حروب الغاز... صراعات إستراتيجية ساخنة!

 

شبكة النبأ: أضحى العالم اليوم على شفا حرب إستراتيجية بسبب الصراعات الساخنة على الطاقة الغازية، التي صارت اليوم مطلباً أساسياً وحتمياً لمعظم دول العالم، لاسيما الدول لا تملك الحلول والبدائل لهذه الطاقة في المستقبل القريب، لذا فهي تنذر بنشوب حرب من أجل الغاز.

 ففي ظل زيادة الاستهلاك من الطاقة بشدة مفرطة، التي صارت لا غِنى عنها في الحضارة الحديثة، باتت الطاقة الغازية من الأولويات الإستراتجية في صناعة المرتكزات الاقتصادية، كما تحاول قبرص الغارقة في ازمة اقتصادية  بمراهنتها على استغلال سريع لمخزونها الغازي الذي تعتبره خشبة خلاصها بالرغم من ضغوط تقنية وجيوسياسية كبرى.

فيما تأتي إسرائيل في صدارة الدول الساعية لاستثمار للطاقة الغازية، غير حقول الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط، تطفو على بحر من التوتر السياسي الذي سيتصاعد تدريجيا، مما كشفت عن قلق متزايد قد يفضي في النهاية إلى تغيير في الإستراتيجية الاقتصادية للمنطقة.

وهذا ما يدفع بجميع الدول الى الدخول في مارثون البحث عن مصادر هذه الطاقة والى إيجاد أساليب واستراتيجيات جديدة تضمن استثمارها بصورة إستراتيجية تدعم الاقتصاد.

لكن مع التزايد السريع للطلب على الطاقة الغازية، يصبح المخزون الخام من الغاز على الكرة الأرضية غير مستقر. فالموارد الغازية في العالم مهددة نتيجة لارتفاع الطلب عليها لأغراض متعددة، وعليه فأن التطورات الأخيرة على هذا الصعيد تظهر مؤشرات قوية لحروب إستراتيجية بين البلدان النفطية مما قد يخلق أزمة اقتصادية تمهد لصراعات إستراتيجية عالمية في المدى القريب.

حماية حقول الغاز مهمة جديدة

في سياق متصل تمثل موارد الغاز البحرية الضخمة التي اكتشفتها إسرائيل حديثا هدفا واضحا لاعدائها وتضع على عاتق بحريتها التي طغت عليها الافرع الاخرى للقوات المسلحة لفترات طويلة مهمة كبرى تستلزم انفاقا اضافيا.

وعلى متن زورق دورية يطوف حول منصتين للغاز في مياه البحر المتوسط المتلاطمة الامواج استعرض الكابتن إيلان لافي صور التهديدات المحتملة مثل الزوارق الملغومة والطائرات بدون طيار والغواصات والصواريخ، وقال لافي الذي يرأس ادارة التخطيط بالبحرية "يتعين علينا ان نبني غطاء دفاعيا جديدا تماما"، واضاف وهو يتحدث بدراية عن الاوجه المالية لصناعة الغاز مثل درايته بالامن "لكن لا يمكن ان يكون لديك نظاما دفاعيا يتكلف بناؤه اكثر من الغاز نفسه."

وجاء اكتشاف إسرائيل مكامن ضخمة من الغاز الطبيعي في منطقتها الاقتصادية البحرية في 2009 مفاجأة سارة لها حيث أحدث تحولا في آفاق أمن الطاقة لبلد اعتاد الاعتماد بشدة على الواردات. وتلت ذلك موجة كبيرة من عمليات الاستكشاف ومن المتوقع حفر 18 بئرا جديدة بنهاية 2013 تبلغ تكلفتها 1.8 مليار دولار.

وتعهدت الحكومة من البداية بحماية حقول الغاز التي تعكف شركات خاصة على تطويرها، وقال لافي "حقول الغاز اصل استراتيجي وستدافع اسرائيل عنها"، لكن البحرية تقول انها تفتقر الى المعدات اللازمة للدفاع عن منطقة بحرية اكبر من مساحة اسرائيل نفسها.

