طلبت الى صديقتها أن تتركها والمرأة التي تقف على الباب لتتحدث
إليها وتعرف بغيتها، وحين دخلت الصديقة، وتحدثت هي الى تلك المرأة عرفت
أنها سورية، وعرفت السورية إن لغة أهل الدار العربية، إبتهجت كثيرا فهي
تتحدث الى عرب في مدينة كوردية، وقالت، أنتم عرب؟قالت العراقية، نعم
نحن عرب.كانت تطلب المساعدة، وهكذا روت لي الصديقة العراقية حكاية
السورية عبر الهاتف، وتذكرت صديقي ضياء الذي كان يستقبلني عند بوابة
مطار الملكة عالية، ووجدته منزعجا، وبدا عابس الوجه، وسألته فقال، إنها
عجوز سورية وإبنتها لاتهتدي الى الطريق، وتريد الوصول الى مركز عمان،
وهي قادمة من جحيم سوريا، ولديها إبن في العاصمة الأردنية، وقد إستأجرت
لها سيارة تاكسي، وبقيت معها والسائق على الهاتف، لكني لاأعرف إن كانت
قد وصلت، ولم يمض وقت طويل على مغادرة السيارة مطار الملكة عالية وأنا
في غاية القلق والإرتباك غادرنا المطار وذهبنا الى وسط المدينة
وتناولنا الغذاء وكان يحاول الإتصال، رد عليه شاب، وسأله هل وصلت
الوالدة ؟نعم، لكن من أنت؟أنا الذي إستأجرت لها سيارة وأوصلتها الى وسط
البلد، تأكد صديقي إنها في مأمن، وعرف منه أنهم بحاجة الى فراش وأغطية
وحاجات أخرى.
إنجازات قطر في سوريا كثيرة فبالإضافة الى جمع المسلحين من جميع
أنحاء العالم الإسلامي لغرض الجهاد، فإن قطر تواصل حشد المجتمع الدولي
لإطالة عمر إسرائيل، وتفكيك الدول العربية واحدة بعد الأخرى، وقد نجحت
في ليبيا ومصر واليمن، وهاهي تعمل مابوسعها لتفكيك العراق وسوريا وتبحث
عن منفذ لتدمير الأردن وتوزيع المهام على الجماعات الإخوانية كما في
الإمارات والكويت، ثم هي تقيم الندوات والمؤتمرات وترعى المفاوضات
الخاصة بحركة طالبان وتستضيف الإجتماعات التي تكرس الهيمنة الأمريكية
الغربية، ودوام إسرائيل اللقيطة، وتوزع الأموال الطائلة على الجماعات
العنفية، ومثيري الشغب والباحثين عن خراب أوطانهم دون أن تقصر في ذلك.
فبجهود قطرية خالصة تم تدمير مدن (حلب وحمص وحماه ودرعا وإدلب)
والمسير حثيث الى دمشق العظيمة لتحويلها الى أطلال، فبمجرد أن قررت
قطر، إن النظام السوري مارق وإنه حليف للفرس المجوس فهي تسعى لتحطيمه،
وهذا كذب محض.فقطر كانت لما قبل سنتين من الآن حليفا إستراتيجيا
لإيران، وكانت تخرب إجتماعات مجلس التعاون الخليجي نكاية بالسعودية
والإمارت، ولها علاقة وثيقة وإستثمارات في سوريا، وعمرت مناطق واقعة
تحت سيطرة حزب الله في لبنان، لكنها تحولت بفعل الأوامر والإستراتيجية
الأمريكية الى رأس حربة لتفكيك المنظومة العربية بالكامل، وقد صدقها
الجهاديون الذين تلعب بهم المخابرات الإقليمية والدولية، ولم تدخر لا
الجهد ولاالمال ولاالوقت لإنجاز المهمة، وهي ماضية في مشروعها لتدمير
سوريا بالكامل، بل وتريد إطالة أمد الصراع في هذا البلد، وأن يتفكك
كبقية الدول العربية الحضارية ليكون كل بلد عربي بحجم إسرائيل وقطر،
ولايكون من نفوذ مالي وبشري وإقتصادي وثرواتي والكل سواسية ليضيع
القرار ولايكون من خطر على اليهود...
لاحل إلا بإزالة قطر من الوجود. |