أجواء الإنتخابات في أي بلد من بلدان العالم تكون صاخبة وتتخللها
الكثير من الدعايات والإشاعات والأكاذيب من أجل التسقيط أو التأييد،
ولكن هناك ملفات أساسية تهم الناخب وهي التي تدفعه لكي يذهب مسرعاً
للمشاركة في الإنتخابات، وهذه الملفات في كثير من الأحيان يخلقها
الساسة أو تخلقها الظروف التي تحيط بالأجواء الإنتخابية وفي بعض
الأحيان عوامل خارجية تتسبب في خلق هذه الملفات لغايات وأهداف يتطلعون
لتحقيقها من خلال هذه القضايا.
وفي كثير من الأحيان تكون الملفات التي طرحت في الساحة قبل
الإنتخابات أكثر حساسية للناخب لما تمثل من أهمية في معتقده أو حياته
أو مستقبله، وفي كثير من الأحيان تصبح هذه الملفات أكثر أهمية من
قضاياه الأساسية التي يعاني منها كالخدمات أو الفساد الإداري وغيرها من
السلبيات التي يعاني منها المواطن في كل يوم، ومن أهم الملفات التي
ستخطف إندفاع المواطن في العراق هما مواقف الكتل والسياسيون من
المظاهرات في المنطقة الغربية وشعاراتها الطائفية والقيادات الإرهابية
التي قادتها وكذلك الموقف من الإبتزاز الكردي للحكومة المركزية.
هذه أهم الملفات التي ستجعل الناخب يختار مرشحه اعتمادا عليها
لأهميتها عند كل مواطن عراقي، لأن الملف الأول يمثل للمواطن وجوده
وحياته وكذلك مستقبل أجياله، لأن الشعارات التي رفعت أثناء الإعتصامات
في المناطق الغربية أغلبها طائفية وعدائية وترفض تقبل الطرف الأخر
وتريد أعادة زمن المقبور صدام وأزلامه بل تريد إرجاع الحكم للأقلية،
فهذه المظاهرات قد حشدت الحس الطائفي ومن جابهها أو وقف ضدها من ناحية
الموقف أو الرأي فله الحظ الأوفر في خطف صوت المواطن الذي يبحث عن
الشخص الذي يضمن له عدم صعود الطائفيين الى الحكم أو عودة الأقلية
للسيطرة على البلاد والعباد.
وأما الملف الثاني فيتعلق بالمواقف الكردية إتجاه قضايا العراق
وشعبه وما يحيط به من مخاطر، فالمواطن العراقي يراقب الساحة السياسية
ويلاحظ خروج إقليم كردستان عن سيطرة الحكومة المركزية بل استقلال
الإقليم عن سياسة العراق في كل شيء من الناحية العسكرية فالتسليح مستقل
عن المركز بل يحاول الكرد عرقلة تسليح بغداد من خلال طلب مسعود
البرزاني من الدول المصدرة للسلاح أن تشترط على حكومة العراق على عدم
استعمال السلاح في النزاعات الداخلية، والإقتصادية من ناحية أبرام
العقود وكذلك الكمارك والمطارات والتصدير والإستيراد، والسياسية
فعلاقات الكورد تتقاطع مع علاقات المركز الدولية فأغلب علاقات حكومة
كردستان مع أعداء العراق وخصوصاً تركيا وقطر والسعودية وإسرائيل وهذه
الحكومات تريد تدمير العملية السياسية وإرجاع النظام الدكتاتوري،
بالإضافة الى إزمة سحب الثقة عن رئيس الحكومة وما تخللها من تهديد في
ضرب صلب العملية السياسية، وكذلك التصويت على الميزانية التي سحب
الكورد بسببها وزرائهم من الحكومة بالإضافة الى عدم حضور البرلمانيين
الكورد لجلسات البرلمان، فالملف الكوردي سيكون له تاثير كبير على أجواء
الإنتخابات والمرشح الذي يمتلك رأي واضح وصريح يناغم به مشاعر
المواطنين الذين يرفضون الإبتزاز الكردي سوف ينال على ثقة الناخب.
فهذان الملفان من أهم الملفات التي ستؤثر على نتائج الإنتخابات
لأنها أخذت كل اهتمام الشارع العراقي، وهناك بعض الكتل التي لعبت دوراً
كبيراً في إثارة هذه الملفات خلال هذه الفترة ونجحت في لعبتها لأنها
بالفعل استحوذت على مشاعر الأغلبية من الشعب العراقي الذي سيكون عنده
قول الفصل في نتائج صناديق الإنتخابات، وهناك فترة جيدة للقوائم التي
سقطت ضحية لمخططات القوائم الأخرى التي سيطرت على خيوط اللعبة خلال هذه
الفترة عليها أن تخاطب المواطن بالكلمات التي تناغم مشاعره وتطلعاته
لكي تفوز باختياره وصوته الذي سيحدد المرحلة القادمة التي ستهيئ الساحة
السياسية للإنتخابات البرلمانية الجديدة. |