وتقدر إسرائيل وجود حوالي 950 مليار متر مكعب من الغاز تحت مياهها وهو ما يكفي لترك الكثير من الغاز للتصدير. ومن شأن هجوم ناجح ان يهدد ايرادات الصادرات ويضر بامدادات الطاقة المحلية، وقال لافي ان بناء نظام دفاعي سيتكلف 700 مليون دولار وسيحتاج 100 مليون دولار سنويا لصيانته. لكنه سلم بصعوبة الترويج لذلك في بلد يواجه تخفيضات حادة في الانفاق وزيادة في الضرائب بعدما اسرفت الحكومة في الانفاق عام 2012، واضاف "يمكننا فعل ذلك بأموال اقل لكنه يعني ان النظام سيكون اقل كفاءة."

وقال قائد كبير في البحرية طالبا عدم نشر اسمه ان حراسة المنطقة تستلزم من إسرائيل توفير اربع سفن وانها على اتصال بالفعل مع ثماني او تسع شركات اجنبية.

وتقع منصتا الغاز اللتان توجه اليهما قارب دورية لافي على مسافة 24 كيلومترا من الساحل الاسرائيلي. ويمكن رؤيتهما في الايام الصافية من قطاع غزة الذي تحكمه حركة حماس الفلسطينية والتي اطلقت آلاف الصواريخ على جنوب اسرائيل. وتقع المنصتان في نطاق هذه الصواريخ رغم انها ليست دقيقة جدا، وتمثل جماعة حزب الله اللبنانية خطرا اكبر. وفي العام الماضي ارسلت طائرة بدون طيار الى داخل اسرائيل لتقطع مسافة اكبر مما يلزم للوصول الى بعض حقول الغاز.

وتتولى فرق امن تابعة لشركات خاصة حماية المنصتين. وقد اكتملت المنصة الكبرى في ديسمبر كانون الاول وبدأت الانتاج يوم السبت حيث تتلقى الغاز من حقل تامار الواقع الى الشمال عبر خط انابيب طوله 150 كيلومترا. وطور كونسورتيوم امريكي اسرائيلي حقل تامار بتكلفة ثلاثة مليارات دولار ويوجد في الحقل غاز يكفي للوفاء باحتياجات اسرائيل لعقود، وتخص المنصة الاصغر حقل يام تيثيس الاقدم الناضب تقريبا وسوف يستخدم في وقت ما كمنشأة تخزين من نوع ما.

وأغلب الحفر الجديد -كما هو الحال في حقل لوثيان اكبر كشف بحري في العالم في العقد المنصرم- يحدث على مسافة ابعد من اليابسة مما يزيد بدرجة هائلة المساحة التي يحتاج الاسطول الاسرائيلي لحراستها، وحين يكتمل تطوير المنطقة فمن المتوقع ان ترسل شركات مثل جازبروم الروسية حاويات عائمة للغاز الطبيعي المسال بمليارات الدولارات الى المنطقة لتسهيل الصادرات. وستحتاج هذه الحاويات ايضا الى حماية.

وليس من المرجح حدوث صدام مع اساطيل بحرية أخرى. وكانت المبادلات العدوانية الاولية بشأن حقول الغاز بين لبنان واسرئيل -اللتين لم تتفقا مطلقا على حدود بحرية- قد خبت سريعا، ولم يتحدث لافي عن تفاصيل كل تهديد على حدة لكنه تحدث عن استراتيجية دفاعية عامة متكاملة اعتمادا على معلومات المخابرات والردع والاحتفاظ بوجود مادي وتكنولوجي قوي، وقال "لدينا رد على كل سيناريو."

