المتاحف... واجهة المجتمعات ودليلها الحضاري

 

شبكة النبأ: تسعى الكثير من دول العالم الى الاهتمام بالمتاحف والعمل على تطويرها باعتبارها مركز مهم وحيوي لتاريخ وثقافات الشعوب، والمتحف وكما تشير بعض المصادر هو مقر دائم من أجل خدمة المجتمع وتطويرة، مفتوحة للعامة، وتقوم بجمع وحفظ وعرض التراث الإنساني وتطوره، لأغراض التعليم والدراسة والترفيه، كما عرفة المجلس العالمي للمتاحف، وهناك عشرات الآلاف من المتاحف في جميع أنحاء العالم تهتم بجمع أشياء ذات قيمة علمية، فنية، أو ذات أهمية تاريخية وجعلها متاحة للجمهور من خلال المعارض التي قد تكون دائمة أو مؤقتة.

وفي هذا الشأن تبرع الملياردير ورجل الأعمال الأمريكي ليونارد لودر بمجموعة من الأعمال الفنية التكعيبية تقدر قيمتها بأكثر من مليار دولار لمتحف ميتروبوليتان للفنون في نيويورك. وتعهد لودر الذي يملك عددا من شركات مواد التجميل المعروفة بتقديم 78 عملا فنيا تمثل واحدة من أبرز المجموعات من الأعمال الفنية التكعيبية في العالم. وتضم المجموعة أعمالا فنية لبابلو بيكاسو وجورج براك وخوان غريس وفيرناند ليجيه، جمعت خلال 37 عاما.

وقال لودر، البالغ الـ 80 من العمر، في بيان أصدره: أن هديته هي "للناس الذين يعيشون ويعملون في نيويورك وأولئك القادمين من أنحاء العالم لزيارة مؤسساتنا الفنية العظيمة". "اخترت الميتروبوليتان لتقاسم هذه المجموعة الفنية التي اشعر أنها أساسية في تقديم التكعيبية والفن الذي أعقبها، ولهذا السبب أردت أن تُشاهد وتُدرس ضمن مجموعات أحد أعظم المتاحف الموسوعية في العالم." بحسب بي بي سي.

وكان متحف الميتروبوليتان يعد ضعيفا في مجال تقديم فن القرن العشرين بالمقارنة مع متاحف بارزة اخرى بيد أن مجموعة لودر ستكون في طليعة المجموعات الفنية العالمية وستغني المجاميع الفنية المعروضة فيه. وقال مدير المتحف توماس كامبل "كنا نفتقد لزمن طويل هذا البعد النقدي في تقديم قصة الحداثة. والآن، ستمثل التكعيبية لدينا بمجموعة من التحف الفنية العظيمة". واضاف أن المجموعة "متميزة في نوعيتها وتركيزها وعمقها" وتتضمن 33 عملا لبيكاسو و17 عملا لبراك و14 عملا لغريس وليجيه. وقام لودر بجمع أعمال مجموعته تلك على مدى أربعة عقود، وتحاول تمثيل تلك الحركة الفنية الطليعية التي حققت ثورة في الفن الحديث مهدت الطريق للنزعة التجريدية في الفن.ويُعتقد أن المجموعة تمثل ما قيمته نحو 13% من ثروة لودر الشخصية حسب تقديرات مجلة فوربس التي قالت إن إهداءها يتوجه في مقدمة أكثر المحسنين في الأعمال الخيرية كرما في كل الازمان.

متحف رييكزميوزيوم

على صعيد متصل و بعد عشرة اعوام من عمال الترميم والتجديد تسمح له بدخول القرن الحادي والعشرين من بابه الواسع، كشف متحف رييكزميوزيوم في امستردام عن كنوز القرن الذهبي في اطار يتمحور على الحوار بين اللوحات وحقبتها. وقال مدير المتحف فيم بييبز بعد اشغال استمرت عشر سنوات وكلفت حوالى 375 مليون يورو "المتحف بات على مشارف صفحة جديد من تاريخه. كل شيء غير مكانه باستثناء عمل واحد طواف الليل الذي اكتفينا بتعليقه على علو اكثر ارتفاعا عن ذي قبل" في اشارة الى اشهر لوحة للرسام الهولندي رامبرانت (1606-1669).

