد المكتبة الخامس عشر الذي يصادف ايضا اليوم العالمي للكتاب مقدمين للمناسبة الى الجمهور وردة وكتابا للدفاع عن قيم هذه المهنة.

والكتاب الذي سيقدم بعنوان "ليبرير روغارديه -فو دان لو بابييه" وقد طبعت عشرين الف نسخة منه وهو صادر عن جمعية فيربيس بدعم من شركاء عدة على ما اوضحت جمعية اصحاب المكتبات في بيان. بحسب فرانس برس.

واضاف البيان "في هذه المرحلة التي تهد حيرة ثقافية وزعزعة اقتصادية خطرة" في هذه المهنة، يؤكد اصحاب المكتبات المستقلون هؤلاء مقاومتهم وعزمهم على اطلاع الجمهور "على انتاج استثنائي غير الكتب العشرة التي تحتل تصنيف افضل المبيعات".

واطلقت وزيرة الثقافة الفرنسية اوريلي فيليبيتي خطة مساعدة للمكتبات المستقلة التي تعاني من صعوبات كبيرة بسبب الانترنت معلنة ضخ مبلغ تسعة ملايين يورو فورا موجهة الى اصحاب المكتبات ولاقامة صندوق دعم في المستقبل.

مكتبات ترفض العنصرية

في حين رفضت مكتبات بلدية في بعض المدن السويدية تقديم القصة المصورة "تان تان في الكونغو"، حتى أن إحدى هذه المكتبات لم تتوان عن القول إنها تعتبر هذه القصة عنصرية، على ما أفادت صحيفة "أفتونبلاديت"، وقال أمين مكتبة مدينة أربوغا التي تقع في وسط السويد "سحبنا هذه القصة من رفوفنا وقررنا ألا نجدد مخزوننا بسبب محتواها العنصري"، وأكد أمين مكتبة ستوليت في تورسبي (الغرب) "ليس لدينا لا قصة +تان تان في الكونغو+ ولا قصة +تان تان في بلاد السوفيات+‘ فسلفي اختار ألا يشتريهما"، من دون توضيح الأسباب.

وقد أقرت مكتبات أخرى بان قصة "تان تان في الكونغو"، وفي بعض الأحيان "تان تان في بلاد السوفيات"، غير متوفرتين لديها، خلافا لقصص "تان تان" الأخرى، من دون أن تعرف سبب ذلك او من دون ان توضحه. بحسب فرانس برس.

صدرت قصة "تان تان في الكونغو" للمرة الأولى في العام 1931 وطرحت في الأسواق بنسختها الملونة في العام 1946. وهي تتناول استعمار ما يعرف حاليا بجمهورية الكونغو الديموقراطية وتعكس صورة كاريكاتورية عن الافارقة، وقد أجرت الصحيفة السويدية هذا الاستقصاء على خلفية الجدل الذي أثاره بهرانغ ميري المدير الفني لدار الثقافة في ستوكهولم الذي سحب في 24 أيلول/سبتمبر قصص "تان تان" لمدة بضع ساعات لإثارة نقاش حول العنصرية التي تطال الأفارقة في قصة "تان تان في الكونغو".

مكتبة الإسكندرية تجاوزت المليون صفحة

فيما تشارك مكتبة الإسكندرية في (موسوعة الحياة) التي تجاوزت المليون صفحة وتضم معلومات وصورا توثق الأنواع المختلفة للكائنات الحية من نباتات وحيوانات وكائنات دقيقة حول العالم، وقالت المكتبة في بيان إنها "الشريك العربي الوحيد في المشروع حيث تعمل لتكون حلقة الوصل بين موسوعة الحياة والجمهور العربي من خلال ترجمة المحتوى الأصلي في موسوعة الحياة إلى العربية" بواسطة مترجمين وعلماء متخصصين.

وأوضحت أن مشروع (موسوعة الحياة) الدولي الذي انطلق عام 2007 بدعم من مؤسسات دولية يهدف إلى جمع وتوثيق معلومات عن كافة أنواع الكائنات الحية التي يقدر عددها بنحو مليون و900 ألف نوع وإتاحتها مجانا على الإنترنت للعلماء والباحثين والطلبة والجمهور.

