أغنياء العالم... بين المال والشهرة

 

شبكة النبأ: لايزال الأغنياء وأصحاب المليارات في العالم هم محط الاهتمام من قبل العديد من وسائل الإعلام التي تسعى الى رصد أعدادهم وثرواتهم التي تفوق في بعض الأحيان ميزانية بعض الدول لعدة سنوات وهو ما تثبته بعض التقارير والأرقام المعلنة التي تؤكد ازدياد أعداد الأثرياء على الرغم من المشاكل الاقتصادية والأزمات المتواصلة التي يشهدها العالم، وفي هذا الشأن فقد وصل أصحاب المليارات الى 1426 شخصا أي انه ارتفع أكثر بمئتين شخص مقارنة بالعام الماضي، ولا يزال المكسيكي من اصل لبناني كارلوس سليم متربعا صدارة ترتيب اغنى أغنياء العالم للعام 2013 الذي تعده مجلة "فوربز" الاميركية. اما الدول الاربع التي تعد اكبر عدد من هؤلاء الاثرياء فهي الولايات المتحدة (442) والصين (122) وروسيا (110) والمانيا (58).

وللسنة الرابعة على التوالي لا يزال المكسيكي كارلوس سليم اغنى اغنياء العالم على ما جاء في التصنيف العالمي لمجلة فوربز الاميركية للعام. وتقدر ثروة كارلوس سليم صاحب امبراطورية الاتصالات، بحوالى 73 مليار دولار (بزيادة اربعة مليارات مقارنة مع العام الماضي) وهو تقدم على الاميركي بيل غيتس احد مؤسسي مجموعة مايكروسوفت (67 مليار دولار بزيادة قدرها ستة مليارات دولار مقارنة بالعام الماضي). وحل في المرتبة الثالثة الاسباني امانثيو اورتيغا مؤسس شركة زارا للالبسة مع 57 مليار دولار ( بزيادة 19,5 مليار دولار) الذي تقدم مرتبتين متجاوزا رجل الاعمال الاميركي وارن بافيت الذي حل رابعا مع 53,5 مليار دولار ( بزيادة 9,5 مليارات دولار مقارنة بالعام 2012). وحل في المرتبة الخامسة الاميركي لاري اليسون من شركة اوراكل مع 43 مليار دولار.

وباتت الفرنسية ليليان بيتانكور (لوريال) اغنى نساء العالم مع ثروة تقدر بحوالى ثلاثين مليار دولار (+6 مليارات) منتقلة من المرتبة الخامسة عشرة العام الماضي الى المرتبة التاسعة. وقد تقدمت تاليا على الاميركية كريستي والتون وريثة متاجر والمارت التي كانت حتى الان اغنى نساء العالم وقد حلت هذه السنة في المرتبة الحادية عشرة مع 28,2 مليار دولار.

ولم تشكل الازمة الاقتصادية اي مشكلة بالنسبة لاثرى اثرياء العالم الذين جمعوا ثرواتهم في العقارات والطاقة والتكنولوجيا والمال والصناعات الغذائية او حتى الدين. فعددهم بات هذه السنة 1426 شخصا اي اكثر بمئتي شخص مقارنة مع العام 2012 وهو عدد قياسي منذ بدء اعداد هذا التصنيف قبل 27 عاما. وكان عددهم 140 مليارديرا في القائمة الاولى التي اعددتها فوربز مع مجموع 295 مليار دولار.

وتبلغ ثروة اغنى الاغنياء وبينهم 138 امرأة هذه السنة، مجتمعة 5400 مليار دولار في مقابل 4600 مليار العام الماضي على ما تفيد مجلة فوربز. واصغرهم هو داستن موسكوفيتز (28 عاما) مع ثروة تقدر ب3,8 مليارات دولار. وكان احد مؤسسي فيسبوك الى جانب مارك زاكربرغ الذي انتقل من المرتبة الخامسة والثلاثين الى المرتبة السادسة والستين مع تراجع ثروته ب4,2 مليارات دولار. اما اكبرهم سنا فهو ديفيد روكفلر (97 عاما) الذي يمتلك 2,7 مليار دولار.

وكان البرازيلي ايكي باتيستا (طاقة ومناجم) الخاسر الاكبر هذه السنة مع تراجع ثروته 19,4 مليار دولار فانحدر من المرتبة السابعة الى المرتبة المئة. وقد خسر بحسب "فوربز" اكثر من مليوني دولار في الساعة. اما الفرنسي برنار ارنو فقد تراجعت ثروته 12 مليار دولار فانتقل من المتربة الرابعة الى المرتبة العاشرة. بحسب فرنس برس.

وبحسب المناطق، تبقى الولايات المتحدة متصدرة لعدد اصحاب المليارات مع 442 مليارديرا (425 في 2012) تليها منطقة آسيا-المحيط الهادئ (386) فاوروبا (366) واميركا الجنوبية (129). وقد دخلت اربع دول للمرة الاولى التصنيف وهي انغولا ونيبال وسوزايلاند وفيتنام. ومن اصحاب المليارات الجدد ادير ماسيدو (المرتبة 1268) وهو قس برازيلي اسس كنيسة في ريو كما انه صاحب محطة تلفزيونة وقد باع عشرة ملايين كتاب.