وهذه اللوحة الضخمة البالغ ارتفاعها 3,8 امتار وعرضها 4,5 امتار ووزنها 377 كيلوغراما تشكل نقطة الجذب الرئيسية في المتحف ولها قاعتها الخاصة المعروفة باسم "قاعة طواف الليل". واكد مدير المتحف "طموحنا ان يرى كل طفل هولندي طواف الليل قبل بلوغه 12-13 عاما. متحف رييكزميوزيوم يجمع الناس والفن والتاريخ".

والمتحف الذي يضم ايضا لوحات لفنسنت فان غوخ كان يستقبل نحو مليون زائر في السنة قبل بدء ترميمه. وهو قادر بعد هذه العملية على استيعاب 1,5 مليون الى مليوني زائر في السنة. وقال تاكو ديبيت مدير مجموعات المتحف "اظن ان الجمال يمكن ان يرقد لفترة طويلة لكنه ما ان يستفيق فانه يفعل ذلك فعلا. والان نحن في عيد!". ويضم المتحف بعض اكبر تحف القرن الذهبي الذي يغطي القرن السابع عشر برمته تقريبا ومنها اعمال لرامبرنت ويوهانس فيرمير وغابرييل ميتسو وهم رسامون من حقبة كانت هولندا تهيمن فيها على التجارة العالمية.

وكان غنى البلد يسمح للبرجوازيين اصحاب الثروات الجديدة ان يطلبوا الكثير من اللوحات، وغالبيتها من البورتريهات او المناظر الطبيعية البعيدة عن مواضيع الكتاب المقدس التي طبعت النهضة الايطالية. وقد امن تمويل الاشغال الدولة الهولندية عبر وزارة الثقافة، والمتحف نفسه خصوصا. وكان المتحف توسع عبر السنوات بشكل متفرق مع تعديلات وتوسيعات من هنا وهناك لكن من دون ان يحظى باي خطة واسعة تتضمن رؤية شاملة له منذ اكثر من مئة عام.

وللمفارقة ان اشغال التحديث كلفت الى مهندسين معمارين اسبانيين بينما حاربت هولندا البروتستانتية اسبانيا الكاثولكية في النصف الاول من القرن الذهبي. وطلب من المهندسين انطونيو كروث وانطونيو اورتيث وهما من اشبيلية ان يركزا على ابراز الهندسة الرومنسية القوطية للمعماري الهولندي بيار كويبرز الذي صمم المبنى الذي يستقبل المتحف منذ العام 1885. اما تقسيم الصالات فقد كلف به الفرنسي جان ميشال ويلموت المعروف بالعمل الذي قام به في اللوفر.

ومن بين المعضلات الهندسية الكبيرة، كانت المحافظة على ممر للدراجات الهوائية يمر في الطابق السفلي للمبنى ويستخدمه يوميا الاف الهولنديين للتنقل في المدينة. وقال تاكو ديبيت "لقد رممنا المبنى بالكامل وقد اضفنيا عليه اشراقة من جديد. وتمكنا ايضا من ترميم المجموعة واعادة تنظيم المحتويات بالتسلسل الزمني". اما التحديث الاهم فاتى في الواقع في طريقة عرض القطع وتنظيمها فالفصل بين المنحوتات والاثاث واللوحات لم يعد واردا في الصالات المختلفة.

فالخلط بات قائما واصبحت الاعمال تجمع بحسب الفترات التاريخية لكي تكون منسجمة مع بعضها البعض وتشكل نافذة ملفتة تطل على حقبتها. فلوحات رامبرانت في شبابه تجاور مكتبا مصنوعا من خشب الابنوس والسنديان من تصميم صديق له هو هيرمان دومير فضلا عن اناء على شكل محار من صنع صديق اخر له يان لوتما وبورتريه للشاعر قسطنطين هوغينز الذي كتب عن رامبرانت. بحسب فرانس برس.

