شبكة النبأ: لم تعد قضايا الشرق
الأوسط من أولويات القيادة الأمريكية في الاونة الأخيرة، وخاصة قضية
السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، التي كانت من أولويات الرئيس
الأمريكي باراك أوباما في فترته الرئاسية الاولى لكن بعد أربع سنوات لم
يعد لهذه القضية نفس المكانة.
وعلى الرغم من ان الولايات المتحدة قد لمحت إلى انها ربما تحاول
مجددا دفع عملية السلام في الشرق الاوسط، لكن جون كيري وزير الخارجية
الامريكي الجديد سيتحرك على الأرجح بحذر وهو ما يتناقض مع مبادرة
الرئيس باراك اوباما في فترته الرئاسية الاولى التي حظيت باهتمام كبير
لكنها فشلت في تحقيق أي تقدم.
إذ لم يحدد كيري او اوباما النهج الذي ستتبعه الادارة الامريكية
تجاه عملية السلام في الشرق الاوسط، نظرا للعقبات العديد التي تقف امام
المحاولات الامريكية تتضمن الانقسام داخل المجتمعين الاسرائيلي
والفلسطيني بشأن فكرة السلام نفسها وغياب القناعة بامكانية تحقق السلام
أصلا وكذلك صعود الاحزاب الاسلامية خاصة في مصر والتي ربما تكون اقل
دعما لفكرة السلام.
ففي ظل التغيرات المتلاحقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط فى اعقاب
ثورات الربيع العربي وتجددت الدعوات المطالبة بإعادة تقييم جذري
للاتجاهات الرئيسية الأمريكية والمصالح الأمريكية في المنطقة والخيارات
السياسية المناسبة لتحقيقها.
يتوقع العديد من محللين السياسيين بأن السياسية الخارجية الأمريكية
الجديدة لن تتغير وإنما ستستمر في السياق نفسه بأكثر واقعية وابعد عن
الشعارات خلال المرحلة القادمة وخاصة فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط.
لاسيما قضية السلام بين فلسطين وإسرائيل، لكن الأخيرة بعد أربع
سنوات من العلاقات الفاترة والخلاف مع امريكا بشأن كيفية كبح جماح
البرنامج النووي الايراني، ربما ستواجه وضعا صعبا في المرحلة المقبلة
مع واشنطن.
في حين يرى أغلب المحللين ان نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط
يتدنى بشكل غير مسبوق، نتيجة لتغيرات الربيع العربي وصعود الإسلام
السياسي وانتقال صناعة القرار إلى داخل المنطقة، بعدما كانت الادراة
الامريكية لسنوات طويلة تملي ما تريده عليها، ستقف ادراة أوباما أمام
تحدي المواصلة لاحتواء آثار الربيع العربي.
من جهة أخرى يجمع العديد من المحللين على ان اهتمامات الولايات
المتحدة وتوجهاتها في السياسة الخارجية ستتجه الى القارة الآسيوية بدلا
من منطقة الشرق الاوسط التي يخسر فيها اوباما استثمارات سياسية كبيرة،
وعليه تظهر المؤشرات آنفة الذكر بأن سياسة اوباما الخارجية خلال ولايته
الثانية ستكون ذات طابع متوازن سياسيا في المرحلة المقبلة.
في سياق متصل قال جون كيري وزير الخارجية الامريكي ان الرئيس باراك
أوباما لن يعرض خطة سلام على اسرائيل والفلسطينيين الشهر المقبل لكنه
يعتزم ان يصغي.
وأثارت جولة أوباما المنتظرة توقعات بدفعة أمريكية جديدة لاحياء
المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية التي توقفت منذ عام 2010 بسبب نزاع
حول التوسع الاستيطاني الاسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة.
وخلال الاشهر القليلة الماضية أثار كل جانب عداء الاخر-اسرائيل
ببناء مستوطنات يهودية في الارض المحتلة والفلسطينيون بسعيهم لرفع
وضعهم في الامم المتحدة.
وقال كيري انه بعد جولة أوباما التي يزور خلالها اسرائيل والاراضي
الفلسطينية والاردن سترى الولايات المتحدة كيف ستمضي في جهود السلام.
وحث كل الاطراف على التصرف بهدوء والابقاء على فرصة لاقرار السلام.
وتصاعد التوتر في الضفة الغربية التي يريد الفلسطينيون اقامة دولتهم
فيها وفي قطاع غزة عاصمتها القدس الشرقية بعد موت سجين فلسطيني في سجن
اسرائيلي يوم السبت وسط ظروف مختلف عليها، كما أشعل اضراب عن الطعام
يشارك فيه أربعة سجناء فلسطينيين احتجاجات اتسمت بالعنف.
وقال وزير الخارجية الامريكي "حقيقة نأمل ان يتراجع الجميع للخلف
قليلا وان يحاولوا العثور على طريق للتحرك قدما بكل هدوء وبكل تفكير في
الايام القليلة القادمة وان يتركوا فرص التوصل الى حل سلمي مفتوحة."
على الصعيد نفسه يكشف الائتلاف الذي أبرمته تسيبي ليفني مع رئيس
الوزراء الإسرائيلي اليميني بنيامين نتنياهو عن الكثير من العقبات التي
تنتظر وزيرة الخارجية الإسرائيلية المعتدلة السابقة في مهمتها الجديدة
للسعي لتحقيق السلام مع الفلسطينيين.
وظهرت توقعات عن مبادرة جديدة للسلام بسبب اعتزام الرئيس الأمريكي
باراك أوباما زيارة إسرائيل والضفة الغربية والاردن، وكان أوباما قد
اختلف مع نتنياهو بسبب السياسة التي ينتهجها رئيس الوزراء للتوسع في
البناء الاستيطاني على اراض محتلة يريدها الفلسطينيون لإقامة دولتهم
المستقبلية.
لكن اتفاق الائتلاف هو شاهد على علاقة حذرة بين ليفني ونتنياهو وقد
صيغ فيما يبدو بطريقة تهدف الى طمأنة المتشددين في حزبه الليكود الى أن
رئيس الوزراء الذي لا يثق فيه الفلسطينيون سيكون صاحب الكلمة العليا في
نهاية المطاف.
والآن يبدو أن بنودا رئيسية في اتفاق الائتلاف وضعت خصيصا لتلجيم
أبرز امرأة في المشهد السياسي الاسرائيلي، وجاء في نص الاتفاق أن ليفني
"ستنسق مع رئيس الوزراء -الذي يتحمل المسؤولية العليا ويوجه السياسات-
الخطوات التي تقترحها وترفع له تقارير دورية عن كافة التطورات."
في سياق ذاته قالت وزارة الخارجية الامريكية ان وزير الخارجية جون
كيري شدد على التزامه بتشجيع السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين في
اتصالين هاتفيين بزعيمي الجانبين ، وفي اتصالين منفصلين تحدث كيري الذي
تولى وزارة الخارجية الامريكية خلفا لهيلاري مع رئيس الوزراء
الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس .
وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية عن
حديث كيري مع نتنياهو "فيما يتعلق بالسلام في الشرق الاوسط اكد الوزير
التزامه الشخصي والتزام الرئيس(باراك) اوباما بدعم امن اسرائيل والسعي
لاحلال سلام دائم بين الاسرائيليين والفلسطينيين." |