حالما استشهدت الزهراء عليها السلام تحولت فدك من حق الى ارث مستحق
فالذين اغتصبوها يعتقدون بل متيقنون ولكنهم يخدعون اتباعهم فيدعون
بانها ارث مستدلين بقول موضوع لرسول الله نحن معاشر الانبياء لا
نورث.....، ويعتقدون حسب حساباتهم بانهم سيشغلون بني هاشم بهذه النحلة
بدلا من اداء رسالة محمد (ص)، ولكن جاءت الامور خلاف ما خططوا فقد
اظهرت فدك خفايا القوم ومع مرور الايام والسنين اصبح ذكر فدك يعني ذكر
مأساة بيت محمد بعد وفاته.
فضح الطغاة انفسهم فلو ان فدك طبقا لرأيهم بانها تعود للنبي لا
لفاطمة فهذا يعني ان الورثة كل بني هاشم ونساء النبي ولكننا نرى مثلا
ان الخليفة الاموي عمر بن عبد العزيز يسترد فدك ليعطيها للامام الباقر
حصرا دون بقية بني هاشم من ذرية عقيل او العباس لعلمه اليقين بأصل
ملكية فدك، والامر ذاته ينطبق على هارون العباسي عندما قال للامام
الكاظم عليه السلام حد لي فدك حتى استرجعها لك، وللحديث بقية ولكن نسال
لماذا الكاظم دون سائر بني هاشم من بقية الانساب؟ وهذا دليل قاطع بانها
حق فاطمة وليست ارث فاطمة.
لازال الوهابيون يذرون الرماد بعيون أتباعهم ليوهموهم بان فدك ارث
وان النبي لا يورث وفي نفس الوقت سنوا تشريعات على أثرها حرمت الانثى
من حقوقها في الارث نتيجة التخبط بالاحكام الشرعية مستدلين بقول انفرد
به الخليفة الاول دون سائر بقية الصحابة والذي لم يعتمده بقية الخلفاء.
لو ان من اغتصب فدك يعلم بما آلت اليه الامور من تداعيات بعد فعلته
هذه لتمنى ارجاعها في وقتها بالرغم من انه تمنى انه لو لم يكشف عن بيت
فاطمة قبل موته وهذه الأمنية جاءت لا ارادية لكي تفضحه وتبرهن للناكرين
الاعتداء على بيت فاطمة بانها حقيقة وكونها لا ارادية لانه لو حقا جاء
ندمه عن حق لاستطاع إرجاع فدك الى اصحابها وتدارك ذنب من ذنوبه ولكنه
تغافلها لتصبح دليل إدانة على مر التاريخ لمن تلاعب بحقوق النبي (ص)،
نعم فدك كشفت المنافقين حتى بعد موت الغاصب وصاحب الحق وذلك من خلال
تناقل ملكيتها بين الظلمة ولتكن فدك هي الدليل القوي على ادانة هؤلاء
الظلمة فكل من امتلكها سواء بمرسوم خليفي او بفساد اداري فانها ستبقى
دليل ادانة على عكس مثلا الخليفة عمر بن عبد العزيز عندما ردها فانه
عرف حقها ولكن يزيد الذي جاء بعده عاد لاغتصابها، فهل املاك بني امية
قليلة حتى يغتصب فدك مرة اخرى؟ كلا ولكن شاء الله عز وجل ان يجعل من
فدك علامة بارزة ونقطة مفترق طرق بين الظالمين والمظلومين.
نقطة مهمة أخرى جعلت الظلمة يفضحون انفسهم وهي ان اصحاب الحق لم
يطالبوا بها بعد استشهاد الزهراء عليها السلام بل انهم اي الظلمة
يتلاعبون بفدك دون سائر الاملاك الاخرى من بساتين وأموال بحيث ان نقل
ملكيتها اصبح حديث التاريخ وهم من يبادرون بالحديث عنها أمام الائمة
عليهم السلام.
فدك خلافة، فدك دليل، فدك حق وليست ارثا...
|