تغيير الحرس في وزارة الدفاع السعودية

سايمون هندرسون

في إعلان مفاجئ في 20 نيسان/أبريل، عيَّن العاهل السعودي الملك عبد الله أميراً غير معروف نسبياً ليشغل منصب نائب وزير الدفاع، وهو منصب يتولى من الناحية الفعلية إدارة الجيش النظامي للمملكة. ويأتي هذا التغيير في عشية زيارة وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل إلى الرياض، والتي سوف ينهي خلالها بيع صواريخ متقدمة لطائرات إف 15 التي قدمتها الولايات المتحدة إلى المملكة.

يحل الوزير الجديد، الأمير فهد بن عبد الله بن محمد، محل الأمير خالد بن سلطان الذي برز على الساحة لأول مرة في عام 1990 عندما وُضع في قيادة القوات السعودية أثناء عملية عاصفة الصحراء التي قادتها الولايات المتحدة. ومما أثار قلق الملك فهد، الحاكم في ذلك الوقت، أن خالد استمتع بدوره وحصد مكاسب مالية شخصية غير لائقة من الجوانب اللوجستية، لذا لم يكن مفاجئاً عندما تقاعد لاحقاً. لكن خالد عاد إلى الصدارة مرة أخرى كمساعد لوزير الدفاع في عام 2001، حيث خدم تحت إمرة والده، الوزير المخضرم الأمير سلطان، وعمه عبد الرحمن نائب الوزير غير اللامع. وكان خالد يتسم بالقوة من الناحية الإدارية، لكن مهاراته العسكرية كانت محل شك وكانت توجه إليه انتقادات عن ضعف أداء القوات السعودية في قتالها مع المتمردين الحوثيين على الحدود اليمنية في عام 2009. ومن ثم، عندما توفي سلطان في عام 2011، انتقل المنصب الأعلى إلى عمه، الأمير سلمان، بينما كان على خالد أن يقنع بمنصب نائب الوزير إلى حين عزله في نهاية هذا الأسبوع.

وبالنظر إلى الاعتلال الذهني المتزايد الذي يعاني منه سلمان وواجباته الإضافية كولي للعهد، سوف يتحكم في الواقع نائب الوزير الجديد في الوزارة وميزانيتها الضخمة. وقد تولى فهد من قبل قيادة البحرية السعودية.

وفي ضوء الصحة الواهية للعاهل السعودي البالغ من العمر تسعين عاماً والقيود التي يعاني منها ولي العهد، سوف يتم النظر في التعيين الجديد من حيث السياسات الملكية وعملية الخلافة. إن نسب الأمير فهد بن عبد العزيز ليس جزءاً من عموم فصيل بيت آل سعود، لذا فهو ليس ملكاً محتملاً في المستقبل. ولكن من المرجح أن يُنظر إلى إقالة خالد بمثابة انتكاسة لبعض المنافسين من الأخوة غير الإشقاء للملك (الذين يسمون بالأمراء السديريين) وأبنائهم. وربما من المفارقات، أن نائب وزير الدفاع الجديد يرتبط بصلة عائلية بعيدة بالسديريين.

وبالنسبة لواشنطن، يعني تعيين فهد أن الجيش الأمريكي لديه الآن شخص كفؤ من العائلة المالكة الذي هو من ذوي الخبرة وموثوق أيضاً من أجل التعاون معه على تطوير العلاقات الثنائية القائمة منذ فترة طويلة. إن الصواريخ الجوية بعيدة المدى التي ستتم مناقشتها خلال زيارة الوزير هيغل تمثل عنصراً هاماً في الجهود الأمريكية لمواجهة طموحات الهيمنة الإقليمية الواضحة لدى إيران. لكن ينبغي أن ينتاب واشنطن القلق من أن يؤدي هذا التحول الأخير في السياسات الملكية إلى إثارة خطوات مضادة باعثة على عدم الاستقرار داخل بيت آل سعود.

* سايمون هندرسون هو زميل بيكر ومدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن.

http://www.washingtoninstitute.org/

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 28/نيسان/2013 - 17/جمادى الآخرة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م