الوفاة الرسمية للقائمة العراقية!

مهند حبيب السماوي

لم أكن أنتظر شخصيا اعلان الناطق باسم جبهة الحوار الوطني السيد حيدر الملا الاربعاء 27-3-2013 عن وفاة القائمة العراقية، فقد كانت هذه القائمة، ومنذ بداية تشكيلها قبل انتخابات عام 2010، مبنية على مبدأ الهوية الطائفية، الضعيف في اساسه المتفكك في مآلاته وغير الوطني في توجهاته، وليست على اساس التشابه في البرامج والرؤى والاطروحات السياسية الوطنية.

وبغض النظر عن السبب الذي ساقه الملا في هجومه على من وصفهم بـــ" الاسلاميين الجدد" من اصدقاء الامس في القائمة، وبعيدا عن الرد العنيف الذي جاء بعد يوم واحد من تصريح الملا من قائمة " متحدون" الذي اتهمت الملا فيها بممارسة دور سلبي داخل القائمة العراقية وانه يسعى لضرب الاخيرة من خلال نشاط، وصفته، بانه " مشبوه"، فان الأمر كله يؤكد حقيقة أن كيان القائمة العراقية قد أصبح الان جزء من الماضي وان شهادة الوفاة قد صدرت ولاتنتظر حتى تصديقها !.

التفتت الذي حلّ بالقائمة العراقية والمصير الذي آلت اليه والكيانات الثلاثة التي انتهت اليها وهي قائمة الدكتور اياد علاوي المسماة " القائمة العراقية الموحدة" وقائمة الدكتور صالح المطلك وهي " ائتلاف العراقية العربية" وقائمة " متحدون " الذي ضمت السيد اسامة النجيفي ورافع العيساوي والشيخ احمد ابو ريشة، هذا التفتت كشف عن حجم التردي والتشظي السياسي الذي نخر عظم الخريطة السياسية السنية التي تمزقت عباءتها، قبل الانتخابات البرلمانية العامة، وتوزعت قطعها بين اصحابها على نحو غير مسبوق في المشهد السياسي السني.

ولم يكن هذا التشظي والانقسام الطيفي مقتصرا على الطيف السياسي السني بل كان للخريطة السياسية الشيعية نصيب من هذا الامر، اذ كان تمزق التحالف الوطني الى عدة كتل سياسية دخلت انتخابات مجالس المحافظات لوحدها بمثابة اعلان لنهاية هذا التحالف الذي لم يكن منذ البداية متماسكا وموحدا على نحو ماكانت تشير اليه التسمية ! بل كان، كنظيره السني، يعاني من خلافات كبيرة من ناحية البرامج السياسية ولكن ماجمعها هي الهوية الطائفية التي لن تصمد ابدا امام معطيات الواقع السياسي الجديد وتحدياته الكبيرة ومقتضيات بناء بلد عصري حديث يوفر لمواطنيه مقوّمات الحياة الكريمة.

وهذا كله يصب في مصلحة العراق وبناء دولته الحديثة، حيث ان تفكك الائتلافات الطائفية، سنية كانت ام شيعية، سوف يقود الى قيام ائتلافات بديلة وطنية عابرة للطائفية متسامية على الفئوية والحزبية الضيقة وتباشير هذا الامر بدأت تلوح للافق للتو اذ تفككت التحالفات السياسية في العراق ولم تدخل انتخابات مجالس المحافظات على شكل كتل واحدة كبيرة.

وهذا يعني ان نتائج الانتخابات المحلية سوف تؤدي الى تشكيل خريطة سياسية جديدة ستكون مغايرة لسابقتها وهي ستعطينا ايضا بالتالي صورة واضحة وواقعية عما سيكون عليه الوضع السياسي المقبل في العراق، والتي نأمل ان يكون ذا توجهات بعيدة عن الطائفية والمحاصصة والشراكة.

اننا الان وبعد تجربة عشر سنوات من الحكم في العراق قد ثبت بما لايدع مجالا للشك ان الاحزاب والتيارات والكتل السياسية التي اتحدت تحت مسميات التحالفات والائتلافات والقوائم الواحدة قد انتجت حكومة شراكة محاصصاتية هزيلة مشلولة غير قادر رئيس وزرائها على اصدار أمر واحد من غير ان يجد امامه عشرات الاصوات الصادحة التي تعارضه فيها على الرغم من انها جزءا من حكومته وتشترك معه في نفس الوزارة... وهذا الاعتراض غريب ولم يكن امرا معهودا في الدول الحديثة الديمقراطية أو الديكتاتورية على حد سواء.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 24/نيسان/2013 - 13/جمادى الآخرة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م