يقول خبير إقتصادي أمريكى: " إنا كنا نقدم دراسات ونصائح لبعض
البلدان لا أساس لها من الصحة، من الناحية الواقعية والإقتصادية. بل هي
دراسات مفبركة لمجرد خداع الأطراف المقدمة لها... لتحقيق المصالح
الخاصة لشركات الدول المتقدمة. " بل إن مؤلف الكتاب الذي يحوى هذه
الاعترافات الخطيرة ( جون بيركينز) يسمى نفسه:" الإقتصادي القاتل
"..... فلا حول ولا قوة إلا بالله.
ومن لايصدق هذا الحديث فليتجه إلى موقع: طريق النزاهة. ليطلع على
المزيد.
المصيبة الباطنة هنا ليست قيام خبير كافر أجنبي مكلف رسميا بتخريب
إقتصاد بلد ما كالعراق أو الجزائر أو مصر أو المغرب، بل المصيبة
الحقيقية هي أن يقوم قادة بلدان عربية وطنيين منتخبين بتنفيذ سياسات
إقتصادية وإدارية تؤدي إلى نفس النتائج التي رسمها وحققها الاقتصادي
الأمريكي المخرب !!! بل يتفوقون عليه في إنجازاتهم التخريبية الواسعة.
فماذا تقولون يا سادة؟ أليس هذا عصرا عربيا فاشلا مخجلا، محبطا؟
والأمثلة كثيرة لمثل هذه النتيجة الواضحة، بل الصاعقة لكل ذي ضمير
مسلم حي ـ وانظروا إلى: العراق. الجزائر. المغرب. مصر. اليمن. والقادم،
والمسكوت عليه ربما أسوأ.
هنا يراودنا جميعا سؤال يساوى مليون دولار، كما يقول الأمريكيون: ما
العمل؟؟
ماذا نستطيع أن نعمل لنخرج من هذا المأزق. عمل مادي ملموس يتحدى
الوضع الراهن، ويهزه، ويفرض عليه إرادة الشعب في أن يسمع رأيه ويحترمه
وينفذ مطالبه. هل ما يقوم به الشباب المصري الرافض لهيمنة الإخوان هو
الأسلوب الأقرب للمطلوب؟ وماذا عن مظاهرات العمال العاطلين بالجزائر.
والمقالات والأخبار المخجلة التي تنشرها الصحف باستمرار عن الفساد
المستشري هناك. والشباب الناقمون على الوضع اللإنساني بالمغرب.
ومظاهرات طوائف الشعب الجائعة، المهملة، والمقهورة بالعراق.
ونداءات العاطلين عن العمل، المخدوعين بكلام السياسيين المتلونين
باليمن.
لكن مهلا: يا ترى ماذا يقول الخبراء العرب القريبون من المعاناة
اليومية في البلدان العربية المصابة بسرطان الفساد؟ الكاتب العراقي،
علي البصري، له رأى متخصص محدد. فهو يقول: " على حكومة العراق تأسيس
مراكز دراسات ومؤسسة مستشارين على معرفة ودراية. للرجوع إليها
والاسترشاد برأيها في الأمور الاقتصادية. دون أن تدخل مثل هذه المؤسسات
ضمن التقسيمات الحزبية ".
فماذا أنتم قائلون أيها القراء المهتمون بإنقاذ هذا البلد، وكل بلد
عربي مصاب؟ هل توافقون الأستاذ علي البصري فيما اقترحه وما يرمى إليه؟
أنا لا اتفق مع هذا الرأي. لأن هذا حل متأخر، سيستغله الثعالب
السياسيون من اليمين والوسط واليسار لمصالحهم الضيقة، وتضيع مصلحة
الشعب، كما تضيع الإبرة في نهاية السلك الطويل. بل سيستغلون الفكرة
كأداة دعائية تمويهية لتغطية ما تسببوا فيه من الفساد. وهم يبطنون عكس
ما يقولون. لأنهم هم مصدر الفساد. السياسيون في المراكز القيادية
المتمرسون في الفساد لا يتعلمون الدروس المستقاة من فشلهم ومن معاناة
شعوبهم إلا إذا واجهوا صوتا قويا واحدا متحدا مصرا على التغيير. فهؤلاء
لن يتخلوا عن مراكز القوة إلا إذا واجهتهم الجماهير الشبابية الغاضبة
وسط الميادين العامة، كما رأوا في تونس وليبيا ومصر.
العدالة تطارد المفسدين
هنا نتجه بأنظارنا إلى تجارب الشعوب من حولنا لنرى كيف واجهت أمثال
هؤلاء المفسدين. حتى نزداد وعيا ونتعظ ونتعلم:
ـ تمكن وزير الطاقة الجزائري السابق شكيب خليل من الهروب من الجزائر
بالرغم من صدور أمر بمنعه من المغادرة. وذلك قبل ساعات من إستدعائه
للتحقيق في مسلسل جرائم الفساد النفطي الذي يهز شركة سوناطراك
الجزائرية النفطية. ويقول شاهد مهم بشركة سايبيم إن سياسيين ورجال
أعمال ووزراء جزائريين قبضوا رشاوى من الايطاليين لتسهيل الحصول على
عقود نفطية بلغت قيمتها 11 مليار دولار. (الشروق أون لاين).
