عالم السيارات.. تنافس مستعر لا يخلو من الأخطاء

 

شبكة النبأ: لاتزال أسوق صناعة السيارات وعلى الرغم من بعض المشاكل والأزمات الاقتصادية تشهد تنافس كبير بين اغلب الشركات العالمية المصنعة، التي تسعى طرح كل ماهو جيد ومميز في سبيل جذب اكبر عدد من الزبائن، لكن وبحسب بعض المتخصصين فان هذه السوق أيضا قد شهدت في الفترة الأخيرة ظهور مجموعة من المشاكل والأخطاء الفنية التي أثرت كثيرا بعض الشركات والتي قد تفقد سمعتها التجارية بسبب تكرر تلك الأخطاء, وفي هذا الشأن فقد استدعى عملاق صناعة السيارات اليابانية، تويوتا، 200 ألف سيارة من طراز "إف جيه كروزر" بالولايات المتحدة لعطل في حزام الأمن، ضمن سلسلة استدعاءات شمل نحو مليون سيارة من طرز مختلفة، على خلفية أعطال فنية وتقنية قد تؤثر على السلامة العامة للركاب. وقالت "تويوتا" إن القطعة المعدنية المثبت بها حزام الأمان، بالسيارة الرباعية الدفع، قد تتعرض لتشقق خاصة في حال تكرار إغلاق الباب الخلفي بقوة.

 ويذكر أن الشركة اليابانية قد أعلنت أواخر يناير/ كانون الثاني الفائت عن استدعاء مليون سيارة من طرز مختلفة على دفعتين، الأولى تضم على 752 ألف سيارة من طراز كورولا، وكورولا ماتريكس، تم تصنيعها بين عامي 2003 و2006، على خلفية أعطال فنية في معدات السلامة، وبالتحديد في أكياس الهواء. بحسب CNN.

في السياق ذاته قررت شركة تويوتا اليابانية سحب حوالي 4400 سيارة من طراز إف جاي كروزر في الصين بسبب عيوب في أحزمة الآمان. ونقلت وكالة انباء الصين الجديدة شينخوا عن الإدارة العامة للرقابة على الجودة والتفتيش والحجر الصحي في الصين قوله ان شركة تويوتا ستسحب حوالي 4400 سيارة إف جاي كروزر من السوق الصينية بسبب عيوب في أحزمة الآمان.

وذكرت الإدارة ان شركة تويوتا تشاينا ستسحب السيارات المستوردة التي تم إنتاجها بين ديسمبر 2007 مارس 2013. وأشارت إلى ان الشركة اليابانية تعمل على حل المشكلة وستعلن عن التحسينات التي قامت بها قبل 15 أبريل المقبل. يشار إلى ان هذه هي المرة الثانية التي تقوم فيها تويوتا بسحب سياراتها حيث أعلن عملاق السيارات في يناير الماضي عن سحب 22 ألف و 869 وحدة من طراز لكزس آي أس في الصين بسبب مشكلة في أذرع المساحات. ووصل إنتاج شركات السيارات المملوكة للقطاع الخاص في الصين إلى 93.09 مليون وحدة بنهاية 2012، بزيادة نسبتها 18.3% على أساس سنوي.

الى جانب ذلك قالت الإدارة العامة لمراقبة الجودة في الصين، إن شركة صناعة السيارات الألمانية فولكس فاغن، ستستدعي أكثر من 384 ألف سيارة بسبب مشكلات في صندوق التروس. وجاء قرار السحب عقب تقرير بثه التلفزيون الرسمي ضمن برامج توعية حول حقوق المستهلك السنوي، تطرق إلى مشاكل في صندوق تروس نقل الحركة، التي قالت الهيئة الحكومية إنها يمكن أن تؤدي إلى تغيير مفاجئ في سرعة السيارة أثناء القيادة.

وعلى الفور، أعلنت "فولكس فاغن" وشركاؤها في الصين بأنهم يتعاونون مع الإدارة العامة للجودة، دون الكشف عن عدد السيارات التي سيعلن عن سحبها. وتعتبر الصين من أكبر الأسواق للشركة الألمانية. ويشار إلى أن برنامج حقوق المستهلك الذي يبث سنوياً بمناسبة اليوم العالمي لحقوق المستهلك وهو برنامج مدته ساعتين يسلط الضوء على ماركات غربية بارزة بجانب أخرى صينية.