وفي صالة قريبة بورتريهات لبحارة هولنديين مشهورين من القرن السابع عشر معلقة الى جانب لوحات لمعارك بحرية ولمجسم يزيد عن مترين لسفينة تعود الى تلك الفترة ومجموعة من الاسلحة الشرقية اهديت الى اميرال هولندي في العام 1680. ويعرض المتحف حوالى ثمانية الاف قطعة موضوعة في 80 صالة تروي 800 سنة من تاريخ هولندا من 1200 الى 2000 "من القرون الوسطى الى موندريان". وتبلغ مساحة المتحف 30 الف متر مربع من بينها 12 الفا مخصصة للعرض

اللوفر ابوظبي

في السياق ذاته كشف متحف اللوفر ابوظبي، المشروع المشترك بين حكومتي فرنسا والامارات، عن جزء كبير من مجموعته الدائمة التي استحوذ عليها بتمويل من الامارة الغنية بالنفط وتضم اعمالا توثق الابداع البشري منذ ما قبل التاريخ الى الزمن المعاصر. فمن الفن الفرعوني الى بيكاسو، ومن المنمنمات الاسلامية الى صفاء خطوط الفنان الهولندي الحداثي موندريان، يؤكد المتحف على طابعه "الكوني" العابر للثقافات والازمنة، فيما بعض اعماله لم يشاهد من قبل. وتم الكشف في مبنى منارة السعديات عن اكثر من 130 عملا ضمن معرض "نشأة متحف" الذي يضم قسما كبيرا من المجموعة الدائمة التي استحوذ عليها اللوفر ابوظبي حتى الآن. ولن يفتح المتحف الذي صممه المعماري جان نوفيل، قبل 2015.

وكان المشروع اطلق ضمن اتفاق بين امارة ابوظبي والحكومة الفرنسية عام 2007. وقد نص الاتفاق على تمويل بمليار يورو من الجانب الاماراتي، مقابل استخدام اسم اللوفر في ابوظبي لمدة ثلاثين عاما وتقديم وكالة المتاحف الفرنسية خبرتها لمساعدة الامارة على الاستحواذ على مجموعة دائمة للمتحف. كما يتضمن الاتفاق برنامج اعارة للاعمال التي يملكها متحف اللوفر الباريسي للمتحف الاماراتي.

وفي اسلوب سيعتمده المتحف في المستقبل، يقوم بوضع اعمال فنية من حقبة واحدة وانما من اماكن متباعدة جغرافيا تعكس تعبيرا فنيا متشابها في الشكل او الموضوع في ما يشبه حوارا بين الثقافات. كما يجمع بين اعمال من حقبات مختلفة تقدم تعبيرا انسانيا متشابها. فتثمال بافاري من القرن الخامس عشر يجسد المسيح مظهرا جروحه، يتجاور مع تمثال للالهة الهندوسية شيفا من القرن العاشر.

كما يعرض تمثال لكاتب روماني من القرن الثاني مع تمال بوذي من الحقبة نفسها، ما يظهر تأثير الفنون اليونانية والرومانية على فنون آسيا في تلك الحقبة كنتيجة لحملات الاسكندر الكبير الى الشرق. ويقدم المعرض مجموعة منمنمات من راجستان الهندية وشيراز الايرانية معا مقابل الرسومات اليابانية الدقيقة.

ومن ابرز اعمال المتحف، لوحة لبابلو بيكاسو لم تعرض قط من قبل وتمثل رسما بتقنية الصور الملصقة (كولاج) لحفيدة القصير الروسي اسكندر الثاني. وفي قاعة مخصصة للوحات، تتجاور لوحة بيكاسو هذه مع اخرى للسوريالي رينيه ماغريت، والى جانهما لوحة "الاطفال المتصارعون" لبول غوغين، و"الغجري" لادوارد مانيه، و"العذراء والطفل" لبيليني من عصر النهضة.

وقالت امينة المعرض ومديرة امناء وكالة متاحف فرنسا لورانس ديكار "ان المعرض هو ملخص لما سيكون عليه متحف اللوفر ابوظبي، وهو متحف كوني ابتكر لعصرنا ولهذه المنطقة من العالم". وبحسب ديكار، فان المتحف سيقدم "قصة تمتد من زمن ما قبل التاريخ الى الازمنة المعاصرة، ما سيعطي الزائر الامكانية لفهم التنوع الفني في العالم خلال حقبة معينة من التاريخ".

