داء السرطان... تباين في معدلات الاصابة

 

شبكة النبأ: يعد السرطان السبب الرئيسي للوفاة في كثير من الدول مرتفعة الدخل ومن المتوقع أن يصبح سببا رئيسيا للمرض والوفاة في العقود القادمة في كل مناطق العالم، بحسب خبراء الصحة العالمية.

إذ تعددت الدراسات والأبحاث حول مرض السرطان الأكثر شيوعا في العالم، وخاصة أنواعه السبعة هي سرطانات الرئة والثدي والقولون والمستقيم والمعدة والبروستاتا والكبد وعنق الرحم.

حيث أظهرت الدراسات الطبية الحديثة بأن التصوير الشعاعي المتكرر في الطفولة يزيد خطر الاصابة به، كما تشكل الغازات المنبعثة من محركات الديزل بين المواد المسببة للسرطان، بينما ربطت دراسة علمية صدرت مؤخراً بين المواد التي يتم إضافتها على المفروشات المنزلية، كالمقاعد والستائر والسجاد، لتحول دون سرعة اشتعالها، وبين الإصابة بأمراض عديدة، في مقدمتها مرض السرطان، والتشوه الهرموني لدى الأفراد.

في حين يتوقع خبراء الصحة  زيادة احتمال اصابة الرجال بمرض السرطان خلال حياتهم بنسبة النصف، كما وجدت دراسة جديدة شيوع أنواع مختلف من السرطنات كسرطان الشفة والخصية والغدة الدرقية وسرطان الأمعاء، وقد تباينت الاسباب والمسببات التي تشترك في الاصابة بها منها عوامل وراثية، هرمونية، النظام الغذائي، البيئة، ومن أكثر العلاجات شيوعا ما يلي: الإشعاع، العلاج الهرموني، العلاج الجراحي، العلاج الكيميائي.

لذا ينصح الخبراء بهذا الشأن بالوقاية ومعالجة المبكرة فضلا عن استشارة الأطباء المتخصصين كسلاح فعال لمواجهة جميع إمراض السرطان. فعندما يصحّ الجسم يصح العقل، ويتعافى، ويفكر بطريقة سليمة، تحسِّن حياة الإنسان، وعليه فقد أصبحت الصحة مطلبا عالميا.

السرطان في العالم

فقد كشفت دراسة أن عدد مرضى السرطان سيرتفع أكثر من 75 بالمئة في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2030 مع ارتفاع حاد لا سيما في البلدان الفقيرة لأنها تعتمد على أنماط حياة "غربية" غير صحية، وذكرت الدراسة التي اجرتها الوكالة الدولية لبحوث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية في ليون بفرنسا أن العديد من البلدان النامية من المتوقع أن تشهد ارتفاعا في مستويات المعيشة في العقود المقبلة.

لكنها أضافت أن هذا التحسن قد يكون له ثمن وهو زيادة حالات السرطان المرتبطة بسوء التغذية وعدم ممارسة الرياضة والعادات السيئة الأخرى المرتبطة برغد العيش وأمراض مثل سرطانات الثدي والبروستاتا والقولون والمستقيم، وهذه هي الدراسة الأولى التي تبحث كيف تتفاوت معدلات الاصابة بالسرطان بين البلدان الغنية والفقيرة بالقياس على تصنيفات التنمية كما يحددها مؤشر الامم المتحدة للتنمية البشرية.

وخلص الباحثون إلى أن البلدان ضعيفة النمو ومعظمها في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تزيد فيها أنواع السرطانات المرتبطة بالعدوى وخاصة سرطان عنق الرحم فضلا عن سرطانات الكبد والمعدة وسرطان كابوسي اللحمي، وعلى النقيض من ذلك كانت الدول الغنية مثل بريطانيا واستراليا وروسيا والبرازيل بها أكثر أنواع السرطان المرتبطة بالتدخين مثل سرطان الرئة والسرطانات المرتبطة بالسمنة والنظام الغذائي. بحسب رويترز.

وقال الباحثون إن ارتفاع مستويات المعيشة في البلدان الأقل نموا من شأنه أن يؤدي على الأرجح إلى انخفاض عدد حالات السرطانات المرتبطة بالعدوى. لكن على الأرجح أيضا سيكون هناك زيادة في أنواع السرطانات التي عادة تشهدها الدول الأكثر ثراء.