من جانب اخر تعتزم جنرال موتورز استدعاء نحو 33 ألفا و700 سيارة في أنحاء العالم من طرازي "بويك لاكروس" و"كاديلاك اس آر اكس" نسخة 2013 لمعالجة مشكلة برمجية محتملة قد تزيد من مخاطر حدوث تصادم. وقالت "جنرال موتورز" إن المشكلة قد تتسبب في تحول نظام نقل الحركة بشكل مفاجئ من الوضع اليدوي إلى الآلي. وقالت شركة صناعة السيارات الأميركية إنه لم تردها تقارير عن حوادث أو إصابات بسبب تلك المشكلة. ويشمل الاستدعاء 26 ألفا و582 سيارة في الولايات المتحدة والباقي في كندا والمكسيك والشرق الأوسط والصين حسبما ذكرت الشركة. وسيقوم الموزعون بإعادة برمجة وحدة .

صناعات جديدة

في السياق ذاته أطلق عملاق مصنعي السيارات فائقة الرفاهية، شركة رولز رويس، سيارتها الجديدة من الطراز "رايث،" والتي تجمع بين الرفاهية العالية والقوة الهائلة التي تمكنها من المنافسة في سوق السيارات الرياضية، الذي يعتبر أحد أكثر الأسواق منافسة بوجود العديد من الشركات التي فرضت اسمها خلال عقود مضت.

وكشفت الشركة عن المواصفات التي تميز نسختها الرياضية الجديدة، حيث أنها تتمتع بمحرك ضخم مكون من 12 صباباً قادراً على توليد قوة تعادل 624 حصاناً. وبينت الشركة أن السيارة الجديدة تنطلق من الوقوف التام إلى سرعة 100 كيلومتر بالساعة بـ 4.4 ثانية، فقط، وهي فترة زمنية ممتازة بالنسبة لسيارة تزن 5000 باوند نحو 2.5 طن وذلك من خلال منظومة تكنولوجية وحركية فريدة ومطورة، حيث تم تزويد علبة التروس بثماني سرعات.

وبينت الشركة أن السيارة الجديدة تم تزويدها بأنظمة ملاحة متطورة تربط الظروف المحيطة بالسيارة مع نوعية الأداء من خلال الأقمار الصناعية، أو ما يعرف بتقنية GPS، فعلى سبيل المثال تقوم الأنظمة بقراءة طبيعة الطريق أمام السيارة وتغذية كمبيوتر السيارة بالمعلومات، مثل وجود هضبة أو انحناء في الطريق، وعليه يقوم الكمبيوتر بتهيئة السيارة لمثل هذه المستجدات.

الى جانب ذلك ومع مظهرها البرتقالي، وملامحها القوية، والقرون المزينة لمقدمتها، لفتت هذه السيارة أنظار الجميع إليها، ولكن ليس هذا هو الأمر الوحيد الذي تتميز به هذه السيارة، إذ أن سيارة "Rally Fighter" هذه، هي أول سيارة مصممة وفق طلبات الجماهير. وتدعي شركة "Local Motors" المصممة للسيارة، إن هذه السيارة هي الأولى من نوعها فيما يخص الاستعانة بآراء الجمهور، للعمل على صنع أفضل سيارة بأرخص الطرق وأكثرها فعالية.

ويقول مدير الشركة جون روجرز، إن تصنيع السيارة استغرق 18 شهراً، وهي عملية أسرع بخمس مرات من الفترة الاعتيادية لصناعة السيارات الأخرى، إنه "لو امتلك هنري فورد حساباً على موقع تويتر، لكان صمم سياراته بشكل مختلف كلياً"، إذ تتخذ الشركة شعار "بفضل جهودكم وصنع أمريكا."

إذ تم اختيار التصميم من بين تصاميم أخرى، وحاز على 2009 أصوات خلال اقتراع لاختيار الفائز في مسابقة أقامتها الشركة، للحصول على تصويت مئات الأشخاص المشتركين على الصفحة المخصصة للتصويت. وأسفر فوز التصميم المقدم من قبل سانغو كيم، من ولاية كاليفورنيا، إلى الحصول على سيارة بسعة محرك تصل إلى 6.2 لتر، بثمانية أسطوانات، بناقل حركة أوتوماتيكي، وبدفع خلفي وقوة 430 حصاناً، وساعد المشتركون في التصميم بإجراء تعديلات على التصميم ذاته مثل تغيير الأبواب. بحسب CNN.