ولا يبدو ان مجموعة اللوفر ابوظبي مقيدة بمعايير ثقافية او بمحظورات، فهي تضم اعمالا من الارث الاسلامي والمسيحي واليهودي والبوذي والهندوسي، اضافة الى بعض مشاهد العري كما في لوحه "فينوس" للويس جان فرانسوا لاغروني من القرن الثامن عشر. وقال اوليفييه غابيه، وهو نائب ديكار"لم يكن هناك خطوط حمراء. يمكن ببساطة ان نلاحظ ذلك. انه امر يحسب لابوظبي".

وبحسب غابيه فان متحف اللوفر ابوظبي هو "متحف كوني وحصري" اذ ان بعض الاعمال لم تعرض قط من قبل، وتم الاستحواذ عليها من مجموعات فنية خاصة، لاسيما من عائلة جوزيفوفيتس الثرية المقيمة في سويسرا، وذلك بفضل "شبكة العلاقات" التي تملكها وكالة المتاحف الفرنسية التي تشرف على 12 متحفا في فرنسا وعلى رأسها اللوفر.

وتسبب المشروع غير المسبوق الذي اطلق في عهد جاك شيراك وسيؤدي لاول مرة الى تصدير اسم اللوفر الى الخارج، بجدل كبير في فرنسا. وقالت ديكار في هذا السياق "الجدل مسألة فرنسية داخلية، ونحن الفرنسيون اقوياء جدا في الجدل، الا اننا لحسن الحظ لن نصدر هذا الجدل الى هنا".

ويجسد المتحف رغبة ابوظبي في التحول الى عاصمة ثقافية مستفيدة من العائدات النفطية الضخمة. وتتنافس الامارة خصوصا مع قطر التي تنفق، لاسيما من خلال الاسرة الحاكمة، مليارت الدولارات على المتاحف وعلى الاستحواذ على الاعمال الفنية الشديدة الشهرة. وقالت ديكار في هذا السياق "نحن لم نسع قط للدعاية، اردنا ان نقيم متحفا يخبر قصة معينة. انه عمل جدي وفي العمق". بحسب فرنس برس.

وسيكون اللوفر واحدا من ثلاثة متاحف كبرى على جزيرة السعديات قبالة شواطئ ابوظبي، وهو سيشكل جزيرة بحد ذاتها تعلوه قبة عملاقة قطرها 180 مترا فيها فتحات متشابكة مستوحاة من سعف النخيل وتسمح لاشعة الشمس بالدخول الى اروقة المتحف. وسيتم افتتاح متحف زايد الوطني على جزيرة السعديات في 2016 ومتحدف غوغنهايم في 2017.

متاحف فلسطينية

من جانب اخر وضع مسؤولون فلسطينيون حجر الاساس لمتحف قرب رام الله في الضفة الغربية المحتلة يعنى بحفظ الذاكرة الفلسطينية و"تعزيز الثقافة الفلسطينية بكل اركانها". والمتحف الذي سيبنى في بلدة بيرزيت تحت اسم "المتحف الفلسطيني" سيعنى بحسب المسؤولين عنه "بالتأمل والحوار وتبادل الآراء في امور الثقافة والتاريخ الفلسطيني من خلال المعارض الخلاقة والبحوث والبرامج التعليمية، كما سيكون أداة لتعزيز الثقافة الفلسطينية بكل أركانها".

وبحسب رئيس فريق عمل المتحف عمر القطان فان "المتحف الفلسطيني يهدف الى فتح حوار مختلف عن فلسطين وعن شعبها ولربط واحتضان الفلسطينيين أينما كانوا"، معربا عن الامل في "ان يوفر المتحف مساحة غنية بالمعلومات عن فلسطين والفلسطينيين وأن يشجع البحث في اهم القضايا، والتي سيتم التعبير عنها من خلال وسائل متنوعة.