ـ أمرت الادارة الأمريكية بتعيين قاض فدرالى للتحقيق في عقود موقعة
بين شركة سوناطراك الجزائرية وشركات أمريكية بسبب الشكوك التي تتعلق
بدفع رشاوى لمسئولين جزائريين للفوز بعقود نفطية ضخمة. ( الجزيرة)
ـ تقول مؤسسة الشفافية الدولية إنها تستهجن الصمت الغريب للحكومة
الجزائرية حيال قضية الرشاوى الدولية التي تورط فيها وزير الطاقة
السابق شكيب خليل.
ـ يقول رئيس الجمعية الجزائرية لمكافحة الفساد:" إن عدم معاقبة
المسئولين المتورطين في فضائح الفساد... حول الجزائر إلى غابة يحكمها
قانون الغاب".
ـ وجه الشيخ سلمان العودة تحذيرا شديدا إلى الحكومة السعودية مطالبا
إياها بإتخاذ الخطوات الجادة لتطوير سياساتها والقضاء على الفساد
وإطلاق سراح المحتجزين السياسيين " قبل أن تشتعل نار العنف". (عن سى أن
أن).
ـ يقول تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي:"إن العجز عن توليد فرص
العمل بالسرعة المطلوبة ما زال يهدد بزيادة التوتر الاقتصادي
والاجتماعي في المنطقة العربية. وحذر التقرير من ثلاث عوامل خطيرة تهدد
بتعطيل التقدم وإشعال الاضطرابات وهي: السياسات التقشفية الخاطئة
وانعدام المساواة بين المواطنين وضعف المشاركة السياسية.
ـ تقول صحيفة الثورة اليمنية إن جرائم الفساد كبدت اليمن خلال
السنوات الماضية 10 مليار دولار. وهذا راجع لخصخصة مؤسسات وأصول حكومية
بأسعار تمثل ربع قيمتها الحقيقية ونهب أراضى الدولة والإعفاءات
الضريبية للمسئولين ورجال الأعمال الفاسدين والنافذين وسوء الادارة
بالمؤسسات الانتاجية. (طريق النزاهة).
ـ العراق الجائع يملك 700 مليار دولار، تقول صحيفة غربية. ولم يكن
العراقيون يتخيلون سنة 2003 أن تمر عليهم عشر سنوات دون أن يطرأ أي
تحسن على الوضع الاقتصادي رغم تراكم هذه الثروات. بل يؤكدون أن
الاقتصاد والبنية التحتية هي الآن في وضع أسوأ مما كانت عليه قبل عشر
سنوات. والسبب: الفساد السياسي والاقتصادي بين المسئولين الكبار.
تعليقات القراء العرب المقهورين المكبوتين
على أخبار الفساد في الجزائر عبر الإنترنت
محمود صوان، تونس: ماذا يعتقد السياسيون المستهترون بإرادة الشعب
الجزائري.
هل أن البلد ماهي إلا عزبة ورثوها عن آبائهم؟
طاهر الأسمع، ليبيا: أليس من العيب أن تصدر هذه الأخلاق من رعيل
الثورة الخالدة؟
لكن البركان لن يصمت طويلا. فقد جاوز السياسيون الفاسدون المدى.
أميرة البوعيشى، المغرب: لاشك أن هؤلاء فقدوا جزءا مهما من دينهم
وأخلاقياتهم.
المبروك بوحجلة، الجزائر: إذا كانت هذه هي الديموقراطية، فلعنة الله
عليها.
محمد حافظ، مصر: ما يحز في النفس أن هؤلاء أشخاص مثقفون ومن عائلات
مجاهدة.
عبد الرحمن الوافي، ليبيا: عليكم أيها الشباب، يا جزائريين يا أحرار
أن تقولوا لهؤلاء:
كفى ! ليس بالكلام ـ بل بالتجمع كل يوم جمعة بعد الصلاة. وتهتفوا
بصوت واحد: عاقبوا المفسدين حالا. عاقبوا المفسدين السابقين والحاليين
حالا. حالا. ولا تكفوا عن التظاهر حتى يتحقق ما تريدون. ولو استمرت
مظاهراتكم عاما كاملا. فالحل ليس بالكلام بل بالعمل.
عائشة بالروين، المغرب: إفضحوا الفساد يوميا بواسطة مؤسسات المجتمع
المدني.
أنتم يا شباب ثورة بن بلة يجب أن لا تقبلوا الظلم والقهر من أي حاكم
كان. فكرامتكم أولا.
الشيخ عمران المارراد، تركيا: أين الدعاة الإسلاميون الصادقون؟ أين
اختبئوا؟ لماذا لا نسمع أصواتكم تجلجل، تفضح الفساد، وتدعوا لمعاقبة
المفسدين، وتنتصر للضعفاء.
المهدي ولد الطايع، موريتانيا: إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن
يستجيب القدر. |