ونسب البيان إلى إريك ماتا المدير التنفيذي لمشروع الموسوعة أنها تضم الآن أكثر من مليون صفحة متضمنة معلومات عن مختلف الكائنات الحية وأن الشركاء الدوليين سوف يضيفون إليها المزيد خلال السنوات الخمس القادمة. بحسب رويترز.

وقالت سينثيا بار وهي من المسؤولين عن محتوى الموسوعة إن الوصول إلى رقم المليون صفحة "علامة فارقة بالنسبة للمشروع والمستخدمين والداعمين والشركاء الذين ساعدوا على بناء مجتمع موسوعة الحياة العالمي" لتكون مصدر معلومات ثريا في مجال حفظ التنوع البيولوجي، وقال مدير مكتبة الإسكندرية إسماعيل سراج الدين إن المكتبة "من الشركاء الأوائل والبارزين في المشروع" منذ بدايته عام 2007 بتعاون أقل من 20 شريكا والآن بلغ عدد الشركاء نحو 200 حول العالم، وأضاف أن دور المكتبة في المشروع لا يقتصر على الترجمة بل يشمل إتاحة الأدوات اللازمة للعلماء والباحثين العرب لإضافة محتوى جديد إلى الموسوعة سواء الكائنات الحية في المنطقة العربية والأبحاث والمقالات والصور عن هذه الكائنات.

قراصنة الكتب

ومن الشوارع وليس من المكتبات، يشتري عدد متزايد من أهالي زيمبابوي الكتب لأولادهم الذين يدرسون في كتب مقرصنة تتكبد دور النشر خسائر كبيرة مع انتشارها. وعلى رأس قائمة الكتب المزيفة، «الأدلة الدراسية ومناهج الاختبارات المدرسية التي تعتبر أكبر مصدر دخل لدور النشر في زيمبابوي»، على ما شرح شيبرد مورفنهيما من مجموعة «كولدج برس» التابعة لإحدى أقدم دور النشر في البلاد، شركة «ماكميلان» المتعددة الجنسية من أصل بريطاني والتي تملكها المجموعة الألمانية «هولتسبرينك».

وبالنسبة إلى الأهالي، الجدل محسوم، فالكتاب الأصلي يكلف نحو 15 دولاراً، في حين يراوح سعر النسخة المزيفة بين 5 و 7 دولارات، وفق النوعية. ويُعتبر الفارق في السعر كبيراً في بلد تميّز بعد استقلاله في العام 1980 بنوعية تعليمه، لكنه لا يزال يعاني آثار أزمة اقتصادية امتدت عقداً.

وفي غالبية الأحيان، يظن المشتري أن النوعية الرديئة تعزى إلى شوائب الطباعة من قبيل الغلاف الأصفر وبقع الحبر والصفحات المختلطة والتجليد الركيك. وتقول سيبونغيل جيلي الأستاذة المحاضرة في الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا، إن «الشرطة لا تلاحق إلا باعة الأقراص المدمجة المقرصنة، وهي تمر مرور الكرام أمام التجار الجوالين الذين يبيعون نسخاً من الكتب الدراسية».

ففي بلاد يمنع فيها المساس بشخصية الرئيس روبرت موغابي، الذي يتولى زمام الحكم منذ 32 سنة، وتفرض فيها عقوبات قاسية وغرامات طائلة على كل من ينتقد الرئيس، تُعَدّ القرصنة جنحة بسيطة. وأوضحت جيلي أنه «من الممكن تحسين النظام الجزائي بحيث تفرض على منتهكي القوانين عقوبات أقسى. وينبغي سحب الرخص التجارية من المطابع التي تمارس القرصنة ومصادرة النسخ المزيفة وإتلافها»، ولفت الكاتب والشاعر موسايمورا زيمونيا إلى أن «دور النشر تملك مخزوناً كبيراً من الكتب، في حين أن التاجر الصغير الذي يعمل في السوق السوداء يلجأ إلى أبسط الحيل لكسب أموال على حسابها». بحسب فرانس برس.