وتقول الشركة إنها أنفقت ثلاثة ملايين دولار على تطوير السيارة، وهو مبلغ أقل بكثير مما قد أنفقته على تصنيع سيارات أخرى، وذلك من خلال إعادة تعديل بعض الجوانب في التصميم، للحصول على بدائل أرخص. وتفكر الشركة في العمل على تصميم للمركبة العسكرية "XC2v" لصالح وكالة أبحاث أنظمة الدفاع المتطورة، وهي مؤسسة بحثية تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، البنتاغون، وتقدم الشركة تحدياً أمام الراغبين في الاشتراك لتصميم أسرع سيارة لتوصيل البيتزا، وهو مشروع طلبته شركة "Dominos Pizza"، وأفضل حذاء للقيادة، وهو مشروع طلبته شركة "Reebok" للأحذية. وتفكر الشركة في تصنيع دراجة باختيار الجمهور، بالإضافة إلى قارب ونوع أرخص من السيارات.

سيارة كهربائية

من جهة اخرى استغل مهندس كرواتي شغوف بالسيارات، خبرة شركته الصغيرة المتخصصة في صنع اليات يتم التحكم بها عن بعد، لتصميم سيارة كهربائية فخمة مخصصة للمدن يأمل ان يطرحها بنجاح في السوق العالمية. ويقول فيوكسلاف مايتيك مالك شركة "دوك-اينغ" وهو يشير الى سيارة المستقبل التي صممها والمركونة في باحة صغيرة قبالة مصنعه الصغير في احدى ضواحي زغرب "هذه السيارة، واسمها لوكس، هي بمثابة حلم الطفولة".

وقد بدأ تصميم هذه السيارة قبل حوالى خمس سنوات، وعرض نموذج منها في معرض جنيف للسيارات في العام 2010. ويضيف مايتيك البالغ من العمر 57 عاما ان هذه السيارة هي ثمرة "مهاراتنا وتقنياتنا. لكن هذه السيارة هي الانتاج الثانوي لنا، وهي بخلاف انتاجنا الاساسي، لا تدر لنا أي ربح".

ويعمل في هذه الشركة 190 شخصا من كرواتيا وثلاثون من افريقيا الجنوبية، وهي متخصصة في صنع الروبوتات ذات التحكم عن بعد المخصصة لمكافحة الحرائق، اضافة الى اجهزة تستخدم في نزع الالغام وعمل المناجم. وفي ما عدا البطاريات والنوافذ، تصنع معظم اجزاء سيارات لوكس في كرواتيا، التي لا يوجد فيها قطاع لصناعة السيارات.

ويقدر سعر بيع السيارة من الجيل الاول لهذه السيارات الكهربائية بحوالى خمسين الف يورو، وهي اغلى من السيارات الكهربائية التي تنتجها شركات اخرى، فشركة سمارت الكتريك تبيع سياراتها الكهربائية بسعر 40 الف يورو. وسيارة لوكس مزودة ببابين يفتحان الى الاعلى، ومقود مثبت في الوسط، ومقعدين يتوسطهما مقعد السائق.

ويقول مايتيك "انها سيارة فاخرة، صغيرة الحجم بطول 2,9 مترا وعرض 1,8 مترا يمكن ركنها بسهولة، وهي غالية الثمن لكنها ذات اداء جيد وتؤمن كل وسائل الراحة الالكترونية الممكنة". وتصل قوة الدفع في سيارة لوكس الى 150 حصانا، ويمكنها ان تصل الى سرعة 100 كيلومتر في الساعة خلال 7,7 ثوان باستخدام محركين و4,4 ثوان باستخدام اربعة محركات.

وتسعى شركة دوك-اينغ الى تحقيق هدف يتمثل بانتاج خمسة نماذج من هذه السيارة، سيقودها عاملون في الشركة، بحلول العام 2013، ومن ثم فتح باب الطلبات. وسيتحدد مصير السيارة لوكس بحسب الطلب عليها في السوق. ورغم المصاعب التي يواجهها قطاع صناعة السيارات بسبب الازمة الاقتصادية، يعتقد مايتيك ان سياراته ستلاقي سوقا للتصريف في الولايات المتحدة وفي العواصم الاوروبية الكبرى.

وفيما تعمل شركات تصنيع السيارات لزيادة استقلال السيارات الكهربائية، تتيح البطارية التي تتمتع بها سيارة لوكس، قطع مسافة 250 كيلومترا بسرعة 40 كيلومترا في الساعة. ولشحن البطاريات، يكفي وصلها باي علبة كهرباء عادية، والانتظار بين ثلاث وثماني ساعات. ويكلف هذا الاستهلاك للطاقة الكهربائية 3,3 يورو في كرواتيا.