إسرائيل

على الصعيد نفسه قالت الشركات العاملة في حقل تمار الإسرائيلي للغاز الطبيعي إن الحقل الواقع قبالة ساحل البحر المتوسط بدأ في ضخ الغاز، ويتوقع أن تصبح إسرائيل التي كانت في وقت من الأوقات تفتقر إلى الطاقة أحد مصدري الغاز بحلول نهاية العقد الحالي حيث يحتوي حقل تمار على احتياطات تكفي لتلبية احتياجاتها من الغاز لعدة عقود.

ودفع اكتشاف الحقل في عام 2009 إلى موجة من عمليات التنقيب في حوض المشرق - الذي تتقاسمه إسرائيل وقبرص ولبنان - والإعلان عن اكتشاف حقل ليفياثان ثاني أكبر اكتشاف إسرائيل إلى إنشاء صندوق لإدارة ثروة الغاز الطبيعي، قال اسحق تشوفا صاحب الحصة المسيطرة في مجموعة ديليك إحدى الشركات العاملة في حقل تمار "اليوم (نبدأ) الاستقلال في الغاز الطبيعي الإسرائيلي. إنه إنجاز هائل للاقتصاد الإسرائيلي وبداية لعهد جديد."

وقالت وزارة الطاقة والمياه الإسرائيلية إن الغاز سيؤدي إلى انخفاض تكاليف الإنتاج لشركة الكهرباء الإسرائيلية الحكومية وكذا انخفاض سعر الكهرباء، وقدرت الشركات العاملة في انتاج الغاز في الحقل في بيان أن إمدادات الغاز الجديدة ستوفر للاقتصاد الإسرائيلي المعتمد بشدة على الواردات النفطية 13 مليار شيقل (3.6 مليار دولار) سنويا. وقالت إنها استثمرت ثلاثة مليارات دولار في تطويره.

وتملك شركة نوبل انرجي ومقرها ولاية تكساس الأمريكية حصة قدرها 36 في المئة من حقل تمار وتملك شركة إسرامكو نيجيف الإسرائيلية حصة قدرها 28.75 في المئة وتمتلك كل من شركتي أفنير أويل اكسبلوريشن وديليك دريلينج التابعتين لمجموعة ديليك حصة قدرها 15.625 في المئة. وتملك شركة دور جاز اكسبلوريشن حصة قدرها أربعة بالمئة.

وقال رئيس مجلس إدارة شركة نوبل انرجي ورئيسها التنفيذي تشارلز ديفيدسون إن تجهيز حقل تمار للإنتاج في أربع سنوات "انجاز أحدث تحولا" وأضاف أن الشركاء في الحقل سيعملون الآن على الاستثمار في زيادة سعة الأنابيب، وتابع قائلا "انطلاقا من هذا النجاح سنعمل مع شركائنا ومع الحكومة على إقرار المرحلة القادمة للتطوير في حقل تمار ومرحلة التطوير الداخلي في حقل ليفياثان."

قبرص

من جهته اكد رئيس مجلس ادارة شركة المحروقات الوطنية تشارلز ايليناس لوكالة فرانس برس "كل شيء يتقدم جيدا. الوضع الاقتصادي القبرصي مريع لكن ذلك لا يؤثر على تطوير حقولنا الغازية"، وتابع ان المخزون المرصود في مياه الجزيرة المتوسطية يبلغ "30 الف مليار قدم مكعبة من الغاز"، من اجل استغلال الغاز ونقله ليدر عائدات تصل الى مئات مليارات اليوروهات قررت نيقوسيا بناء منشأة تسييل في فاسيليكوس جنوبي الجزيرة.

واوضح ايليناس "نعتقد اننا سنتخذ قرار الاستغلال النهائي عام 2015. هذا يعني اننا سنبدأ بناء (المعمل) في مطلع 2016. وسنصبح جاهزين لبدء تسليم الغاز الى قبرص في اواخر 2018-مطلع 2019 (...) وبدء التصدير في اواخر 2019-مطلع 2020"، وذلك على هامش مؤتمر حول الغاز في شرق المتوسط نظمته نيقوسيا.