واضاف انه على الرغم من ان "المتحف عن الفلسطينيين ويعنى بالتاريخ الفلسطيني الحديث، الا انه ليس موجها للفلسطينيين فحسب، فنحن نريد ان يكون المتحف الفلسطيني مساحة تحتضن الجمهور الاوسع من كافة أنحاء العالم". وتبلغ التكلفة الاجمالية للمتحف الذي ستصل مساحته الى 40 الف متر مربع ويقع بقرب جامعة بيرزيت 20 مليون دولار، وسيبنى على مرحلتين تنتهي الاولى منهما في خريف 2014.

وتصميم المتحف وضعه مكتب هندسة معمارية مقره دبلن، في حين تتولى تمويله منظمة ويلفير الخيرية المستقلة التي اسسها رجال اعمال فلسطينيون. وشددت وزيرة الثقافة الفلسطينية سهام البرغوثي على "اهمية العلاقة بين الذاكرة والتاريخ الفلسطينيين واهمية ابقاء الروابط مع الفلسطينيين في سائر انحاء العالم"

الى جانب ذلك تحمل الأسلاك الشائكة والعلم الإسرائيلي الذي يرى عن بعد ذكريات بغضية للفلسطينيين في غزة من الأيام التي كان فيها هذا المكان معتقلا يضم عشرات الأسرى. وبني سجن السرايا عام 1936 إبان الانتداب البريطاني على فلسطين واستخدمه المصريون بعد ذلك خلال فترة إدارتهم للقطاع بين عامي 1947 و1967 ثم استخدمته القوات الإسرائيلية بعد أن احتلت القطاع.

وسيطرت السلطة الفلسطينية على السجن عام 1993. لكنه تحول الآن إلى متحف يفتح أبوابه للزائرين ليتعرفوا على معاناة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وذكر عبد الله قنديل المتحدث باسم جمعية (واعد) للأسرى والمحررين أن المتحف يهدف إلى التعريف ‘بواقع′ ما يجري في المعتقلات الإسرائيلية. وقال جاءت فكرة إنشاء هذا المكان أولا حتى نخرج من الروتين والنمط التقليدي في التعاطي مع قضية الأسرى وملف الأسرى على الأقل في الجانب الشعبي والجماهيري. هذا أولا..

وأردنا ثانيا أن نقرب الصورة أكثر فأكثر سواء كان هنا للشارع الفلسطيني.. للمواطن.. للشارع المحلي.. حتى يرى عن كثب ويعاين عن واقع كيف هي طبيعة السجون الصهيونية المعروفة بالقسوة.’ ويقدر عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل بما يزيد على 4700 أسير. وتحتجز إسرائيل أعدادا من الفلسطينيين بموجب ما يسمى الاحتجاز الإداري بناء على أقوال شهود يدلون بها خلال محاكمات عسكرية غير علنية. وتزعم إسرائيل أن هذا الإجراء يحول دون وقوع هجمات عليها ويحفظ سرية مصادر معلوماتها.

وتشير بيانات جمعية الضمير الفلسطينية لحقوق الإنسان إلى أن عدد الأسرى الفلسطينيين الخاضعين للاحتجاز الإداري في إسرائيل تراجع مما يزيد قليلا على 300 أسير إلى 178 أسيرا في يناير كانون الثاني الماضي. وقال عبد الله ‘ليبدأ من جديد دور فلسطيني شعبي وصولا إلى مرحلة الكفاح المسلح التي بتنا نثق بقدرتها وبتنا نعتقد أنها الطريق الوحيد لتحرير الأسرى وما سوى ذلك يعتبر سراب. الجهد الشعبي يجب أن يبدأ ويجب أن يشكل انطلاقة ويجب أن تنتقل شرارته وصولا إلى فعل شعبي مقاوم يعني يمتد إلى الكفاح المسلح لتحرير كافة الأسرى من سجون الاحتلال.’

جولات الزائرين داخل سجن السرايا بعد تحويله إلى متحف تجربة مفعمة بالمشاعر لكثيرين منهم.

وقالت زائرة تدعى هداية الخليلي أنا الحمد لله باقول حتى هذا المكان ذكرني لما توي دخلت الغرف هذه.. ذكرني بموقف ابني داخل السجن وإن شاء الله هيك ربنا بفك أسرهم كلهم. ويعني هذا خلانا نتأثر في قلوبنا على وضع داخل السجن هذا اللي شفته أنا. بحسب رويترز.

