عراقي مثالي.. وفي اليابان!

زاهر الزبيدي

اليابان، كما يعلم الجميع، بلد المثالية في كل شيء في التواضع والعلاقات العامة والصناعة والإقتصاد والعلم وكمال المعرفة وتمام الأخلاق، والطب وكافة العلوم الإنسانية، تأريخ وحضارة قد تكون قد مرت يوماً بالحرب الأهلية والحصار القاسي إبان إنتشار الموجات التبشيرية التي وصلت جزرها يوماً فحتم إمبراطورها الحصار على اليابانيين خوفاً من تلك الموجات، لقد آمن اليابانيون أن كل عمل طيب خير يرضي الله فدأبوا على فعل الخير وإستنباط اشكال حياتهم الحلوة الرتيبة، حتى أصبح الشعب الياباني قدوة لمن لا قدوة لهم أو حتى لأولئك الذين لديهم أروع القدوات !

في خبر نقلته إحدى الصحف المحلية والعديد من المواقع الالكترونية ليوم الأحد 24/3، مفاده أن جامعة تسكوبا اليابانية، المركز التاسع على كل جامعات آسيا وفيها العديد من حملة جائزة نوبل، قد إختارت العراقي أحمد عبد الكريم الأعرجي للفوز بلقب جائزة الطبيب المثالي لشمال اليابان، ذلك تثميناً لأبحاثه القيمة في جراحة القلب وهو أول طبيب عراقي يمنح هذه الجائزة الرفيعة، لأبحاثه التي عدتها جمعية القلب اليابانية من بين أفضل 20 بالمئة من البحوث التي قدمت هناك في العام الماضي، في مجال كهروفسلجية القلب، التي سلطت وسائل الإعلام اليابانية الأضواء عليها.

من جانب آخر عرضت الجامعات اليابانية على الرجل العمل محاضرا فيها، بالإضافة إلى تأليف البحوث، إلا أنه يرغب بالعودة لخدمة أبناء وطنه، بعد إنهاء دراسة ما بعد الدكتوراه"، فهو، أيضاً، أول طبيب أجنبي تسمح له الجامعات اليابانية بإكمال دراسة ما بعد الدكتوراه مباشرة، تقديرا لجهوده الكبيرة في مجال تخصصه".

ليس من السهل أن يصبح رجلاً لا يحمل الجنسية اليابانية مثالياً في بلد المثالية، إلا إن ذلك يدل على رقي الأخلاق والعلم الذي يتمتع به هذا الرجل الذي تجاوز كل عقدنا الوطنية والإجتماعية وأرتقى هناك ليصبح مثالياً أكثر منهم.

لم ولن ينتهي مسلسل الإبداع العراقي مهما حاول الظلاميون إطفاء جذوته، فهناك الآلاف من شعلات النور العراقية تنتشر في العالم ينير بها عراقيو الخارج النور للإنسانية وفي كافة المجالات العلمية والإنسانية، وما الدكتور الاعرجي هذا إلا واحداً من تلك الأقباس التي تطلق في عالم غير العالم الذي يعيشه وطنهم ليصنعوا مجداً للعراق لم نأبه به حتى اللحظة، فعلى غرار إبداعات هذا الرجل هناك رجال آخرون ونساء سطروا الملاحم العلمية والعمرانية بأحرف من نور جهدهم واستبسالهم في الدفاع عن وطنهم بحمل مشعل النور في ظلام غربتنا ونحن في الوطن الذي يحاول أن ينهض من كبوته منذ عقد من الزمن ليعاود إحتضان ابناءه كما تحتضن دجلة الخير الطيور المهاجرة التي عاودت أسرابها التحليق في فضاءه، فلنمجد أولئك الناس الذين يحاولون، بشق الأنفس، أن يرفعوا اسم بلدهم ليجعلوا له المكانة التي تتناسب وحجمه الحضاري والثقافي الكبير، فنحن بحاجة اليهم اليوم أكثر من حاجتنا لسياسيي المرحلة الخائبة من عمر العراق، بحاجة اليهم ليرسموا الينا مستقبلاً جديداً بعيداً عن الدم والعنف والتخلف وقريباً من بنو البشر والإنسانية، فهل عجز العراق عن رفع من رفعوه ؟..لا نعتقد ذلك.. حفظ الله العراق.

[email protected]

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 26/آذار/2013 - 14/جمادى الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م