لكن خبراء حادثتهم فرانس برس اعتبروا ان هذا الجدول الزمني متفائل جدا، واعتبرت المحللة فيونا مولن "سيستغرق الامر اكثر بكثير من جميع التوقعات الرسمية. في اي حال، لا يمكن بناء معمل لتسييل الغاز في عامين او ثلاثة"، وتابعت "ما تحاول الحكومة فعله هو ابقاء الامل لدى المواطنين"، فيما تغرق البلاد في الجمود والبطالة بعد اضطرارها للموافقة على شروط قاسية مقابل مساعدة مالية اوروبية، واضافت "اعتبارا من قرار الاستغلال النهائي الذي سيتخذ بعد عامين ان كنا متفائلين، فستحتاج قبرص الى عشرة اعوام لبناء معملها".

واعتبر خبير المحروقات الفرنسي في قبرص بيار غوديك ان "الغاز امل، اكثر مما هو خشبة خلاص حتى الان"، فمهلة السنوات السبع المطروحة "تبدو فائقة التفاؤل لي: فالصورة العامة لم تتوضح بعد ولن يتم تطوير الغاز القبرصي بدون الاخذ بالاعتبار ما يجري في اسرائيل ولاحقا في لبنان (...) لا يزال هناك الكثير من المتغيرات". بحسب فرانس برس.

ويبرز عنصر لتعقيد الامور: ففيما كانت قبرص تخال ان اسرائيل التي اكتشفت كذلك مخزونا كبيرا سترسل غازها الى المصنع القبرصي ما سينشئ اقتصادا سلميا، لا يبدو الامر مؤكدا، فاسرائيل تملك خيارات اخرى، على غرار بناء معمل التسييل الخاص بها او انبوب غاز يربطها بتركيا، تحت ضغوط اميركية قامت اسرائيل في الاسابيع الاخيرة بتقرب مفاجئ من انقرة فقدمت اعتذاراتها على مقتل تسعة اتراك في اثناء هجوم للجيش الاسرائيلي عام 2010 على اسطول مساعدات سعى الى خرق الحصار المفروض على قطاع غزة.

حاليا يجري وزيران قبرصيان زيارة الى اسرائيل قبل زيارة الرئيس نيكوس انستاسيادس المقررة في ايار/مايو، وافادت المحللة "اذا بنت قبرص هذا المعمل وحدها من دون اسرائيل فستضطر الى الانتظار حتى تاكيد وجود مخزون جديد" لان "بناء مصنع تسييل قابل للحياة اقتصاديا يحتاج الى كميات اكبر" من تلك المرصودة في الكتلة 12، الوحيدة التي تم استكشافها. وشاطر غوديك هذا الراي، اما ايليناس فاعتبر ان "المشروع قابل للحياة، حتى عبر حقل غاز واحد". لكنه اعرب عن "الثقة" في انشاء تعاون مع اسرائيل مشيرا الى عدم احتمال "اعتمادها بالكامل على تركيا في السنوات ال25-30 المقبلة"، وتستبعد نيقوسيا فكرة مد انبوب غاز مع تركيا علما ان الاخيرة تحتل الشطر الشمالي للجزيرة المقسومة منذ 1974.

بريطانية وقطر

فيما أظهرت بيانات ارتفاع مخزونات بريطانيا من الغاز الطبيعي بعد أن ساعدت ثلاثة تسليمات قطرية كبيرة في تعزيز إمدادات وقود التدفئة المنخفضة في مارس آذار الذي كان الأشد برودة في أكثر من 50 عاما، وبحسب أحدث بيانات شبكة الكهرباء البريطانية تراجعت مخزونات الغاز البريطانية الصغيرة نسبيا إلى 2594 جيجاوات ساعة (نحو 225 مليون متر مكعب) يوم السبت مع استمرار الطلب على التدفئة فوق معدلاته لهذا الوقت من السنة جراء طقس بارد أطول من المعتاد.

