الزلازل... كوارث عابرة للحدود

 

شبكة النبأ: تعتبر الزلازل أحدى أهم واخطر الكوارث الطبيعية، تأثيرا على الإنسان لكونها تحدث بشكل مفاجئ والسريع يصعب السيطرة عليه او تقدير خسائره المحتملة سواء كانت مادية او بشرية ويختلف حجم الخسائر التي تسببها الزلازل من بلد لآخر، والزلازل بحسب بعض المصادر هي عبارة عن تكسر مفاجئ في صخور الأرض على أعماق تتراوح بين سطحها وحتى عمق 720كم ينتج عنه تحرير طاقة حركية كانت مخزونة في الصخور تنطلق في شتى الاتجاهات على شكل أمواج زلزالية مسببة اهتزاز جزيئات الوسط الذي تنتشر فيه حيث تظهر على سطح الأرض في شكل اهتزازات وتختلف نسب حدوث الزلازل من مكان لأخر على وجه الأرض ففي حين أن بعضها يدرج ضمن المناطق النشطة زلزاليا نرى أن البعض الأخر اقل نشاطا أو أكثر هدوءا.

وتصنف الزلازل كواحدة من أقوى وأخطر الظواهر الطبيعية على سطح الأرض بحيث أن الزلزال القوي يمكن أن يطلق طاقة أكثر ب 10000 مرة من طاقة أول قنبلة ذرية تم إلقاؤها. وقد شهدت العديد من دول من العالم في الفترة الأخيرة حدوث زلازل مدمرة وهو ما أثار المخاوف من وجود نشاط زلزالي غير اعتيادي ربما يمتد الى دول وبلدان كثيرة وفي هذا الشأن ضرب زلزال هو الاعنف منذ اكثر من خمسين عاما منطقة ايرانية نائية حدودية مع باكستان واهتزت المباني حتى في الهند ودول الخليج. وقدر المركز الايراني للزلازل قوة الزلزال بـ 7,7 درجات، مؤكدا “انه اقوى زلزال في البلاد منذ 1957″. وذكر المركز الجيوفيزيائي الامريكي ان قوة الزلزال 7,8 درجات. وقال مسؤول محلي في وزارة الصحة لوكالة انباء فارس ان اكثر من 20 قرية اصيبت بأضرار كبيرة.

في السياق ذاته ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب محافظة بوشهر جنوب إيران إلى 37 شخصاً و350 جريحاً. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) عن رسول سلیمی، رئیس قسم الطوارئ فی مستشفي 'زينبية ' بمدينة خورموج، قوله إنه وفقا لآخر التقارير، قتل 37 شخصا، وجرح 350 آخرين فی مناطق كاكي، وشنبة، وطسوج التابعة لمدينة دشتي بمحافطة بوشهر، جراء الزلزال الذی ضرب المنطقة . وأضاف أن جميع المستشفيات جندت لإغاثة المصابين، ومن المرجح أن ترتفع حصيلة الضحايا. ومن جهته، قال رئيس عمليات المساعدة والإغاثة في الهلال الأحمر الإيراني محمود مظفّر، أنه تم إرسال 5 فرق تنسيق إلى المناطق التي ضربها الزلزال لتنسيق عمليات الإغاثة. وكانت وسائل إعلام محلية ذكرت أن 31 شخصاً قتلوا، وجرح 500 شخصاً، بهذا الزلزال.