وتوقع الباحثون أن البلدان متوسطة الدخل مثل الصين والهند وأفريقيا قد تشهد زيادة في عدد حالات السرطان تبلغ 78 بالمئة بحلول عام 2030، واشارت الدراسة التي نشرت في دورسة (لانست اونكولوجي) "Lancet Oncology" إلى أن الحالات في المناطق الأقل نموا من المتوقع أن تزيد بنسبة 93 بالمئة خلال نفس الفترة، وقال كريستوفر وايلد مدير الوكالة الدولية لبحوث السرطان إن الدراسة أظهرت "الطبيعة الديناميكية لأنماط السرطان" في جميع أنحاء العالم على مر الزمن، وأضاف "يجب على البلدان أن تأخذ في الاعتبار التحديات التي سيواجهها كل منها وأن تحدد أولويات التدخلات المستهدفة" مؤكدا على ضرورة اتخاذ تدابير وقائية واتباع نظم الكشف المبكر وبرامج العلاج الفعال.

سرطان الشفة

في سياق متصل وجدت دراسة جديدة أن عدداً من الأدوية المخصصة لخفض ضغط الدم، تزيد خطر الإصابة بسرطان الشفة عند الأشخاص البيض ربما لأنها تزيد من إمكانية تعرّضهم لأضرار أشعة الشمس. وذكر موقع «هلث داي نيوز» الأميركي أن الباحثين العاملين في برنامج «قيصر برماننت مديكال كير» في أوكلاند، وجدوا أن بعض أدوية الضغط ترتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الشفة.

وأشار العلماء إلى أن سرطان الشفة نادر جداً حتى بين الذين يتناولون هذه الأدوية، غير أنهم لفتوا إلى أن النتائج الأولية لا ينبغي أن تقنع المرضى بوقف تناول الأدوية المذكورة، وقال الباحث غاري فريدمان: «إنه من المهم حقاً التأكيد أن هذا الخطر بسيط، وهو سرطان نادر يعالج عادة بسهولة ولا يهدد للحياة»، وأشار إلى أن الحماية من الشمس، عبر استخدام الكريمات المخصصة لذلك والقبعات، يمكن أن يقلل من ضرر الأشعة الشمسية التي قد تؤدي إلى سرطان الشفة. بحسب يونايتد برس.

وقارن الباحثون بيانات لأكثر من 700 مريض في كاليفورنيا الشمالية مصاب بسرطان الشفة، مع قرابة 23 ألف شخص آخرين، ووددوا أن الأشخاص البيض الذين يتناولون بعضاً من أدوية خفض الضغط هم أكثر عرضة أربع مرات للإصابة بسرطان الشفة خلال فترة خمس سنوات. وبدا أن الخطر يزداد مع مدّة الاستخدام، والخطر الطبيعي هو قرابة (واحد في كل 100 ألف).

سرطان الأمعاء

من جهتهم ذكر باحثون في مركز أبحاث السرطان البريطاني في جامعة برمينغهام وباحثون في مركز أبحاث السرطان في معهد بيتسون الاسكوتلندي أن خطر الإصابة بسرطان الأمعاء يرتفع على نحو ملحوظ لدى الأشخاص الذين يحملون مورثات «آي بي سي» معيبة ويتضمّن نظامهم الغذائي كميات كبيرة من الحديد، ونقلت مجلة «سيل ريبورتس» البريطانية عن الباحث في مركز أبحاث السرطان في معهد بيتسون أوين سانسوم قوله: «قطعنا شوطاً طويلاً في فهمنا لأسباب تطور سرطان الأمعاء». وأضاف: «لاحظنا في دراســـتنا أن مورثة «آي بي سي» كانت معيبة في 8 من بين 10 حالات من سرطان الأمعاء»، مستدركاً أنه «حتى الآن، لم نتمكن من فهم العلاقة السببية بين المورثة والسرطان». بحسب يونايتد برس.

ولفت إلى أن «من الواضح أن الحديد يؤدي دوراً رئيساً في السيطرة على تطورّ سرطان الأمعاء لدى الأشخاص الذين يحملون هذه المورثة المعيبة»، وأجرى سانسوم وزملاؤه دراسة على فئران قسموها قسمين، الأول قدّموا إليه أطعمة غنية بالحديد، فيما قدّموا للثاني أطعمة لا تحوي الحديد. ولاحظوا أن الخلايا التي تحوي مورثة «آي بي سي» المعيبة ماتت لدى الفئران التي تناولت أطعمة لا يوجد فيها حديد، ولم يتطوّر سرطان الأمعاء لديها، في حين أن الفئران التي كان نظامها غنياً بالحديد، والتي لم تكن مورثة «آي بي سي» عندها معيبة، لم يتطور لديها سرطان الأمعاء، حتى بعد إعطائها أطعمة غنية بالحديد، يذكر أن مورثة «آي بي سي» هي من المورثات الكابتة للورم وتتحكمّ بالنمو الخلوي فتحمي بالتالي الخلية من تشكل السرطان.