فوربز و الوليد بن طلال

في السياق ذاته ردت مجلة فوربز التي تنشر ابرز قائمة المليارديرات في العالم على قرار الامير السعودي الوليد بن طلال بقطع علاقاته معها احتجاجا على تقييمها الذي قلل بنظره من ثروته، باتهام الوليد بانه "ضخم بشكل منهجي" الحجم الحقيقي لثروته. وكانت فوربز وضعت الوليد في المرتبة 26 عالميا بين اغنى اغنياء العالم، مقدرة ثورته بعشرين مليار دولار، بينما يقدر هو ثروته ب29,6 مليار.

وقالت فوربز في مقالة طويلة انها اعتمدت على القيمة الحقيقية لاستثمارات الوليد بدلا من سعر اسهم مجموعته القابضة في سوق المال السعودي. وكتبت المحررة في فوربز كيري دولان ان "مسؤولين في مجموعة الوليد ما انفكوا يقولون لي خلال السنوات القليلة الماضية بان الوليد، وبالرغم من كونه احد اغنى اغنياء العالم ـ يقوم منهجيا بتضخيم حجم ثروته بزيادة عدة مليارات من الدولارات". واضافت ان "القيمة التي يحددها الامير لشركاته تبدو احيانا كانها حقيقة متغيرة، بما في ذلك قيمة اسهم مجموعة المملكة القابضة التي يتم تداولها في البورصة، فهي ترتفع وتنخفض على اساس عوامل تبدو وكانها اكثر ارتباطا بقائمة فوربز للمليارديرات من ارتباطها بالاساسيات".

وقالت المجلة ان الامير كان يمارس ضعوطا عليها لاعتماد تقديره الخاص لثروته وهو 29,6 ملير دولار، "الامر الذي قد يعيده الى قائمة اغنى عشر اشخاص في العالم". واعلن الامير السعودي قطع علاقاته مع مجلة فوربز وطلب رفع اسمه عن القائمة بسبب ما قال مكتبه انه استخدام متعمد لمعلومات خاطئة حول الحجم الحقيقي لثروته. وقال بيان للمكتب الخاص للامير السعودي ان الامير الوليد بعث برسالة الى رئيس مجلة فوربز ستيف فوبرز طالبا منه "شطب اسمه عن القائمة". بحسب فرنس برس.

كما اعلمه ان "المسؤولين في المملكة القابضة (المجموعة التي يملكها) لن يتعاونوا من الان فصاعدا مع فرق التقييم التابعة لفوربز". وبحسب البيان، فان الامير الوليد اتخذ هذا القرار "بعد ان شعر بانه لم يعد قادرا على المشاركة في عملية اسفرت عن استخدام معلومات خاطئة بطريقة يبدو انها مصممة ضد المستثمرين والمؤسسات من الشرق الاوسط". واشار البيان الى "تحيزات ومغالطات متعمدة في عملية التقييم التي تعتمدها فوربز" خصوصا مع رفض المجلة هذه السنة اعتماد القيمة الفعلية للاسهم في سوق المال السعودي، وهو الاكبر في الشرق الاوسط. كما تحدث عن "مزاعم متحيزة مبنية على شائعات بان التلاعب بالاسهم هو الهواية الوطنية في السعودية لانه ليس هناك كازينوهات".

هندي يتبرع

على صعيد متصل تبرع الملياردير الهندي عظيم بريمجي صاحب شركة "ويبرو" للمعلوماتية بمبلغ 2,3 مليار دولار (1,74 مليار يورو) لجمعية خيرية تعنى بمجال التربية. وسبق لبريمجي الذي بنى امبراطوريته انطلاقا من شركة لزيوتت الطبخ ان تبرع العام 2010 بملياري دولار الى هذه الجمعية التي تحمل اسم "مؤسسة عظيم بريمجي". وحول بريمجي اسهما بقيمة 2,3 مليار دولار من شركته الى المؤسسة التي تمول تدريب معلمين هنود وبناء مدارس على ما جاء في بيان. بحسب فرنس برس.

وانضم بريمجي بذلك الى نادي اصحاب المليارات المحسنين المعروف باسم "غيفينغ بليدج" (تعهد العطاء) الذي انشأه مؤسس مايكروسفوت بيل غيتس والمستثمر الاميركي وارن بافيت. ويعتبر بريمجي ثالث اثرياء الهند مع ثروة تقدر بحوالى 16 مليار دولار على ما اظهر تصنيف اكبر الثروات العالمية لمجلة فوربز للعام 2012. وقال لدى انضمامه الى "غيفينغ بليدج" ان اغنى الاغنياء "عليهم المساهمة كثيرا في محاولة ايجاد عالم افضل لملايين الاشخاص الذين لا يتمتعون بالحظوة ذاتها".