لكن ثلاثة تسليمات كبيرة من الغاز القطري - تم تفريغ أحدثها في ويلز أمس السبت - رفعت المخزونات الإضافية من الغاز المسال في مرافئ التصدير إلى 6219 جيجاوات أي نحو 540 مليون متر مكعب من 358 مليون متر مكعب، ورغم توقع أن يبلغ الطلب على الغاز نحو 303 ملايين متر مكعب يوم الأحد أي حوالي 20 بالمئة فوق المعدلات المعتادة لهذا الوقت من السنة تتوقع شبكة الكهرباء الوطنية أن تكون إمدادات قادمة من النرويج وأوروبا ومن الحقول البريطانية في بحر الشمال أعلى من الطلب.

كان مكتب الأرصاد الجوية البريطاني قال إن مارس سيكون على ما يبدو الأشد برودة منذ عام 1962 حيث لم يتجاوز متوسط درجات الحرارة على مستوى البلاد ككل 2.5 درجة مئوية في الفترة من الأول إلى السادس والعشرين من مارس، واستنزف طول أمد الطقس البارد مخزونات بريطانيا في مواقع التخزين التقليدية - حيث يحتفظ بالوقود في صورته الغازية - لتصل إلى حوالي خمسة بالمئة من الطاقة الاستيعابية، ورفعت التسليمات القطرية الثلاثة مخزونات الغاز المسال البريطانية من حوالي 30 بالمئة من الطاقة الاستيعابية يوم الأحد الماضي إلى 40 بالمئة قبيل أسبوع العمل وهي الفترة التي يزيد فيها الطلب على الغاز من القطاعات الصناعية، وبحسب بيانات من ايه.آي.اس يوجد ثلاث ناقلات قطرية للغاز المسال متجهة شمالا عبر البحر الأحمر اليوم وقد تكون بريطانيا هي وجهة أي منها. ولا تكشف الناقلات القطرية عن وجهتها النهائية إلا بعد خروجها من قناة السويس.

روسيا

الى ذلك سعت مجموعة الغاز الروسية غازبروم الى اقناع الحكومة البولندية باهمية مشروع بناء انبوب جديد للغاز بين روسيا والاتحاد الاوروبي عبر الاراضي البولندية بموجب قرار للرئيس فلاديمير بوتين تلقته وارسو بفتور، وتخشى السلطات البولندية ان يستخدم انبوب الغاز الجديد وسيلة للضغط على اوكرانيا بلد العبور الرئيسي لتصدير الغاز الروسي في النزاع بين موسكو وكييف، وقد اثار اعلان الرئيس بوتين عن المشروع جدلا حول الدوافع السياسية والاقتصادية لهذه المبادرة.

وتساءل وزر الاقتصاد البولندي يانوش بيشوسينسكي الخميس "علينا ان ندرس الامر. هل يتعلق بانبوب للغاز يعبر بولندا ويتجنب اوكرانيا؟"، واضاف ان "بولندا تبقى حذرة جدا بمتابعتها تبادل الضربات بين روسيا واوكرانيا ولا نريد ان نسمح بتوريطنا في نزاع اكبر بهذه الطريقة".

والتقى رئيس غازبروم الكسي ميلر في سان بطرسبورغ اليوم وزير الاقتصاد البولندي ليطلعه على المشروع الذي يحمل اسم "ايامال-اوروبا2" ويقضي بمد انبوب يعبر بولندا عن طريق لبلاروس ليصل الى سلوفاكيا فالمجر، كما قالت غازبروم في بيان، واضافت انها "لفتت انتباهه الى ان المشروع يجلب لبولندا ارباحا اقتصادية عبر دفع رسوم عبور وكذلك تعزيز امن الطاقة لمستهلكي اوروبا الوسطى". بحسب فرانس برس.