ويقضي أحد الحلول ببيع الكتب بأسعار أرخص، لا سيما أن المدارس تفتقر إليها. وفي خضم الأزمة الاقتصادية في بداية الألفية الثانية، كان من المألوف أن يتشارك كل 20 تلميذاً كتاباً واحداً، على ما أوضح الكاتب. وهذا الوضع يؤثر مباشرة على دور النشر، التي تتراجع مبيعاتها في بلد يتعذر على كثر من أهله شراء كتب جديدة. وأكد مدير دار «بوك لوف بابليشرز» إيمانويل ماكادهو أن «شركات كثيرة ستضطر لإغلاق أبوابها إذا استمر الحال على هذا المنوال»، وأسف زميله إدموند ماسوندير، الذي يتولى أيضاً نشر قصص للأطفال، لكون «غالبية كتبنا باتت تباع في الشوارع، فتراجعت مبيعاتنا وانخفضت معنويات الموظفين. ونحن لا نعرف بعد إذا كان من الأفضل الانتظار ريثما تُتخذ إجراءات لمكافحة الكتب المزيفة أو المبادرة بنشر كتب جديدة».

أغلى كتاب في التاريخ

من جهة أخرى قالت دار مزادات سوثبي إنها تعتزم عرض واحدة من بين 11 نسخة متبقية لأول كتاب يطبع في أمريكا في مزاد علني في وقت لاحق العام الحالي حيث يتوقع أن يصل سعرها إلى 30 مليون دولار مما يجعلها أغلى كتاب في التاريخ.

وجرى طبع كتاب (مزامير الخليج) The Bay Psalm عام 1640 في كامبريدج بولاية ماساتشوستس. وتبيع كنيسة أولد ساوث تشيرش القديمة في بوسطن هذا الكتاب لتمويل بعض الإصلاحات والترميمات للمبنى ودعم قساوستها، وتمتلك الكنيسة نسخة ثانية من الكتاب بينما تمتلك جامعتا هارفارد وييل وغيرهما من المؤسسات نسخا أخرى. بحسب رويترز.

وهذه أول نسخة من الكتاب تعرض للبيع منذ عام 1947 عندما سجل سعرا قياسيا للكتب بلغ 151 ألف دولار. وقدرت دار سوثبي أن تباع نسخة الكتاب بما يتراوح بين 15 مليونا و30 مليون دولار في مزادها الذي تقيمه في نيويورك يوم 26 نوفمبر تشرين الثاني، ووصف ديفيد ريدين رئيس قسم الكتب في سوثبي هذا الكتاب بأنه "أسطوري نادر" قائلا إنه "يجسد القيم التي نشأت عليها أمتنا وهي الحرية السياسية والحرية الدينية."

كتاب يخفي محتواه إذا لم تقرأه خلال شهرين!

من جانب آخر ابتكرت دار نشر أرجنتينية طريقة جديدة لحث المشترين من محبي القراءة على قراءة الكتاب في الحال، وهو إطلاق كتب استخدم في طباعتها حبر خاص يختفي بعد شهرين من فتح الكتاب للمرة الأولى وفقا للأنباء الكويتية.

وتعد الكتب من أكثر الأصدقاء صبرا، فقد تشتري كتبا ثم تظل متروكة على الأرفف بانتظارك لتقرر أن تقرأها أخيرا بعد مرور شهر أو اثنين او حتى أكثر من ذلك.

ولكن في الوقت الذي تكون فيه الكتب صبورة الى هذا الحد، فإن مؤلفيها على العكس من ذلك على الإطلاق، فإذا لم يقرأ أي شخص كتابهم الأول، فسيفقدون الأمل في كتابة روايات تالية وسيصيبهم الإحباط، ولهذا السبب تحديدا ابتكرت دار نشر أرجنتينية طريقة جديدة لتجنب ذلك المأزق، وهو إطلاق كتب استخدم في طباعتها حبر خاص يختفي بعد شهرين من فتح الكتاب للمرة الأولى.

وبحسب ما ورد على موقع «Oddity Central» اتخذت سلسلة الكتب المبتكرة اسم «El Libro que No Puede Esperar» أي الكتاب الذي لا يمكنه الانتظار، وقامت بابتكار تلك الطريقة دار النشر الأرجنتينية Eterna Cadencia كطريقة مبتكرة للترويج لكتبها ولحث المشترين من محبي القراءة على قراءة الكتاب في الحال وعدم تركه على الأرفف بانتظارهم ليفرغوا له وليبدأوا في قراءة محتواه.