سرطان الغدة الدرقية

على الصعيد نفسه أظهرت دراسة أمريكية ان الاشخاص الذين نجوا من القنبلتين الذريتين اللتين ألقيتا على هيروشيما وناجازاكي وهم أطفال يواجهون مخاطر أكبر من المعتاد للاصابة بسرطان الغدة الدرقية بعد مرور أكثر من 50 عاما على تعرضهم للاشعاع، وخلايا الغدة الدرقية أكثر ضعفا بوجه خاص في مواجهة الاشعاع المؤين وهو النوع الذي تسرب من انصهار قلب المفاعل النووي في تشرنوبيل والقنبلتين الذريتين اللتين ألقيتا على اليابان.

ورصدت الدراسة التي نشرت في الدورية الدولية للسرطان the International Journal of Cancer حالات جديدة من الاصابة بالسرطان بين اناس كانوا في اليابان اثناء التفجيرين الذريين في عام 1945 وبين اشخاص لم يكونوا هناك، وبصفة اجمالية ظهرت 371 حالة اصابة بسرطان الغدة الدرقية في الفترة بين عامي 1958 و2005 بين نحو 105 الاف شخص نجوا من قنبلتي هيروشيما وناجازاكي الذريتين، ولم تجد الدراسة أدلة تذكر على ان الاشخاص البالغين الذين تعرضوا للاشعاع كانوا أكثر عرضة للاصابة بسرطان الغدة الدرقية في وقت لاحق. بحسب رويترز.

لكن بالنسبة للاطفال الذين تعرضوا للاشعاع كانت النتيجة مختلفة. ووجدت الدراسة ان 36 في المئة من 191 اصابة بسرطان الغدة الدرقية في اشخاص كانوا اطفالا أو مراهقين في ذلك الوقت هو على الارجح بسبب تعرضهم للاشعاع.

وقال كيوهيكو مابوتشي الباحث في المعهد القومي للسرطان في بيثيسدا بولاية ماريلاند الذي عمل في الدراسة "سرطان الغدة الدرقية من أكثر انواع السرطان حساسية للاشعاع"، وقال "نسيج (الغدة الدرقية) الاصغر سنا ربما كان أكثر حساسية للاشعاع - هذا أحد الافتراضات"، وتطلق الغدة الدرقية هرمونات تساعد في تنظيم عمليات الايض في الجسم. وتعمل الغدة بنشاط على وجه خاص في اوقات النمو السريع والتطور في الاطفال والمراهقين.

وقال الباحثون انه لم يتضح ان كانت نتائج الدراسة لها تداعيات على الاطفال اليابانيين الذين كانوا يعيشون بالقرب من محطة فوكوشيما النووية التي انصهر قلب مفاعلها في مارس اذار الماضي بعد زلزال وموجات مد عاتية (تسونامي)، وقال الباحث المتخصص في الاشعاع جون بويس من جامعة فاندربلت في ناشفيل بولاية تنيسي انه في حالة فوكوشيما ربما أدت عمليات الاجلاء السريعة الى تقليل مخاطر التعرض، وأشار بويس الى انه حتى بين الناجين من القنابل الذرية كانت مخاطر الاصابة بسرطان الغدة الدرقية منخفضة للغاية بالنسبة للذين تعرضوا لجرعة صغيرة فقط من الاشعاع.

سرطان الخصية

في حين قالت دراسة امريكية ان الشبان الذين يدخنون الماريوانا أكثر عرضة للاصابة بسرطان الخصية من الرجال الذين لم يتعاطوها قط، وقال باحثون في الدراسة التي نشرت في دورية السرطان ان هذه العلاقة تبدو مرتبطة بنوع واحد من الاورام يعرف باسم الورم الخصوي غير المنوي، وقالت فيكتوريا كورتسيس من جامعة جنوب كاليفورنيا في لوس انجليس التي قادت فريق البحث "هذه ثالث دراسة على التوالي تظهر زيادة بأكثر من الضعف في خطر الاصابة بهذا النوع الفرعي من سرطان الخصية بين الشبان الذين دخنوا الماريوانا"، وأضافت "أشعر شخصيا بالحاجة الى التعامل بجدية مع هذا الان" مشيرة الى زيادة معدلات الاصابة بسرطان الخصية خلال القرن الماضي بصورة لا تفسير لها.