وفي حال ابقت شركة "دوك-اينغ" على قدرتها التصنيعية على حالها، يمكنها ان تنتج 100 سيارة سنويا، مع احترام كل الطلبات الخاصة لكل زبون. ويرى خبراء محليون ان سيارة لوكس لن تلاقي نجاحا في كرواتيا، حيث لا يتجاوز متوسط الاجور 600 يورو شهريا، وحيث لا يبدي الناس اهتماما بالسلع والمنتجات غير التقليدية. فمن 1,4 مليون سيارة في كرواتيا، لا يوجد سوى بضع مئات من السيارات العاملة بالطاقة الكهربائية او السيارات الهجينة تعمل بالطاقة الكهربائية وعلى الوقود معا.

وتهيمن شركة فولكسفاغن على هذه السوق الصغيرة في كرواتيا التي لا يتجاوز عدد سكانها 4,3 ملايين نسمة. ويقول الصحافي الكرواتي مارين غاليك المتخصص في شؤون السيارات "يبدو لي صعبا ان يدفع احد في كرواتيا هذا المبلغ مقابل شراء سيارة ما زالت مغمورة"، معتبرا ان شراكة دولية هي وحدها القادرة على تأمين نجاح لسيارات لوكس. ويقول الخبير القانوني نيناد تانكوفيتش "ينبغي على شركة دوك-اينغ ان تتوجه الى اوساط الاعمال والسوق الخارجية".

مزادات خاصة

في السياق ذاته بيع حطام اخر سيارة "دو شوفو خرجت من مصانع سيتروين، بسعر 10800 يورو خلال مزاد علني على ما اعلنت دار "اوسينا" للمزادات. وكان سعر السيارة مقدرا بين الف والفي يورو في الاساس وهي اخر نموذج من سيارة "دو شوفو" الاسطورية ينتج في فرنسا العام 1988. وقد تعرضت هذه السيارة لحريق بعد سرقتها في اذار/مارس 2012 مما اثار موجة تأثر كبيرة في صفوف محبي وجامعي هذا النوع من السيارات وكانت السيارة قد اجتازت خمسة كيلومترات فقط. وقد تم التعرف على السيارة بفضل رقم الهيكل اثر العثور عليها محروقة بعد مرور شهرين على سرقتها. وقد توفي صاحبها في سن التسعين بعد اسبوع على اختفائها.

من جهة اخرى يعتزم موقع "اي باي" عرض سيارة فيراري تعرض فيها لاعب كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو الى حادث، للبيع في مزاد علني بعد اتفاق بين الموقع وصاحب المرآب الذي يملك هيكل السيارة، على ما اعلن محامي الشركة البائعة. وقال رونو بيتشر محامي مرآب ستار اوتوز في ضاحية ستراسبورغ شرق الذي اعلن الخبر، "كان هذا هدف العملية برمتها، اننا اذا مسرورون جدا لتمكننا من انجاز هذا الاتفاق".

وكان كريستيانو رونالدو تعرض لحادث في سيارته فيراري تبلغ قيمتها الاصلية 250 الف يورو بعد اصطدامه بحاجز على طريق مطار مانشستر في بريطانيا العام 2009. ووقع الحادث قبل اسبوع من تسلم لاعب مانشستر يونايتد جائزة الكرة الذهبية لعام 2008. كما اكد المحامي ان موقع "اي باي" سيدفع تعويضا تم الابقاء على قيمته سرية. وبحسب صحيفة "درنيير نوفيل دالزاس" فإن صاحب المرآب سيحصل على 20 الف يورو كتعويضات من "اي باي".

وطلبت الشركة الفرنسية استدعاء الموقع المتخصص في البيع والمزادات الالكترونية الى المحكمة بعد قيامه بالغاء اعلان نشرته "ستار اوتوز" لاسباب "امنية". وبعد شكوك بصدقية اعلان الشركة الفرنسية، طلبت ادارة "اي باي" من "ستار اوتوز" تزويدها بادلة تثبت هوية المالك السابق للسيارة، وهو ما قامت به الشركة ثلاث مرات بحسب المحامي بيتشر. وكانت الشركة الفرنسية المتخصصة ببيع السيارات المتضررة بسبب حوادث، اشترت سيارة الفيراري العائدة لرونالدو من صاحب مرآب برتغالي مقابل حوالى 33 الف يورو، وعرضت بيعها بالمزاد العلني بدءا من 50 الف يورو. وبلغت القيمة العليا 125 الف يورو عند الغاء المزاد.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 23/آذار/2013 - 11/جمادى الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م