20 آذار من كل عام سيكون موعداً للعالم للإحتفال بـ "يوم السعادة
العالمي" لأول مرة، هذا ما أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام
2012، اعترافاً بأهمية السعي للسعادة أثناء تحديد أطر السياسة العامة
لتحقق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر وتوفير الرفاهية لجميع
الشعوب، فياترى من أين تأتينا السعادة ؟ أو حتى كيف سنحتفل بشيء غادرنا
منذ زمان ولم يترك له أثر أو دلالة ؟
وأنا أبحث في بعض أقوال مشاهير التأريخ عن معنى للسعادة يجاري ما
نحن فيه من تخبط إجتماعي وضمور كبير في اسباب تحقيقها التي كنا نأمل
جميعاً أن نرتاد محطاتها في موعد قريب أو بعيد حتى، إلا إني لم أجد
معنى لها على حجم ما نكابده من خوف ورهبة ونفس لا تهدأ مهما حدث تحاول
بشق الأنفس أن تستوضح الطريق الى السعادة التي نراه ملغما بالمخخات
والإنتحاريين.. ففي ظل الموجات الإرهابية التي تعصف إنفجاراتها شوارع
المدينة وأزقتها والكواتم التي تخرس كل محاولاتنا للتعامل مع الأيام
المتبقية من أعمارنا في الكفاح بحثاً عنها بعيداً عن الحظ كما يقول
فريدريك بريفس: " لا تتوقف السعادة على الحظ والبخت، وإنما على العمل
ومواصلة الكفاح الدائم".. نبحث عن السعادة في وجوه من نصادفهم يومياً
وفي بريق عيون أبناءنا العائدين تواً من رحلة المشقات اليومية فلا نجد
أثر لها أو حتى ترتسم لها إشارة في ملامح تلك الوجوه فهي بعيدة كل
البعد عنا وليس كما يقول تولستوي: " إننا نبحث عن السعادة غالباً وهي
قريـبة منّا، كما نبحث في كثير من الأحيان عن النظارة وهي فوق عيوننا
".
ونحن نتجول في مدينتنا الحزينة نرقب وجوه اهلها التي تتفتق عن حزن
ومكابدة لألم من المجهول الذي يربض فوق الأرصفة.. فأرصفتنا عناوين
لترقب نوع ما من الموت لذلك فنحن غير قادرين على زرع البسمة في وجوهنا
لكوننا غير قادرين على ذلك فحزننا وخوفنا يطغى على كل الملامح وليس كما
يقول راندل: " ازرع البسمة في وجهك، تحصد السعادة في قلوب الناس".
نحن بحاجة اليوم الى من يمدنا بأسباب السعادة فمشاكلنا كثيرة
وعزائنا دائم وليس فينا من يشعر بالسعادة الحقيقية إنما هي لحظات
لإبتسامة أو لضكحة عابرة يتبعها صمت رهيب ينذر بحزن لا يفارق وجوهنا
وقلوبنا.
العالم يتحدث عن معان كثيرة للسعادة لا نجد أحدها قريب من توقعاتنا
ومستقبلنا، وأنا أكتب تلك المقال كانت بغداد تجابه هجمة منسقة من
الانفجارات طالت الكثير من أحياءها.. العالم يتحدث عن حاجته الى نموذج
اقتصادي جديد يحقق التكافؤ بين دعائم الاقتصاد الثلاث: التنمية
المستدامة والرفاهية المادية والاجتماعية وسلامة الفرد والبيئة ويصب في
تعريف ماهية السعادة العالمية بينما لا زلنا في أول خطواتنا غير قادرين
على تناول نموذج ما لتطبيقه ولا نمتلك السلطة الكافية التي تمكننا من
تجاوز المحن بعدما عبرت خطوط الفقر حدودها وانتشرت آفات لم نألفها من
قبل أشرت على ضعف كبيرة في البينة التحتية فهناك سلاسل من التهديدات من
قبيل الأزمات الاجتماعية والاقتصادية المتواترة، والعنف والجريمة
والتدهور البيئي وتعاظم مخاطر تغير المناخ.
وأخيراً عن أي سعادة نبحث في أول مناسبة ليوم السعادة العالمي.. حفظ
الله العراق.
zzubaidi@gmail.com
|