اصحاب الثراء

قال المكتب الاستثماري للملياردير الروسي دميتري ريبولوفليف ان ابنته اشترت الجزيرة السياحية اليونانية التي تزوج فيها امبراطور الشحن البحري الراحل اريستوتل اوناسيس جاكلين كنيدي في الستينات في زيجة تاريخية شهيرة. ولم يكشف عن ثمن البيع. وقدرت وسائل اعلام يونانية ثمن الجزيرة بأكثر من 100 مليون دولار وقالت ان إكاترينا ريبولوفليف لا تريد الجزيرة من أجل اللهو فقط وانما ترغب في استغلالها تجاريا.

واشترت إكاترينا (24 عاما) جزيرة إسكوربيوس التي تقع قبالة السواحل الغربية لليونان من أثينا اوناسيس روسيل (28 عاما) حفيدة اوناسيس والوريثة الوحيدة الباقية من سلالة قطب الشحن البحري الراحل. وقال ممثل لمكتب استثمارات اسرة ريبولوفليف بعد ان طلب عدم الكشف عن هويته "إكاترينا سعيدة بأن الصندوق تفاوض على هذه الصفقة. هي تنظر لهذ الاستحواذ على أنه استثمار مالي طويل الاجل." واشترت إكاترينا ريبولوفليف ايضا جزيرة إسبارتي الصغيرة المجاورة.

ودميتري ريبولوفليف هو مالك نادي ايه.اس. موناكو لكرة القدم والمؤسس الشريك في شركة اورالكالي الروسية لإنتاج البوتاس وله تاريخ في شراء العقارات الشهيرة.

واشترى اريستوتل اوناسيس جزيرة إسكوربيوس في عام 1963 وحول الجزيرة القاحلة إلى منتجع فاخر زرع فيه آلاف الأشجار واستورد لها الرمال لكساء الشواطئ. وفي عام 1968 تزوج من جاكلين كنيدي ارملة الرئيس الامريكي الذي تم اغتياله جون كنيدي.

وبعد وفاة اوناسيس عام 1975 انتقلت ملكية إسكوربيوس إلى ابنته كريستينا التي توفيت بأزمة قلبية عن 37 عاما في اواخر الثمانينات بعد تاريخ من ادمان المخدرات والسمنة واربع زيجات فاشلة. ودفن اوناسيس وابنه الكسندر الذي قتل في سقوط طائرة وعمره 25 عاما وكريستينا في جزيرة إسكوربيوس. وكانت اثينا اوناسيس روسيل في الثالثة من عمرها عندما توفيت امها.

وقال رئيس بلدية جزيرة ميجانيزي المجاورة والمسؤول اداريا عن جزيرة إسكوربيوس افستاثيوس زافيتسانوس ان الصفقة على الأغلب ستكون ايجارا طويل الأجل حيث يقول بعض المحامين ان اريستوتل اوناسيس أوصى بألا تباع الجزيرة أو تخرج عن ملكية اسرته. وقال "عشنا مع اسطورة اوناسيس وهي لن تزول ابدا. كما ترون فإن اريستوتل كان قريبا من المجتمع المحلي الصيادين والسكان. لم يكن مجرد رجل ثري فقد كان محبوبا." ووردت انباء غير مؤكدة في وسائل الإعلام اليونانية ان بيل جيتس الملياردير الامريكي والشريك المؤسس في مايكروسوفت ونجمة البوب الامريكية مادونا حاولا في وقت سابق الاستحواذ على إسكوربيوس.

من جانب اخر اقترح الملياردير الروسي الكسندر ليبيدف المساهم في شركة ايروفلوت دخول نجله البالغ 15 شهرا الى مجلس ادارة اكبر شركة طيران روسية في "مزحة" موجهة على ما قال لانتقاد طريقة ادارة الشركات العامة. وقال صاحب الامبراطورية الاعلامية والمصرفية المعروف بانه من منتقدي الكرملين في رسالة تويتر ان "مغزى هذه المزحة هو: اذا كانت مجالس ادارة الشركات العامة لا تملك اي سلطة فعلية فلم نعين بالغين فيها؟"

و نشرت ايروفلوت التي تملك الدولة الروسية 51 % من اسهمها وهي عضو في تحالف "سكاي تيم" مع اير فرانس-كاي ال ام، قائمة باسماء 14 مرشحا اختارهم مجلس الادارة. وستعرض هذه الاسماء على المساهمين الذين سيختارون منهم 11. وبين المرشحين الذين اختارهم مصرف الاحتياط الوطني الذي يشرف عليه ليبيديف اسم "ايغور الكسندروفيتش ليبيديف" الذي عرفت عنه الصحف الروسية على انه نجل الملياردير البالغ فقط 15 شهرا. وقال ليبيديف لموقع "غازيتا.روس" الالكتروني انه بات يملك 5 % من شركة ايروفلوت في مقابل 15 % في 2011.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 20/نيسان/2013 - 9/جمادى الآخرة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م