وتباع الكتب ملفوفة بكيس من البلاستيك المغلق بإحكام، وبمجرد ما ينزع عنها المشتري الغلاف البلاستيكي، يظل محتوى الكتاب موجودا طوال 60 يوما (أي شهرين)، ثم يبدأ الحبر في التلاشي والاختفاء.

طوابير بمنتصف الليل من أجل رواية

على صعيد مختلف اصطف أكثر من 100 شخص عند منتصف الليل أمام مكتبة في طوكيو متلهفين على الحصول على احدث روايات الياباني هاروكي موراكامي والتي طرحت بالأسواق، وهذه أول رواية يصدرها الكاتب العالمي الشهير منذ ثلاثة أعوام والذي تصدرت أعماله قوائم الروايات الافضل مبيعا على مستوى العالم.

وطبع الناشر 600 الف نسخة من رواية (تسوكورو تازاكي الباهت وسنوات الترحال) "Colourless Tsukuru Tazaki and His Years of Pilgrimage" لمواجهة الطلب من المعجبين الذين لم تتسرب لهم اي معلومات عن موضوع الكتاب او قصته، ويتصدر موراكامي عادة قوائم المراهنات بوصفه مرشحا قويا لجائزة نوبل للآداب وقد اعترف بأن معظم الكتاب كان مفاجأة حتى له هو شخصيا، وقال الكاتب في مقتبسات طبعت على غلاف الكتاب "ذات يوم خالجني هذا الشعور وجلست على مكتبي وبدأت أكتب أول سطور هذه الرواية" وأضاف "ثم لنحو ستة أشهر واصلت كتابة هذه القصة دون أن أعرف اي شيء عما سيحدث واي نوع من الناس سيظهر ومدى طول القصة". بحسب رويترز. 

وفي اختلاف عن الرواية التي سبقتها (1Q84) التي جاءت في ثلاثة مجلدات تقع الرواية الجديدة في 370 صفحة وتدور حول الفقد والنجاة وتروي حكاية رجل في السادسة والثلاثين من عمره يدعى تسوكورو تازاكي يعشق محطات القطار، وانتظر المعجبون امام مكتبة في وسط طوكيو وابتهجوا عند منتصف الليل عند طرح الكتاب وقضوا الوقت في التكهن بشأن الرواية واحتمالات ما كان موراكامي يفكر فيه حين كان يكتبها.

وقال دايكي اوكا (20 عاما) وهو طالب جامعي "بعد ظهور رواية (1Q84)  تعرضنا لزلزال ضخم وامواج مد (تسونامي) وكارثة نووية في اليابان. أعتقد أنه لابد أن موراكامي تأثر بالحدث وكتب ما يشعر به."

اقتراح من الزوجة يسفر عن سلسلة من أفضل الكتب مبيعا

وكان جون فيردون يبلغ من العمر 65 ومتقاعدا يقضي وقته في قراءة القصص البوليسية ويكلم زوجته عنها عندما اقترحت عليه ذات يوم أن يكتب هو قصة، قبل فيردون التحدي وظهرت للوجود شخصية ديف جيرني محقق جرائم القتل المتقاعد في مدينة نيويورك الذي كان في بداية حياته الجديدة بعد التقاعد عندما بدأ وصول رسائل غامضة.

تلقف ناشر الكتاب وصدر عام 2010 فحظي بإشادة كبيرة واستمرت مغامرات جيرني في كتابين آخرين صدر أحدثهما أخيرا بعنوان "دع الشيطان ينام"، كان فيردون مديرا تنفيذيا بصناعة الإعلان وتقاعد في سن الثالثة والخمسين ثم تحول لصناعة الاثاث قبل أن يتجه للكتابة، وعن مشاعره إزاء تجربته في الكتابة قال إن نتائجها أدهشته وأسعدته، وأضاف "عندما كتبت الكتاب الاول لم أتصور حتى أنه سينشر. كان لدي الوقت لاخراجه وشجعتني زوجتي على ذلك وكتبت الكتاب الاول وأنا أرجو أن يحوز اعجابها". بحسب رويترز.