وقالت زائرة أخرى تدعى سلوى المشهراوي كان هذا بذركنا بحاجات كثير.. حاجات الهم والغم والنكد والبكاء والحسرة. لكن ما كنا ندمانين. صحيح أولادي الاثنين وزوج بنتي وزوج بنتي وزوج بنتي غاليين لكن الدين والوطن والعقيدة أغلى من هيك. ويأمل المسؤولون عن المشروع أن يصبح سجن السرايا موقعا تذكاريا للفلسطينيين الذين فقدوا حياتهم فيه وفي المعتقلات الإسرائيلية.

متاحف أخرى

في السياق ذاته يعمل رجل في ولاية فلوريدا الأميركية على صنع نسخة عن سفينة نوح، بهدف تحويلها إلى متحف وحديقة للحيوانات. وذكرت صحيفة (ميامي هيرالد) أن رودولفو ألميرا، استلهم فكرة صنع السفينة بعد أن شاهد الحيوانات وهي تسعى جاهدة للعثور على الطعام والمأوى بعد إعصار كاترينا.

وأطلق ألميرا على المركب اسم السفينة المخبأة ويعمل على صنعها بمساعدة 3 أصدقاء، ويقول إنه يستند في ذلك إلى التعليمات التي أعطاها الله لنبيّه نوح. وقد بدأ العمل على السفينة قبل 6 أشهر، وجمع تبرّعات بقيمة 300 ألف دولار، على الرغم أن التكلفة الإجمالية لها تصل إلى 1.5 مليون دولار. ويتوقع أن يصل طول السفينة عند انتهائها إلى 500 قدم وارتفاعها إلى 3 طوابق. وستضمّ متحفاً ومتجراً وحديقة حيوانات صغيرة فيها ماعز وخنازير ودجاج وحيوانات صغيرة أخرى. وأكد ألميرا أن السفينة غير مرتبطة بديانة معيّنة.

على صعيد متصل أعلنت مجموعة الضغط السياسي كونسيرفاتيف ويي فوروورد (سي دبليو أف) التي تضم أنصار مارغريت تاتشر في حزب المحافظين، أنها تعتزم إنشاء مكتبة ومتحف لإبراز ما حققته المرأة الحديدية التي توفيت في الثامن من نيسان/أبريل. وكشفت المجموعة عن نيتها حشد 15 مليون جنيه استرليني (18 مليون يورو) من الموارد المالية الخاصة بغية إنشاء هذا المجمع الجديد في وسط لندن الذي سيتسنى فيه للزوار اكتشاف مقتنيات شهيرة لتاتشر، مثل حقيبة يدها أو بذلتها الزرقاء.

وقال بن إليوت من مجموعة سي دبليو إف التي رئستها تاتشر منذ تأسيسها في العام 1990 على أيدي برلمانيين محافظين إن: هذا المركز سيفتح أبوابه للباحثين والطلاب والسياح الذين سيكون في وسعهم الإطلاع على إنجازات مارغريت تاتشر وقيمها الأساسية. وأفادت المجموعة بأن هذا المشروع يحظى بدعم ثلاثة وزراء أقله من حكومة رئيس الوزراء ديفيد كامرون، بالإضافة إلى شخصيات خاضت غمار السياسة في الثمانينات. وقد تولت مارغريت تاتشر رئاسة الوزراء في بريطانيا من العام 1979 إلى العام 1990. بحسب فرنس برس.

وأكدت المجموعة أنها تلقت تبرعات كبيرة وهي تجري مفاوضات لشراء أراض بالقرب من ويستمنستر في قلب العاصمة البريطانية السياسي. وأوضحت أن فكرة إنشاء متحف مخصص للمرأة الحديدية تعود للعام 2009، وكان يتم اطلاع تاتشر بمستجدات المشروع خلال السنوات الأخيرة. وكان رئيس بلدية لندن بوريس جونسون قد اقترح ضع تمثال لرئيسة الوزراء السابقة في ساحة ترافلغار. وطلب كاميرون مهلة للتفكير في أفضل طريقة لتكريم تاتشر التي توفيت عن 87 عاماً إثر جلطة دماغية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 23/نيسان/2013 - 12/جمادى الآخرة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م