ويفترض ان يعزز هذا المشروع الجديد انبوب الغاز ايامال-اوروبا الذي يسمح لموسكو بارسال الغاز الذي تنتجه الى المانيا عن طريق بيلاروس وبولندا. وتبلغ قدرة هذا الانبوب 32,9 مليار متر مكعب سنويا، وقالت غازبروم الاربعاء ان بناء هذا الفرع الجديد المتجه الى سلوفاكيا والمجر يمكن ان يبدأ في 2018-2019 وستبلغ قدرته حوالى 15 مليار متر مكعب سنويا.

وبعد يومين من توقيع بوتين الامر الرئاسي المتعلق بالمشروع، وقع ميلر الجمعة بروتوكول تفاهم مع يوروبول غاز الشركة المشغلة لانبوب ايامال-اوروبا وتملكها غازبروم والبولندية "بي جي ان آي جي" من اجل تحديد المواصفات التقنية للانبوب الجديد، واطلقت روسيا التي تشهد علاقاتها باوكرانيا فتورا بسبب اسعار الغاز الروسي الذي يباع لكييف، عدة مشاريع تسمح لها بنقل الغاز الذي تصدره الى اوروبا بالالتفاف على جارتها، من بينها "نورد ستريم" و"ساوث ستريم"، واتخذت اوكرانيا بدورها مبادرات تهدف الى تطويق الاحتكار الروسي من بينها توقيع عقد مع الشركة البريطانية الهولندية شل حول استغلال الغاز الصخري وشراء غاز من مجموعة المانية.

ورد وزير الخزانة البولندي ميكولاي بودزانوفسكي الاربعاء تصريحات بوتين بفتور. وقال ان "قرار بناء انبوب لمرور الغاز (في بولندا) ستتخذه بشكل سيادي الحكومة البولندية والشركة البولندية المشغلة لانابيب الغاز".

لكن وزير الاقتصاد قال "اذا عدنا الى فكرة انشاء انبوب للغاز من الشرق الى الغرب، فعلى بولندا التفكير في هذا الامر لان عبوره سيدر اموالا"، ويمكن ان يسمح ايمال-اوروبا2 بزيادة قدرات الانبوب الاصلي بنسبة خمسين بالمئة ويضمن بشكل افضل "وصول شحنات الغاز المرسلة الى بولندا وسلوفاكيا والمجر"، وقد بدأ انشاء ايامال-اوروبا في 1994 ويبلغ طوله اكثر من الفي كيلومتر. وهو يغذي عبر بيلاروس ثم بولندا السوق الاوروبية التي تؤمن غازبروم ربع حاجتها الاستهلاكية.

وبلغ الانبوب في 2006 قدرته الحالية وهي 32,9 مليار متر مكعب سنويا، وتستهلك بولندا حوالى 14 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، ويسمح لها احتياطيها البالغ حوالى 95,5 مليار متر مكعب بتأمين حوالى ثلاثين بالمئة من احتياجاتها. واكثر من ستين بالمئة من الغاز الذي تستهلكه مستورد من روسيا الى جنب كميات صغيرة من دول اخرى.

العراق

على صعيد ذو صلة قتل مهندسان عراقيان وخطف ثالث اثناء هجوم على موقع للغاز تستثمره شركة كورية جنوبية في الصحراء غرب العراق، كما اعلن ضابط في الشرطة وطبيب في مستشفى محلي، فقد اقتحم مسلحون موقع عكاز حوالى الساعة 22,00 بالتوقيت المحلي (19,00 ت غ). وقال العقيد محمد الخفاجي قائد شرطة مدينة القائم الحدودية مع سوريا والدكتور مصطفى شوقي من مستشفى المدينة ان مهندسين قتلا وخطف ثالث. واسفر الهجوم ايضا عن سقوط جريح، وتستثمر مجموعة كوغاز (كوريان غاز كوربوريشن) موقع عكاز. وكانت كوغاز وقعت عقدا في تشرين الاول/اكتوبر 2011 مع وزارة النفط العراقية لاستثمار الحقل لمدة عشرين سنة. بحسب فرانس برس.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 16/نيسان/2013 - 5/جمادى الآخرة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م