وأوضحت أن الزلزال تبعته 29 هزة ارتدادية كانت أشدها هزة أرضية بلغت شدتها 5.3 على مقياس ريختر. وكانت وكالة (إرنا) الإيرانية الرسمية، نقلت عن مصدر مطلع فی مستشفی "زينبية" في بلدة خورموج التابعة لمدينة دشتي في محافظة بوشهر، أن نحو 20 جثة نقلت حتى الآن إلى المستشفی. وأضاف المصدر بأن أکثر من 500 مصاب من أهالي مناطق شنبه وطسوج، نقلوا أيضاً إلى المستشفی من جرّاء الهزة الأرضية التي ضربت مناطق کاکي وشنبه وطسوج التابعتين لمدينة دشتي في محافظة بوشهر.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الإيرانية إنها أوفدت فرق الطوارئ والإغاثة إلى هذه المناطق إثر وقوع الهزة الأرضية. وأشارت (إرنا) إلى أنه تم إرسال مروحيتين مزودتين بوسائل إغاثة من محافظتي خوزستان وفارس إلى المناطق المنكوبة جرّاء الزلزال. وكان رئيس محطة بوشهر النووية في إيران محمد جعفري، أكد في وقت سابق، أن المحطة لم تتأثر بالزلزال الذي ضرب محافظة بوشهر اليوم. وقال جعفري لقناة (العالم) الإخبارية إن المحطة تواصل نشاطها بشكل طبيعي، وإن العاملين في المحطة يواصلون عملهم المعتاد. وأشار إلى أن سبب عدم تأثير الزلزال على نشاط المحطة النووية هو المسافة الكبيرة التي تصل حوالي 150 إلى 160 كليومتراً بين مكان وقوع الزلزال والمحطة. بحسب فرنس برس.

وفي المقابل، اعلنت السلطات الباكستانية ان الزلزال اسفر عن 34 قتيلا في باكستان المجاورة. وألحق الزلزال اضرارا بحوالى الف منزل من الطين في مدينة ماشكايل بولاية بلوشستان القريبة من المنطقة الصحراوية الحدودية لايران. وقد شعر بالزلزال ايضا سكان اسلام اباد حيث اهتزت المباني. وفي كراتشي، اكبر مدينة في البلاد، سارع عدد كبير من الاشخاص الى مغادرة المباني مذعورين، كما افاد شهود. وقال مسؤول عن فرق الانقاذ ان اكثر من 12 الف باكستاني يعيشون في منطقة نائية صحراوية جنوب غرب باكستان قرب الحدود مع ايران، تضرروا من الزلزال. والمنطقة الاشد تضررا في باكستان هي منطقة مدينة ماشخيل التي تقع في ولاية بلوشستان القريبة من الحدود الايرانية حيث ازدادت صعوبة عمليات الانقاذ بسبب نقص الطرقات المعبدة وتغطية شبكات الهاتف الجوال والكهرباء والبنى التحتية الطبية.

وقال محبوب علي وهو منسق برنامج مساعدة انسانية في الوسط الريفي ببلوشستان "لقد قمنا بجرد سريع واكتشفنا ان اكثر من 12 الف شخص تضرروا من الزلزال في ماشخيل". واضاف ان اكثر من 3200 مسكن، معظمها بدائية، تضررت. واجبر السكان على النوم في العراء او في مآو متواضعة لليلة الثالثة على التوالي. وواصل الجيش ايصال ادوية وخيم جوا لكن نقص الامدادات ماسوي بالنسبة للسكان الذين بدأ صبرهم ينفد، بحسب المسؤول المحلي سيد مراد شاه.

وقال رؤوف جمال الدين المسؤول عن جمعية خيرية مقرها كويتا ان السكان بحاجة ماسة للمواد الاساسية. واكد العسكريون والسلطات المدنية انهم يقومون بما يستطيعون لنجدة المنكوبين. وقال سهيل اسلام وهو مسؤولي محلي في قطاع الصحة ان اربعة اطباء وعشرة ممرضين عالجوا نحو 170 شخصا منذ مضيفا ان اغلب المصابين من النساء والاطفال واصيب معظمهم بكسور. من جانبه قال الكابتن صهيب الاهي ان القوات شبه العسكرية عالجت 85 مصابا في ماشخيل معظمهم من النساء والاطفال. وتسبب الزلزال بمقتل 40 شخصا في باكستان

من جانب اخر شعرت دول الخليج بقوة الزلزال الذي ضرب ايران وخصوصا دولة الامارات حيث اخلى السكان المباني العالية والمكاتب، وفقا لشهود عيان. ونزل الموظفون من ابراج المركز المالي ومدينة الاعلام في دبي كما اخلى السكان منازلهم في المباني المرتفعة الواقعة على شاطئ البحر. وقال رامي وهو مدير شركة تامين "نزل الجميع الى الشوارع وساد الهلع". كما شعر السكان في الكويت بالهزة وخصوصا منطقة الشاطئ.