وهذا البحث لا يعتبر دليلا دامغا على ان الماريوانا تتحمل هذه المسؤولية وحتى لو كانت كذلك فالخطر ليس كبيرا. فالجمعية الامريكية للسرطان تقول ان خطر الاصابة بسرطان الخصية يهدد رجلا واحدا من بين كل 270 رجلا تقريبا وانه نظرا لتوفر علاجات فعالة فان خطر الموت نتيجة لهذا المرض يتقلص الى واحد في كل خمسة الاف رجل، وحتى الان لا يعرف الكثير عن أسباب المرض. وتقول كورتسيس ان الخصية المعلقة من عوامل الخطر كما ان التعرض للمبيدات والهرمونات مرتبط بالاصابة بالاورام. بحسب رويترز.

واستخدمت الباحثة وزملاؤها بيانات 163 شابا اصيبوا بسرطان الخصية مقارنة بمجموعة أخرى من 300 رجل لم يصبوا بالمرض. وطرحت اسئلة على المجموعتين متعلقة بالصحة وتعاطي المخدرات بين عامي 1987 و1994، ومن بين المصابين بالسرطان دخن 81 في المئة الماريوانا في فترة ما بينما انخفضت هذه النسبة الى 70 في المئة في المجموعة المقارنة التي لم تصب بالسرطان.

التصوير الشعاعي

كما أظهرت دراسة نشرت في مجلة "ذي لانست" الطبية البريطانية أن التعرض المتكرر للأشعة الصادرة عن أجهزة المسح (سكانر) قبل سن الخامسة عشرة قد يزيد ثلاثة مرات خطر الإصابة لاحقا بسرطان في الدماغ أو في الدم (لوكيميا).

لكن الباحثين وهم بريطانيون وكنديون وأميركيون أوضحوا أن هذا الخطر "ضئيل" بشكل عام، ومع ذلك، أوصوا بالحد قدر المستطاع من كمية الأشعة المؤينة الصادرة عن أجهزة المسح واللجوء إذا أمكن إلى تقنيات أخرى ملائمة، وقد أجريت الدراسة على 178604 مرضى دون الثانية والعشرين من العمر خضعوا لتصوير بجهاز سكانر بين العامين 1985 و2002 في مستشفيات بريطانية. وبينت للمرة الأولى وجود علاقة مباشرة بين كمية الأشعة المتلقاة في الطفولة وخطر الاصابة بسرطان في الدماغ أو في الدم.

وبحسب الدراسة، فإن التعرض في الطفولة للأشعة المؤينة الناجم عن صورتين او ثلاث صور للدماغ ملتقطة بجهاز سكانر أي لستين ميليغراي من الأشعة قد يزيد ثلاث مرات طر الإصابة بسرطان في الدماغ في السنوات المقبلة. بحسب فرانس برس.

ويرتفع خطر الاصابة باللوكيميا ثلاث مرات بعد التعرض لخمسين ميليغراي من الأشعة على مستوى النخاع الشوكي، وتجرى حاليا دراسات أخرى، أبرزها في أستراليا وكندا، لتحديد مخاطر أجهزة المسح المخصصة للأطفال. ومن المتوقع أن تصدر نتائجها بعد سنة أو سنتين، ودعا الباحث مارك بيرس من جامعة نيوكاسل إلى توخي الحذر، قائلا إن "تخفيض كمية الأشعة يجب أن يحظى بالأولوية لدى اختصاصيي الأشعة ولدى المصنعين على السواء". وأوصى باستبدال التصوير الشعاعي إذا أمكن بالتصوير بالرنين المغنطيسي الذي لا يعرض المريض للأشعة المؤينة، واضاف "الأهم هو عدم استعمال جهاز المسح إلا إذا كان استعماله مبررا بالكامل من الناحية السريرية".

آثار العلاج الكيماوي

من جانب آخر أظهرت نتائج دراسة أجريت في أمريكا الشمالية ان الاطباء الذين يعتمدون على ملخصات الابحاث التي تنشر في الدوريات الكبرى بحثا عن ارشادات بشأن علاج النساء اللاتي أصبن بسرطان الثدي ربما لا يحصلون على أكثر المعلومات دقة حيث يتم التقليل من شأن الاثار الجانبية لانواع العلاج المختلفة.

وقال ايان تانوك مؤلف الدراسة التي نشرت في دورية (انالز أوف اونكولوجي the Annals of Oncology) التي تعني بسجلات علم الاورام ان "الباحثين يريدون ان تبدو دراساتهم ايجابية"، وفي ثلثي 164 دراسة قام تانوك وزملاؤه بفحصها لم يتم ادراج الاثار الجانبية الخطيرة سواء للعلاج الكيماوي أو الاشعاعي أو الجراحي في ملخص البحث. ومثل هذه الملخصات توجز النتائج وتقع في بضع مئات من الكلمات.

