من النقاط المضيئة التي تسجل في الدول الديمقراطية فتح المجال امام
المرأة للمساهمة في بناء وطنها والمشاركة في رسم سياسته الداخلية
والخارجية من خلال تخصيص نسبة جيدة من المقاعد النيابية تحتلها المرأة
في مجلس النواب او اعطائها مناصب سيادية في الحكومات المنتخبة من قبل
الشعب.
في المجتمع العربي الجديد يعد دخول المرأة العربية معترك السياسة
تطوراً وعلامة فارقة ومهمة في مجتمع ذكوري لا زال أفراده يعتبرون
المرأة اقل منهم فهماً واداركاً للامور، وهذا الانفتاح نحو إنصاف
المرأة واقحامها لاستلام دورها الكبير في حياة مجتمعها المدني والسياسي
وتكسير تلك التقاليد المتشددة والمتوارثة يُعتبر خطوة في الاتجاه
الصحيح بعد عقود غابرة عاشتها المرأة العربية ابان الحكم الدكتاتوري
الذي تسلط على رقاب الرجال قبل النساء.
لقد ظلت المرأة العربية قروناً طويلة اسيرة تقاليد وأعراف بالية
متخلفة ما انزل الله بها من سلطان، فالفتاوى الظلامية ضد المرأة قديما
وحديثا اوجدتها ظروف خاصة وفرضتها عقول يابسة متحجرة على المجتمع
الاسلامي بلا سند او دليل شرعي معتبر.
فالاسلام رفع من منزلة المراة وبوأها مكانة رفيعة فأقر لها حق
التملك والتصرف بمالها ورزقها، وان ترث وتورث بكل حرية، وتقول رأيها
فيما يخصها ويخص وطنها ودينها بلا أي ضوابط او حدود، حتى مسألة الشهادة
في القضاء، حين اشترط ان تكون امرأتان، فذلك لا يعني انتقاصاً من شأن
المرأة كما يحلو للبعض تفسيره، بل حرصاً من ديننا الحنيف على تحري
الدقة المتناهية في إحقاق الحق، لان بعض النساء قد تغلبهن العاطفة
وسرعة التأثير، وحتى لو كانتا اثنتين فذلك دليل قوي على ثقة الإسلام
بالمرأة وبرأيها.
واليوم وقد فتحت الديمقراطية في العراق الجديد الباب امام المرأة
لتدخل المعترك السياسي وتساهم وتشارك في صنع الحياة في بلدها وناسها،
فان المسؤولية كلها اصبحت في يد النساء العراقيات وما ينتظرهن من عهد
جديد متحضر ومتحرر من رواسب الماضي، خصوصاً ونحن على اعتاب انتخابات
مجالس المحافظات في العراق وما تتطلبه المرحلة المقبلة من عمل يصب في
خدمة المجتمع العراقي بأسره.
لذا يجب على المرأة العراقية ان تبرهن إن ليس في العراق رجال كبار
عظام فقط، بل ايضاً نساء لا يقلن عظمة وحكمة وكبراً عن رجاله، بل هي
حاضرة الى حلبة السياسة كمنافس قوي للرجال بدون معونة احد سوى صلابة
موقفها وثقتها بنفسها.
alikhassaf_2006@yahoo.com
|