ونزل الموظفون من المركز المالي في المنامة الى الشوراع، واحس سكان المنطقة الشرقية السعودية بالزلزال وكذلك الطوابق المرتفعة في الرياض وعمان. وضرب زلزال بقوة 7,5 درجات جنوب شرق ايران بحسب المركز الايراني للزلازل بعد اسبوع على هزة اسفرت عن مقتل 40 شخصا تقريبا في جنوب غرب البلاد. واضاف المركز ان مركز الزلزال يقع على عمق 80 كلم شمال مدينة سارافان قرب الحدود مع باكستان. ولم تتحدث وسائل الاعلام الايرانية مباشرة عن وقوع ضحايا.

زلازل أخرى

في السياق ذاته لقي113 شخصا حتفهم في الزلزال الذي بلغت قوته 7 درجات على مقياس ريختر وضرب مقاطعة سيتشوان بجنوب غرب الصين، بحسب مكتب الزلازل المحلي. وذكرت وسائل إعلام رسمية صينية أن حصيلة الزلزال أسفر عن إصابة أكثر من ألفين و 500 آخرين. وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) ان أكثر من الفي جندي توجهوا الى المنطقة المنكوبة في اقليم سيتشوان لانقاذ الأشخاص الذين ربما مازالوا محاصرين تحت الأنقاض وتقديم مساعدات الإغاثة.

وتوجه رئيس وزراء الصين لي كيكيانج الى مدينة يان التي ضربها الزلزال والبالغ تعداد سكانها 1,5 مليون نسمة السبت للوقوف على حجم الدمار ومتابعة جهود الانقاذ. وقالت وزارة الشئون المدنية انها سوف ترسل امدادات اغاثة الى المنطقة بما في ذلك 30 الف خيمة و50 الف بطانية. وتتوقع السلطات ارتفاع عدد الضحايا بسبب قوة الزلزال.

وفاجأ الزلزال الذي وقع السكان الذين هرع بعضهم الى الشارع بلباس النوم. واظهرت اللقطات الاولى ابنية صغيرة مدمرة واكوام من الدمار في الشوارع. كما اظهرت صور التقطت من الجو مناطق ريفية سويت المنازل فيها بالارض واخرى تبدو عليها الاضرار واضحة. وارسل اكثر من الفي عسكري بسرعة الى المنطقة لتعزيز فرق الاغاثة والمشاركة في عمليات الانقاذ، كما ذكرت وكالة انباء الصين الجديدة.

وقالت الصين الجديدة ان عددا كبيرا من الابنية القديمة في قطاع لوشان انهارت أو تضررت. وكان زلزال قوي ضرب في 2008 سيشوان الذي يعد واحدا من اكثر الاقاليم اكتظاظا بالسكان، ما أدى إلى سقوط حوالى سبعين ألف قتيل وفقدان 18 الفا آخرين. ورجح المعهد الامريكي للجيوفيزياء ان يكون هناك “عدد مهم” من الضحايا بسبب الدمار “على نطاق واسع″. وقدر عمق الزلزال ب12 كلم وهو قليل نسبيا مما يساهم في زيادة الاضرار.

وشعر بالهزة سكان شينغدو عاصمة اقليم سيشوان وحتى مدينة شونغشينغ الكبيرة المجاورة التي يقطنها حوالى 33 مليون نسمة وتصنف اداريا اقليما. وفي هاتين المدينتين الهائلتين خرج السكان من منازلهم على عجل. وقال احد سكان شينغدو في تصريحات نقلتها وكالة انباء الصين الجديدة انه شعر بالهزة الارضية لحوالى عشرين ثانية في شقته الواقعة في الطابق الثالث عشر. واضاف انه رأى قطع حجارة تسقط من المباني المجاورة. بحسب فرنس برس.