وقال تانوك في مستشفى برنسيس مارجريت في تورونتو "هذا أمر مهم" لانه ليس لدى الاطباء متسع من الوقت للقراءة، وأضاف "معظمنا مشغول.. نكتفي بمطالعة ملخصات الابحاث وتصفح الجداول والاحصائيات."

وفي واقع الامر فان خمس الدراسات لم تذكر الاثار الجانبية الخطيرة في جداول النتائج ولم تذكرها ثلث هذه الدراسات سواء في ملخص الدراسة أو الجزء الخاص بالمناقشة، وقال تانوك ان الامر الاكثر اثارة للدهشة هو انه اذا لم ينجح العلاج كما يأمل المرء فان الباحثين يحركون محددات البحث وينشرون النتائج التي لم تصمم الدراسة في الاصل لاختبارها، وغالبا ما تكون هذه "الاهداف الثانوية" أقل أهمية ومغزى. وعلى سبيل المثال هناك فرق بين بيان الاشخاص الذين عاشوا فترة أطول أو بالاحرى عاشوا فترة أطول دون ان يعاودهم السرطان، وأبحاث السرطان ليست المجال الوحيد الذي يهتم به بعض الباحثين. بحسب رويترز.

وقال تانوك - الذي قام فريق العاملين معه بتحليل تقارير تجارب المرحلة الاخيرة للنوع الذي تستخدمه ادارة الاغذية والعقاقير الامريكية لتقرر ان كانت ستوافق على العقاقير - إن الباحثين "يكتسبون مزيدا من النفوذ اذا جاءت الدراسات ايجابية"، وأضاف ان ثمة ضغوطا مختلفة على الباحثين كي تبدو نتائجهم أفضل مما هي عليه بالفعل بما في ذلك شركات الادوية التي غالبا ما تتبنى التجارب. لكن جاء في دراسته ان من مول الدراسة لم تكن له علاقة بالكيفية التي طرحت بها النتائج.

الغازات المنبعثة من محركات الديزل

فيما صنف مركز ابحاث السرطان التابع لمنظمة الصحة العالمية الغازات المنبعثة من محركات الديزل بين المواد الاكيدة المسببة للسرطان لدى البشر، وكان المركز ومقره ليون في فرنسا، صنف في 1988 محركات الديزل باعتبارها من مسببات السرطان المحتملة لدى الانسان (المجموعة 2)، كما قال المركز في ختام اجتماع عمل، وقال الخبراء المجتمعون في ليون انه بات لديهم اليوم ما يكفي من الادلة ليبرهنوا ان التعرض للغازات المنبعثة من محركات الديزل مرتبط بخطر متزايد للاصابة بسرطان الرئة، بما يتيح تصنيف هذه الغازات ضمن مجموعة المواد الاكيدة المسببة للسرطان لدى البشر (المجموعة 1)، ومنذ 1971، تم تقييم اكثر من 900 عنصر وتصنيف اكثر من 400 منها بين مسببات اكيدة او محتملة للسرطان لدى الانسان. بحسب رويترز.

المفروشات المنزلية

الى ذلك بينت الدراسة، التي نشرت على مجلة تايم الأمريكية أن الباحثين ومن خلال تفحصهم للمفروشات في عدد من المنازل بالولايات المتحدة، ومن خلال تحليل الهواء داخل هذه المنازل، تمكنوا من ربط وجود نوع واحد على الأقل من الغازات السامة الصادرة عن هذه المفروشات في 85 في المائة من المنازل.

وكشفت الدراسة أن من بين هذه الغازات السامة الصادرة عن المفروشات، غاز "ثنائي الفينيل متعدد الأثير،" والذي يسبب تسمم الكبد والغدة الدرقية بالإضافة إلى التسبب بمشاكل بالجهاز العصبي، بحسب ذكرته وكالة حماية البيئة الأمريكية، حيث تم منع استخدامه في العام 2004 في عمليات تصنيع المفروشات. بحسب لـCNN.

ووجد الباحثون آثار لغازات سامة أخرى مثل "دي دي تي" و "تريس" اللذان لهما علاقة على البناء الهرموني عند الأفراد، وخصوصا عند الأطفال وتم منعهما أيضا قبل أعوام عديدة، ونقل التقرير على لسان أحد الباحثين، روبين دودسون "ما يثير القلق أن العديد من هذه الغازات لها صلات بأمراض كالسرطان والتشوه الوظيفي للهرمونات، الأمر الذي من الضروري الالتفات إليه".

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 5/آذار/2013 - 23/ربيع الثاني/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م