ورغم صدور كتاب واحد في العام لفيردون فإنه يقول إنه لا يعتمد على وضع إطار تفصيلي عند كتابة القصة بل على أفكار يدونها على بطاقات كلما جاءه الالهام، وقال "لدي قلمان في جيبي لانني سأكون مضطرا لكتابة ملحوظة عندما ينفد الحبر من أحدهما لا قدر الله. لدي قلمان ونصف دزينة من البطاقات في جيب قميصي كل يوم"، ويحتفظ فيردون بالبطاقات في مظروف من الورق البني السميك حتى يمتلأ عن آخره وعندها يستخرج البطاقات التي يتراوح عددها بين 400 و500 ويقوم بترتيبها على مائدة الطعام حتى يبدأ في تكوين هيكل من الفصول ثم المشاهد"، ونصيحة فيردون للكتاب الصاعدين بسيطة: "لا تنتظروا حتى الخامسة والستين لكي تبدأوا مثلما فعلت واستمروا فيما بدأتم."

كتاب ستراوت الجديد

ومثلما كان الحال في "اوليفر كيتريدج" كتابها الفائز عام 2009 بجائزة بوليتزر للأعمال الروائية.. تدور معظم أحداث رواية اليزابيث ستراوت الجديدة "أبناء بيرجيس" في بلدة صغيرة بولاية مين الأمريكية، تركز رواية "ابناء بيرجيس" على متغيرات الحياة الاسرية التي تدور بين الشخصيتين الرئيسيتين في الرواية وهما جيم وبوب بيرجيس وأختهما سوزان التي تدعو اخويها لمعالجة مشكلة تورط فيها ابنها. وبينما يسعى الأخوة لمعالجة هذه المشكلة تتحول العلاقات الاسرية وتتطور.

وقالت ستراوت (57 عاما) في مقابلة "هذه الانطباعات المبكرة عن العالم تتشارك فيها مع إخوتك.. واعتقد انها رابطة قوية جدا يصعب كسرها"، يتأثر الاخوة في صغرهم بحادث مأساوي اسفر عن مقتل ابيهم واثر عليهم وعلى العلاقات بينهم حتى في كبرهم.

وعندما يرمي زاك -ابن سوزان الوحيد- رأس خنزير في مسجد يعود الشقيقان وهما المحامي الشهير جيم والمدعي العام بوب ليخففا من التبعات القانونية لفعلته ومن حدة التوتر بين سكان مين البيض ومهاجرين صوماليين وكذلك فيما بينهم.

وصعد الكتاب إلى قائمة الكتب الأفضل مبيعا منذ صدوره في 26 مارس آذار وهو الان في المركز السابع في قائمة صحيفة نيويورك تايمز لأكثر الكتب الروائية مبيعا. واشاد النقاد بدقة ستراوت في التعبير عن تفاصيل شخصية أبطال كتابها وإن رأى بعضهم أن الرواية اتخذت منظورا اوسع مما يجب. بحسب رويترز.

وتقر ستراوت بصعوبة تغيير بعض انماط السلوك التي يكتسبها الانسان في صغره لكنها قالت ان التحول الذي طرأ على عائلة بيرجيس يظهر امكانية كسر عادات قديمة، وقالت "اعتقد انه بنهاية الكتاب كانت مواقفهم قد تحولت بشكل هائل فيما يتعلق بآليات العلاقة بينهم وتغيرت شخصية جيم كثيرا... لقد طوروا طريقة جديدة يرى بها كل منهم الاخر."

وبالاضافة إلى العلاقات الاسرية تعرض ستراوت للعلاقات المتأزمة عادة بين سكان مين البيض والقادمين الجدد من ثقافات مختلفة مثل اللاجئين المسلمين القادمين من الصومال.

ويتضمن الكتاب اقساما قصيرة من وجهة نظر رجل صومالي يسكن البلدة وتفاصيل عن محاولات ساذجة أحيانا من جانب السكان البيض للتواصل مع الصوماليين بينما هم يتعجبون فيما بينهم على كثير من ممارساتهم، وعلى الرغم مما يتضمنه القاء رأس خنزير في مسجد من استفزاز يزعم زاك -وهو غريب الاطوار ولا اصدقاء له- ان الأمر كان مجرد مزحة وانه لم يكن يعلم ان الاحداث ستتطور على هذا النحو، وقالت ستراوت انها استوحت هذه الواقعة من فعلة حقيقية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 29/نيسان/2013 - 18/جمادى الآخرة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م