من جهتها، ذكرت بوابة سينا. كوم ان طلابا علقوا في مبنى جامعي انهار في يا-ان. كما انهار مبنى يضم حضانة للاطفال في منطقة لوشان ما ادى الى سقوط عدد لم يحدد من الضحايا، حسبما ذكر رجل يقيم في المنطقة التقط صورة نشرها على الانترنت. وكانت نوعية بناء المباني المدرسية اثارت استياء بعد زلزال 2008. وتشهد الصين باستمرار زلازل. وقد كان اعنفها زلزال يعد واحدا من الاقوى في التاريخ، ضرب منطقة تانغشان (شمال شرق) في 1976 وادى الى سقوط 242 الف قتيل رسميا و700 الف حسب مصادر اخرى.

الى جانب ذلك أصيب ما لا يقل عن 22 شخصاً في زلزال بقوة 6.3 درجات على مقياس ريختر ضرب غرب اليابان من دون أن يستدعي الأمر إصدار تحذير من احتمال حصول تسونامي. ونقلت وكالة الأنباء اليابانية (كيودو) عن وكالة الأرصاد الجوية اليابانية قولها ان 22 شخصاً على الأقل أصيبوا في الزلزال بقوة 6.3 درجات على مقياس ريختر الذي ضرب جزيرة أواجي بمقاطعة هيوغو بغرب اليابان.

وكانت المعلومات السابقة قدرت قوة الزلزال بـ6 درجات على مقياس ريختر، ومركزه قرب جزيرة أواجي على عمق 15 كيلومتراً. وذكر المتحدث باسم الحكومة اليابانية يوشيهيدي سوغا ان الحكومة المحلية أعدت قوة عمل في مكتب رئيس الوزراء، فيما أوعز رئيس الوزراء شينزو أبي إلى المسؤولين عن إدارة الأزمات جمع معلومات عن الأضرار الناجمة عن الزلزال وبذل أي جهد ممكن لمساعدة المصابين. ولم يصدر أي تحذير من احتمال حدوث تسونامي.

روسيا و شرق اندونيسيا

من جانب اخر سجل زلزال بقوة 6,3 درجات قبالة سواحل جزر الكوريل (اقصى شرق روسيا) وهي ارخبيل يقع في المحيط الهادئ تتنازع عليه روسيا واليابان، بحسب ما اعلن قسم الجيوفيزياء باكاديمية العلوم الروسية. ونقلت وكالة ايتار تاس عن متحدث باسم قسم الجيوفيزياء ان مركز الزلزال الذي وقع حدد قرب جزيرة باراموشير على بعد 130 كلم شرق مدينة سيفيرو كوريلسك.

وقال متحدث باسم الفرع المحلي لوزارة الحالات الطارئة الروسية ان الزلزال "لم يؤد الى سقوط ضحايا اواضرار". وكان زلزال بقوة 6,0 درجات سجل الجمعة قبالة جرز الكوريل وحدد مركزه قرب جزيرة اوروب غير الماهولة. وتلته بعد دقائق هزة ارتدادية بقوة 5,7 درجات. وشعر السكان بهذا الزلزال في كامل منطقة شمال شرق الارخبيل لكن لم يعلن عن اي انذار بحدوث امواج مد بحري (تسونامي).

على صعيد متصل هز زلزال بلغت قوته 7.2 درجة اقليم بابوا الغربي الجبلي في شرق اندونيسيا يوم السبت ولكن لم ترد انباء فورية عن وقوع اصابات او اضرار. وقالت هيئة المسح الجيولوجي الامريكية ان الزلزال وقع على بعد 256 كيلومترا شرقي ايناروتالي وعلى عمق 58 كيلومترا. وقال مسؤول في هيئة الارصاد الاندونيسية ان الزلزال وقع على الارض ولا يوجد خطر من حدوث موجات مد عملاقة قبالة الاقليم المنخفض الكثافة السكانية والذي كان يعرف سابقا باسم اريان جايا في اقصى شرق اندونيسيا. بحسب رويترز.

ويقع الارخبيل الاندونيسي المترامي الاطراف على مايعرف باسم "حلقة النار" في المحيط الهادي ويشهد زلازل على نحو متكرر. ووقع زلزال بلغت قوته 9.1 درجة في اقليم اتشيه في شمال اندونيسيا عام 2004 مما اثار موجات مد عملاقة قتلت اكثر من 230 الف شخص في 13 دولة حول المحيط الهندي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 23/نيسان/2013 - 12/جمادى الآخرة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م