لواء ابو الفضل العباس... الشهادة دون مرقد السيدة زينب (ع)

 

شبكة النبأ: انضم مقاتلون شيعة من العراق ولبنان إلى مقاتلين شيعة سوريين للدفاع عن مرقد السيدة زينب إلى الجنوب من دمشق اذ يخشون أن يهدده مقاتلون سنة يحاربون الرئيس السوري بشار الأسد.

ويبرز وجود مقاتلين شيعة من بلدين مجاورين - وهو ما أكدته مصادر في العراق وسوريا واتضح من خلال تسجيلات فيديو للتفاخر بهذه المهمة - كيف أن الصراع الدائر في سوريا يذكي المشاعر الطائفية في المنطقة.

وقال مصدر مقرب من لواء ابو الفضل العباس - تيمنا بأبي فضل العباس وهو من أبناء الإمام علي - إنها تشكلت قبل سبعة أشهر وتخوض معاركها أساسا حول مرقد السيدة زينب (ع) على المشارف الجنوبية للعاصمة العراقية.

والسيدة زينب أخت العباس مدفونة في هذا المرقد ذي القبة الذهبية والذي تحيط به ساحة من الرخام الأبيض والتي كانت تكتظ بالمصلين قبل اندلاع الانتفاضة ضد الرئيس السوري وتحولها إلى صراع مسلح.

وقال المصدر إن اللواء تشكل لمواجهة الخطر البادي الذي يتهدد المرقد والمسجد من مقاتلين سنة دنسوا أماكن أخرى لعبادة الشيعة الذين يمثلون أقلية في سوريا.

وقال "هم موجودون هنا لغرض واحد وهو الدفاع عن المرقد" مضيفا أنهم يعملون بشكل مستقل عن قوات الأسد حول العاصمة. وأضاف أن من بين الدوافع التي جعلت المقاتلين العراقيين في مرقد السيدة زينب يأتون إلى هذا المكان هو الرغبة في منع تكرار للعنف الطائفي الذي أعقب هجوما استهدف مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء عام 2006 والذي اتهم تنظيم القاعدة بارتكابه والذي تسبب لاحقا في مقتل الآلاف من السنة والشيعة.

أدى الصراع الدائر في سوريا بالفعل إلى اجتذاب مقاتلين سنة من أفغانستان وليبيا والشيشان ودول أخرى والكثير منهم يعتبر الفكر الشيعي منافيا للإسلام كما يعتبرون أضرحتهم رموزا للوثنية ولابد من هدمها.

وأظهر تسجيل فيديو نشر قبل شهرين مقاتلين من السنة وهم يحرقون حسينية شيعية في محافظة إدلب بشمال سوريا في أحد أحدث الهجمات التي تستهدف ممتلكات مرتبطة بأقليات دينية.

وقال مسؤول شيعي عراقي إن شيعة عراقيين بعضهم كان يعيش في جنوب دمشق منذ فرارهم من أحداث العنف التي شهدها العراق بدأوا التعبئة في الصيف الماضي لمواجهة المقاتلين في المنطقة والذين وصفهم بأنهم "متشددون وسلفيون".

وقال من العراق إن المقاتلين يريدون تدمير "مرقد السيدة زينب وتصدى لهم شيعة عراقيون كانوا يعيشون بالفعل في سوريا." بحسب رويترز.

ومضى يقول "الآن أصبحوا أكثر تنظيما تحت لواء أبو الفضل العباس." وتقول مصادر مقربة من اللواء إنه مقسم إلى وحدات أصغر أطلق عليها أسماء ائمة الشيعة الاثنى عشر ويتألف اللواء أساسا من شيعة العراق ولبنان وسوريا.

وقال المسؤول إن اللواء ما زال يتألف أساسا من العراقيين لكنه قال إنهم جاءوا إلى دمشق بصفة فردية وليس تحت إشراف الدولة او أي منظمة.

ويتهم مقاتلو المعارضة السوريون جماعة حزب الله اللبنانية وهي حليفة للأسد بالقتال في صفوفه. وتنفي الجماعة هذه الاتهامات وتقول إن انصارها يحاربون في قرى حدودية للدفاع عن الشيعة هناك.

نشر اللواء تسجيلي فيديو الاول اسمه (آه يا زينب) والذي يظهر المرقد وقد لحقت به تلفيات مع سقوط الثريا على الأرض وتقول الأغنية إنهم سيقطعون أيدي من فعلوا ذلك.

ويظهر التسجيل لقطات حديثة للصراع حول مرقد السيدة زينب إلى جانب مشاهد من مسلسل يصور مقتل العباس عام 680 ميلادية على يد جيش يزيد بن معاوية في معركة كربلاء بالعراق.

وتعزز هذه اللقطات من الشعور بوجود صراع يتجاوز الحدود. وفي حين ان الشيعة يمثلون نحو اثنين في المئة فقط من السكان في سوريا فانهم يمثلون أغلبية في العراق وإيران ويمثلون قوة كبيرة في لبنان المجاور وهي دول متعاطفة مع النظام العلوي في سوريا.

وفي تسجيل الفيديو يطلق مقاتلون - يرتدون زيا عسكريا مع تغطية وجوههم بمؤثرات بصرية - القذائف الصاروخية والنيران من بنادق آلية خلال معارك في الشوارع فيما يبدو. يتخذ البعض مواقع قناصة وجميعهم يبدو عليهم أنهم تلقوا تدريبا جيدا. ويمكن مشاهدة الدمار والركام أمام المتاجر المغلقة.

وفي التسجيل الثاني الذي صدر الشهر الحالي يقول المغني إنهم لن يسمحوا بأن تكون زينب أسيرة مرتين في إشارة إلى أسرها بعد معركة كربلاء.

ويظهر أحد المقاتلين في التسجيل الأول في التسجيل الثاني وهذه المرة ووجهه ظاهر لأنه قتل في إحدى المعارك وأصبح "شهيدا" أثناء دفاعه عن المرقد.

وشوهد ستة مقاتلين على الأقل وهم يطلقون الرصاص من سطح مبنى بينما يشاهد آخرون وهم يصلون داخل المرقد. ويتوعد تسجيل الفيديو الجيش السوري الحر وجاء في التسجيل أنهم إذا تلقوا أوامر فإنهم سيقلبون كل شيء رأسا على عقب ويحرقون دمشق.

ويتضح الغضب في وسائل التواصل الاجتماعي ويظهر الانقسامات العميقة في أنحاء سوريا بين الأغلبية من السنة من ناحية والعلويين والشيعة من جهة اخرى.

وفي تسجيل فيديو عرض على يوتيوب في يوليو تموز الماضي يحذر قائد سني السكان في قرية بنش بالشمال من التعامل مع أي شيعي في القرى المجاورة قائلا إن حتى تبادل الخبز أو أي بضاعة أخرى عقوبتها القتل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 11/آذار/2013 - 29/ربيع الثاني/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م